برلمان تركيا يستأنف مناقشة طلب انضمام السويد لـ«الناتو» الثلاثاء

اتصالات دولية مكثفة... ومؤشرات أميركية على حل قضية «إف - 16»

إردوغان ورئيس وزراء السويد وأمين عام «الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان ورئيس وزراء السويد وأمين عام «الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)
TT

برلمان تركيا يستأنف مناقشة طلب انضمام السويد لـ«الناتو» الثلاثاء

إردوغان ورئيس وزراء السويد وأمين عام «الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)
إردوغان ورئيس وزراء السويد وأمين عام «الناتو» خلال قمة الحلف في يوليو الماضي (الرئاسة التركية)

تستأنف لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، الثلاثاء المقبل، مناقشة بروتوكول انضمام السويد إلى عضوية «حلف شمال الأطلسي (الناتو)» المُحال من الرئيس رجب طيب إردوغان في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأفادت اللجنة، في بيان، ليل الجمعة إلى السبت، بأنها ستعقد اجتماعاً الثلاثاء لمناقشة مشروع القانون الخاص بالموافقة على بروتوكول انضمام السويد إلى «الناتو»، ضمن 10 مشاريع قوانين تتعلق بالموافقة على اتفاقيات دولية، حيث حل مشروع القانون الخاص بالسويد في المرتبة العاشرة والأخيرة بجدولها.

وأرجأت اللجنة، في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مناقشة مشروع القانون الخاص بالتصديق على البروتوكول، بعد جلسة استغرقت عدة ساعات، بناء على طلب من نواب «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، الذين رأوا أن البرتوكول يحتاج إلى إيضاحات.

وقال رئيس اللجنة، فؤاد أوكطاي، إن المجلس قد يدعو سفيري السويد والولايات المتحدة لتقديم إفادتيهما لأعضاء اللجنة، كما ربط، أسوة بتصريحات متكررة لإردوغان، مسألة مصادقة البرلمان على انضمام السويد لـ«الناتو»، بموافقة الولايات المتحدة على طلب أنقرة بيعها 40 مقاتلة «إف - 16» من أحدث الطرز، و79 من معدات تحديث الطائرات العاملة بالقوات الجوية التركية.

وتحدث إردوغان أيضاً عن رفع حظر فرضته كندا ودول غربية أخرى على صادرات الأسلحة والمعدات والأجهزة المستخدمة في التصنيع العسكري، بسبب العملية العسكرية التي نفذتها تركيا ضد القوات الكردية في شمال سوريا، أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

اجتماع عسكري تركي - أميركي

بالتزامن مع إعلان لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان عن الموعد الجديد لمناقشة بروتوكول انضمام السويد لـ«الناتو»، كشفت وزارة الدفاع التركية، ليل الجمعة - السبت، عن عقد اجتماع «مجموعة الدفاع التركية - الأميركية رفيعة المستوى» في واشنطن، الخميس، بمشاركة وفدَي وزارتي الدفاع بالبلدين.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مجتمعاً مع نظيره التركي هاكان فيدان في بروكسل (أرشيفية - أ.ب)

وقالت الوزارة في بيان إن «الاجتماع شهد إجراء مفاوضات وتبادل وجهات نظر حول مسائل الدفاع بين البلدين، والتدريب العسكري، والتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وقضايا أمن إقليمية ودولية. ومن المنتظر أن يعقد الاجتماع القادم في تركيا العام المقبل».

وتدخل مسألة الموافقة على بيع مقاتلات «إف - 16» ومعدات تحديثها إلى تركيا، التي طلبتها تركيا في أكتوبر 2021 وعرقلها «الكونغرس» لأسباب متعددة، آخرها عدم مصادقة تركيا حتى الآن على انضمام السويد لـ«الناتو»، ضمن عمل المجموعة.

مؤشرات على انفراج

قال إردوغان، الثلاثاء الماضي، في تصريحات لدى عودته من زيارة للمجر التي لم تصادق بدورها على انضمام السويد للحلف الغربي، إن تطورات إيجابية تتعلق ببيع الولايات المتحدة مقاتلات «إف - 16» لأنقرة وحظر الأسلحة الذي تفرضه كندا ستساعد البرلمان التركي على التحرك نحو التصديق على طلب السويد.

وأضاف أن «التطورات الإيجابية التي نتوقّعها فيما يتعلق بشراء الطائرات الأميركية ووعود كندا بشأن رفع حظر الأسلحة ستساعد برلماننا على اتباع نهج إيجابي تجاه السويد»، مشدداً على أن «كل هذه الأمور متصلة ببعضها».

رئيس وزراء المجر برفقة الرئيس التركي في بودابست يوم 18 ديسمبر (د.ب.أ)

ووافقت كندا على إعادة فتح المحادثات مع تركيا، حليفتها في «الناتو»، في ما يتعلق برفع قيود التصدير على أجزاء من الطائرات المسيرة، بعد أن أشار إردوغان في يوليو (تموز) إلى أن السويد ستحصل على موافقة تركيا. وقال إردوغان إنه ناقش مسألة انضمام السويد لـ«الناتو» مع نظيره الأميركي في اتصال هاتفي الأحد الماضي، وإن «بايدن طلب مني المصادقة على طلب السويد الانضمام لعضوية (الناتو)، وإنه سيعمل على الحصول على موافقة (الكونغرس) لبيع طائرات (إف - 16) لتركيا».

اتصالات مكثفة

أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عشية زيارة إردوغان للمجر، أبلغه فيه بأن واشنطن تنتظر قرار تركيا بشأن الموافقة على عضوية السويد في «الناتو»، كما تمت مناقشة حصول تركيا على المقاتلات الأميركية.

من جانبه، دعا فيدان بلينكن إلى التأكد من أن الولايات المتحدة تستخدم نفوذها على إسرائيل لوقف الحرب في غزة والموافقة على وقف دائم لإطلاق النار.

أمين عام «الناتو» مع وزيري خارجية تركيا والسويد على هامش الاجتماع الوزاري ببروكسل في نوفمبر الماضي (الخارجية التركية)

وفي مؤشر آخر على اقتراب الموافقة على عضوية السويد في «الناتو»، كان وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، أعلن، عقب اجتماع مع نظيره التركي في 29 نوفمبر الماضي، أن فيدان يتوقع أن تتم عملية التصديق قبل نهاية العام الحالي. ولم يعلق فيدان على تصريحات نظيره السويدي. وقالت مصادر دبلوماسية تركية إنه أبلغ نظراءه في المحادثات الثنائية في بروكسل بأن البرلمان التركي سيوافق على التصديق على انضمام السويد إلى الحلف، من دون الخوض في تفاصيل.

وعقب انتهاء لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي من مناقشة بروتوكول انضمام السويد لـ«الناتو»، سيطرح للمصادقة عليه في جلسة عامة للبرلمان، بينما ربط رئيس حزب الحركة القومية، حليف «حزب العدالة والتنمية» الحاكم، دعم مشروع القانون بوقف السويد دعمها لـ«حزب العمال الكردستاني»، ورفع بعض دول الحلف حظر السلاح المفروض على بلاده، واتخاذ واشنطن خطوات لوقف إطلاق النار في غزة.


مقالات ذات صلة

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

أوروبا المرشح المؤيّد لروسيا كالين جورجيسكو يتحدث للإعلام بعدما ترشح بوصفه مستقلاً للانتخابات الرئاسية في بوخارست 21 أكتوبر 2024 (أ.ب)

رومانيا: مفاجأة روسية في الانتخابات الرئاسية

تُعد نتيجة الانتخابات بمثابة زلزال سياسي في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 19 مليون نسمة، وبقي إلى الآن في منأى عن المواقف القومية على عكس المجر أو سلوفاكيا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

لمن سينصت ترمب... روبيو أم ماسك؟

قال موقع «بولتيكو» إن كبار المسؤولين الأوروبيين المجتمعين في هاليفاكس للأمن الدولي قلقون بشأن الأشخاص في الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

تتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة التي سينتهي العمل بها عام 2026

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا سكان أمام منزل متضرر بهجوم طائرة مسيّرة في منطقة أوديسا جنوب أوكرانيا (أ.ف.ب)

موسكو حذرت واشنطن قبل 30 دقيقة من إطلاق صاروخ «أوريشنيك» متوسط ​​المدى

قالت وزارة الدفاع الروسية إنها استخدمت صاروخاً «باليستياً» متوسط ​​المدى من طراز «أوريشنيك» لأول مرة في أعمال قتالية.

«الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
TT

خامنئي: يجب إصدار أحكام إعدام بحق قادة إسرائيل... وليس أوامر اعتقال

صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم
صورة نشرها موقع خامنئي من خطابه أمام أعضاء قوات «الباسيج» التابع لـ«الحرس الثوري» اليوم

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، في كلمة ألقاها، الاثنين، إنه ينبغي إصدار أحكام إعدام على قادة إسرائيل، وليس أوامر اعتقال.

جاء ذلك بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الخميس، مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إلى جانب محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، القيادي بحركة «حماس»، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وجاء أمر المحكمة ليشمل كلاً من نتنياهو، ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، وقائد «كتائب القسام» محمد الضيف. وقالت المحكمة إنها وجدت أسباباً وجيهة لاتهامهم بارتكاب «جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب».

وقال خامنئي في إشارة إلى قادة إسرائيل «لقد أصدروا مذكرة اعتقال، وهذا ليس كافياً... يجب إصدار حكم إعدام لهؤلاء القادة المجرمين».

وبعدما أعلن نتنياهو رفضه القرار، اتهم «الجنائية الدولية» بـ«معاداة السامية»، على حد زعمه. أما المدّعي العام للمحكمة، كريم خان، فقد طالب الدول الأعضاء في المحكمة، والبالغ عددها 124 دولة، بالتحرك لتنفيذ مذكرات التوقيف.

وأعرب متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي عن رفض واشنطن، بشكل قاطع، القرار بحق المسؤولين الإسرائيليين.

لكن دولاً أوروبية أكدت التزامها بالقانون الدولي بشكل عام، مع تحفظ البعض عن تأكيد أو نفي تنفيذ أمر الاعتقال. وشدد مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على أن «جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة».

ورحّبت السلطة الوطنية الفلسطينية بالقرار، ورأت أنه «يُعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته»، وكذلك أيدته حركة «حماس»، وعدّته «سابقة تاريخيّة مهمة»، دون الإشارة إلى المذكرة بحق الضيف.