إضراب واسع في غرب إيران احتجاجاً على إعدام 4 نشطاء كرد

جانب من الإضرابات في سوق مهاباد، غرب إيران، حسب فيديو نشرته منظمة «هنغاو»
جانب من الإضرابات في سوق مهاباد، غرب إيران، حسب فيديو نشرته منظمة «هنغاو»
TT

إضراب واسع في غرب إيران احتجاجاً على إعدام 4 نشطاء كرد

جانب من الإضرابات في سوق مهاباد، غرب إيران، حسب فيديو نشرته منظمة «هنغاو»
جانب من الإضرابات في سوق مهاباد، غرب إيران، حسب فيديو نشرته منظمة «هنغاو»

أغلقت الشركات والمتاجر أبوابها الثلاثاء في عدة مدن كردية، غرب إيران، في إضراب عام احتجاجاً على إعدام 4 أكراد الإثنين، لاتهامهم بالتعاون مع إسرائيل.

وأُعدم الرجال الأربعة، الذين أُلقي القبض عليهم في عام 2022، شنقاً الإثنين، على الرغم من الحملة التي قادتها منظمات لحقوق الإنسان اعتبرت محاكمتهم غير عادلة.

ونشرت منظمة «هنكاو» غير الحكومية المعنية بحقوق الأكراد، ومقرّها في النرويج، والشبكة الكردية لحقوق الإنسان، ومقرها في فرنسا، صوراً تظهر متاجر مغلقة في وسط مدن كرمنشاه وسقز وسنندج.

وأوضحت المنظمة أنّ نحو 10 مدن شهدت إضراباً، مشيرة في الوقت ذاته إلى انقطاع خدمات الإنترنت وتحليق مروحيات فوق المنطقة، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

من جهته، قال عبد الله مهتدي، الأمين العام لحزب «كومله» الكردي المعارض، الذي يطالب بحكم ذاتي للأقلية الكردية في إيران، إنّ الإضراب «حقّق نجاحاً كاملاً».

وكان حزب مهتدي، وأحزاب كردية معارضة أخرى، ناشدت أهالي المدن الكردية، شمال غربي إيران وأجزاء من غربها، إلى إضرابات عامة. ولم تتحدث وسائل الإعلام الإيرانية عن هذه التعبئة.

وشاركت المنطقة الكردية في إيران بشكل واسع في الحركة الاحتجاجية التي هزّت البلاد بعد وفاة الشابة الكردية الإيرانية، مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) 2022، بعد أيام على توقيفها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.

وقالت جوانا طيماسي، أرملة محسن مظلوم، أحد الرجال الأربعة الذين أُعدموا الاثنين، عبر منصة «إكس»، إنّ السلطات الإيرانية رفضت تسليم الجثث إلى العائلات، وإنه سيتم دفنها «في مكان غير محدد».

كذلك، قالت بيان عظيمي، التي أُعدم زوجها بيجمان فتحي أيضاً، على موقع «إنستغرام»، إنّها قصّت خصلة الشعر التي تركها ابنها تنمو بانتظار إطلاق سراح والده.

وأُوقف الرجال الأربعة في 23 يوليو (تموز) 2022، فيما كانوا يعدّون لعملية لحساب الموساد ضد مركز تابع لوزارة الدفاع في مدينة أصفهان الكبيرة، وسط إيران، وفق السلطات القضائية الإيرانية.

وقالت منظمة العفو الدولية إن الرجال الأربعة «معارضون إيرانيون أكراد» وحُكم عليهم بالإعدام «بعد محاكمة سرّية جائرة بشكل واضح».

وتتزايد الإعدامات شنقاً في إيران حيث أُعدم بمعدل شخصين يومياً خلال شهر يناير (كانون الثاني)، وفقاً للمنظمات غير الحكومية.


مقالات ذات صلة

العراق: الحزبان الكرديان يبحثان تشكيل حكومة الإقليم

المشرق العربي مسعود بارزاني وبرهم صالح خلال لقائهما يوم الأحد (الحزب الديمقراطي الكردستاني)

العراق: الحزبان الكرديان يبحثان تشكيل حكومة الإقليم

يزور وفد من حكومة كردستان، بغداد، لحل ملف رواتب موظفي الإقليم، وسط مباحثات كردية - كردية لتشكيل حكومة جديدة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي وزير الدفاع التركي يسار غولر خلال استقبال نظيره العراقي سعيد ثابت العباسي في أنقرة السبت (الدفاع التركية)

تركيا تعلن استقرار الأمن على حدودها مع العراق بعد «تطهير زاب»

قال وزير الدفاع التركي يشار غولر إن بلاده أرست الأمن بطول حدودها مع العراق، وذلك بعدما أجرى مباحثات مع نظيره العراقي ثابت العباسي في أنقرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي أكراد سوريون فروا من منازلهم في ضواحي مدينة حلب الشمالية (أ.ف.ب)

سوريا: أكثر من 60 ألفاً نزحوا إلى مناطق «الإدارة الكردية» بعد هجوم الفصائل

قالت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا، الأربعاء، إن أكثر من 60 ألف شخص نزحوا إلى مناطقهم بعد تقدّم الفصائل السورية المسلحة في شمال غربي البلاد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي أشخاص يتفقدون الدمار في موقع غارة جوية شنتها قوات الجيش السوري استهدفت حياً في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل شمال سوريا (أ.ف.ب)

مصادر: جماعة مسلحة سورية تدعمها تركيا منعت خطط توسع كردية

قالت مصادر أمنية تركية اليوم (الأحد)، إن الجيش السوري منع محاولة من جماعات كردية لإقامة ممر يربط منطقة تل رفعت بشمال شرقي سوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
TT

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)

أكدّت مصادر سياسية في تل أبيب أن توتراً شديداً ينتاب العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان، بسبب التصريحات التي أدلى بها البابا فرنسيس تضامناً مع أهل غزة، واستخدام كلمة «وحشية» لوصف الغارات على النازحين الفلسطينيين وقتل الأطفال، ما جعل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ يسعى لزيارة روما، في محاولة لتهدئة الوضع، لكن اليمين المتطرف الحاكم يُحاول ثنيه عن هذه الزيارة، «التي لا يوجد لها تفسير سوى أنها خُنوع أمام مَن ينتقدوننا».

وقال أحد الوزراء الإسرائيليين إن زيارة هيرتسوغ غير مفهومة. ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أضاف الوزير -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن «البابا لا يوفر مناسبة لتلطيخ سمعة إسرائيل. يهاجمها باستمرار ويتحيّز للفلسطينيين. فقط في الشهر الماضي أدّى صلاة في كنيسة، وقد وضع أمامه تمثالاً للمسيح وهو ملفع بالكوفية، وذلك في رمزية واضحة ترسخ الادعاء بأن المسيح كان فلسطينياً. فلماذا ينبغي لرئيسنا أن يركع أمام هذا البابا؟».

علما الفاتيكان وإسرائيل خلال إقامة البابا فرنسيس صلاة الملائكة في ساحة الفاتيكان الخميس (رويترز)

وكان رجال الدين المسيحيون في معظم الكنائس المسيحية في العالم قد تطرقوا خلال كرازة عيد الميلاد المجيد، للأوضاع في غزة، متعاطفين مع الضحايا الفلسطينيين. ودان البابا فرنسيس بنفسه ما سمّاه «قسوة الغارات على قطاع غزة، وإطلاق الرصاص على الأطفال هناك». وعدّها وحشية.

وقال الحبر الأعظم، الذي ينضوي تحت قيادته الروحية 1.2 مليار مسيحي في العالم، بعد صلاة التبشير الأحد الماضي: «بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرّضون لزخات إطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة».

وكشف النقاب، الخميس، أن هيرتسوغ كان قد اتصل بالبابا فرنسيس، هاتفياً، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واحتجّ على تصريحاته ضد إسرائيل. وقال له إن «الجيش الإسرائيلي ملتزم بالقوانين الدولية، ولا يطلق الرصاص على المدنيين، بل (حماس) الإرهابية هي التي يندس قادتها بين المدنيين، فتضطره إلى تصويب ناره عليهم». وردّ البابا: «الرد على الإرهاب لا يكون بالإرهاب». وفي اليوم التالي لهذه المكالمة عاد البابا واستخدم كلمة إرهاب في وصف العمليات الحربية الإسرائيلية، وقال: «أيضاً في الحرب توجد قوانين. قتل الأطفال بهذه الوحشية ليس حرباً، بل إرهاب».

الزوجان المسيحيان طوني وأمل وهما من النازحين خارج خيمتهما في منطقة المواصي بخان يونس الأربعاء (إ.ب.أ)

وفي محاولة استفزازية للرد على هذه التصريحات، حاول الجيش الإسرائيلي منع الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا، بطريرك القدس للاتين، من دخول غزة في مطلع الأسبوع؛ حيث أراد أن يترأس قداس تباشير بالميلاد، فأثار قراره موجة احتجاج غاضبة في العالم فتراجع. ودخل الكردينال مدينة غزة في زيارة وصفها أهل غزة بأنها «تاريخية وإنسانية». ولم تقتصر الزيارة على الكنيسة الكاثوليكية، بل راح يتجوّل في الشوارع والأحياء التي دمّرتها العمليات الحربية الإسرائيلية، والتقى أفراداً من العائلات المتبقية من المسيحيين، الذين فقدوا نحو 20 مواطناً قتلوا بالغارات، والتقى عائلات من المسلمين الذين يعيشون وسط ظروف إنسانية قاسية، نتيجة الحصار والدمار والقتل المستمر. وعلى مدى 4 أيام، حرص الكاردينال على زيارة البيوت المتضررة، مستمعاً إلى معاناة سكان القطاع، ومعبراً عن تضامنه العميق معهم. فيما حملت زيارته رسالة رجاء وسلام؛ حيث قدّم كلمات تعزية ودعم للأسر التي فقدت منازلها وأحباءها.

وأكد أهمية الصمود والإيمان وسط هذه المحنة العصيبة، مشدداً على أن وجودهم هو شهادة حية للإيمان والثبات، ليؤكد أهمية الوحدة الإنسانية والتكاتف بين مختلف الأديان في مواجهة الأزمات.

وخلال القداس، قال الكاردينال إن معاناة أهل غزة ليست منسية، وأن الكنيسة ستظل حاضرة لدعمهم ومساندتهم، كما دعا إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وإحلال السلام والعدالة في المنطقة.

وعاد الكردينال باتيستا، وهو إيطالي الجنسية، لتكرار رسائله في قداس ليلة الميلاد في كنيسة المهد في بيت لحم، الذي تم بثه عبر التلفزيون الفلسطيني الرسمي إلى كل أرجاء العالم. وأشار إلى أن رسالته للمؤمنين ألا يخافوا.

وقال: «ليست لديّ مشكلة هذه السنة في الاعتراف بصعوبة الإعلان عن فرح ميلاد المسيح لكم، أنتم الحاضرون هنا، ولكل مَن ينظر إلى بيت لحم من جميع أنحاء العالم. نشيد الملائكة، الذين ينشدون المجد والفرح والسلام، يبدو لي نشازاً بعد عام مليء بالمشقة، والدموع والدماء والمعاناة، بسبب آمال خابت وخطط للسَّلام والعدل تحطَّمَت. يبدو أَن النواح يتغلَّب على النشيد، والغضب يشلُّ كل طريق للرجاء».

الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بطريرك القدس للاتين يحيي فلسطينية في بيت لحم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأجرى مقارنة بين درب الآلام التي خاضها مريم ويوسف، «بينما يبدو أنّهما يُطيعان صاغرين قوة أكبر منهما، إلا أنهما كانا في الواقع ينظران إلى التاريخ بعيون الله، ويريان فيه مشروعاً إلهياً، فيه يدخلان المجد والسلام. ونحن أيضاً يمكننا ويجب علينا أن نبقى في أرضنا، وأن نعيش واقعنا، غير مُجبرين أو مستسلمين، ولا حتى مستعدّين للهرب في أوَّل فرصة. نحن مدعوُّون من قِبل الملائكة كي نعيش هذه الليلة بإيمان ورجاء. نحن أيضاً، على غرار يوسف ومريم، والرعاة، يجب أن نختار وأن نُقرّر: هل نقبل بإِيمان بشارة الملاك، أم نمضي في طريقنا؟ طفل بيت لحم يأخذ بيدنا في هذه الليلة، ويرافقنا في معارج التاريخ، ويساعدنا كي نقبله حتى النهاية، فنسير فيه بثقة ورجاء. ولم يخش الموت. ويطلب منَّا ألّا نخاف من قوى هذا العالم، بل أن نثابر في طريقِ العدل والسلام».

وكان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عيدان بار طال، قد استدعى سفير الفاتيكان في تل أبيب، المطران أدولفو طيطو يلينا، الثلاثاء، لجلسة احتجاج، عبّر فيها عن الشعور بالمرارة من تصريحات البابا فرنسيس، وعدّها «ازدواجاً بالمعايير». وقال بار طال إن هذه التصريحات مخيبة للآمال بشكل خاص؛ لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل ضد الإرهاب الجهادي، وهي حرب متعددة الجبهات، فُرضت عليها منذ 7 أكتوبر 2023.