«هيئة البث الإسرائيلية»: جلسة عاصفة وانسحاب وزراء خلال مناقشة ميزانية الحرب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

«هيئة البث الإسرائيلية»: جلسة عاصفة وانسحاب وزراء خلال مناقشة ميزانية الحرب

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

قالت «هيئة البث الإسرائيلية» إن اجتماعاً عاصفاً عُقد، اليوم الأحد، للحكومة الإسرائيلية، لمناقشة موازنة عام 2024 المحدَّثة، والتي تتضمن نفقات الحرب على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الاجتماع شهد انسحاب عدد من الوزراء بسبب المواقف المتصلبة لوزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

ووفق «وكالة أنباء العالم العربي»، أضافت الهيئة أن وزير التعليم يوآف كيش عارَض وزير المالية، خلال نقاش تفاصيل الموازنة، واحتدّ النقاش بينهما، ما أدى لانسحاب الوزير كيش من الجلسة، رغم محاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو السيطرة على الأمر وتهدئة الأجواء.

ونقلت الهيئة عن الوزير كيش قوله لسموتريتش: «لستُ مهتماً بالاستماع إليك»، ما دفع نتنياهو لمحاولة السيطرة على الأمر، موجهاً حديثه لوزير التعليم، لكن الوزير قال له: «أنا غير مهتم»، وغادر الجلسة غاضباً.

كما شهدت الجلسة مواجهة بين وزير المالية، ووزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار الذي غادر هو الآخر الاجتماع. وهاجم سموتريتش أيضاً وزير الطاقة إيلي كوهين، الذي تسلّم منصبه مؤخراً، بدلاً من منصبه السابق وزيراً للخارجية. وقالت الهيئة إن سموتريش وبّخ كوهين لأنه طرح عدة أسئلة، وقال له: «أنت تطرح الأسئلة بسبب عدم الفهم».

وخلال الاجتماع، دعا محافظ بنك إسرائيل، أمير يارون، إلى تخفيضات أعمق في الميزانية، وزيادة ضريبة القيمة المضافة، هذا العام. ووافق نتنياهو على أن يدرج في الميزانية المحدثة اقتراح وزارة الخزانة بزيادة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1 في المائة إلى 18 في المائة خلال عام 2025.

كما تقرَّر خفض الأموال المخصصة لأحزاب الائتلاف الحاكم بمبلغ 2.5 مليار شيقل فقط، من أصل 8 مليارات شيقل. وقال نتنياهو: «أتوقع أنه في اليوم التالي، بعد 24 ساعة، سننتهي من هذا الشيء، سنقدم ميزانية حرب لدولة إسرائيل، ميزانية تضمن لنا الأمن والمستقبل».


مقالات ذات صلة

«الصفقة الشاملة»... ورقة ضغط لـ«حماس» تصطدم بـ«تهدئة مؤقتة»

تحليل إخباري تصاعد دخان جراء قصف إسرائيلي على مبنى في بيت لاهيا شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«الصفقة الشاملة»... ورقة ضغط لـ«حماس» تصطدم بـ«تهدئة مؤقتة»

تأكيد جديد من «حماس» على تمسكها بإبرام «صفقة شاملة»، استبق محادثاتها بالقاهرة، التي تشهد حضور وفد كبير للحركة بخلاف مرات سابقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي فتحة نفق عثر عليه الجيش الإسرائيلي خلال عمليات عسكرية في قطاع غزة (أرشيفية - الجيش الإسرائيلي)

«القسام» تبث مشاهد لعملية إنقاذ رهينة إسرائيلي عقب قصف نفق في غزة

بثت «كتائب القسام»، الذراع المسلحة لحركة «حماس» تسجيلاً مصوراً يظهر عملية قالت إنها لإنقاذ رهائن إسرائيليين من داخل نفق قصفه الجيش الإسرائيلي في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يمرون أمام مبنى مدمر تابع لـ«الأونروا» في مدينة غزة (د.ب.أ) play-circle 00:50

«حماس»: قرار إدارة ترمب برفع الحصانة عن «الأونروا» انحياز لإسرائيل

أدانت حركة «حماس»، السبت، قرار وزارة العدل الأميركية رفع الحصانة القانونية عن وكالة «الأونروا»، ووصفته بأنه يجسد انحياز إدارة الرئيس دونالد ترمب لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
أوروبا شعار شركة غوغل (رويترز) play-circle

موظفو «غوغل» ببريطانيا يعتزمون رفض صفقات مرتبطة بإسرائيل

يُخطط عدد من موظفي «غوغل ديب مايند» في بريطانيا للانضمام لنقابة عمالية حتى يتسنى لهم التصدي لقرار الشركة بيع تقنياتها للذكاء الاصطناعي لإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص دخان يتصاعد جراء القصف الإسرائيلي على مبنى في بيت لاهيا شمال غزة (أ.ف.ب)

خاص مصادر «حماس» تكشف لـ«الشرق الأوسط» عرضاً جديداً من الوسطاء لهدنة غزة

كشفت مصادر من حركة «حماس» عن تفاصيل ما عرضه الوسطاء على الحركة، خلال اجتماعات عُقدت في القاهرة، اليوم (السبت)، وبدأت منذ يومين في الدوحة.

«الشرق الأوسط» (غزة)

من هو حسين الشيخ... أول فلسطينيّ من الداخل ينال أعلى منصب في السلطة؟

حسين الشيخ في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله (الفرنسية)
حسين الشيخ في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله (الفرنسية)
TT

من هو حسين الشيخ... أول فلسطينيّ من الداخل ينال أعلى منصب في السلطة؟

حسين الشيخ في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله (الفرنسية)
حسين الشيخ في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله (الفرنسية)

مع إعلان حسين الشيخ نائباً للرئيس الفلسطيني محمود عباس، يكون الشيخ أول فلسطينيّ من الداخل يحوز أرفع منصب في السلطة الفلسطينية، ويقترب خطوة مهمة نحو رئاستها، مدشناً بذلك عهداً جديداً، بعدما ظلّت السلطة طيلة أكثر من 30 عاماً في عهدة المؤسسين الآباء والحرس القديم لحركة فتح.

واختيار الشيخ لمنصب نائب عباس جاء بتفويض من أهم المؤسسات الحاكمة: حركة فتح والمنظمة، بعدما فوّضت «مركزية فتح» الرئيس باختيار نائبه قبل جلسة «مركزي المنظمة» الذي استحدث بدوره المنصب، الذي اختير الشيخ له بموافقة تنفيذية المنظمة، ما يجعله مرشحاً قوياً للحركة في أي انتخابات رئاسية محتملة مقبلة، أو رئيساً بحكم الأمر الواقع، في حال عدم القدرة على إقامة الانتخابات لأي سبب بعد وفاة عباس أو عدم قدرته على الحكم.

ويعدّ وصول الشيخ للمنصب مفاجئاً إذا ما أخذنا يعين الاعتبار أنه تجاوز قادة أقدم منه وأكثر حضوراً وشعبية، وليس مفاجئاً، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنه تدرج سريعاً في الأعوام القليلة الماضية في هرم المؤسسات الثلاث الأهم: السلطة، فتح، المنظمة، حتى أصبح الطباخ الرئيسي في المطبخ السياسي والأمني.

من هو حسين الشيخ؟

ولد حسين شحادة محمد الشيخ في مدينة رام الله في 14 ديسمبر (كانون الأول) عام 1960، لأسرة فلسطينية لاجئة تعود أصولها إلى قرية دير طريف المهجرة من قضاء الرملة. انتمى الشيخ إلى حركة «فتح»، في عمر مبكر، واعتقلته إسرائيل بسبب انتمائه ونشاطه في الحركة عام 1978، وقضى في السجون 11 عاماً، ثم خرج عام 1989 مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

خلال الانتفاضة، أصبح نشطاً فيها وحاز عضوية القيادة الوطنية الموحدة والقيادة العليا لحركة «فتح». ومع دخول السلطة الفلسطينية، التحق بقوات الأمن وكان عقيداً في جهاز الأمن الوقائي.

في الانتفاضة الثانية عام 2000، دخل في صراع مع بعض قيادات حركة فتح المتنفذين، وإلى حد ما في صراع لاحق مع الحركة، لكنه ظلّ أحد قادتها.

في عام 2007، تسلم رئاسة الهيئة العامة للشؤون المدنية برتبة وزير ورئيس لجنة التنسيق المدنية العليا (CAC)، التي تعدّ صلة الوصل الرسمية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

تعلم الشيخ في سجنه اللغة العبرية وأتقنها كتابة وقراءة ومحادثة. وانتخب عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها العام السادس، الذي انعقد في مدينة بيت لحم عام 2009، وانتخب مرة ثانية عام 2016، وما زال.

في عام 2017، أصبح أحد أعضاء وفد المصالحة الفلسطينية التابع لحركة فتح، إذ اختارته مركزيتها عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عن الحركة في 7 فبراير (شباط) عام 2022 في الدورة الحادية والثلاثين للمجلس المركزي، بدلاً عن صائب عريقات الذي توفي قبلها بنحو عامين بسبب «كورونا».

ثم اختير أميناً لسرّ اللجنة التنفيذية للمنظمة ورئيساً لدائرة شؤون المفاوضات، في خطوة قرّبته من موقعه الحالي.

أصبح الشيخ في العامين الماضيين أقرب شخص لعباس، وقاد كثيراً من الحوارات مع الإسرائيليين والأميركيين والعرب في جميع القضايا المصيرية المتعلقة بالسلطة الفلسطينية. في فبراير الماضي، غادر موقعه رئيساً للهيئة العامة للشؤون المدنية، واحتفظ بباقي المناصب، بما فيها موقعه رئيساً لنادي شباب البيرة في رام الله.

وقبل أسبوع واحد فقط، عيّنه عباس رئيساً للجنة السفارات الفلسطينية.

ينظر إليه على نطاق واسع في الخارج وإسرائيل كشخص براغماتي يمكن التواصل والتوصل معه إلى اتفاقات.

يقول الإعلام الإسرائيلي إنه يتمتع بعلاقات وثيقة مع نظرائه الإسرائيليين.

يتبنى الشيخ نهج عباس القائم على التوصل إلى اتفاق سلام مع الإسرائيليين عبر الحوار، واستخدام الدبلوماسية والمقاومة الشعبية، ويقرّ بحاجة السلطة إلى الإصلاحات والتغيير، لكنه يعدّها إنجازاً وطنياً لا يجب التفريط فيه.

قبل الحرب الحالية، قال الشيخ لمجلة «فورين بوليسي» إن «السلطة غير قادرة على تقديم أفق سياسي للشعب. السلطة غير قادرة على حلّ مشكلات الشعب المالية والاقتصادية الناتجة عن الاحتلال، ولكن ما البديل للسلطة الفلسطينية؟ الفوضى والعنف!».