استمرار الدعم الأميركي لـ«الوحدات الكردية» في سوريا يُغضب تركيا

أكدت تركيا مجدداً أنها نقلت رسالة واضحة للغاية إلى الولايات المتحدة بشأن رفضها الدعم الأميركي المقدم إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعد أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، بزعم التعاون في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، أونجو كتشالي، إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة رفضها القاطع لأي تعاون تقيمه دولة حليفة مع تنظيمات إرهابية، وإنه تم الاتفاق على إجراء مشاورات منتظمة بين البلدين حول مكافحة الإرهاب خلال المرحلة المقبلة.

وتعليقاً على مباحثات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في واشنطن، الأسبوع الماضي، خلال الاجتماع السابع للآلية الاستراتيجية للعلاقات التركية - الأميركية، قال كتشالي: «كانت لدينا رسالة واضحة للغاية إلى الولايات المتحدة في الحرب ضد الإرهاب... نقلنا إليهم، بوضوح، تطلعاتنا فيما يتعلق بتنظيمي (حزب العمال الكردستاني) و(وحدات حماية الشعب الكردية)».

أضاف كتشالي، في تصريحات ليل الأربعاء - الخميس، «أكدنا للجانب الأميركي أنه من غير المقبول أبداً أن تتعاون دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) مع تنظيمات إرهابية تستهدف أمن بلادنا».

وتابع أن الجانب التركي أكد خلال المباحثات أن أكبر عقبة أمام تعميق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين هي الدعم الذين تقدمه الولايات المتحدة للوحدات الكردية.

وتعدّ تركيا الوحدات الكردية امتداداً في سوريا لـ«حزب العمال الكردستاني»، المصنف لديها ومن جانب أميركا وأوروبا، بينما تعدّها الولايات المتحدة، حليفاً وثيقاً في الحرب على «داعش».

وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إنه ناقش مسألة الدعم الأميركي لـ«تنظيم الوحدات الكردية، الذي يعد ذراع (حزب العمال الكردستاني) في سوريا»، بشكل مستفيض، مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان وأعضاء من الكونغرس خلال اجتماعات الآلية الاستراتيجية للعلاقات التركية - الأميركية في واشنطن، يومي الخميس والجمعة.

تعزيزات عسكرية تركية مرسلة إلى إدلب (أرشيفية)

وأضاف فيدان، في تصريحات لصحافيين أتراك في واشنطن، الجمعة الماضي، عقب اختتام الاجتماعات، أن «الدعم المقدم من الولايات المتحدة إلى تنظيم (الوحدات الكردية) الإرهابي في سوريا، بذريعة مكافحة (داعش)، لا يقتصر على تزويده بالأسلحة، بل يشمل التدريب وتطوير القدرات وإضفاء الطابع المؤسسي، ما يشكل تهديداً لتركيا».

وانتقد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، في تصريحات الثلاثاء، الموقف الأميركي، قائلاً إنه لا يمكن لدولة حليفة أن تتعاون مع تنظيم إرهابي من أجل محاربة تنظيم إرهابي آخر.

وأضاف أن تركيا هي الدولة الوحيدة في «الناتو» التي حاربت «داعش» وجهاً لوجه، ونكرر دعوتنا للولايات المتحدة للتعاون معنا في هذا الأمر.

ويرى خبراء ومحللون استراتيجيون أتراك أن الولايات المتحدة ترغب في تقوية «قسد»، وتبحث عن صيغ لإبقاء سيطرتها على مناطق في شمال وشمال شرقي سوريا، حال اتخاذ قرار بالانسحاب من سوريا.

ويعتقد هؤلاء أن الهدف الأساسي من الدعم الأميركي لـ«قسد» ليس الحرب على «داعش»، وإنما إيجاد خط دفاع متقدم ضد إيران وميليشياتها في سوريا لحماية إسرائيل.

وقال كتشالي إن المباحثات التركية - الأميركية في واشنطن تمخضت عن اتفاق بشأن إجراء مشاورات منتظمة بين البلدين حول مكافحة الإرهاب على المستوى الفني في المرحلة المقبلة.

في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد 63 من المسلحين الأكراد في عمليات في شمالي سوريا والعراق خلال الأسبوع الأخير.

وقال مستشار الإعلام والعلاقات العامة في وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، في إفادة صحافية أسبوعية الخميس، إن العمليات العسكرية التركية الجارية في شمال سوريا أسفرت عن القضاء على 353 من عناصر الوحدات الكردية منذ مطلع العام الحالي.

وأشار إلى أنه تم ضبط 138 شخصاً، بينهم 4 أعضاء بالوحدات الكردية، في أثناء محاولتهم دخول البلاد بطرق غير شرعية في الأسبوع الأخير، مشيراً إلى منع ألفين و571 آخرين من التسلل إلى البلاد.