تركيا: حملات مكثفة تستهدف خلايا «داعش» قبل حلول العام الجديد

القبض على 189 من عناصره في عمليات متزامنة شملت 37 ولاية

صورة موزعة من مديرية أمن أنقرة لإحدى المداهمات السابقة على عناصر «داعش»
صورة موزعة من مديرية أمن أنقرة لإحدى المداهمات السابقة على عناصر «داعش»
TT

تركيا: حملات مكثفة تستهدف خلايا «داعش» قبل حلول العام الجديد

صورة موزعة من مديرية أمن أنقرة لإحدى المداهمات السابقة على عناصر «داعش»
صورة موزعة من مديرية أمن أنقرة لإحدى المداهمات السابقة على عناصر «داعش»

صعّدت السلطات التركية حملتها الأمنية التي تستهدف خلايا وعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي مع قرب حلول العام الجديد. ووجّهت أجهزة الأمن ضربات قوية متلاحقة للتنظيم، وأحبطت عدداً من مخططاته في الأيام الأخيرة.

وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، القبض على 189 من المشتبه بانتمائهم إلى «داعش» في عمليات متزامنة في 37 ولاية في أنحاء البلاد، انطلاقاً من العاصمة أنقرة. وكتب يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس»، (السبت)، أن «العمليات المتزامنة نُفّذت في 37 ولاية، بينها العاصمة أنقرة ومدينتا إسطنبول وإزمير بالتنسيق بين شعبتَي مكافحة الإرهاب والاستخبارات في المديرية العامة للأمن، ضمن حملة أمنية حملت اسم (الأبطال ـ 38)، أسفرت عن القبض على 189 مشتبهاً بانتمائهم إلى تنظيم (داعش) الإرهابي».

وأرفق يرلي كايا تغريدته بمقطع فيديو للعمليات ضد «داعش»، مؤكداً مواصلة تركيا «مكافحة الإرهاب ليل نهار حتى القضاء على آخر إرهابي».

وفي إطار الحملة المكثفة على «داعش»، أحبطت السلطات التركية مخططاً استهدف الهجوم على سفارة العراق في أنقرة، ومعابد وكنائس في إسطنبول، فضلاً عن تأسيس كيان جديد تابع للتنظيم باسم «كتيبة سليمان الفارسي».

حملات أمنية مكثفة

وألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية، (الجمعة)، القبض على 32 من عناصر «داعش»، بينهم 3 مسؤولين بالتنظيم، في عملية مشتركة بين الشرطة وجهاز المخابرات، نُفّذت بالتزامن في 9 ولايات انطلاقاً من إسطنبول. ونُفّذت العملية بناء على معلومات تجمّعت لدى المخابرات التركية عن عزم القياديَين في «داعش»؛ وهما مجبل الشويهي المُكنّى «أبو يقين العراقي»، المسؤول عن ما يُسمى «شؤون الاستخبارات» لدى «داعش»، ومحمد خلاف إبراهيم المُكنّى «أبو ليث»، تنفيذ هجمات ضد كنائس ومعابد يهودية في إسطنبول، وتحضير القيادي إيهاب العاني المُكنّى «عبد الله الجميلي»، لتنفيذ هجوم على السفارة العراقية في العاصمة أنقرة.

صورة موزعة من شرطة أنقرة خلال مداهمات سابقة لاعتقال عناصر من «داعش»

وتم خلال العملية الأمنية القبض على الإرهابيين الثلاثة، إلى جانب 29 آخرين على صلة بهم، كما عُثر على وثائق ومستندات عائدة لتنظيم «داعش» الإرهابي خلال المداهمات.

وسبق هذه العملية، إلقاء قوات الدرك في ولاية يوزغات القبض على 5 عراقيين من عناصر «داعش»، ليل الخميس إلى الجمعة، بناء على مذكرة اعتقال أصدرها المدعي العام في الولاية. كما تم القبض، (الخميس)، على 31 من عناصر التنظيم، بينهم 9 سوريين، خلال عمليات بولايتَي إسطنبول وإزمير غرب البلاد. وأُحيل 23 شخصاً، بينهم 15 طفلاً، وُجدوا مع العناصر التسعة في منازلهم، على إدارة الهجرة في الولاية تمهيداً لترحيلهم خارج البلاد.

والأسبوع الماضي، ألقت قوات الأمن التركية القبض على 304 أشخاص يشتبه في صلتهم بتنظيم «داعش»، في حملات متزامنة شملت 32 ولاية في أنحاء البلاد. وتمكّنت قوات الأمن على مدى الشهرين الأخيرين من ضبط عديد من العناصر المسؤولة عن التمويل وتجنيد العناصر لصالح «داعش».

وجاءت الحملة الأخيرة في إطار سلسلة من العمليات المستمرة ضد التنظيم الإرهابي منذ مطلع عام 2017، حيث قتل أحد المنتمين إلى «داعش» 39 شخصاً وأصاب 79 آخرين داخل نادي «رينا» الليلي في إسطنبول.

عناصر من الشرطة في محيط وزارة الداخلية بأنقرة بعد الهجوم أمام مقر مديرية الأمن العام في أنقرة 1 أكتوبر (أ.ف.ب)

وكثّفت السلطات التركية العمليات الأمنية لمكافحة التنظيمات الإرهابية، في الفترة الأخيرة، بعد أن فجّر مسلحون يتبعون حزب «العمال» الكردستاني، المصنف «منظمة إرهابية»، عبوة ناسفة أمام مقر مديرية الأمن العام الملحق بوزارة الداخلية في أنقرة، القريب من مقر البرلمان، قبل ساعات من افتتاح دورته الجديدة بحضور الرئيس رجب طيب إردوغان في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأدرجت تركيا تنظيم «داعش» على لائحتها للإرهاب عام 2013، وأعلن التنظيم مسؤوليته، أو نسب إليه، تنفيذ هجمات إرهابية في الفترة من 2015 إلى مطلع 2017، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات.

وأُلقيَ إلقاء القبض على آلاف من عناصر التنظيم، ورُحّل المئات، ومنع آلاف من دخول البلاد منذ بداية عام 2017.


مقالات ذات صلة

سفير سوريا بموسكو يستبعد لقاء إردوغان والأسد خلال قمة «بريكس»

شؤون إقليمية لقاء سابق بين إردوغان والأسد في دمشق قبل عام 2011 (أرشيفية)

سفير سوريا بموسكو يستبعد لقاء إردوغان والأسد خلال قمة «بريكس»

استبعدت دمشق عقد لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة مجموعة «بريكس» المقبلة في روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش (من حسابه في «إكس»)

رئيس البرلمان التركي: لا مفاوضات لحل أزمة أوكرانيا من دون روسيا

أكد رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش ضرورة إدراك أميركا وبعض الدول الأوروبية استحالة نجاح أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا من دون روسيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية بهشلي يهدي إردوغان نسخة من كتاب أصدره حديثاً خلال زيارته له في منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان وبهشلي ناقشا الدستور الجديد لتركيا وأوزال يصر على الانتخابات المبكرة

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، في الاستعدادات الجارية لطرح مشروع الدستور الجديد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جانب من الجدار الذي أنشأته تركيا على حدودها مع سوريا (وسائل إعلام تركية)

مسؤول عسكري: تركيا مستعدة لمواجهة التهديدات عبر حدودها

قال مصدر عسكري مسؤول بوزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة قادرة على مواجهة جميع التهديدات التي تواجهها تركيا عبر حدودها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام البرلمان الثلاثاء (الرئاسة التركية)

إردوغان يغلق الباب أمام الانتخابات المبكرة ويتمسك بالدستور الجديد

يسيطر النقاش حول الانتخابات المبكرة والدستور الجديد على الأجندة السياسية لتركيا وسط جدل متصاعد بين الحكومة والمعارضة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مسؤولان إيرانيان: فقد الاتصال بقاآني بعد ضربات إسرائيلية في بيروت

إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني (أرشيفية - رويترز)
إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤولان إيرانيان: فقد الاتصال بقاآني بعد ضربات إسرائيلية في بيروت

إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني (أرشيفية - رويترز)
إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني (أرشيفية - رويترز)

قال مسؤولان أمنيان إيرانيان كبيران لـ«رويترز» إن الاتصال بقائد «فيلق القدس» الإيراني إسماعيل قاآني، الذي سافر إلى لبنان بعد مقتل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، الشهر الماضي في غارة جوية إسرائيلية، فُقِد منذ الضربات على بيروت الأسبوع الماضي.

وأفاد أحد المسؤولين بأن قاآني كان في الضاحية الجنوبية لبيروت، عندما وقعت ضربة يوم الخميس، وتردد أنها استهدفت خليفة نصر الله المحتمل هاشم صفي الدين، لكن المسؤول أوضح أن قاآني لم يلتقِ صفي الدين. وقال المسؤول إن إيران و«حزب الله» لم يتمكنا من الاتصال بقاآني منذ ذلك الحين.

وتضرب إسرائيل أهدافاً متعددة في الضاحية الجنوبية، في حملة تشنّها على جماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

وذكر المسؤول الثاني أن قاآني توجّه إلى لبنان بعد مقتل نصر الله، وفقدت السلطات الإيرانية الاتصال به منذ الضربة التي قيل إنها استهدفت صفي الدين. ولم يعلق «حزب الله» حتى الآن على مصير صفي الدين.

ويشرف «فيلق القدس»، ذراع «الحرس الثوري» الإيراني في الخارج، على التعاملات مع الجماعات المسلحة المتحالفة مع طهران في الشرق الأوسط، مثل «حزب الله». وقُتل القيادي في «الحرس الثوري» الإيراني عباس نيلفروشان مع نصر الله عندما تعرّض مقره تحت الأرض لقصف بقذائف إسرائيلية في 27 سبتمبر (أيلول).