أقارب مخطوفين إسرائيليين يبدأون إضراباً عن الطعام

شعبية نتنياهو تواصل الانهيار مقابل ارتفاع شعبية غانتس

عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» خلال احتجاج اليوم الجمعة لتسليط الضوء على قضيتهم على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في مدينة ميونيخ الألمانية (أ.ف.ب)
عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» خلال احتجاج اليوم الجمعة لتسليط الضوء على قضيتهم على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في مدينة ميونيخ الألمانية (أ.ف.ب)
TT

أقارب مخطوفين إسرائيليين يبدأون إضراباً عن الطعام

عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» خلال احتجاج اليوم الجمعة لتسليط الضوء على قضيتهم على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في مدينة ميونيخ الألمانية (أ.ف.ب)
عائلات محتجزين إسرائيليين لدى «حماس» خلال احتجاج اليوم الجمعة لتسليط الضوء على قضيتهم على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في مدينة ميونيخ الألمانية (أ.ف.ب)

بعد الحملة التي نظمتها قوى اليمين الإسرائيلي ضد عائلات المخطوفين المحتجزين لدى «حماس» وإصرار حكومة اليمين بقيادة بنيامين نتنياهو على وضع قضيتهم في مرتبة ثانية يسبقها الإصرار على مواصلة الحرب «حتى النصر التام وتصفية حماس»، بدأ منتدى عائلات الأسرى تصعيداً جديداً في كفاحهم لأجل إطلاق سراح أبنائهم فأغلقوا مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، حيث تقوم أيضاً قيادة الحرب، وباشر عدد منهم إضراباً عن الطعام.

جاء ذلك في وقت قال أبو عبيدة الناطق باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الجمعة، إن المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة يعيشون «أوضاعاً صعبة ويكافحون للبقاء على قيد الحياة»، وإن الخسائر في صفوفهم باتت «كبيرة جداً» بسبب الهجمات الإسرائيلية. وذكر أبو عبيدة في كلمة مسجلة أن الجيش الإسرائيلي «تعمد قتل أسراه وإصابتهم»، وأن الحركة تحاول حماية حياتهم.

وبالنسبة إلى احتجاجات عائلات المخطوفين المحتجزين في غزة، قال داني الجيرت إنه لا يجد طريقة أخرى يعبّر بها عن حبه لشقيقه ايتسيك، المحتجز لدى «حماس»، سوى بالإضراب عن الطعام. وأضاف: «شقيقي يأكل كل يوم قطعة خبز تساوي لقمتين وقطعة صغيرة من الجبن، وأنا سأفعل مثله. سأظل مضرباً حتى تفهم حكومة إسرائيل واجباتها وتعمل بشكل حقيقي لإطلاق سراح الأسرى».

فلسطينيون يعبرون طريق صلاح الدين بمخيم المغازي في وسط قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)

وكان نحو ألف شخص قد تظاهروا أمام مقر وزارة الدفاع وقيّدوا أيديهم بالأغلال في بوابة الوزارة لساعة ونصف الساعة، مطالبين بإنجاح المفاوضات حول الصفقة.

وقالت اييلا متسغر، التي تقبع حماتها في أسر «حماس»، إنها ورفاقها جاءوا لتذكير رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزراء بيني غانتس وغادي آيزنكوت ورون دريمر الأعضاء في مجلس قيادة الحرب، بأن هناك مخطوفين إسرائيليين وبأنه لا يمكن السماح بإضاعة فرصة إطلاق سراحهم.

وأضافت: «لا يعقل ما يفعلونه بتأخير هذه الصفقة. لا يعقل أنهم يتصرفون بشكل يوحي بأن المخطوفين هم آخر همّ لهم. العقل لا يستوعب أن القيادة الإسرائيلية تفرّط بأولادنا وأسرانا. علينا أن نذكّرهم بأن المخطوفين بشر وأنهم جوعى ويتعرضون للتعذيب والتنكيل».

ورفع المتظاهرون شعارات تتهم الحكومة بالتضحية بالمخطوفين. وقال روبي حين، والد أحد المخطوفين، إن فشل المفاوضات في القاهرة يعني أمراً واحداً هو أن احتمال بقاء أي من المخطوفين حياً ينعدم. وأضاف: «لو كان بين المخطوفين ابن لأحد الوزراء أو رئيس الوزراء لكان تعاملهم مختلفاً. لكنهم الآن يديرون المفاوضات كما لو أنها لعبة تجارية».

وتابع: «نحن لسنا سذجاً. نعرف أن حماس تطرح مطالب مبالغا فيها. لكن هذه مفاوضات. ومطالب حماس هي البداية. يوجد وسطاء ومفاوضون وعليهم أن يجدوا حلولاً وسطاً. لكن قطع المفاوضات ليس حلاً».

قصف إسرائيلي على قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ف.ب)

وقرر قادة المظاهرات الخروج إلى الشوارع بأعداد أكبر حتى تتحرك الحكومة. وأكدوا أن المشاركة حالياً تبدو خفيفة بسبب الحرب وبسبب الأمطار الغزيرة. لكن الأيام المقبلة ستكون مختلفة.

وقال بار كفولا، رئيس منظمة الاحتجاج الشبابية، إن «الجمهور يحتاج إلى وقت حتى يتحول ألمه وإحباطه إلى غضب ويملأ الشوارع بالمظاهرات. لكننا نتقدم إلى الأمام وسنرى».

واعتمد كفولا في أقواله هذه على نتائج استطلاعات الرأي التي ما زالت تشير إلى تقلص شعبية نتنياهو إلى الحد الأدنى. ففي الاستطلاع الأسبوعي الذي نشرته صحيفة «معاريف» (الجمعة) وأجراه معهد لزار للبحوث برئاسة د. مناحم لزار، ظهر أن قوة الائتلاف الحكومي الحالي ستتقلص من 64 إلى 44 مقعداً، بينما المعارضة ستقفز من 56 إلى 76 مقعداً.

ويشير الاستطلاع إلى أن حزب المعسكر الرسمي بقيادة غانتس يعزز قوته بأربعة مقاعد، عن الأسبوع الماضي، من 36 إلى 40 مقعداً. ويفضّل 47% من الجمهور أن يكون غانتس رئيس حكومة، مقابل 32% يفضلون نتنياهو.

وتشير النتائج إلى أن اليمين المتطرف أيضا سيتلقى ضربة. فحزب الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لا يجتاز نسبة الحسم وتذهب أصواته إلى شريكه ايتمار بن غفير بالأساس. وكان بن غفير وسموتريتش خاضا الانتخابات في قائمة واحدة حصلت على 14 مقعداً، لكن الاستطلاع الجديد يمنحهما الآن 10 مقاعد.


مقالات ذات صلة

وفد أمني مصري يتوجه إلى تل أبيب لإجراء محادثات حول غزة

المشرق العربي جانب من الدمار جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة (د.ب.أ)

وفد أمني مصري يتوجه إلى تل أبيب لإجراء محادثات حول غزة

قال مصدران أمنيان مصريان لوكالة «رويترز»، اليوم (الأربعاء)، إن وفدا أمنيا مصريا سيتوجه إلى إسرائيل غدا في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي محادثات السيسي ورئيس مجلس الوزراء القطري في القاهرة (الرئاسة المصرية)

مصر وقطر تتطلعان «لتهدئة شاملة» بالمنطقة بعد وقف النار في لبنان

شددت مصر وقطر على أهمية تمكين ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية كافة وعلى رأسها الجيش اللبناني للحفاظ على أمن وسيادة لبنان وسلامة أراضيه

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا صورة جماعية للمشاركين في المؤتمر الوزاري حول «المرأة والأمن والسلم»  (جامعة الدول العربية)

«الجامعة العربية» لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاع

أكدت جامعة الدول العربية، الأربعاء، سعيها لتنسيق جهود حماية النساء في مناطق النزاعات.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي غزيون ينتظرون الحصول على خبر أمام فرن في مخيم النصيرات (أ.ف.ب)

أهالي غزة يخشون سيناريوهات أصعب

كان سكان قطاع غزة يمنون النفس لو أن الرئيس الأميركي جو بايدن خرج حاملاً لهم بشرى وقف إطلاق النار، كما فعل تماماً من خلال المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه توقف…

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي السيسي خلال استقباله رئيس الوزراء القطري (الرئاسة المصرية)

مطالبة مصرية ــ أردنية بوقف فوري للنار في غزة

يبدو أن دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، أحيا جهود استئناف مفاوضات «هدنة غزة»، لا سيما مع حديث الرئيس الأميركي جو بايدن، عن مشاورات مع مصر وقطر.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

إيران تحتفظ بحق الرد على ضربات إسرائيل وترحّب بوقف النار في لبنان

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يُقدّم إحاطة على هامش فعالية للأمم المتحدة في لشبونة 27 نوفمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يُقدّم إحاطة على هامش فعالية للأمم المتحدة في لشبونة 27 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

إيران تحتفظ بحق الرد على ضربات إسرائيل وترحّب بوقف النار في لبنان

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يُقدّم إحاطة على هامش فعالية للأمم المتحدة في لشبونة 27 نوفمبر 2024 (رويترز)
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يُقدّم إحاطة على هامش فعالية للأمم المتحدة في لشبونة 27 نوفمبر 2024 (رويترز)

قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الأربعاء، إن طهران تحتفظ بحق الرد على الضربات الجوية التي شنّتها إسرائيل الشهر الماضي على أراضيها، لكنها أيضاً تأخذ في الاعتبار تطورات أخرى في المنطقة.

وأبلغ عراقجي الصحافيين خلال زيارة إلى لشبونة، أن بلاده ترحب باتفاق أمس الثلاثاء في لبنان، وتأمل في أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله»، المدعومة من إيران، حيّز التنفيذ، الأربعاء، بموجب اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.

وردّاً على سؤال عما إذا كان وقف إطلاق النار يمكن أن يؤدي إلى تخفيف التوترات بين إسرائيل وإيران، قال عراقجي: «الأمر يعتمد على سلوك إسرائيل».

وأضاف: «بالطبع نحتفظ بالحق في الرد على العدوان الإسرائيلي الأخير، لكننا نأخذ في الاعتبار كل التطورات بالمنطقة».

وضربت إسرائيل أهدافاً في إيران في 26 أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على هجوم صاروخي شنّته طهران على إسرائيل في الأول من الشهر نفسه.

وقال علي لاريجاني، وهو مستشار كبير للمرشد الإيراني علي خامنئي، في مقابلة نشرتها وكالة «تسنيم» للأنباء يوم الأحد، إن بلاده تستعد «للرد» على إسرائيل.