إسطنبول ونجل أربكان… إردوغان يخسر مرتين

الرئيس تراجع حتى في الحي الذي يسكن فيه... و«الرفاه» يشق طريق «الأربكانية» الجديدة

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)
TT

إسطنبول ونجل أربكان… إردوغان يخسر مرتين

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)

2018 كان عاماً ثقيلاً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حين ظهر نجم اثنين من السياسيين الشباب؛ الإسلامي فاتح أربكان، زعيم حزب «الرفاه من جديد»، والعلماني أكرم إمام أوغلو، أحد أبرز وجوه المعارضة في البلاد.

في ديسمبر (كانون الأول) ذلك العام، سافر كليتشدار أوغلو، وكان زعيماً لحزب «الشعب الجمهوري»، إلى منزل حسن إمام، والد أكرم، في ولاية طرابزون، وقال: «جئنا نطلب يد ابنك لإسطنبول».

يومها كان أكرم إمام رئيساً لبلدية «بيليك دوزو»، حي الطبقة المتوسطة في إسطنبول الأوروبية، شمال بحر مرمرة، الذي تحول بعد زلزال عام 1999، وبسبب مبانيه الحديثة، إلى تجمع للمهاجرين الخائفين من المنازل المتهالكة في البلدات المجاورة.

في غمرة تحضيرات المعارضة، أعلن فاتح أربكان تأسيس حزب «الرفاه من جديد»، بنزعة إسلامية، وبمباركة من عبد الحميد قايي خان، حفيد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

في 2019 فاز أكرم إمام بانتخابات محلية خسرها حزب «العدالة والتنمية»، وانتزع حلم إردوغان التاريخي في عمادة إسطنبول.

مؤيدو حزب «الشعب الجمهوري» المعارض يُلوّحون بعَلم تركيا (أ.ف.ب)

بعد 6 سنوات، في الاقتراع المحلي الذي أُجري الأحد الماضي، ينجح عمدة إسطنبول في الاحتفاظ بالقلب التاريخي والاقتصادي لتركيا، أما أربكان، المفاجأة، فقد حوّل جزءاً من أصوات حزب «العدالة والتنمية» لصالحه، بعد منافسة تحكمت بها عوامل متشابكة، لم تكن الحرب في غزة بعيدة عنها.

حقق «الشعب الجمهوري» فوزاً كبيراً بمدينتي إسطنبول وأنقرة الرئيسيتين، وحل أولاً بنحو 37.7 في المائة من أصوات الناخبين في عموم البلاد، وانتزع بـ35 بلدية.

وفاز حزب «الرفاه من جديد» ببلديتين كبريين، من بينهما «يوزغات» و«شانلي أورفا»، المدينة التاريخية جنوب شرقي البلاد، أحد معاقل «العدالة والتنمية».

طريق أكرم إمام

من المرجح أن طريق إمام أوغلو كانت مُعبّدةً إلى حد كبير داخل الحزب المعارض، الذي أجرى مراجعة عاصفة لخسارته الانتخابات البرلمانية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انتهت بإطاحة كليتشدار أوغلو من زعامة «الشعب الجمهوري».

لطالما أثار أكرم إمام انتباه المراقبين في تركيا، ولأنه يمثل حزباً قومياً علمانياً يكابد مراجعات تاريخية طويلة بشأن ضموره السياسي في البلاد، قدم الرجل نموذجاً مغايراً إلى حد ما.

لقد كان مفاجئاً أن يحضر عمدة إسطنبول عام 2019 صلاة الغائب على أرواح ضحايا هجوم مسجدين في نيوزلندا؛ شوهد يقرأ آيات قرآنية، بينما كان الجو العام داخل حزبه ينخرط في خطاب كراهية ضد الإسلاميين، حزب «العدالة والتنمية» على وجه الخصوص.

وصاغ أكرم إمام خطاباً معتدلاً مع سكان إسطنبول، وبدا أنه لا يواجه مرشحي الأحزاب المنافسة الأخرى، بل حتى حزبه الذي تتنازع أطرافه على قيادة المعارضة.

خلال حملته الانتخابية، كان أكرم إمام يتجول بين بلدات إسطنبول متحدثاً عن الخدمات والاقتصاد وحرية التعبير، بينما اضطر الرئيس إردوغان إلى خوض حملات مرشحيه في المدينة نيابةً عنهم، ولم يتحدث إلا عن «حماية منجزات تركيا من الآخرين»، وتعهَّد في آخر خطاب قبل الاقتراع، لنحو 16 مليون تركي يعيشون في إسطنبول، بـ«عصر جديد» في المدينة.

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (من حسابه على «إكس»)

في النهاية، فاز أكرم أمام بفارق تجاوز مليون صوت عن أقرب منافسيه، وزير التخطيط العمراني السابق، مراد كوروم، المرشح البارز لحزب «العدالة والتنمية».

إردوغان لم يخسر عمادة إسطنبول وحسب، لقد أُزيح حزبه من 9 بلديات مهمة في المدينة، أهمها «أسكودار» حيث يقع منزل إردوغان.

ويتذكر الأتراك حين فاز إردوغان بالرئاسة في يونيو (حزيران)، ذهب إلى «أسكودار» للاحتفال هناك، وصعد على متن حافلة أمام منزله وغنى باللغة التركية أمام حشود: «لمن لا يسأل ومن لا يسمع، نقوله له: نحبه... نحبه كثيراً»، وقال: «من هنا تبدأ مسيرتنا، نحن عشاق إسطنبول».

على ما يبدو، وطبقاً لنتائج الانتخابات، اختارت «أسكودار» مجلساً بلدياً من المعارضة، كما هو حال بلديات أخرى كانت تحت سيطرة الحزب الحاكم مثل «أيوب سلطان»، و«بيرم باشا».

في خطابه الأخير من أنقرة، التي خسرها أيضاً للمعارضة، قال إردوغان: «ما حدث نقطة تحول (...) وكما يقول الأجداد: الخير فيما وقع».

في التوقيت نفسه تقريباً، كان أكرم إمام يُلقي خطاب الفوز وسط إسطنبول أمام آلاف المحتفلين، «انتهت فترة الرجل الواحد. الأمة أعطت التعليمات، والجمهورية ستمضي من الآن وصاعداً، بأقصى سرعة».

كيف فاز أكرم إمام؟ ببساطة لأن إردوغان خسر الانتخابات. صحيح أن العامل الاقتصادي لعب دوراً حاسماً في تقرير مصير النتائج، لكن لماذا لم يكن هذا التأثير حاسماً في الاقتراع الرئاسي الذي فاز به إردوغان العام الماضي رئيساً لتركيا؟ يومها كان التضخم مرتفعاً أيضاً والقوة الشرائية في مستوى متدنٍّ.

«الأتراك يصوّتون للأشخاص الذين يحبونهم»، هذه العبارة ردّدها صحافيون ومراقبون ضيّفتهم وسائل الإعلام التركية خلال اليومين الماضيين، حين حاولوا الإجابة عن سؤال: لماذا خسر «العدالة والتنمية»؟

وانتقد كثيرون إردوغان على سياسته الحزبية التي قدمت للمجتمعات البلدية في تركيا شخصيات لم تحظَ بقبول السكان، وبات الأمر كأن الناخبين يفصلون بين إردوغان وحزبه؛ يصوّتون له، دون مرشحيه.

أربكان الابن... والأب

أكثر من أكرم إمام، كانت ضربة فاتح أربكان توجع أكثر. هذا الأخير كان حليف «العدالة والتنمية» في الانتخابات الرئاسية، ولم يكن كذلك في الانتخابات المحلية.

في خطاب الفوز، قال أربكان: «أصبحنا نجم هذه الانتخابات، ونتائجها أحيت المشروع الوطني»، الذي تبناه والده نجم الدين أربكان، رئيس الوزراء الأسبق، والذي يعده كثيرون عراب إردوغان ومعلمه، قبل أن يتمرد عليه.

صحيح أن حزب أربكان تحالف مع «العدالة والتنمية» في الانتخابات البرلمانية الماضية، لكنّ مسار العلاقة بينهما تَعقّد أكثر، لا سيما مع بدء الحرب على غزة.

ويعتقد كثيرون أن مساهمة أربكان في هذا التحالف لعبت دوراً حاسماً في ترجيح كفة إردوغان على كمال كليتشدار في السباق الرئاسي الأخير.

لقد طالب فاتح أربكان مراراً بقطع العلاقات مع إسرائيل، وضغط أنصاره وقيادات حزبه على الرأي العام لمعرفة حجم التبادل التجاري معها، حتى قرر في فبراير (شباط) الماضي الانشقاق عن «تحالف الجمهور» بقيادة إردوغان، في الانتخابات المحلية.

يربط كثيرون انشقاق أربكان بما فعله إردوغان نفسه حين تمرد على معلمه أربكان الأب، وساعده ذلك على الفوز ببلدية إسطنبول عام 1994، خصوصاً أن غالبية قيادات «الرفاه من جديد» الآن هم من المنشقين عن «العدالة والتنمية».

صورة تعود لعام 1997 تجمع رئيس الوزراء التركي نجم الدين أربكان ورئيس بلدية إسطنبول رجب طيب إردوغان (رويترز)

والد فاتح، نجم الدين أربكان رئيس الوزراء الأسبق بين 1996 و1997، كان زعيماً لحزب «الرفاه»، وتبنى منهج «مللي جورش»، (وتعني الرؤية الوطنية)، الذي يؤمن بأن «تطور تركيا يكون بالمحافظة على قيمها الدينية، ومنافسة الغرب بتحالفات واسعة مع الدول الإسلامية».

يتصاعد هذا الخطاب الآن بين أوساط «الأربكانيين» مع تفاقم الحرب في غزة، وتفاعل أربكان نفسه مع ذلك، حين كان يزرو أنطاكيا مطلع مارس (آذار) بالدعوة إلى «إغلاق قاعدة كوارجيك للرادار»، إلى جانب وقف التجارة مع إسرائيل.

تركيا غداً... مشهد جديد

بينما كانت تركيا تعلن نتائج الانتخابات الأخيرة، وأظهرت تقدم حزب أربكان الابن في عدد من الولايات، أجرى إردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لبحث «الأوضاع في غزة».

يشير صحافيون أتراك إلى أن الرئيس التركي سيُغيّر قليلاً من خطابه السياسي بشأن غزة أمام قاعدة شعبية ناقمة، لكنَّ قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل مرحلة متقدمة ومحل شك حتى الآن.

ماذا يعني كل هذا؟ من المرجَّح أن يتحرك إردوغان سريعاً لمراجعة البنية الهيكلية لحزب «العدالة والتنمية»، لا سيما الكوادر المحلية، بهدف عمليات تجديد قد تظهر خلال الأشهر المقبلة.

كما سيجري إردوغان تغييرات متوقعة على مواقفه السياسية بشأن إسرائيل، دون أن يذهب بعيداً إلى قطع العلاقات الاقتصادية لأن تركيا لا تملك الآن هذه الرفاهية.

في المقابل، فإن انكماش «العدالة والتنمية» في هذه الانتخابات شجع مراقبين على تقديم تصورات بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي ستكون وفقاً للمعطيات الحالية حلبة منافسة بين فاتح أربكان وأكرم إمام، في مشهد قد يغيّر الكثير في تركيا الحديثة وفي المنطقة.


مقالات ذات صلة

«دبلوماسية البندورة» تخرق المقاطعة بين أنقرة وتل أبيب... بوساطة فلسطينية

خاص بائع خضار ينسق علب البندورة في سوق خضار في تل أبيب (غيتي)

«دبلوماسية البندورة» تخرق المقاطعة بين أنقرة وتل أبيب... بوساطة فلسطينية

فبعد مداولات طويلة في الدوائر الحكومية المتخصصة، تبخرت الاتهامات الموجَّهة إلى إردوغان. وقررت الحكومة الإسرائيلية الامتناع عن أي إجراء مقاطعة لتركيا.

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فيكتور أوسيمين حطّ الرحال أخيراً في غالطة سراي التركي (أ.ب)

لماذا انتهى الأمر بأوسيمين في غالطة سراي؟

كان فيكتور أوسيمين موهبة نابولي في موسم 2022 - 2023؛ إذ فاز الفريق بأول لقب له في الدوري الإيطالي منذ 33 عاماً.

ذا أثلتيك (إسطنبول)
المشرق العربي صورة للناشطة عائشة نور إزغي إيغي كما قدمتها حركة التضامن الدولية (أ.ب) play-circle 00:29

عائلة ناشطة أميركية قتلت بالضفة الغربية تتهم إسرائيل وتطلب تحقيقاً مستقلاً

طالبت عائلة مواطنة تركية أميركية قتلت بالرصاص خلال مظاهرة احتجاج على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة بتحقيق مستقل في مقتلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
شؤون إقليمية جانب من الدمار في مدينة أضنة التركية جراء الزلزال الذي ضرب البلادفي فبراير 2023 (أ.ب)

زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب وسط تركيا

ضرب زلزال بقوة 4.9 درجة منطقة بوسط تركيا، حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
العالم ركاب طائرة «فيستارا» من مومباي إلى فرنكفورت يسيرون على طول المدرج في مطار أرضروم بشرق تركيا (أ.ب)

هبطت اضطرارياً في تركيا... تهديد كاذب بوجود قنبلة على متن طائرة هندية

أكد حاكم مدينة أرضروم بشرق تركيا أن التهديد بوجود قنبلة على متن طائرة تابعة لشركة «فيستارا إيرلاينز» الهندية كان كاذباً.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

إسرائيل تحقق في وثائق مزورة نَسبَ نتنياهو محتواها إلى «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (رويترز)
TT

إسرائيل تحقق في وثائق مزورة نَسبَ نتنياهو محتواها إلى «حماس»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشير إلى محور «فيلادلفيا» على الخريطة (رويترز)

بدأ الجيش الإسرائيلي تحقيقاً داخلياً في تسريب وثائق مزورة، أو تم التلاعب بها، إلى الصحافة الأجنبية، في محاولة على ما يبدو للتأثير على الرأي العام بشأن مفاوضات وقف النار والمحتجزين في قطاع غزة.

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يحقق في تسريب وثائق زُعم أنها لحركة «حماس»، ونُشرت في وسائل إعلام أجنبية بطريقة تتفق مع ما يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول محور فيلادلفيا وصفقة تبادل، وتهدف كما يبدو لمحاولة التأثير على الرأي العام في إسرائيل.

ونُشر تقريران مؤخراً، في صحيفة «بيلد» الألمانية، وصحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية، أحدهما حول وثيقة منسوبة لزعيم حركة «حماس» يحيى السنوار، ولم يكن السنوار يقف خلف الوثيقة نهائياً، أما الثاني فيتحدث عن وثيقة لخطط للسنوار للهروب من غزة مع محتجزين، وأيضاً لم يكن لها أصل.

يحيى السنوار (أ.ف.ب)

ويحاول الجيش معرفة من الذي يتلاعب في وثائق «حماس» السريّة التي تم الاستيلاء عليها في غزة، ويمرّرها إلى وسائل الإعلام الدولية.

وزعم تقرير لصحيفة «بيلد» الألمانية أن وثيقة لـ«حماس» عُثر عليها على جهاز حاسوب السنوار أظهرت تكتيكات الحركة للضغط على إسرائيل وتأخير محادثات المحتجزين.

تطابق مع نتنياهو

وكانت محتويات الوثيقة، التي تظهر أن «حماس» تسعى إلى بث الانقسام في الرأي العام الإسرائيلي، وأن الحركة لا تسعى إلى التوصل إلى اتفاق بسرعة، متطابقة تقريباً مع النقاط التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المقابلات والمؤتمرات الصحافية الأخيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه عثر على الوثيقة التي استشهدت بها صحيفة «بيلد» الألمانية قبل نحو خمسة أشهر في غزة، ولم يكتبها السنوار أبداً، بل كانت ورقة توصية وضعها ضابط متوسط ​​المستوى في «حماس».

وقال الجيش إن «المعلومات الواردة في الوثيقة تنضم إلى وثائق أخرى متطابقة كانت لدينا في الماضي، ولم تشكل معلومات جديدة».

مظاهرة في تل أبيب ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدعوة إلى إطلاق سراح الرهائن في غزة، وسط الصراع بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)

وقال الجيش إن التسريب «يشكل جريمة خطيرة وسيتم التحقيق فيه». أما صحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية فنشرت وثائق مزعومة عُثر عليها في غزة، تظهر أن السنوار يخطط لتهريب نفسه وقادة آخرين من الحركة، إلى جانب بعض المحتجزين الإسرائيليين المتبقين الذين اختطفوا في 7 أكتوبر، خارج غزة عبر محور فيلادلفيا ومن هناك إلى إيران.

الجيش ينفي الوثيقة

ويدعم هذا الادعاء المواقف الأخيرة لنتنياهو الذي يصر على بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وقد نقلت بعض وسائل الإعلام العبرية اليمينية تقرير صحيفة «جويش كرونيكل»، وقام يائير، نجل نتنياهو، بمشاركته على وسائل التواصل الاجتماعي. ورداً على تقرير صحيفة «جويش كرونيكل»، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا علم له بوجود مثل هذه الوثيقة.

وفي حديثه خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي، يوم الأحد، أشار نتنياهو إلى مقالة «بيلد» بالتفصيل وذكر اسم الصحيفة، وطالب الإسرائيليين بعد عملية قتل 3 على معبر «اللنبي» بين الأردن وعمان، بالتوحد، باعتبار أن السنوار كما جاء في صحيفة «بيلد» يسعى إلى تقسيم الإسرائيليين.

وقال نتنياهو: «خلال نهاية الأسبوع الماضي نشرت صحيفة (بيلد) الألمانية مستنداً رسمياً صدر عن (حماس)، الذي يكشف النقاب عن خطة عملها التي تنص على زرع التفرقة فيما بيننا، وممارسة الحرب النفسية على عائلات المخطوفين، وممارسة الضغط السياسي الداخلي والخارجي على حكومة إسرائيل، وتمزيقنا من الداخل ومواصلة الحرب حتى إشعار آخر، وحتى هزيمة إسرائيل».

كما أصر نتنياهو في الأسابيع الأخيرة على أن إسرائيل لا بد وأن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا في المستقبل المنظور، حتى خلال المرحلة الأولى المحتملة من اتفاق وقف إطلاق النار، باعتباره «أنبوب أكسجين حماس»، والاحتفاظ به أمر حاسم لمستقبل إسرائيل وتقويض الحركة، ومنعها من تهريب الأسلحة عبر الحدود، وحشد قواتها.

ذرائع

ونتنياهو متهم من قيادة الجيش والأجهزة الأمنية بأنه يعرقل اتفاقاً في غزة، ويخلق ذرائع لمنعه.

وأكدت «تايمز أوف اسرائيل» أن وزير الدفاع يوآف غالانت وجميع رؤساء الأجهزة الأمنية في إسرائيل قالوا إنه يمكن إيجاد حلول بديلة للسيطرة على الحدود مع مصر، وأن الجيش الإسرائيلي قد يعود بسرعة بعد المرحلة الأولى من الصفقة، أو في أي وقت آخر، وأعربوا عن مخاوفهم من أن نتنياهو يعرقل التوصل إلى صفقة محتملة من أجل إرضاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف والاحتفاظ بالسلطة.