اشتعلت المعركة حول إسطنبول مبكراً بين رئيس بلديتها الحالي أكرم إمام أوغلو والمرشح لخوض الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) المقبل على المنصب ذاته، ومرشح «حزب العدالة والتنمية» الحاكم عن «تحالف الشعب» مراد كوروم.
وبينما لم تكتمل عملية الترشيحات التي تختتم في 20 فبراير (شباط) المقبل، بدا أن إسطنبول ستكون محور معركة الانتخابات المحلية المقبلة.
وبدأ كوروم، النائب الحالي بالبرلمان التركي عن حزب «العدالة والتنمية» وزير البيئة والتحضر والتغير المناخي السابق، تحركه على الفور عقب إعلان الرئيس رجب طيب إردوغان ترشيحه لرئاسة بلدية إسطنبول في مؤتمر حاشد للحزب في أنقرة الأحد.
وعقد كوروم اجتماعاً، الاثنين، مع وزير المواصلات والبنى التحتية عبد القادر أورال أوغلو، لبحث المشكلات المرورية في إسطنبول، والحلول التي يمكن تقديمها في إطار وعود حملته الانتخابية.
وقال كوروم: «سنخرج مع فريقنا وجميع أصدقائنا، وسنتجول من شارع ومن حي إلى حي، من أجل القضاء على الفوضى والاضطراب وقلق شعبنا في إسطنبول حول مخاطر الزلازل، وسنحل مشاكل المرور، وسنحتضن جميع سكان إسطنبول البالغ عددهم 16 مليونا».
وبدأ كوروم، الاثنين، جولة في إسطنبول استهلها من حي الفاتح، كما زار، الثلاثاء، مقر حزب «الحركة القومية» الشريك في «تحالف الشعب» مع حزب «العدالة والتنمية»، واعدا بالاحتفال معا بفوزهم ببلدية إسطنبول مساء 31 مارس، كما زار أحد أكبر المراكز التجارية في إسطنبول.
وقال خلال جولته: «نتحدث عن 5 سنوات ضائعة من دون استثمار (في إشارة إلى فترة رئاسة أكرم إمام أوغلو المنتمي لحزب (الشعب الجمهوري) المعارض للمدينة منذ عام 2019). سوف يشاهدنا سكان إسطنبول ونحن نعمل، سنقوم بزيارات مثل زيارتنا اليوم».
وتطرق كوروم، خلال لقاء مع التجار في حي الفاتح، إلى مشكلة اللاجئين السوريين، التي تتصدر الأجندة مع كل انتخابات في تركيا في الفترة الأخيرة، قائلا: «علينا إدارة مشكلة المهاجرين في إسطنبول، إنهم هنا بشكل مؤقت، آمل أن يعودوا إلى وطنهم عندما تنتهي الحرب في بلادهم».
وأضاف «حتى ذلك الحين، فإنهم (أي اللاجئين) يساهمون في اليد العاملة في إسطنبول، علينا إدارة هذا أيضا، سوف نعيش في مناخ الثقة والسلام وقانون الأخوة».
ويعد حي الفاتح من أبرز المناطق التي يتركز فيها السوريون في إسطنبول، ويأتي في المرتبة الثانية بعد حي أسنيورت، حيث يعيش عشرات الآلاف منهم، ويمارس عدد كبير منهم أنشطة تجارية، من خلال افتتاح مطاعم ومحال تجارية تبيع المنتجات السورية.
واشتكى رئيس بلدية الفاتح، إرغون طوران، في عام 2021، من مشكلة تكدس السوريين في الحي، قائلا إن منطقة الفاتح هي ثاني أكثر المناطق تضرراً من كثافة وجود المهاجرين بعد أسنيورت.
وأغلقت السلطات التركية، عام 2022، أكثر من 20 حيا في إسطنبول، في مقدمتها الفاتح وأسنيورت، أمام إقامة الأجانب فيها؛ حفاظا على التركيبة الديموغرافية، بعد أن زادت نسبة السوريين والأجانب فيها عن 20 في المائة.
وفي رد على تصريحات كوروم، التي عد فيها أن فترة رئاسته لبلدية إسطنبول كانت 5 سنوات ضائعة، أعرب إمام أوغلو عن أمله في أن يلتزم اللياقة في تصريحاته.
وقال إمام أوغلو، في تصريحات الثلاثاء: «إذا لم يتم التصرف بطريقة لائقة ومهذبة، فسيتم الرد اللازم»، مضيفا أن مرشح «تحالف الشعب»، في إشارة إلى كوروم «يعرف أفضل من غيره كيف نركز على إسطنبول».
وتابع إمام أوغلو: «تركيزنا في هذه الفترة ينصب على 16 مليون شخص، الشيء الوحيد الذي سأقوله هنا عن مرشح مؤسسة سياسية أو تحالف هو هذا: آمل أن تسير الانتخابات في إطار مهذب ولائق للغاية، وأن تركز على إسطنبول، من خلال عملية تعتمد على ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه، هذا ما نتمناه».
وقال: «إنهم يعرفون جيداً كيف نركز على إسطنبول وحل المشكلات على الطاولات، والبيئات التي أنشأناها حول إسطنبول، لقد كان سعينا دائماً هو إيجاد حلول لإسطنبول على الطاولة، سنتحدث ونناقش هذا الأمر بعمق مع مرور الوقت».