إعلام «الحرس الثوري» يُذكر بترسانتها «القادرة على ضرب إسرائيل»

بعضها حديث ولم يدخل الخدمة

المعرض الدائم للصواريخ الباليستية التابعة لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)
المعرض الدائم للصواريخ الباليستية التابعة لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)
TT

إعلام «الحرس الثوري» يُذكر بترسانتها «القادرة على ضرب إسرائيل»

المعرض الدائم للصواريخ الباليستية التابعة لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)
المعرض الدائم للصواريخ الباليستية التابعة لـ«الحرس الثوري» في طهران (فارس)

وسط تهديدات إيرانية للانتقام من مقتل قادة لـ«الحرس الثوري» في سوريا، نشرت صحیفة «همشهري» التابعة لبلدية طهران، مساء السبت، أسماء صور تسعة صواريخ باليستية إيرانية، قالت إنها «قادرة على ضرب إسرائيل»، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت فعلياً جاهزة للاستخدامات القتالية أم لا.

وتحول تقرير الصحيفة إلى محور حملة إعلام «الحرس الثوري»، في وقت، تتصاعد تهديدات المسؤولين الإيرانيين بتنفيذ الرد على الضربة الإسرائيلية.

ويشرف على تحرير صحيفة «همشهري» فريق مقرب من «الحرس الثوري» بعد تولي النائب المحافظ المتشدد على زاكاني لمنصب رئيس بلدية طهران. وبذلك فإن الصحيفة التي كانت لفترات طويلة محسوبة على التيار الإصلاحي، باتت خاضعة للمتشددين، خصوصاً أوساط «الحرس الثوري».

ويأتي تقرير الصحيفة عن ترسانة الصواريخ الباليستية «الضاربة لإسرائيل»، وسط انقسام ومخاوف في طهران من تداعيات أي هجوم، ودعا بعض المحللين إلى توجيه «رد محسوب» لا يجر إيران إلى أتون حرب شاملة مع إسرائيل التي تملك السلاح النووي.

ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الرد على إسرائيل قادم لا محالة، وإنه سيجلب الندم، لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانت طهران ستقدم فعلياً على إطلاق صواريخ من أرضها على إسرائيل. وسبق لإيران أن هاجمت الأراضي السورية والعراقية والباكستانية بصواريخ باليستية وطائرات مسيَّرة.

وإذا ما هاجمت إيران، عدوتها إسرائيل، فسيكون ذلك، أول مواجهة بين الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية المتقدمة، والصواريخ الباليستية، التي تقول إيران إنها «أسلحة رادعة».

ويتراوح مدى الصواريخ بين 1400 إلى 2500 كليومتر. ودخل بعضها الخدمة منذ سنوات، بينما هناك قسم آخر، أقدمت إيران على تجريبه، دون أن يتضح موعد دخولها الخدمة. وتضم القائمة، صاروخ «فتاح 2» الفرط صوتي الذي أزاحت إيران عن هيكله، خلال زيارة المرشد الإيراني علي خامنئي إلى معرض صواريخ «الحرس الثوري» في نوفمبر الماضي.

قائد الوحدة الصاروخیة لـ«الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده يشرح لخامنئي مكونات صاروخ «فتاح 2» (موقع المرشد)

ومن الواضح أن صاروخ «فتاح 2» لا يزال في طور الإنتاج، ولم يتم تجريبه بعد، وقد يستغرق سنوات لكي يصل مرحلة التكثير. وعلى ما يبدو أن الكشف المبكر عن خطط إنتاج، يعود إلى زيارة خامنئي لمعرض الصواريخ التي جاءت في سياق الرد الإيراني على تمسك القوى الغربية بالقيود الشاملة على برنامج الصواريخ والمسيرات، والتي كانت من المقرر إلغاؤها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بموجب جدول الاتفاق النووي المنهار.

ولم تكشف إيران بعد عن مواصفات صاروخ «فتاح 2» في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن صحيفة «همشهري» ذكرت في تقريرها أنه يصل إلى 1400 كليومتر.

حقائق

برنامج إيران الصاروخي

«منظمة الحد من التسلح»، ومقرها واشنطن عن البرنامج الصاروخي الإيراني:

  • يعتمد بدرجة كبيرة على تصميمات من كوريا الشمالية وروسيا واستفاد من مساعدات صينية.
  • يضم نحو ألف صاروخ قصير ومتوسط المدى، من أكبر برامج نشر الصواريخ في الشرق الأوسط.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أعلن «الحرس الثوري» بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن إنتاج أول صاروخ فرط صوتي «فتاح 1»، ويعمل بالوقود الصلب ويصل مداه إلى 1400 كليومتر. ومن غير الواضح إذا ما أجرت إيران اختباراً للصاروخ.

ومن بين الصواريخ التي أشارت إليها صحيفة همشهري، صاروخ «خرمشهر 4» البالغ مداه ألفى كيلومتر. وصاروخ «سجيل» الذي يصل مداه إلى ألفي وخمسمائة كيلومتر. وصاروخ «قاسم سليماني» البالغ مداه 1400 كلم. وصاروخ «خيرشكن» البالغ مداه 1450 كيلومتراً. وصاروخ كروز «باوه» الذي يصل لـ1650 كيلومتراً. وصاروخ «قدر» البالغ مداه 1950 كليومتراً. وصاروخ «عماد» الذي يصل لـ1700 كيلومتر. وصاروخ شهاب 3 البالغ مداه ألفي كيلومتر ويعمل بالوقود السائل.

ويبلغ مدى صاروخ «سجيل» الباليستي ألفي كلم وتم اختباره لأول مرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008 ويتكون من طابقين ومحرك يستخدم وقوداً صلباً مشتركاً.

ودخل صاروخي «خرمشهر» و«حاج قاسم»، الخدمة في أغسطس (آب) الماضي. وأصدر رئيسي أمراً بتسليح الوحدتين الصاروخية في «الحرس الثوري» والجيش الإيراني.

وكشفت إيران عن الجيل الرابع من «خرمشهر» في 2016، قبل أن تقوم بتجريبها في يناير (كانون الثاني) 2017، وقالت الدول الأوروبية والولايات المتحدة حينها إن تجربة الصاروخ تتعارض مع القرار «2231» الذي يتبنى الاتفاق النووي، وتتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.

وكانت وزارة الدفاع الإيرانية قد أعلنت في مايو (أيار) الماضي، أحدث صواريخ «خرمشهر»، باسم «خيبر» ويعمل بالوقود السائل ويصل مداه إلى ألفي كيلومتر. ويحمل رأساً حربياً يزن 1500 كيلوغرام.

ويختلف صاروخ «خيبر» عن «خيبر شكن»، وهو صاروخ أرض-أرض يبلغ مداه 1450 كليومتراً و أعلن «الحرس الثوري» إنتاجه في يوليو (تموز) 2022.

وليس من الواضح، إذا ما كانت صواريخ «خرمشهر 4» جاهزة بالفعل لدخول الخدمة. وقال نائب وزير الدفاع الإيراني، مهدي فرحي في مايو (أيار) الماضي إن الصاروخ بمقدورة ضرب الأهداف في 12 دقيقة.

وفي أغسطس 2020 أعلنت الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» تطوير صاروخ باليستي «تكتيكي» يصل مداه إلى 1400 باسم «حاج قاسم».

وعادة تنشر وسائل الإعلام الإيرانية تقارير عن الصواريخ التي تصل إسرائيل في الأوقات المتأزمة، ففي سبتمبر (أيلول) 2019، نشرت وكالات إيرانية تقريراً مماثلاً على نطاق واسع، يشير إلى ستة صواريخ باليستية وكروز قادرة على ضرب إسرائيل، وبينها شهاب 3 و «عماد» و«خرمشهر»، وقدر وسجيل و صاروخ كروز «هويزه 8» الذي يصل لـ1350 كيلومتراً، وتقول إيران إنها اجتازت اختباراً لضرب أهداف على بعد 1200 كليومتر.

ويقول خبراء غربيون إن إيران تبالغ عادةً في قدرات أسلحتها وإنْ كانت هناك مخاوف إزاء برنامجها الصاروخي وبخاصة الصواريخ الباليستية طويلة المدى، لكنّ تطوير البرنامج الصاروخي والطائرات المُسيّرة بات يمثل أولوية قصوى لـ«الحرس الثوري».

حقائق

هجمات صاروخية سابقة

  • في 17 يناير (كانون الثاني) 2024 أطلق «الحرس الثوري» 24 صاروخاً باليستياً على مناطق في سوريا والعراق، في أعقاب هجوم دامٍ استهدف مراسم ذكرى قاسم سليماني بمدينة كرمان وتبناه تنظيم «داعش خراسان». وقال «الحرس» إنه استهدف «مقر تجسس للموساد في أربيل ومقر تجمع الإرهابيين في إدلب السورية». وأطلق «الحرس» لأول مرة 4 من صواريخ «خيبر شكن»، من بين تسعة صواريخ أصابت إدلب. وكانت المرة الأولى التي يطلق فيها هذا الصاروخ من مسافة 1300 كليومتر، بحسب قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده. ولم يحدد «الحرس» نوعية 20 صاروخاً، وأظهرت فيديوهات إطلاق صواريخ من طراز «فاتح 110».
  • أطلق «الحرس الثوري» في مارس (آذار) 2022، 12 صاروخاً باليستياً من طراز «فاتح 110» على محيط أربيل. وقال حينها إن الهجوم «أصاب مراكز استراتيجية إسرائيلية». وجاء الهجوم رداً على غارة جوية إسرائيلية قضت على اثنين من ضباط «الحرس الثوري» في سوريا.
  • شن «الحرس الثوري» الإيراني في سبتمبر 2022 هجوماً بأكثر من 70 صاروخاً أرض - جو، وأطلق العشرات من الطائرات المسيّرة المفخخة على كردستان العراق، استهدفت مقرات «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» ومدرسة للاجئين الإيرانيين، ومخيمات اللاجئين في قضاء كويسنجق بمحافظة أربيل، ومقرات جناحي «حزب الكوملة الكردستاني» في منطقة زركويز بمحافظة السليمانية، ومقرات «حزب الحرية الكردستاني الإيراني» في جنوب أربيل. وفُسرت تلك الهجمات في الداخل الإيراني بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت شرارتها في طهران، وتوسعت في المدن الكردية على خلفية وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي تنحدر من مدينة سقز، في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.
  • وفي الثامن من يناير 2020 استهدف «الحرس الثوري» قاعدة «عين الأسد» بغرب العراق، مقر القوات الأميركية، رداً على مقتل مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، قاسم سليماني بضربة جوية قرب مطار بغداد، أمر بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
  • وفي سبتمبر 2018، أطلق «الحرس الثوري» 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى «أرض - أرض»، على مقر «الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني» (المعارض) في كويسنجق بين أربيل والسليمانية، وسقط نحو 50 شخصاً بين قتيل وجريح.


مقالات ذات صلة

تلويح إيراني بالردع... «سلاح نووي» وأكثر

شؤون إقليمية خامنئي يتحدث إلى قائد «الوحدة الصاروخية» في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده خلال نوفمبر الماضي (موقع المرشد)

تلويح إيراني بالردع... «سلاح نووي» وأكثر

لوّحت إيران بتغيير عقيدتها نحو إنتاج السلاح النووي، وحذرت بأن «حزب الله» اللبناني بإمكانه تهديد حقول الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية قاآني في المكتب التمثيلي لـ«حزب الله» مع مبعوث الحزب عبد الله صفي الدين بطهران في 29 سبتمبر الماضي (التلفزيون الرسمي)

«الحرس الثوري»: قاآني سيظهر قريباً

قدمت إيران تلميحاً حول مصير قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، بعدما قالت إن المرشد علي خامنئي سيقلده قريباً ما يُعرف بـ«وسام النصر».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض الصواريخ كما شُوهدت من عسقلان (رويترز)

«الحرس الثوري»: أطلقنا الصواريخ على إسرائيل بعد هجوم سيبراني

قدّم مسؤول بارز في «الحرس الثوري» رواية جديدة عن الهجوم الصاروخي الذي شنته طهران على إسرائيل، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الجندي البريطاني السابق دانيال عابد خليفة (أ.ب)

جندي بريطاني سابق متهم بمساعدة إيران أراد أن يكون «عميلاً مزدوجاً»

كشف ممثلو الادعاء أمام محكمة في لندن، الثلاثاء، أن جندياً بريطانياً سابقاً نقل معلومات حساسة إلى أشخاص على صلة بـ«الحرس الثوري الإيراني» ثم فر لاحقاً من السجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية امرأة إيرانية ترفع علامة النصر أثناء مرورها بجانب أعلام إيران ولبنان و«حزب الله» في أحد شوارع طهران اليوم (إ.ب.أ)

الجيش الإيراني يتوعد إسرائيل برد «مدمر» على أي هجوم

قال محمد رضا عارف نائب الرئيس الإيراني إن التهديدات «لن تدفع إيران للوراء»، وقلل من تأثير غياب حسن نصر الله على تغيير نهج إيران وجماعة «حزب الله».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

واشنطن: اتصال بايدن ونتنياهو كان مباشراً وبناءً

نتنياهو وبايدن في تل أبيب أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
نتنياهو وبايدن في تل أبيب أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

واشنطن: اتصال بايدن ونتنياهو كان مباشراً وبناءً

نتنياهو وبايدن في تل أبيب أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)
نتنياهو وبايدن في تل أبيب أكتوبر الماضي (أرشيفية - رويترز)

أجرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، اتصالاً هاتفياً بالرئيس الأميركي جو بايدن.

قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين كان «مباشراً وبناء»، وتضمن محادثات بشأن هجوم محتمل على إيران.

وقال مصدر لوكالة «رويترز» إن نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس انضمت إلى المكالمة. والاتصال، الذي جرى في فترة الصباح بتوقيت الولايات المتحدة، أول محادثة معروفة بين الزعيمين منذ أغسطس (آب).

ومن المتوقَّع أن تشمل المحادثات مناقشة الخطط الإسرائيلية لتنفيذ ضربة انتقامية على إيران.

ويترقب الشرق الأوسط رد إسرائيل على هجوم صاروخي إيراني، الأسبوع الماضي، رداً على التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان. ولم يؤدِّ الهجوم الإيراني في نهاية المطاف إلى مقتل أحد في إسرائيل، ووصفته واشنطن بأنه غير فعال.

كما تزامن الاتصال مع تصعيد حاد في الصراع بين إسرائيل من جهة، وإيران و«حزب الله» من جهة أخرى، دون ظهور أي بادرة على قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الصراع مع حركة «حماس».