إيران تقلل من تقرير دولي بشأن تسريع إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب

وسط «قلق» أميركي

رئيس «المنظمة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح حول سلسلة من أجهزة الطرد بمعرض للصناعة النووية في فبراير الماضي (ميزان)
رئيس «المنظمة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح حول سلسلة من أجهزة الطرد بمعرض للصناعة النووية في فبراير الماضي (ميزان)
TT

إيران تقلل من تقرير دولي بشأن تسريع إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب

رئيس «المنظمة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح حول سلسلة من أجهزة الطرد بمعرض للصناعة النووية في فبراير الماضي (ميزان)
رئيس «المنظمة الذرية الإيرانية» محمد إسلامي يستمع إلى خبير إيراني يشرح حول سلسلة من أجهزة الطرد بمعرض للصناعة النووية في فبراير الماضي (ميزان)

قال رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، محمد إسلامي، إن التقرير الخاص بالأمم المتحدة بشأن زيادة إنتاج البلاد من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء 60 في المائة «ليس جديداً»، وأنه مجرد «دعاية إعلامية».

وجاء تعليق إسلامي بعدما قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة «تشعر بقلق بالغ» إزاء تقرير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بشأن زيادة إنتاج إيران من اليورانيوم عالي التخصيب.

وقال المتحدث: «التصعيد النووي الإيراني يثير القلق بقدر أكبر بينما يواصل الوكلاء الذين تدعمهم إيران أنشطتهم الخطرة والمزعزعة للاستقرار في المنطقة؛ بما في ذلك الهجوم القاتل الأخير بطائرات مسيرة ومحاولات أخرى لشن هجمات في العراق وسوريا وهجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر».

وقال إسلامي في تصريحات بُثت على شاشات التلفزيون: «يأتي ذلك من أجل صرف الأنظار عن غزة إلى إيران»، مضيفاً أن أنشطة إيران النووية تجري «وفقاً للإطار والضوابط».

وكانت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» أعلنت، الثلاثاء، أن إيران سرّعت في الأسابيع الماضية من وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، وأعادتها لما كانت عليه مطلع السنة الحالية، بعد تباطؤ استمر لأشهر.

وقال متحدث في فيينا إن «المدير العام للوكالة، رافاييل غروسي، أبلغ الدول الأعضاء (الثلاثاء) بتوسيع إيران إنتاج اليورانيوم».

وأكدت «الوكالة» أن إيران «زادت من إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب خلال الأسابيع الماضية، بعدما كانت خفّضت وتيرة ذلك منتصف عام 2023». وأشارت إلى أن مستوى الإنتاج بدءاً من نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) وصل إلى زهاء 9 كيلوغرامات شهرياً «مما يشكّل زيادة على الكيلوغرامات الثلاثة التي كانت تنتج شهرياً بدءاً من يونيو (حزيران)، وعودة إلى الكمية الشهرية 9 كيلوغرامات التي سجّلت في الفصل الأول من 2023».

وتتهم دول غربية؛ في مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، الجمهورية الإسلامية بالسعي إلى تطوير سلاح ذرّي، وهو ما تنفيه طهران على الدوام. وتقول الدول الغربية إنه لا حاجة مدنية لإنتاج اليورانيوم بنسبة 60 في المائة؛ القريبة من نسبة 90 في المائة المطلوبة للاستخدامات ذات الغايات العسكرية.

وكانت إيران قد أعلنت عن خطط لزيادة الإنتاج في نهاية نوفمبر لمنشآتها في «نطنز» و«فوردو».

وقالت الوكالة المعنية بمراقبة الأنشطة النووية والتابعة للأمم المتحدة إن مفتشي الوكالة تحققوا بعد ذلك من الإنتاج خلال زيارتين في 19 و25 ديسمبر (كانون الأول).


مقالات ذات صلة

دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن يصوت بالإجماع على القرار «2231» بعد أسبوع على توقيع الاتفاق النووي بفيينا في 20 يوليو 2015 (أرشيفية - الأمم المتحدة)

«سناب باك»... إيران تواجه شبح العقوبات الأممية

لوّحت بريطانيا، الأحد، بتفعيل آلية «سناب باك» لمواجهة الخروقات الإيرانية في الاتفاق النووي لعام 2015؛ ما يعرض طهران لخطر العودة التلقائية إلى العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

لاريجاني: تحضيراتنا مستمرة للرد على إسرائيل

أكد علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، استمرار التحضيرات لهجوم ثالث على إسرائيل، وذلك بعد تراجع نسبي في تهديدات طهران بتوجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

يمثل الصعود العسكري النووي للصين هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي بأميركا في ظل التقارب بكين وموسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ضغوط أميركية على إسرائيل لإتمام اتفاق وقف النار في لبنان قبل «عيد الشكر»

صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

ضغوط أميركية على إسرائيل لإتمام اتفاق وقف النار في لبنان قبل «عيد الشكر»

صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
صورة لمبنى متضرر من بين حطام مركبة في أعقاب الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» اليوم (الثلاثاء)، إن جماعة «حزب الله» مستعدة على ما يبدو لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان، ونقلت عن مصدرين بـ«الحرس الثوري» الإيراني القول إنه جرى إبلاغ طهران بأن الاتفاق بات وشيكاً.

ونسبت الصحيفة أيضاً لمسؤولين إسرائيليين اثنين القول إن واشنطن تضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإتمام اتفاق بشأن لبنان قبل «عيد الشكر» الذي يحل يوم الخميس المقبل.

وأبلغ مسؤولان، الصحيفة الأميركية، بأنه إذا لم يجرِ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بحلول يوم الخميس، فمن الممكن استكماله في بداية الأسبوع المقبل.

وأعلن في الولايات المتحدة وفرنسا أمس (الاثنين) أن المفاوضات تسير في الاتجاه الصحيح وأن الدولتين توشكان على إصدار بيان مشترك تعلنان فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وفيما تضاربت التصريحات ومعلومات المصادر حول موعد إعلان البيان، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر واسعة الاطلاع في واشنطن، أن الجانبين الأميركي والفرنسي يستعدان لإعلان هدنة بين لبنان وإسرائيل لمدة 60 يوماً تتضمن بدءاً فورياً بإجلاء عناصر «حزب الله» وأسلحتهم من المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني «بشكل يمكن التحقق منه»، مقابل انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها منذ بدء الغزو البري المحدود للأراضي اللبنانية. وسيستند الإعلان المرتقب إلى القرار 1701 وسيتضمن إنشاء «آلية مراقبة».

ونقلت شبكة تلفزيون «سي إن إن» الأميركية عن مصدر مطلع قوله، (الاثنين)، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق من حيث المبدأ على اتفاق وقف إطلاق النار المزمع مع جماعة «حزب الله» اللبنانية. لكن المصدر الذي لم تذكر الشبكة اسمه لفت إلى أن إسرائيل لا تزال لديها تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق، مشيراً إلى أنه سيتم نقلها إلى الحكومة اللبنانية في وقت لاحق.وشدد المصدر، على أن الاتفاق المزمع بين إسرائيل و«حزب الله» لن يكون نهائياً حتى يتم حل جميع القضايا الخلافية.وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه تم الانتهاء من نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، مضيفة أن مجلس الوزراء الأمني سيصادق على الاتفاق غدا.وقالت القناة 12 التلفزيونية «تم وضع اللمسات النهائية على نص اتفاق وقف إطلاق النار اليوم».

ووسعت إسرائيل حربها التي تشنها على قطاع غزة لتشمل لبنان في الفترة الماضية، وقتلت كثيراً من كبار قادة جماعة «حزب الله» التي تتبادل معها إطلاق النار منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وتسببت الهجمات الإسرائيلية في مقتل الآلاف ونزوح ما لا يقل عن مليون لبناني من جنوب لبنان، وألحقت دماراً واسعاً في أنحاء مختلفة من البلاد.