إسطنبول ونجل أربكان… إردوغان يخسر مرتين

الرئيس تراجع حتى في الحي الذي يسكن فيه... و«الرفاه» يشق طريق «الأربكانية» الجديدة

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)
TT

إسطنبول ونجل أربكان… إردوغان يخسر مرتين

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)
رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو خلال الاحتفال بالفوز... 31 مارس 2024 (إ.ب.أ)

2018 كان عاماً ثقيلاً على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حين ظهر نجم اثنين من السياسيين الشباب؛ الإسلامي فاتح أربكان، زعيم حزب «الرفاه من جديد»، والعلماني أكرم إمام أوغلو، أحد أبرز وجوه المعارضة في البلاد.

في ديسمبر (كانون الأول) ذلك العام، سافر كليتشدار أوغلو، وكان زعيماً لحزب «الشعب الجمهوري»، إلى منزل حسن إمام، والد أكرم، في ولاية طرابزون، وقال: «جئنا نطلب يد ابنك لإسطنبول».

يومها كان أكرم إمام رئيساً لبلدية «بيليك دوزو»، حي الطبقة المتوسطة في إسطنبول الأوروبية، شمال بحر مرمرة، الذي تحول بعد زلزال عام 1999، وبسبب مبانيه الحديثة، إلى تجمع للمهاجرين الخائفين من المنازل المتهالكة في البلدات المجاورة.

في غمرة تحضيرات المعارضة، أعلن فاتح أربكان تأسيس حزب «الرفاه من جديد»، بنزعة إسلامية، وبمباركة من عبد الحميد قايي خان، حفيد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني.

في 2019 فاز أكرم إمام بانتخابات محلية خسرها حزب «العدالة والتنمية»، وانتزع حلم إردوغان التاريخي في عمادة إسطنبول.

مؤيدو حزب «الشعب الجمهوري» المعارض يُلوّحون بعَلم تركيا (أ.ف.ب)

بعد 6 سنوات، في الاقتراع المحلي الذي أُجري الأحد الماضي، ينجح عمدة إسطنبول في الاحتفاظ بالقلب التاريخي والاقتصادي لتركيا، أما أربكان، المفاجأة، فقد حوّل جزءاً من أصوات حزب «العدالة والتنمية» لصالحه، بعد منافسة تحكمت بها عوامل متشابكة، لم تكن الحرب في غزة بعيدة عنها.

حقق «الشعب الجمهوري» فوزاً كبيراً بمدينتي إسطنبول وأنقرة الرئيسيتين، وحل أولاً بنحو 37.7 في المائة من أصوات الناخبين في عموم البلاد، وانتزع بـ35 بلدية.

وفاز حزب «الرفاه من جديد» ببلديتين كبريين، من بينهما «يوزغات» و«شانلي أورفا»، المدينة التاريخية جنوب شرقي البلاد، أحد معاقل «العدالة والتنمية».

طريق أكرم إمام

من المرجح أن طريق إمام أوغلو كانت مُعبّدةً إلى حد كبير داخل الحزب المعارض، الذي أجرى مراجعة عاصفة لخسارته الانتخابات البرلمانية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، انتهت بإطاحة كليتشدار أوغلو من زعامة «الشعب الجمهوري».

لطالما أثار أكرم إمام انتباه المراقبين في تركيا، ولأنه يمثل حزباً قومياً علمانياً يكابد مراجعات تاريخية طويلة بشأن ضموره السياسي في البلاد، قدم الرجل نموذجاً مغايراً إلى حد ما.

لقد كان مفاجئاً أن يحضر عمدة إسطنبول عام 2019 صلاة الغائب على أرواح ضحايا هجوم مسجدين في نيوزلندا؛ شوهد يقرأ آيات قرآنية، بينما كان الجو العام داخل حزبه ينخرط في خطاب كراهية ضد الإسلاميين، حزب «العدالة والتنمية» على وجه الخصوص.

وصاغ أكرم إمام خطاباً معتدلاً مع سكان إسطنبول، وبدا أنه لا يواجه مرشحي الأحزاب المنافسة الأخرى، بل حتى حزبه الذي تتنازع أطرافه على قيادة المعارضة.

خلال حملته الانتخابية، كان أكرم إمام يتجول بين بلدات إسطنبول متحدثاً عن الخدمات والاقتصاد وحرية التعبير، بينما اضطر الرئيس إردوغان إلى خوض حملات مرشحيه في المدينة نيابةً عنهم، ولم يتحدث إلا عن «حماية منجزات تركيا من الآخرين»، وتعهَّد في آخر خطاب قبل الاقتراع، لنحو 16 مليون تركي يعيشون في إسطنبول، بـ«عصر جديد» في المدينة.

رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (من حسابه على «إكس»)

في النهاية، فاز أكرم أمام بفارق تجاوز مليون صوت عن أقرب منافسيه، وزير التخطيط العمراني السابق، مراد كوروم، المرشح البارز لحزب «العدالة والتنمية».

إردوغان لم يخسر عمادة إسطنبول وحسب، لقد أُزيح حزبه من 9 بلديات مهمة في المدينة، أهمها «أسكودار» حيث يقع منزل إردوغان.

ويتذكر الأتراك حين فاز إردوغان بالرئاسة في يونيو (حزيران)، ذهب إلى «أسكودار» للاحتفال هناك، وصعد على متن حافلة أمام منزله وغنى باللغة التركية أمام حشود: «لمن لا يسأل ومن لا يسمع، نقوله له: نحبه... نحبه كثيراً»، وقال: «من هنا تبدأ مسيرتنا، نحن عشاق إسطنبول».

على ما يبدو، وطبقاً لنتائج الانتخابات، اختارت «أسكودار» مجلساً بلدياً من المعارضة، كما هو حال بلديات أخرى كانت تحت سيطرة الحزب الحاكم مثل «أيوب سلطان»، و«بيرم باشا».

في خطابه الأخير من أنقرة، التي خسرها أيضاً للمعارضة، قال إردوغان: «ما حدث نقطة تحول (...) وكما يقول الأجداد: الخير فيما وقع».

في التوقيت نفسه تقريباً، كان أكرم إمام يُلقي خطاب الفوز وسط إسطنبول أمام آلاف المحتفلين، «انتهت فترة الرجل الواحد. الأمة أعطت التعليمات، والجمهورية ستمضي من الآن وصاعداً، بأقصى سرعة».

كيف فاز أكرم إمام؟ ببساطة لأن إردوغان خسر الانتخابات. صحيح أن العامل الاقتصادي لعب دوراً حاسماً في تقرير مصير النتائج، لكن لماذا لم يكن هذا التأثير حاسماً في الاقتراع الرئاسي الذي فاز به إردوغان العام الماضي رئيساً لتركيا؟ يومها كان التضخم مرتفعاً أيضاً والقوة الشرائية في مستوى متدنٍّ.

«الأتراك يصوّتون للأشخاص الذين يحبونهم»، هذه العبارة ردّدها صحافيون ومراقبون ضيّفتهم وسائل الإعلام التركية خلال اليومين الماضيين، حين حاولوا الإجابة عن سؤال: لماذا خسر «العدالة والتنمية»؟

وانتقد كثيرون إردوغان على سياسته الحزبية التي قدمت للمجتمعات البلدية في تركيا شخصيات لم تحظَ بقبول السكان، وبات الأمر كأن الناخبين يفصلون بين إردوغان وحزبه؛ يصوّتون له، دون مرشحيه.

أربكان الابن... والأب

أكثر من أكرم إمام، كانت ضربة فاتح أربكان توجع أكثر. هذا الأخير كان حليف «العدالة والتنمية» في الانتخابات الرئاسية، ولم يكن كذلك في الانتخابات المحلية.

في خطاب الفوز، قال أربكان: «أصبحنا نجم هذه الانتخابات، ونتائجها أحيت المشروع الوطني»، الذي تبناه والده نجم الدين أربكان، رئيس الوزراء الأسبق، والذي يعده كثيرون عراب إردوغان ومعلمه، قبل أن يتمرد عليه.

صحيح أن حزب أربكان تحالف مع «العدالة والتنمية» في الانتخابات البرلمانية الماضية، لكنّ مسار العلاقة بينهما تَعقّد أكثر، لا سيما مع بدء الحرب على غزة.

ويعتقد كثيرون أن مساهمة أربكان في هذا التحالف لعبت دوراً حاسماً في ترجيح كفة إردوغان على كمال كليتشدار في السباق الرئاسي الأخير.

لقد طالب فاتح أربكان مراراً بقطع العلاقات مع إسرائيل، وضغط أنصاره وقيادات حزبه على الرأي العام لمعرفة حجم التبادل التجاري معها، حتى قرر في فبراير (شباط) الماضي الانشقاق عن «تحالف الجمهور» بقيادة إردوغان، في الانتخابات المحلية.

يربط كثيرون انشقاق أربكان بما فعله إردوغان نفسه حين تمرد على معلمه أربكان الأب، وساعده ذلك على الفوز ببلدية إسطنبول عام 1994، خصوصاً أن غالبية قيادات «الرفاه من جديد» الآن هم من المنشقين عن «العدالة والتنمية».

صورة تعود لعام 1997 تجمع رئيس الوزراء التركي نجم الدين أربكان ورئيس بلدية إسطنبول رجب طيب إردوغان (رويترز)

والد فاتح، نجم الدين أربكان رئيس الوزراء الأسبق بين 1996 و1997، كان زعيماً لحزب «الرفاه»، وتبنى منهج «مللي جورش»، (وتعني الرؤية الوطنية)، الذي يؤمن بأن «تطور تركيا يكون بالمحافظة على قيمها الدينية، ومنافسة الغرب بتحالفات واسعة مع الدول الإسلامية».

يتصاعد هذا الخطاب الآن بين أوساط «الأربكانيين» مع تفاقم الحرب في غزة، وتفاعل أربكان نفسه مع ذلك، حين كان يزرو أنطاكيا مطلع مارس (آذار) بالدعوة إلى «إغلاق قاعدة كوارجيك للرادار»، إلى جانب وقف التجارة مع إسرائيل.

تركيا غداً... مشهد جديد

بينما كانت تركيا تعلن نتائج الانتخابات الأخيرة، وأظهرت تقدم حزب أربكان الابن في عدد من الولايات، أجرى إردوغان مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، لبحث «الأوضاع في غزة».

يشير صحافيون أتراك إلى أن الرئيس التركي سيُغيّر قليلاً من خطابه السياسي بشأن غزة أمام قاعدة شعبية ناقمة، لكنَّ قطع العلاقات التجارية مع إسرائيل مرحلة متقدمة ومحل شك حتى الآن.

ماذا يعني كل هذا؟ من المرجَّح أن يتحرك إردوغان سريعاً لمراجعة البنية الهيكلية لحزب «العدالة والتنمية»، لا سيما الكوادر المحلية، بهدف عمليات تجديد قد تظهر خلال الأشهر المقبلة.

كما سيجري إردوغان تغييرات متوقعة على مواقفه السياسية بشأن إسرائيل، دون أن يذهب بعيداً إلى قطع العلاقات الاقتصادية لأن تركيا لا تملك الآن هذه الرفاهية.

في المقابل، فإن انكماش «العدالة والتنمية» في هذه الانتخابات شجع مراقبين على تقديم تصورات بشأن الانتخابات البرلمانية المقبلة، والتي ستكون وفقاً للمعطيات الحالية حلبة منافسة بين فاتح أربكان وأكرم إمام، في مشهد قد يغيّر الكثير في تركيا الحديثة وفي المنطقة.


مقالات ذات صلة

توقيف أكثر من 200 شخص خلال تجمعات عيد العمال في إسطنبول

شؤون إقليمية الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)

توقيف أكثر من 200 شخص خلال تجمعات عيد العمال في إسطنبول

أُوقف 210 أشخاص، اليوم (الأربعاء)، خلال مسيرات الأول من مايو (أيار) الذي يوافق عيد العمال في إسطنبول، وفق ما أعلن وزير الداخلية علي يرلي قايا.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش خلال لقائه رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل بمقر البرلمان الثلاثاء (موقع حزب الشعب الجمهوري)

مذابح الآشوريين... أزمة جديدة بين تركيا وفرنسا

رفضت تركيا قراراً للجمعية الوطنية الفرنسية يطالب الحكومة بِعَدِّ ما وصفه بـ«المذابح التي ارتكبتها السلطات العثمانية بين عامي 1915و1918 ضد قومية الآشوريين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
خاص عناصر من قوات الطوارئ الإسرائيلية يطوِّقون منطقة حادث الطعن في القدس (رويترز)

خاص هجوم نادر... لماذا يُعدّ طعن تركي لإسرائيليين في القدس لافتاً؟

بإعلان الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، مقتل منفذ حادث طعن في القدس استهدف عناصرها، لفتت هوية المنفذ الأنظار، بعدما تبين أنه يحمل الجنسية التركية.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لاحتفال سابق بيوم العمال في محيط ميدان تقسيم

تركيا: حركة كثيفة في أروقة السياسة محورها الدستور الجديد

تصاعدت التحركات في أروقة السياسة في أنقرة مع البدء في تسريع الخطوات الرامية إلى إعداد دستور جديد للبلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي جو بايدن في بروكسل 14 يونيو (حزيران) 2021 (د.ب.أ)

«بلومبرغ»: إردوغان يرجئ زيارته للبيت الأبيض

ذكرت وكالة «بلومبرغ»، اليوم (الجمعة)، أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أرجأ زيارته المقررة إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

«الرهائن» واجتياح رفح على طاولة مجلس الحرب الإسرائيلي اليوم

دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

«الرهائن» واجتياح رفح على طاولة مجلس الحرب الإسرائيلي اليوم

دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)
دبابات إسرائيلية متمركزة عند الحدود مع قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال مصدر حكومي إن وزراء إسرائيليين كباراً سيجتمعون، (الخميس)، لبحث مقترح اتفاق هدنة في غزة لإطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم «حركة حماس»، وكذلك احتمالات مضي الجيش قدماً في عملية برية لاجتياح مدينة رفح المكتظة بالنازحين في الطرف الجنوبي للقطاع.

وقال المصدر إن من المقرر أن تجتمع حكومة الحرب بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مبدئياً في 06:30 مساء (15:30 بتوقيت غرينيتش)، على أن يليها اجتماع لمجلس الوزراء الأمني الموسع. ولا تنشر إسرائيل بشكل عام معلومات عن جلسات المجلسين.

وتنتظر إسرائيل رد «حماس» على أحدث مقترح لوقف إطلاق النار قدمه وسطاء مصريون، الذي سيؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الذين احتجزتهم الحركة الفلسطينية بعد هجوم شنته في السابع من أكتوبر (تشرين الأول.

وتعثرت الجهود السابقة بسبب مطالبة «حماس» بالتزام إسرائيل بإنهاء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر تقريباً.

ووصفت إسرائيل أيضاً التوغل الذي تلوح به منذ فترة طويلة في رفح على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر بالوشيك. وتقول إن رفح هي المعقل الأخير لـ«حماس». وتعد رفح الملاذ الأخير لنحو مليون نازح فلسطيني يثير مصيرهم قلق المجتمع الدولي.

وبينما تقول إسرائيل إنها ستعمل على ضمان الإجلاء الآمن للمدنيين من رفح، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال زيارته لإسرائيل، أمس، إنه لم ير مثل هذه الخطة بعد.


صمت رسمي تركي على ترحيل 16 ألف سوري في شهر

أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
TT

صمت رسمي تركي على ترحيل 16 ألف سوري في شهر

أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة

أوقفت تركيا منح الجنسيات الاستثنائية للسوريين، وشددت شروط التجديد لحملة الإقامات السياحية، في ظل هجوم مكثّف من المعارضة على حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان في هذا الملف. وجاء ذلك وسط صمت رسمي حيال تقارير عن ترحيل نحو 16 ألف سوري من البلاد خلال شهر واحد.

وقالت مصادر إدارية في المعابر الحدودية الأربعة بين تركيا وشمال سوريا؛ وهي باب الهوى وباب السلامة وجرابلس وتل أبيض، إنه جرى ترحيل نحو 16 ألف سوري خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي وحده. وتزامنت هذه المعلومات مع تأكيد ناشطين سوريين على منصات التواصل الاجتماعي أن أنقرة جمّدت منذ أشهر ملفات مَن كانوا في مراحل الحصول على الجنسية التركية، من دون أن تتضح أسباب ذلك.

وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أول من أمس (الثلاثاء)، أن السلطات التركية طردت 50 لاجئاً سورياً «بطريقة غير إنسانية» من داخل حدودها، معظمهم من حاملي بطاقات الحماية المؤقتة (كيملك)، من خلال معبر باب السلامة الحدودي في ريف أعزاز شمال حلب.


منفذ الطعن بالقدس كان يتمنى «الشهادة»... واستنكار لتصريحات إمام أوغلو عن «حماس» 

حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)
حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)
TT

منفذ الطعن بالقدس كان يتمنى «الشهادة»... واستنكار لتصريحات إمام أوغلو عن «حماس» 

حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)
حسن ساكلانان الإمام التركي منفذ حادث الطعن في القدس (متداولة)

تكشفت معلومات جديدة حول إمام المسجد التركي، حسن ساكلانان، الذي قُتل، الثلاثاء، على يد قوات الشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة في القدس الشرقية إثر طعنه شرطياً إسرائيلياً وإصابته بجروح. كما تعرّض رئيس بلدية إسطنبول من حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، لانتقادات حادة بسبب وصفه حركة «حماس» بـ«المنظمة الإرهابية»، في حين قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن بلاده ستنضم إلى جنوب أفريقيا في الاستئناف على قرار محكمة العدل الدولية في دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها ضد إسرائيل.

وكشف بعض المقربين من حسن ساكلانان، إمام المسجد التركي الذي قُتل على يد الشرطة الإسرائيلية عند بوابة الساهرة في البلدة القديمة بالقدس الشرقية بعد طعنه أحد الجنود الإسرائيليين وأصابه بجروح، عن أنه كان من المتأثرين بشدة بالقضية الفلسطينية وما يجري في سوريا، وأنه كان يسعى لأن يكون «شهيداً»، وأن هذا الأمر كان مهماً جداً بالنسبة له.

وتبيّن من السجل الوظيفي لــساكلانان، المولود في قرية أيوبية في شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا في الأول من يناير (كانون الثاني) 1990 والأب لأربعة أطفال أكبرهم 10 سنوات، أنه عمل أولا في قية آجي كويو في منطقة شريفلي كوتش هيصار في العاصمة أنقرة، إماماً متعاقداً لمدة عام ونصف العام تقريباً، ثم عيّن من قِبل هيئة الشؤون الدينية إماماً لأحد المساجد في حي كيبيز في منطقة خليلي في شانلي أورفا.

ونقلت وسائل إعلام تركية عن عمدة قرية آجي كويو في أنقرة، أنه كان يجيد اللغة العربية ويميل إلى العزلة. وقال إنه اتصل به قبل أيام من حادث الطعن في القدس وكان في شانلي أوفا، مشيراً إلى أنه كان «حساساً للغاية تجاه القضية الفلسطينية»، مضيفاً: «لم نعتقد أبداً أنه سيذهب إلى القدس، لو كنا نعرف لكنا حاولنا منع ذلك، لديه 4 أطفال صغار أكبرهم بعمر الـ10 سنوات».

كما روى زميل له في تلك الفترة أنه كان متأثراً بشدة بالقضية الفلسطينية وبما يجري في سوريا، وأنه سمعه أكثر من مرة يقول: «لو أعطت الدولة الفرصة، لنذهب إلى الجبهة»، وأنه كان يتمنى أن يكون شهيداً.

جواز سفر حسن ساكلانان السائح التركي المنفذ للهجوم في القدس (إكس)

وأفادت تقارير بأن ساكلانان كان يحمل جواز سفر عادياً، وليس جواز سفر خاصاً (رمادياً أو أخضر)، وحصل على عطلة وإذن بالسفر قبل ذهابه إلى القدس، ودخل إسرائيل عبر جسر اللنبي من الأردن.

وترددت مزاعم تفيد بأن ساكلانان، الذي لا يزال يتصدر منصات التواصل الاجتماعي في تركيا تحت وسم «البطل التركي الشهيد» والذي احتفى به مواطنون أتراك بتوزيع الحلوى في الشوارع وأمام مسجد السلطان أحمد، أحد أكبر مساجد إسطنبول، أقلع عن التدخين واهتم بنظامه الغذائي لمدة شهرين قبل توجهه ضمن فوج إلى القدس كسائح، وأن هدفه الأساسي كان الانضمام إلى حركة «حماس»، وكان ينوي الانتقال إلى قطاع غزة.

ونشرت حركة «حماس» بياناً نعت فيه ساكلانان، قالت فيه: «نحن أمة واحدة، جسد واحد، دم واحد، قضية واحدة وعدونا واحد، وبهذا الفهم نحيي الشهيد التركي حسن ساكلانان الذي قام بعمل بطولي في القدس، نعلنه شهيداً لفلسطين وغزة والقدس والمسجد الأقصى».

هجوم على إمام أوغلو

في المقابل، تعرّض رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، لهجوم من حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحليفه حزب الحركة القومية، بعد وصفه «حماس» بـ«المنظمة الإرهابية» في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وقال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر تشيليك، للصحافيين عقب اجتماع للجنة التنفيذية للحزب، مساء الثلاثاء، إن الحزب يرى أنه من الخطأ تماماً وصف «حماس» واتهامها بأنها منظمة إرهابية.

وأضاف: «في هذه المرحلة، القضية الرئيسية ليست (حماس)، بل سياسة الإبادة الجماعية والمذابح ضد الفلسطينيين التي ينتهجها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وإذا كان هناك إرهاب، فهذا هو الاسم الذي يجب أن يطلق على سياسة الإبادة الجماعية التي تتبعها حكومة نتنياهو، وسيكون من الخطأ وصف (حماس) بهذه الطريقة».

وكتب مراد كوروم، النائب البرلماني عن إسطنبول من حزب العدالة والتنمية، والذي خسر السباق على رئاسة بلدية إسطنبول في مواجهة إمام أوغلو في 31 مارس (آذار) الماضي، على حسابه في «إكس»: «بينما يتم ذبح عشرات الآلاف من الأبرياء أمام أعين العالم، وبينما ترتكب أكبر جرائم الحرب في العالم وترتكب الإبادة الجماعية في فلسطين، فإن كلمات رئيس بلدية إسطنبول إمام أوغلو عن (حماس) ليست إنسانية».

وهاجم رئيس حزب الحركة القومية، حليف الحزب الحاكم في «تحالف الشعب»، دولت بهشلي إمام أوغلو، خلال كلمة أمام مجموعة حزبه بالبرلمان الثلاثاء، قائلاً: «هل نحن الوحيدون الذين نعتقد أنه ليس من المعقول أن يقوم رئيس بلدية إسطنبول، الذي لا يستطيع وصف حزب العمال الكردستاني (منظمة إرهابية)، بتصنيف (حماس) كذلك. يا أبناء السياسة أين أنتم؟ لماذا لا تتكلمون؟».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال استقباله نظيرته الإندونيسية في أنقرة الأربعاء (وزارة الخارجية التركية)

في الأثناء، قال وزير الخارجية التركي، فيدان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الإندونيسية ريتنو مرسودي عقب مباحثاتهما في أنقرة الأربعاء: «قررنا الانضمام إلى الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية».

ولفت إلى أن إسرائيل تواصل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وأن على المجتمع الدولي إيقاف هذه الجرائم، مؤكداً أن إقامة دولة فلسطينية وحل الدولتين أمران أساسيان أكّدنا عليهما مع قادة دول الغرب، وأن بعض الدول الغربية أصبحت تعترف بأن حل الدولتين أمر لا مفر منه.

وقال فيدان: «يسعدنا أن نرى أن مواقفنا وإندونيسيا بشأن فلسطين هي نفسها، لقد شاركنا في عمل مهم معاً لوقف الهجمات على غزة»، مضيفا أن العالم يواجه اختباراً بين أن ننحاز إلى الإنسانية أو نتقاسم تكلفة الجرائم.

قضاة محكمة العدل الدولية خلال نظر دعوى جنوب أفريقياً ضد إسرائيل في يناير الماضي (رويترز)

اعتقال نتنياهو

في السياق ذاته، أكد رئيس لجنة العدالة في البرلمان التركي نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم، جنيد يوكسل، ضرورة تحرك المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية وتسريع التحقيق وإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبعض المسؤولين الإسرائيليين.

وأكد يوكسل، في كلمة خلال اجتماع للجنة بالبرلمان التركي، أن أفعال إسرائيل تحمل صفة جريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وأن إسرائيل تتحرك بشكل ينافي القانون الإنساني الدولي، وما يشجعها على ذلك هو تصورها أنها ستفلت من العقاب.

وأضاف أنه «من أجل القضاء على هذا التصور، يجب على النظام العالمي التحرك بشكل سريع من أجل تنفيذ القرارات القضائية التي تتخذها المحاكم الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية ومعاقبة إسرائيل ومن ارتكبوا هذه الجرائم».


نتنياهو يمتنع عن اللقاءات الجماهيرية و64 % يريدون استقالته

صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)
صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)
TT

نتنياهو يمتنع عن اللقاءات الجماهيرية و64 % يريدون استقالته

صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)
صور الرهائن الإسرائيليين موضوعة على كراسي مائدة عشاء عيد الفصح اليهودي خلال احتجاج خارج مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو 24 أبريل (إ.ب.أ)

في وقت نشرت فيه نتائج استطلاعين جديدين للرأي أجرتهما القناتان 11 و12، كل واحد على حدة، يستدل منها أن الأغلبيّة الإسرائيليّة تطالب بإعفاء قيادتها السياسية وحتى العسكرية، وتحثهما على الاستقالة، كشفت مصادر سياسية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اختار «مقاطعة الجمهور»، ولأول مرة في تاريخ رؤساء الحكومات، لم يشارك في أي لقاءات جماهيرية مرت أخيراً، عيد الفصح أو عيد الميمونة، كما أنه لن يشارك في «احتفالات الاستقلال» الرسمية، ولا توزيع جائزة إسرائيل، ولا المشاركة في مسابقة التوراة التي تقيمها الحكومة خلال الشهر الحالي.

وأكد مقرب من نتنياهو هذه المعلومات، وأرجع الأمر إلى «وسائل الإعلام التي تتعامل معه من دون رحمة»، وقال: «لو حضر أي برنامج يحتوي على مظاهر احتفالية، لكانوا مزقوا لحمه واتهموه بانعدام الأحاسيس تجاه ضحايا الحرب». لكنّ متابعي السياسة الإسرائيلية يرون أن نتنياهو يخشى في الحقيقة من مظاهرات عائلات الأسرى التي تلاحقه في أي مكان يحل فيه. وهو يقرأ استطلاعات الرأي التي تشير إلى مدى الغضب الجماهيري منه.

متظاهرة ضد الحكومة ترفع لافتة خارج مبنى الكنيست نهاية مارس تطالب بوقف الحرب (إ.ب.أ)

وكانت نتائج الاستطلاعين قد أكدت حقيقة انعدام الثقة حيال نتنياهو ومعسكره. ومع أنه استرد بعض شعبيته التي فقدها في الحرب، وبلغ عدد المصوتين الذين عادوا إليه حوالي 150 ألفاً، فإن نسبتها بقيت سيئة بالنسبة إليه ولمعسكره، وترجح سقوطهما. وكشفت النتائج أن رئيس «المعسكر الوطني»، بيني غانتس، يواصل تفوقه على نتنياهو في عدد المقاعد البرلمانية التي قد يحصل عليها في انتخابات تُجرى الخميس، مع تقليص الهوة بعض الشيء لصالح نتنياهو.

مظاهرة ضد حكومة نتنياهو تطالب بالعمل على إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى «حماس» (أ.ب)

ووفقاً لاستطلاع القناة 12 للتلفزيون الإسرائيلي، فإن 58 في المائة من المشاركين، أجابوا بأنه يتوجّب على نتنياهو الاستقالة على الفور من منصبه. وحتى في صفوف المصوتين لأحزاب اليمين، اتخذ كثيرون الموقف نفسه، وقال أكثر من ربعهم (28 في المائة)، إن على نتنياهو أن يستقيل على الفور. والسبب في هذا المطلب أنهم يحملونه مسؤولية الإخفاقات في 7 أكتوبر (تشرين الأول) والطريقة التي يدير فيها الحرب.

وللسبب نفسه، قال 48 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، إن وزير الدفاع الإسرائيليّ، يوآف غالانت، أيضاً يجب أن يستقيل فوراً من منصبه. وقال 51 في المائة من المشاركين في الاستطلاع إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هليفي يجب أن يستقيل. فيما رأى 56 في المائة أنه يتوجّب على رئيس جهاز الأمن الإسرائيلي العامّ (الشاباك)، رونين بار، أن يستقيل في ظلّ الوضع الراهن.

الوزير بيني غانتس مشاركاً في تحرك عائلات المحتجزين الإسرائيليين بغزة (رويترز)

وقال 54 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إنه يجب تقديم موعد الانتخابات؛ كما قال 37 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، إنه يجب على الوزيرين في «كابينت الحرب»، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت مغادرة الحكومة.

وأظهر استطلاع هيئة البثّ الإسرائيلية العامة «كان 11»، أن 54 في المائة من الإسرائيليين يؤيدون التوصّل إلى صفقة تتضمّن إطلاق سراح 30 أسيراً إسرائيلياً مُحتجزاً في غزة، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى في سجون إسرائيل، ووقف إطلاق النار لمدّة 40 يوماً. وقال 53 في المائة من المستطلعة آراؤهم، إن نتنياهو لا يقوم بما يكفي، لتحرير الأسرى الإسرائيليين. بالإضافة إلى ذلك، أيدّ 47 في المائة من المشاركين في الاستطلاع، التوصّل إلى اتفاق يتضمّن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل وقف كامل للقتال، وإطلاق سراح آلاف الأسرى في سجون إسرائيل.

وتوجه الاستطلاعان بسؤال كيف ستصوت لو جرت الانتخابات البرلمانية اليوم؟ وجاءت نتائج استطلاع القناة 12 على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» (غانتس) 31 مقعداً، والليكود 18 مقعداً، و«ييش عتيد» (لبيد) 15 مقعداً، و«شاس» 10 مقاعد. «إسرائيل بيتينو» (ليبرمان) 10 مقاعد، و«عوتسما يهوديت» (بن غفير) 10 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 8 مقاعد، وتحالف الجبهة العربية للتغيير (أيمن عودة وأحمد طيبي) 5 مقاعد، والقائمة الموحدة (منصور عباس) 5 مقاعد، وميرتس 4 مقاعد، ومثلها (4 مقاعد) لـ«الصهيونية الدينية». فيما فشل «حزب العمل»، وحزب «جدعون ساعر»، وحزب «التجمع العربي الوطني» في عبور نسبة الحسم. وبموجب هذه النتائج يهبط معسكر نتنياهو الحالي من 64 إلى 51 مقعداً، ويرتفع معسكر المعارضة من 56 إلى 69 مقعداً.

النائبان في الكنيست أيمن عودة وأحمد الطيبي خلال مشاركتهما بجنازة ناشطة السلام الكندية - الإسرائيلية فيفيان سيلفر (74 سنة) التي قُتلت بهجوم «حماس» على كيبوتز بيري يوم 7 أكتوبر (إ.ب.أ)

أما استطلاع «كان 12» فجاءت نتائجه على النحو الآتي: «المعسكر الوطني» 29 مقعداً، والليكود 21 مقعداً، و«ييش عتيد» 15 مقعداً، و«إسرائيل بيتينو» 11 مقعداً، و«شاس» 10 مقاعد، و«عوتسما يهوديت» 9 مقاعد، و«يهدوت هتوراة» 7 مقاعد، وتحالف الجبهة العربية للتغيير 5 مقاعد، والقائمة الموحدة 4 مقاعد، وميرتس 4 مقاعد. وبموجب هذه النتائج يحصل معسكر اليمين برئاسة نتنياهو على 52 مقعداً والمعارضة على 68 مقعداً.


إسرائيل تحذّر واشنطن من تقويض «السلطة» إذا صدرت مذكرات اعتقال بحق قادتها

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)
TT

إسرائيل تحذّر واشنطن من تقويض «السلطة» إذا صدرت مذكرات اعتقال بحق قادتها

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب بإسرائيل 28 أكتوبر 2023 (أ.ب)

نقل موقع «أكسيوس»، اليوم (الأربعاء)، عن مسؤولين أحدهما إسرائيلي والآخر أميركي أن إسرائيل حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أنها ستتخذ خطوات قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية إذا أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادتها، وفق ما نقلته وكالة «أنباء العالم العربي».

ويخشى مسؤولون إسرائيليون بحسب الموقع من أنّ المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يوآف غالانت، ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي.

ونقل الموقع عن المسؤولين الإسرائيلي والأميركي أن إسرائيل أبلغت إدارة بايدن بأنها ستعتبر السلطة الفلسطينية مسؤولة إذا صدرت مذكرات اعتقال، وستنتقم عبر اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى انهيارها.

وأشار إلى أنّ أحد الإجراءات المحتملة في هذه الحالة سيكون تجميد تحويل الإيرادات الضريبية التي تحصّلها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، والتي من دونها ستفلس السلطة.


توقيف أكثر من 200 شخص خلال تجمعات عيد العمال في إسطنبول

الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)
الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)
TT

توقيف أكثر من 200 شخص خلال تجمعات عيد العمال في إسطنبول

الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)
الشرطة التركية توقف 210 أشخاص خلال تجمعات الأول من مايو في إسطنبول (إ.ب.أ)

أُوقف 210 أشخاص، اليوم (الأربعاء)، خلال مسيرات الأول من مايو (أيار) الذي يوافق عيد العمال في إسطنبول، وفق ما أعلن وزير الداخلية علي يرلي قايا.

وحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، قال الوزير في منشور على منصة «إكس»: «أُوقف 210 أشخاص لم يستجيبوا للتحذيرات، وحاولوا التقدم نحو ساحة تقسيم، وهاجموا شرطيينا في الأول من مايو، يوم عيد العمال والتضامن في إسطنبول».

ونشر أكثر من 40 ألف شرطي في أنحاء إسطنبول وأغلقوا حتى الشوارع الجانبية الصغيرة بحواجز معدنية لمحاولة منع المتظاهرين من التجمع.

ووقعت صدامات بين الشرطة والمتظاهرين عندما حاول هؤلاء اختراق حواجز الشرطة للوصول إلى ساحة تقسيم التي كانت في عام 2013 مركز الاحتجاجات ضد الرئيس رجب طيب إردوغان.

وأوقف بعض المتظاهرين في أثناء محاولتهم دخول ساحة تقسيم.

ووقعت حوادث أخرى أمام بلدية إسطنبول، حيث أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط ضد المتظاهرين الذين حاولوا اختراق الحواجز التي نصبتها قوات الأمن، على ما أشار مراسلون لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

ونصبت حواجز معدنية حول الساحة، حيث حظرت السلطات التجمعات منذ عام 2013.

وكانت تقسيم ساحة للتجمع لاحتفالات عيد العمال حتى عام 1977 عندما قُتل 34 شخصاً على الأقل خلال التظاهرات. وأعادت السلطات فتحها في عام 2010، لكنها أغلقتها مجدداً بعد احتجاجات عام 2013.

وفي منطقة بشكتاش، أوقفت الشرطة 30 متظاهراً يسارياً على الأقل كانوا يهتفون «لا يمكن حظر (الوصول إلى) تقسيم»، وفق ما أفاد صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية» في مكان الحادث.

وجرّت الشرطة متظاهراً وأوقفت المجموعة التي ينتمي إليها.

وفي منطقة شيشلي، أوقف 30 متظاهراً.

وقالت مجموعة «إم إل إس إيه» الحقوقية، إن كثيراً من الصحافيين دفعوا أرضاً خلال الاضطرابات.

وأُغلقت الطرق الرئيسية في أنحاء إسطنبول أمام حركة المرور، فيما علّق عمل وسائل النقل العام بما فيها العبارات وقطارات الأنفاق. وضرب طوق أمني حول معالم مثل قصر توبكابي.

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا «لن نسمح للتنظيمات الإرهابية (...) بأن تجعل من الأول من مايو ميداناً للتحرّك والدعاية».

وضغط حزب الشعب الجمهوري المعارض والنقابات على الحكومة لفتح الساحة أمام المسيرات العمالية، لكن إردوغان، حذر الثلاثاء، من أي خطوات استفزازية.

وتجمع رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو والنقابات العمالية، في حي ساراتشان الذي يضم مجلس بلدية المدينة.

وقال أوزيل: «سنواصل القتال حتى تتحرر تقسيم».

وأضاف: «تقسيم للعمال». قبل أن يتوجّه إلى عناصر الشرطة قائلاً: «هؤلاء العمال ليسوا أعداءكم. أمنيتنا الوحيدة أن نحتفل بهذا اليوم... لا نريد مواجهات».

وفي عام 2023، قضت المحكمة الدستورية العليا في تركيا بأن إغلاق ساحة تقسيم بسبب الاحتجاجات انتهاك للحقوق.


تقارير عن ترحيل 16 ألف سوري من تركيا في أبريل

أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
TT

تقارير عن ترحيل 16 ألف سوري من تركيا في أبريل

أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة
أرشيفية لسوريين ينتظرون أمام بوابة أكتشا قلعة (تل أبيض) للدخول إلى شمال الرقة

كشفت تقارير عن عمليات ترحيل واسعة تقوم بها السلطات التركية للسوريين من مخالفي شروط الإقامة، إضافة إلى تعليق منح الجنسيات الاستثنائية، وتشديد شروط تجديد الإقامات لحملة الإقامات السياحية.

وذكرت التقارير، الأربعاء، استناداً إلى مصادر إدارية في المعابر الحدودية الأربعة بين تركيا وشمال سوريا (باب الهوى، باب السلامة، جرابلس وتل أبيض)، أنه جرى ترحيل نحو 16 ألف سوري خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي وحده.

وأشار أحد المسؤولين في معبر باب الهوى الحدودي في شمال إدلب، إلى أن أعداد المرحلين من المعبر إلى مناطق إدلب خلال أبريل الماضي، بلغ نحو 7500 شخص، بينهم نساء وأطفال.

وقال مسؤول في معبر باب السلامة، شمال حلب، إن نحو 4500 سوري دخلوا من المعبر، وذكر آخر في معبر تل أبيض، شمال الرقة، أن 1800 شخص دخلوا من الأراضي التركية خلال أبريل.

وأفاد مسؤول في معبر جرابلس، شمال حلب، بأن السلطات التركية رحلت أكثر من 2000 سوري بعدما أجبرتهم على التوقيع على وثائق تفيد بأنهم اختاروا العودة طواعية.

مجموعة من السوريين المرحلين من تركيا العام الماضي عند معبر باب السلامة الحدودي (مواقع تواصل)

ترحيل قسري

وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الثلاثاء، إن السلطات التركية طردت 50 لاجئاً سورياً «بطريقة غير إنسانية» من داخل حدودها نحو الأراضي السورية، معظمهم من حاملي بطاقات الحماية المؤقتة (كيملك)، من خلال معبر باب السلامة الحدودي في ريف أعزاز شمال حلب، الواقع ضمن منطقة «درع الفرات» الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة؛ بهدف إعادة توطينهم في «المنطقة الآمنة المزعومة» ضمن مناطق نفوذها في الشمال السوري، بحسب «المرصد».

وذكر أن هذه العملية تتعارض مع جميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين وضمان حمايتهم وعدم طردهم بالقوة. وأشار «المرصد»، في تقرير أصدره أوائل مارس (آذار) الماضي، إلى ترحيل 417 لاجئاً سورياً، قسراً، من قبل السلطات التركية منذ مطلع العام.

كذلك كشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في تقرير نُشر في 28 مارس، أن تركيا تجبر السوريين على التوقيع على «استمارة العودة الطوعية»، والعبور إلى الشمال السوري منذ عام 2017، وأن عدد من تم ترحيلهم قسراً في عام 2023 بلغ 57 ألفاً و519 سورياً، وهو ضعف عدد من تم ترحيلهم في عام 2022.

ولفتت إلى استمرار الترحيل القسري، في ظل غياب ظروف ملائمة لعودة اللاجئين بالمناطق التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها في شمال سوريا.

إحصائيات رسمية

وتواصل السلطات التركية، منذ يونيو (حزيران) 2023، عمليات ترحيل السوريين التي تستهدف المخالفين لشروط الإقامة ووضع الحماية المؤقتة، وسط تأكيدات من ناشطين أن عمليات الترحيل تجري «بشكل قسري»، بينما تنفي السلطات أي ترحيل قسري للسوريين.

وفي عرضٍ أمام لجنة الهجرة بالبرلمان التركي، مؤخراً، قال رئيس إدارة الهجرة، أتيلا طوروس، إنه «بدءاً من 28 سبتمبر (أيلول) 2023، هناك 4 ملايين و741 ألفاً و115 أجنبياً يقيمون بشكل قانوني دائم في بلادنا، نحو 70 في المائة منهم سوريون تحت الحماية المؤقتة، أي 3 ملايين و279 ألفاً و152 سورياً».

وأضاف أن نحو 111 ألفاً و624 أجنبياً، غالبيتهم من السوريين، غادروا تركيا طوعاً في عام 2023، مشيراً إلى أنه تم تطبيق الأسلوب المسمى بـ«نموذج إسطنبول» في مكافحة الهجرة غير النظامية.

وأوضح أنه بموجب هذا النموذج، تقوم وحدات إنفاذ القانون لدينا بإجراء عمليات التحقق من هوية الأجانب الذين يشتبه في أنهم مهاجرون غير شرعيين، فتطلب وحدات الدرك والشرطة عبر نقاط تفتيش متنقلة، الوثائق التي تمكّن الأجانب من البقاء في تركيا.

معبر باب الهوى في إدلب على الحدود السورية - التركية (إ.ب.أ)

وتابع أنه بعد فحص الوثائق في هذه النقاط ينقل المخالفون للشروط إلى مراكز الترحيل، ويجري تطبيق الاعتقال الإداري واتخاذ قرار الترحيل. وأشار إلى أنه تم خلال الفترة من 1 يونيو إلى 28 سبتمبر 2023، ترحيل 45 ألفاً و454 مهاجراً غير شرعي، وما زالت الإجراءات مستمرة بالنسبة لبقية المهاجرين غير الشرعيين ومخالفي شروط الإقامة.

وتُلقي السلطات التركية القبض على السوريين من حاملي بطاقات الحماية المؤقتة، في حالة وجودهم في ولاية أخرى غير مسجلين عليها، وتعيدهم إلى ولاياتهم الأصلية، وفي حالة تكرار الأمر يتم ترحيلهم إلى شمال سوريا.

وشددت السلطات منذ 15 أبريل الماضي القيود على تجديد الإقامات السياحية، بما يشمل مختلف الجنسيات بمن فيهم حاملو الإقامات السياحية من السوريين.

قيود الإقامة والجنسية

بموجب التعديلات الجديدة، أصبح التجديد يتم لـ6 أشهر فقط، ويتعين على طالب التجديد التعهد بالحصول على إذن عمل خلال هذه الفترة، أو تقديم حساب بنكي يظهر وجود دخل شهري بمقدار مرة ونصف من الحد الأدنى للأجور في تركيا (17 ألف ليرة)، أي أن يكون هناك دخل شهري 25500 ليرة شهرياً لطالب الإقامة، و17 ألف ليرة لكل فرد من أفراد عائلته، وأن يظهر ذلك في حركة الحساب على مدى 5 أشهر.

بالإضافة إلى ذلك، أوقفت السلطات التركية منح الجنسيات الاستثنائية للسوريين، بسبب الهجوم المكثف من المعارضة على الحكومة في هذا الصدد.

هذا وقد حصل 237 ألفاً و995 سورياً على الإقامة والجنسية، بحسب آخر إحصائية أعلنها وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، قبل الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي.

وبحسب ناشطين سوريين على منصات التواصل الاجتماعي، تم تجميد ملفات من كانوا في مراحل الجنسية منذ عدة أشهر، وسط صمت من جانب السلطات التركية.


تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»

محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)
محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)
TT

تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»

محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)
محكمة العدل الدولية في لاهاي (أ.ف.ب)

أعلن تلفزيون «تي آر تي» اليوم الأربعاء أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أعلن انضمام بلاده إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وبحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، كانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت الشهر الماضي قرارا جديدا، بناء على طلب من جنوب أفريقيا، تطالب فيه إسرائيل باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت المحكمة إنه على إسرائيل ضمان عدم ارتكاب قواتها أي أعمال تشكل انتهاكا لحقوق الفلسطينيين في غزة.


غروسي إلى أصفهان حاملاً قلق الغرب من النووي الإيراني

مدير «الطاقة الدولية» ورئيس «الذرية الإيرانية» خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)
مدير «الطاقة الدولية» ورئيس «الذرية الإيرانية» خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)
TT

غروسي إلى أصفهان حاملاً قلق الغرب من النووي الإيراني

مدير «الطاقة الدولية» ورئيس «الذرية الإيرانية» خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)
مدير «الطاقة الدولية» ورئيس «الذرية الإيرانية» خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)

قبل أسبوع من زيارة مرتقبة لمدير وكالة الطاقة الذرية، قالت إيران إنها لم تمنع أي مفتش دولي من دخول البلاد، وأكدت أن المسؤول الوافد «سيحل ضيفاً على مؤتمر لتكنلوجيا النووي» في أصفهان.

ونقلت «الصحافة الفرنسية» عن ناطق باسم الوكالة التابعة للأمم المتحدة، أن «رفاييل غروسي سيكون في إيران يومي 6 و7 مايو (أيار) لعقد اجتماعات مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى».

وتأتي زيارة غروسي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من هجوم نُسب إلى إسرائيل في محافظة أصفهان في وسط إيران رداً على أول هجوم إيراني على إسرائيل، من المرجح أن يزور المدينة حاملاً شكوك وقلق القوى الغربية بشأن مزاعم عن تغيير في عقيدة السلاح النووي في إيران.

غروسي خلال مؤتمر صحافي على هامش قمة الطاقة النووية في بروكسل (الذرية الدولية)

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمسؤولون الإيرانيون وقتها إنه «لم تقع أضرار» في المنشآت النووية في المحافظة، لكن المخاوف تزايدت من احتمال توسيع إيران برنامجها النووي.

وتقول الوكالة الدولية إنها تواجه صعوبة منذ 2021 في إجراء عمليات تفتيش للبرنامج الذي وسّعته طهران، رغم أنها تنفي رغبتها في إنتاج أسلحة نووية.

غروسي في أصفهان

وسيشارك غروسي في «المؤتمر الدولي الأول للطاقة النووية» الذي سيعقد في أصفهان في الفترة الممتدة من 6 إلى 8 مايو، وفق ما ذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في فبراير (شباط)، إن طهران دعت غروسي إلى زيارة البلاد لحضور المؤتمر.

ومن المقرر أن يجتمع غروسي الذي زار إيران للمرة الأخيرة في 23 مارس (آذار) مع مسؤولين إيرانيين؛ لمناقشة «مسائل نووية» بحسب «تسنيم».

في المقابل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن إيران لم تمنع أي مفتش للوكالة الدولية من دخول البلاد.

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية، عن إسلامي: «التيار التخريبي يروج أن برنامج إيران ليس سلمياً، بينما قال غروسي إنه لا يوجد ما يشير إلى برنامج تسليحي إيراني».

أفاد غروسي، الأسبوع الماضي، بأن إيران باتت «على بعد أسابيع وليست أشهراً» عن امتلاك المواد الكافية لتطوير قنبلة نووية.

وأعرب غروسي حينها عن قلقه من اقتراب طهران لهذا المستوى، لكنه قال إن «هذا لا يعني أن إيران تملك أو ستملك سلاحاً نووياً في غضون تلك الفترة الزمنية»، لافتاً إلى أن «الرأس الحربي النووي الفعال يتطلب أشياء إضافية كثيرة بمعزل عن امتلاك المواد الانشطارية الكافية»، وفقاً لقناة «دويتشه فيله».

صورة نشرتها «الذرية» الإيرانية للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ويبدو أمامه محمد إسلامي أبريل 2023

ضيف خاص

وقال إسلامي، إن المؤتمر الأول للعلوم والتكنولوجيا النووي سيعقد الأسبوع المقبل، لتقديم نحو 477 مقالاً، و180 عرضاً من قبل مشاركين غير إيرانيين بشأن استخدام النووي، بحضور المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، «ضيفاً خاصاً يلقي كلمة».

وتحدث إسلامي عن الضمانات المتعلقة بالوكالة الدولية، قائلاً: «نحن نتفاعل ونناقش دائماً، وحتى الآن، هناك موقعان متبقيان، بعدما تم حل قضية موقعين آخرين».

وأضاف إسلامي: «رافائيل غروسي سيقيم اجتماعات في إيران، سأجتمع معه أيضاً، ونحن على يقين بأن الغموض سيتم حله، وسنعزز علاقاتنا مع الوكالة الدولية في إطار الضمانات ومعاهدة حظر الانتشار النووي».

وطبقاً للمسؤول الإيراني، فإن «130 مفتشاً من الوكالة الدولية يوجدون حالياً في إيران يستخدمون الحقوق الثابتة لكل عضو في الوكالة الدولية بوصفه أمراً طبيعياً».

وكانت قوى غربية طالبت غروسي بتقديم تقرير فصلي في توقيت مبكر للاجتماع الفصلي لمجلس المحافظين في الوكالة الدولية المقرر مطلع يونيو (حزيران) في فيينا، لتمكينها من مناقشة قرارات حول إيران.

وكان عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، جواد كريمي قدوسي، صرح بأن إيران قادرة على إجراء أول اختبار نووي خلال أسبوع إذا صدر إذن بذلك، وقالت مواقع إيرانية إنه كان يشير إلى فتوى المرشد الإيراني علي خامنئي بشأن تحريم الأسلحة.

لكن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قال إن «الأسلحة لا مكان لها في العقيدة النووية الإيرانية»، وذلك بعدما هدد مسؤول إيراني بمراجعة السياسة النووية إذا تعرضت المنشآت لقصف إسرائيلي.


طهران تكشف «حالة» طاقم السفينة المحتجزة لدى «الحرس الثوري»

ناقلة الحاويات «إم سي إس أيرس» (إكس)
ناقلة الحاويات «إم سي إس أيرس» (إكس)
TT

طهران تكشف «حالة» طاقم السفينة المحتجزة لدى «الحرس الثوري»

ناقلة الحاويات «إم سي إس أيرس» (إكس)
ناقلة الحاويات «إم سي إس أيرس» (إكس)

زعم مسؤول إيراني أن حالة طاقم السفينة المحتجزة لدى «الحرس الثوري» بصحة جيدة، ويعيشون بحرية ورفاهية على متنها، رداً على تقارير صحافية غربية كانت أشارت إلى أنهم محتجزون كـ«رهائن».

وقال علي أكبر مرزبان، وكيل الشؤون البحرية بمؤسسة الموانئ الإيرانية، إن «جميع أفراد طاقم السفينة البالغ عددهم 24 فرداً بصحة جيدة»، وإنه لا داعي للقلق بشأن سلامة هؤلاء الأشخاص، ونظافتهم، ورفاهيتهم، وسلامتهم»، طبقاً لما نقلته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري الإيراني».

وفي 13 أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت بحرية «الحرس الثوري» الإيراني احتجاز سفينة شحن حاويات تحمل العلم البرتغالي، بزعم ارتباطها بإسرائيل قرب مضيق هرمز.

وأوضح أكبر مرزبان أن «الحرس الثوري» ضبط السفينة «لمخالفتها القوانين».

وانخرطت إيران منذ عام 2019 في سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن، وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.

وقال أكبر مرزبان: «في البداية كان على متن السفينة MCS Aries 25 فرداً من الهند وباكستان والفلبين وروسيا وإستونيا، وعلى الفور انفصلت واحدة من أفراد الطاقم التي كانت هندية تعمل كمتدربة عن البقية، وعادت إلى وطنها».

صورة مثبتة من فيديو نشره «الحرس الثوري» الإيراني لدى استيلائه على إحدى السفن (أرشيفية - تويتر)

اتصالات دبلوماسية

وفور احتجاز السفينة، والقلق الذي أعربت عنه سفارات أفراد الطاقم على متنها السفينة، أجرت الحكومات المعنية اتصالات مع وزارة الخارجية الإيرانية، وبالتنسيق مع هيئة الموانئ والملاحة البحرية «تم إجراء المراسلات اللازمة لتتم متابعة الملف»، طبقاً للمسؤول الإيراني.

وأشار علي مرزبان إلى أن «طاقم السفينة المحتجزة لم يتعرض إلى التهديد»، وأن «الحكومة الإيرانية باعتبارها إحدى الدول الأعضاء في اتفاقية العمل البحري، عملت على ضمان صحة ونظافة ورفاهية وسلامة طاقم السفينة المعنية».

وقال علي مرزبان: «لا مجال لأي قلق. جميع أفراد الطاقم حاضرون على متن السفينة، ويتمتعون بجميع الحقوق التي يجب أن يتمتعوا بها».

وزعم المسؤول البحري الإيراني أن «الطاقم متواجد بحرية على السفينة، ولديهم مرافق إنترنت، وهاتف للتواصل مع عائلاتهم، وتم إبلاغ السفارات المعنية بكل الأمور».

والتقى المسؤول البحري الإيراني سفراء وممثلي سفارات رعاياها من طاقم السفينة، وفقاً لما ذكرته وكالة «تسنيم»، فيما أكد علي مرزبان أن الإجراءات التي اتخذتها منظمة الموانئ والملاحة البحرية ووزارة الخارجية طمأنت أسر وحكومات دول طاقم السفينة بشأن سلامة الطاقم.

واستدعت الخارجية البرتغالية في 16 من الشهر الحالي السفير الإيراني في لشبونة، منددة بالهجوم الإيراني على إسرائيل، ومطالبة بالإفراج عن السفينة.

وكانت إيران أكدت على لسان المتحدث باسم الخارجية أن السفينة احتجزت «بسبب انتهاكها قواعد الشحن الدولية، وعدم الردّ بشكل مناسب على الجهات الإيرانية المعنية»، وأنه «بناء على المعلومات... السفينة المحتجزة تابعة للكيان الصهيوني».

وقالت طهران، السبت الماضي، إنها تعتزم إطلاق سراح أفراد طاقم السفينة، وفق ما أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان لنظيره باولو رانغل.

وأفادت الخارجية الإيرانية، بأن أمير عبداللهيان أبلغ الوزير البرتغالي في اتصال هاتفي: «نهتم بالموضوع الإنساني المتمثل في إطلاق سراح طاقم السفينة».