خطة القضاء على «الكردستاني» تنتظر إردوغان في بغداد

أنباء عن نشر منظومة «إس 400» الروسية على حدود البلدين

إردوغان أكد أنْ لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد أنْ لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)
TT

خطة القضاء على «الكردستاني» تنتظر إردوغان في بغداد

إردوغان أكد أنْ لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)
إردوغان أكد أنْ لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل بلاده والمنطقة (الرئاسة التركية)

أكدت مصادر تركية أن الخطط الخاصة بعملية كبيرة للقضاء على حزب العمال الكردستاني في شمال العراق باتت جاهزة، ومن المتوقع مناقشة تنفيذها خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان إلى بغداد في 22 أبريل (نيسان) الحالي.

وقالت المصادر إن أنقرة انتهت من تحديد الخطوات التي ستتخذها لتطهير الخط المؤدي إلى السليمانية من عناصر «العمال الكردستاني»، وبدأ تعيين القوات وعناصر الدعم التي ستعبر الحدود، كما تسارعت عملية شحن الوحدات المدرعة والعسكرية والعناصر اللوجيستية، وسيتم الدفع بها إلى الخط الحدودي بعد عطلة عيد الفطر.

منظومة روسية

ونقلت صحيفة «حرييت» القريبة من الحكومة التركية عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أن أنقرة تعتزم نشر منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400»، على حدودها مع العراق في إطار العملية واسعة النطاق التي تستهدف «العمال الكردستاني»، والتي ستجرى بالتنسيق مع بغداد وأربيل، وسيتم التركيز إلى جانب الهجوم البري على إحباط هجمات عناصر التنظيم الإرهابي (العمال الكردستاني) بالطائرات المسيرة.

وتثير المنظومة الروسية المؤلفة من بطاريتين، والتي حصلت عليها تركيا من روسيا صيف عام 2019، خلافاً مع الولايات المتحدة ومخاوف من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو) من استخدام دولة عضو بالحلف المنظومة التي قد تؤدي إلى انكشاف روسيا على أنظمته العسكرية.

وتعرضت تركيا لعقوبات أميركية بسبب شراء المنظومة الروسية، منها منعها من اقتناء مقاتلات «إف 35»، ولم تتمكن حتى الآن من استخدامها.

وذكرت الصحيفة أن فصائل المعارضة المسلحة السورية الموالية لأنقرة أكدت أنها ستقدم كل الدعم الممكن للعملية التركية المرتقبة في شمال العراق.

وتهدف تركيا من خلال العملية القضاء على مواقع «العمال الكردستاني» داخل حدود منطقة عملية «المخلب» العسكرية الدائرة منذ عام 2019، من خلال عمليات برية مع إسناد جوي وإغلاق الحدود البالغ طولها 378 كيلومتراً بشكل كامل بعمق 40 كيلومتراً، أسوة بما يجري العمل عليه في شمال سوريا.

وبحسب المصادر، سيتم الوصول إلى الخط الحدودي بما في ذلك منطقة غارا المعروفة بكهوف وملاجئ «العمال الكردستاني» لتدميرها، ووضع المنطقة تحت السيطرة الدائمة للقوات التركية لمنعه من استخدامها مرة أخرى.

ومن المتوقع أن تقدم حكومتا بغداد وأربيل الدعم الاستخباري، وأن تتخذا إجراءات ضد «العمال الكردستاني» في السليمانية وسنجار.

صورة بثّتها «الخارجية» التركية عقب لقاء الوزير هاكان فيدان نظيره العراقي فؤاد حسين الشهر الماضي

منطقة آمنة

وأكد مسؤول بوزارة الدفاع التركية، الشهر الماضي، التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون مع المسؤولين العراقيين حول إنشاء منطقة آمنة بعمق 40 كيلومتراً في شمال العراق بحلول الصيف، كما أعلن الرئيس رجب طيب إردوغان.

وذكر أنه تم الاتفاق، خلال الاجتماع الأمني رفيع المستوى الذي عقد ببغداد في 13 مارس (آذار) الماضي، بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات والأمن، على إنشاء مركز عمليات مشتركة لتنسيق التحركات ضد حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق.

وأضاف أن الاستعدادات مستمرة لإعداد وثيقة الإطار الاستراتيجي المزمع توقيعها بين البلدين خلال زيارة إردوغان إلى بغداد، وأن إحدى القضايا التي نريد تضمينها في هذه الوثيقة هي إنشاء مركز العمليات المشتركة، وسيتم تحديد التفاصيل الفنية لتشغيل المركز بعد توقيعها.

وتسعى تركيا للقضاء على وجود حزب «العمال الكردستاني» في شمال العراق، وقطع صلته مع وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً في إطار الحرب على «داعش» بالتعاون مع بغداد.

وفي هذا الإطار، عقدت سلسلة من الاجتماعات بدأت باجتماع أمني رفيع المستوى بأنقرة في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعقبته زيارات متبادلة لوزراء الخارجية والدفاع ومسؤولي المخابرات والأمن في البلدين، إلى جانب زيارات المسؤولين الأتراك لأربيل.

وتريد تركيا شن عملية عسكرية واسعة للقضاء على وجود «العمال الكردستاني» في شمال العراق بالتعاون مع بغداد، التي ربطت مشاركتها في هذه الجهود بالتعاون في ملفات الطاقة والمياه والنقل إلى جانب مشروع طريق التنمية، وهو ما لاقى ترحيباً من أنقرة.


مقالات ذات صلة

بارزاني يتسلم رسالة من أوجلان وسط مساعٍ للسلام مع أنقرة

شؤون إقليمية صورة نشرها موقع بارزاني الرسمي من استقباله لوفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» التركي الداعم للأكراد الأحد

بارزاني يتسلم رسالة من أوجلان وسط مساعٍ للسلام مع أنقرة

وفد من حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» ينقل رسالة من عبد الله أوجلان إلى مسعود بارزاني في إطار جهود السلام مع أنقرة.

«الشرق الأوسط» (أربيل )
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان متحدثاً خلال ندوة حول المرحلة الانتقالية في سوريا ضمن مؤتمر ميونيخ للأمن بحضور وزير الخارجية في الإدارة السورية أسعد الشيباني (الخارجية التركية)

تركيا اتفقت مع الأردن والعراق وسوريا على «تحالف رباعي» ضد «داعش»

اتفقت تركيا والأردن والعراق وسوريا على آلية للتعاون المشترك ضد تنظيم «داعش» ترمي أنقرة من خلاله إلى تحقيق هدف آخر يتعلق بوقف الدعم الأميركي للوحدات الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أنصار حزب «العمال الكردستاني» تظاهروا في أنحاء أوروبا السبت في الذكرى 26 لاعتقال أوجلان للمطالبة بإطلاق سراحه (أ.ف.ب)

تركيا: احتجاجات واعتقالات بعد عزل رئيس بلدية مؤيد للأكراد

اعتقلت الشرطة التركية عدداً من أنصار رئيس بلدية وان (شرق تركيا) المعارض عبد الله زيدان، الذي عزلته وزارة الداخلية من منصبه، وعيّنت والي المدينة وصياً عليها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أتراك يقفون خلف العلم الوطني التركي (د.ب.أ)

بتهمة «صلته بالإرهاب»... تركيا تعزل رئيس بلدية مؤيداً للأكراد من منصبه

أعلنت وزارة الداخلية التركية اليوم (السبت)، أن السلطات عزلت رئيس بلدية آخر بناء على إدانة على صلة بالإرهاب، وفق ما نشرت «وكالة الأنباء الألمانية».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية أتراك يتظاهرون احتجاجاً على اعتقال أحد رؤساء البلديات من حزب «الشعب الجمهوري» المعارض (موقع الحزب)

إردوغان يتمسك بدستور جديد لتركيا... والبرلمان الأوروبي يندد باعتقالات معارضين

فيما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بدستور جديد للبلاد قبل انتخابات 2028، ندد البرلمان الأوروبي بإجراءات بحق رؤساء بلديات معارضين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بارزاني يتسلم رسالة من أوجلان وسط مساعٍ للسلام مع أنقرة

صورة نشرها موقع بارزاني الرسمي من استقباله لوفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» التركي الداعم للأكراد الأحد
صورة نشرها موقع بارزاني الرسمي من استقباله لوفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» التركي الداعم للأكراد الأحد
TT

بارزاني يتسلم رسالة من أوجلان وسط مساعٍ للسلام مع أنقرة

صورة نشرها موقع بارزاني الرسمي من استقباله لوفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» التركي الداعم للأكراد الأحد
صورة نشرها موقع بارزاني الرسمي من استقباله لوفد حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» التركي الداعم للأكراد الأحد

سلّم وفد من حزب «المساواة وديمقراطية الشعوب» التركي، الداعم للأكراد، رسالة من عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني، إلى الزعيم الكردي العراقي مسعود بارزاني، وذلك في إطار المساعي الرامية إلى إعادة إطلاق عملية السلام مع أنقرة.

ونقل الموفدون من القوة الثالثة في البرلمان التركي «الرسالة خلال اجتماع الأحد قرب عاصمة إقليم كردستان العراق المتمتع بحكم ذاتي»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية»، نقلاً عن مكتب بارزاني.

ويخوض حزب العمال الكردستاني نزاعاً مسلحاً منذ أربعة عقود مع السلطة المركزية التركية، وتصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية».

وتقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة متمردي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان.

من جهته، دعا بارزاني إلى «أن يركز جميع الأطراف جهودهم على إنجاح عملية السلام» باعتبارها «الطريق الوحيد الصحيح للوصول إلى حل» النزاع.

واستمرّ اللقاء «ساعة و45 دقيقة»، بحسب بيان صدر عن الوفد التركي برئاسة النائبين سيري سورييا أوندر وبرفين بولدان اللذين زارا أوجلان مرتين في سجن جزيرة إيمرالي قبالة سواحل إسطنبول، حيث يقبع مؤسس حزب العمال الكردستاني منذ 1999.

وأكّد أوجلان خلال اللقاءين أنه «مصمم» على المشاركة في عملية المصالحة.

فيما كانت جهود السلام مجمدة منذ نحو عقد، أطلق معسكر إردوغان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي بطرحها في أكتوبر (تشرين الأول) على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة.

ودعا بهجلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحلّ حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه.

مؤيدون لمؤسس «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان يرفعون صوره في إسطنبول يوم 17 مارس الماضي (رويترز)

وأوضح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في بيانه المقتضب الأحد أن الوفد «قدّم معلومات عن الاجتماعات التي عُقدت مع السيد أوجلان، وتلقى آراء ومقترحات وأفكار بارزاني فيما يتعلق بالعملية».

وسيواصل الوفد لقاءاته في أربيل، الاثنين، مع رئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني، على أن يتوجه الثلاثاء إلى السليمانية، ثاني أكبر مدن الإقليم، للقاء رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني.

ومن المتوقّع أنّ يُطلق أوجلان «نداء تاريخياً» خلال الأسابيع المقبلة، يأمل الكثيرون أن يشكل مدخلاً لحلّ ديمقراطي لـ«القضية الكردية».

ورغم أنّ موعد رسالته المرتقبة لم يُحدد بعد، فإنّ الزعماء السياسيين الأكراد يقولون إنّه وشيك، ويؤكدون أنّ الرسالة ستصدر قبل عيد النوروز (رأس السنة الكردية) في مارس.

غير أن التوجّس والقلق لا يزالان قائمين، إذ سبق أن سادت آمال بتحقيق السلام سرعان ما تبددت، ولا سيما عند انهيار الهدنة التي تمّ التوصل إليها في عام 2015، ما أدى إلى اندلاع العنف في جنوب شرقي تركيا.