إسرائيل محبطة من المشروع الأميركي لمجلس الأمن وتعلق آمالها على «الفيتو» الروسي

اعتبرته «تدهوراً خطيراً في الصياغة والنبرة» يهدف للضغط على نتنياهو

TT

إسرائيل محبطة من المشروع الأميركي لمجلس الأمن وتعلق آمالها على «الفيتو» الروسي

الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقاء في إسرائيل بعد 7 أكتوبر (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال لقاء في إسرائيل بعد 7 أكتوبر (أرشيفية - رويترز)

أعربت مصادر سياسية في تلب أبيب عن غضبها وإحباطها من مضمون المسودة الأخيرة لمشروع القرار الأميركي الذي يفترض أن يتم تقديمه، قريباً، إلى مجلس الأمن الدولي ويطالب بوقف فوري ودائم للنار في غزة، وقالت إنها «صدمت بمضمونه الحاد ضد حكومة بنيامين نتنياهو».

وقالت هذه المصادر، وفقا لصحيفة «معاريف»، (الأحد)، إن المسؤولين الإسرائيليين الذين اطلعوا على نص المشروع علقوا عليه بأنه «كتب بلهجة حادة ضد اجتياح رفح ويطالب بوقف القتال في قطاع غزة فورا ولفترة طويلة، ويؤكد أن هذا الاجتياح سيؤدي حتما إلى المساس بكمية كبيرة من المدنيين وخرق القانون الدولي». واعتبرت أنه نص مناهض للسياسة الإسرائيلية «بشكل غير مسبوق» منذ بداية الحرب قبل خمسة شهور ونيف.

دمار واسع جراء الغارات الإسرائيلية على رفح (أ.ف.ب)

وأكدت الصحيفة أن الأميركيين أبلغوا إسرائيل بأنهم لن يجروا أي تعديلات على النص وسيطرحونه، الاثنين، وسيسعون لتمريره في التصويت في أسرع وقت ممكن. وقالت إن القيادات السياسية تبني الآمال الآن على إمكانية إجهاض القرار عن طريق فيتو روسي، إذ إن موسكو لا تتيح للولايات المتحدة تمرير أي قرار. ولكن هذا غير مضمون. وفي كل الأحوال سيكون مجرد طرح المشروع بنصه الجديد بمثابة صفعة.

مسؤول رفيع في تل أبيب قال إن واشنطن التي عارضت في السابق استخدام كلمة «وقف إطلاق النار»، واستخدمت حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة مشاريع قرارات لمجلس الأمن، بسبب تضمينها الدعوة لـ«وقف فوري ودائم لإطلاق النار»، باتت هي نفسها تتبنى وقف النار. وأعرب هذا المسؤول عن خشيته من أن يؤدي هذا التطور إلى تصلب جديد في مواقف حماس في المفاوضات التي يتوقع استئنافها في الدوحة الاثنين.

كما عبر عن قلقه من الفقرة التي تتحدث في المشروع عن رفح. وقال للصحيفة العبرية: «مسودة مشروع القرار الأميركي تعارض بالمجمل المناورات العسكرية البرية للجيش الإسرائيلي، وتعرب عن القلق العميق إزاء احتمال قيام عملية برية إسرائيلية في رفح، وتتحدث عن أن اجتياح رفح ينطوي على خطر حقيقي، خطر انتهاك القانون الإنساني الدولي. وستكون له تداعيات خطيرة على السلام والأمن الإقليميين، ولذلك فإن مثل هذا الهجوم البري الكبير لا ينبغي أن يستمر في ظل الظروف الحالية».

المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد مستخدمةً «الفيتو» 20 فبراير الماضي في مواجهة قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف النار في غزة (أ.ف.ب)

المعروف أن الولايات المتحدة تعمل على هذا المشروع منذ 19 فبراير (شباط) الماضي، بعد استخدامها الفيتو وإجهاض المشروع الجزائري الداعي لوقف النار التام في غزة. ووعدت المندوبة الأميركية الدائمة في الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، يومها، بطرح مشروع قريب لوقف النار. ومنذ ذلك الوقت وهي تعد المشروع. وبحسب دبلوماسيين في تل أبيب، فإن المقترح تعرض لتغييرات وتعديلات كثيرة حتى بلغ صيغته النهائية. وأكدوا أن الإدارة الأميركية أبلغت إسرائيل بأن هذه الصيغة «لم يعد ممكنا تغييرها».

الأسلاك الشائكة تحيط بمخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة 17 مارس (إ.ف.ب)

ووصفت المصادر الإسرائيلية، بحسب «معاريف»، التعديلات الجديدة لمسودة مشروع القرار النهائية هذه بمثابة «تدهور خطير في الصياغة والنبرة» بالنسبة لإسرائيل. والمشكلة الكبرى أنه سيكون بداية فقط لهجمة دبلوماسية تستهدف فرض وقف النار وعمليا إنهاء الحرب.

وقد رد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشكل غير مباشر على المشروع الأميركي بقوله إن «الحكومة الإسرائيلية لن توافق على وقف الحرب». وقال كاتس، الأحد، في تصريح لموقع «واي نت» الإلكتروني التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» «إن إسرائيل مصرة على تنفيذ مناورة برية في رفح وترى أنه من دونها لا يمكن تحقيق النصر».


مقالات ذات صلة

غارات إسرائيلية على مستشفى كمال عدوان في شمال غزة

المشرق العربي أشخاص يتفقدون الأضرار خارج مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة بعد غارة إسرائيلية في 6 ديسمبر 2024 مع استمرار الحرب بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

غارات إسرائيلية على مستشفى كمال عدوان في شمال غزة

أعلن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، اليوم (الجمعة)، أن المستشفى تعرّض «لغارات إسرائيلية عدّة منذ الصباح» أدت إلى سقوط عدد كبير من «الشهداء والجرحى».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي جنود إسرائيليون يستعدون لدخول قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قادة في كتيبة الشاطئ التابعة لـ«حماس»

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على منصة «إكس»، اليوم، إن عناصر من الجيش والشاباك «تمكنوا من القضاء على القادة الكبار في كتيبة الشاطئ».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي باسم نعيم المسؤول في الجناح السياسي لحركة «حماس» يتحدث في إسطنبول... الخميس 5 ديسمبر 2024 (أ.ب)

قيادي ﺑ«حماس»: استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

قال مسؤول من حركة «حماس» يوم الخميس، إن الوسطاء الدوليين استأنفوا المفاوضات مع الحركة وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)
شؤون إقليمية بنيامين نتنياهو وإلى جانبه نجله يائير (أرشيفية - أ.ب)

فيديو لنجل نتنياهو «يغزو» شبكات التواصل الاجتماعي

فيديو مصنوع بالذكاء الاصطناعي يظهر فيه نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير بنيامين نتنياهو، وكأنه من المحتجَزين، وهو يوجِّه نداء استغاثة لوالده.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطينيون يفرون من الجزء الشمالي من غزة وسط عملية عسكرية إسرائيلية في جباليا بشمال قطاع غزة (رويترز)

غزة تترقب اتفاقاً لوقف النار ومقربون من نتنياهو يؤكدون «جديته»

يترقب سكان غزة اتفاقاً لوقف إطلاق النار، فيما أفادت مصادر سياسية مقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه يظهر جدية لأول مرة في المفاوضات بشأن صفقة تبادل

نظير مجلي (تل أبيب)

إيران تعلن إجراء عملية إطلاق صاروخ حامل للأقمار الاصطناعية بنجاح

إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
TT

إيران تعلن إجراء عملية إطلاق صاروخ حامل للأقمار الاصطناعية بنجاح

إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)
إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» يحمل 3 شحنات «بحثية» إلى الفضاء من مكان مجهول في إيران 30 ديسمبر 2021 (إ.ب.أ)

أعلنت إيران أنها أجرت بنجاح عملية إطلاق صاروخ من طراز «سيمرغ» الحامل للأقمار الاصطناعية، وهي العملية الأحدث في برنامج يقول الغرب إنه يؤدي إلى تحسين برنامج الصواريخ الباليستية لديها، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

وأجرت إيران عملية الإطلاق في إطار برنامجها «سيمرغ»، الحامل للأقمار الاصطناعية، الذي طوَّرته وزارة الدفاع الإيرانية، بعدما شهد سلسلة من عمليات الإطلاق الفاشلة.

صاروخان من طراز «سيمرغ» الحامل للأقمار الاصطناعية في ساحة آزادي وسط طهران (أ.ف.ب)

وتمَّت عملية الإطلاق في «ميناء الإمام الخميني الفضائي» بمحافظة سمنان الري.

وحمل «سيمرغ» ما وصفته إيران بأنه «نظام دفع مداري»، بالإضافة إلى نظامين بحثيَّين إلى مدار يبلغ ارتفاعه 400 كيلومتر (250 ميلاً) فوق الأرض. ويمكن للنظام أن يسمح لإيران بتغيير مدار المركبة الفضائية، وهو أمر أرادت طهران منذ فترة طويلة القيام به لتكون قادرة على الحصول على مدارات متزامنة جغرافياً لأقمارها الاصطناعية.

ولم يصدر تأكيد مستقل، على الفور، على نجاح عملية الإطلاق.

ويأتي إعلان طهران عملية الإطلاق الأحدث في وقت تسود فيه التوترات المتصاعدة منطقةَ الشرق الأوسط، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية ضد حركة «حماس» في قطاع غزة، ووقف إطلاق النار الهش، في لبنان.

وقالت الولايات المتحدة، في وقت سابق، إن إطلاق الأقمار الاصطناعية الإيرانية يتحدى قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ودعت طهران إلى عدم القيام بأي نشاط يتضمَّن صواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية. وانتهت عقوبات الأمم المتحدة المتعلقة ببرنامج الصواريخ الباليستية الإيراني في أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وقال تقرير صادر عن مجتمع الاستخبارات الأميركي في يوليو (تموز): «إن عمل إيران على مركبات الإطلاق الفضائية من المحتمل أن يقصر الجدول الزمني لإنتاج صاروخ باليستي عابر للقارات، إذا قررت تطويره، لأن الأنظمة تستخدم تقنيات مماثلة».