إردوغان: طالبت بايدن بالتدخل لوقف الحرب في غزة 

قال إن إسرائيل باتت معزولة دولياً

لقاء سابق بين الرئيس الأميركي بايدن ونظيره التركي إردوغان (د.ب.أ)
لقاء سابق بين الرئيس الأميركي بايدن ونظيره التركي إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: طالبت بايدن بالتدخل لوقف الحرب في غزة 

لقاء سابق بين الرئيس الأميركي بايدن ونظيره التركي إردوغان (د.ب.أ)
لقاء سابق بين الرئيس الأميركي بايدن ونظيره التركي إردوغان (د.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن ضرورة تدخل بلاده وتدخله شخصياً لوقف الحرب في غزة. وتطرق إردوغان، في تصريحات يوم الجمعة إلى الاتصال الهاتفي الذي جرى مع الرئيس الأميركي ليل الخميس، مشيراً إلى أنه أجرى معه محادثات موسعة، وركزا بشكل خاص على التطورات في غزة، وأنه قال للرئيس الأميركي إن «هناك أكثر من 18 ألف ضحية في غزة، وقد تم تدمير البيوت والمساجد والكنائس والمشافي، ويجب أن تتدخلوا في هذا الأمر، وإن لم تتدخلوا فسيستمر القتل، وهناك مسؤولية تاريخية وقضية ضمير في هذا الأمر».

وأكد إردوغان أنه لا يمكن انتظار نية حسنة من إسرائيل بخصوص وقف إطلاق النار، ويجب الأخذ في الاعتبار المواقف الدولية الآن حول إسرائيل، لافتاً إلى أنه بالتصويت قبل أيام في الأمم المتحدة، صوتت 153 دولة لصالح الدعوة لوقف إطلاق النار، ونحو 10 دول، من بينها الولايات المتحدة، دعمت إسرائيل في موقفها. وعد هذا التصويت يظهر أن إسرائيل باتت تواجه «عزلة دولية».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في «حماس» إسماعيل هنية في أنقرة (أرشيفية - د.ب.أ)

«آلية الضامنين»

وجرى اتصال هاتفي بين بايدن وإردوغان، ليل الخميس – الجمعة، استغرف حوالي الساعة، بحسب ما ذكرت الرئاسة التركية التي قالت في بيان إن إردوغان أكد لبايدن أنه «ينبغي أن يُقال كفى للمأساة الإنسانية في غزة، وأن سحب الولايات المتحدة دعمها غير المشروط لإسرائيل يمكنه أن يضمن وقف إطلاق النار... تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بالمنطقة مسؤولية تاريخية تقع على عاتق الولايات المتحدة».

وأضاف البيان أن إردوغان حذر من أن تصعيد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة وإطالة أمدها قد تكون لهما «عواقب سلبية إقليمية وعالمية»، وأن الحل الأكثر منطقية والمستدام هو إنشاء «آلية الضامنين» التي اقترحتها تركيا، والوفاء بالوعود وإقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتصلة جغرافياً على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

في المقابل، ذكر بيان للبيت الأبيض حول الاتصال أن بايدن جدد دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وناقش الرئيسان الجهود الرامية إلى زيادة المساعدات الإنسانية لغزة وحماية المدنيين، وأشارا إلى ضرورة وجود أفق سياسي للشعب الفلسطيني.

دخان يتصاعد بعد الضربات الإسرائيلية وسط الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة «حماس» في خان يونس بجنوب قطاع غزة في 15 ديسمبر 2023 (رويترز)

وقف إطلاق النار

بدوره، قال رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون، إن إردوغان خلال الاتصال مع بايدن أشار إلى ضرورة إعلان وقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت. ولفت إلى أن الاتصال جاء من الجانب الأميركي، وأن إردوغان «كشف، مرة أخرى، أطروحاته والحقيقة التي رددها بقوة أمام العالم أجمع»، مبيناً أن القمع والوحشية والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل شكلت القضية الأهم على الساحة في الفترة الراهنة، حيث قتلت إسرائيل أكثر من 18 ألف شخص في غزة، ثلثهم من النساء والأطفال.

ولفت ألطون، في مقابلة تلفزيونية، إلى محاولات إسرائيل تضليل العالم حول هجماتها في غزة، مضيفا أنها تنتهج سياسة الحصار وترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، وتواصلت هذه العملية بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب، والآن هناك وضع جديد، ذو طبيعة ديناميكية، ستكون له آثار سلبية كبيرة على السلام العالمي على المدى الطويل.

فلسطيني ينظر إلى مسجد دمره قصف إسرائيلي في خان يونس بقطاع غزة (رويترز)

تنديد باستفزازات إسرائيل

في السياق ذاته، ندد المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كتشالي، بشدة، باستفزازات الجنود الإسرائيليين الذين دخلوا مسجداً بمخيم جنين شمال الضفة الغربية وأدوا طقوسا تلمودية فيه، منتهكين حرمة أماكن العبادة. وقال كتشالي، عبر منصة «إكس» (تويتر سابقاً): «نأمل في أن تتوقف الهجمات على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس الشرقية والضفة الغربية في أقرب وقت، وأن تتم معاقبة أولئك الذين يقومون بالاستفزازات بأشد العقوبات».

وأضاف أن المنطقة بحاجة إلى المزيد من السلام، وليس لمزيد من العنف، مشيرا إلى أن التوترات مرتفعة للغاية بسبب إرهاب المستوطنين وضغوط وهجمات قوات الأمن الإسرائيلية على الفلسطينيين.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، نشر عبر حسابه في منصة «تلغرام» يوم الخميس، فيديو قصيراً لجندي إسرائيلي وهو يتلو صلاة يهودية من خلال مكبرات صوت المسجد، معلقا: «صلاة يؤديها جنودنا الأبطال في مسجد بجنين»، دون أن يذكر اسم المسجد وما إذا كان في مدينة جنين أو مخيمها، ولكن يظهر الجندي وهو عند المحراب بحذائه. وانسحب الجيش الإسرائيلي من جنين في يوم الخميس بعد عملية عسكرية واسعة في مدينة ومخيم جنين استغرقت 3 أيام، وخلفت دماراً كبيراً.


مقالات ذات صلة

«الأغذية العالمي»: 80 ألف طن من الغذاء تنتظر الدخول إلى غزة

المشرق العربي فلسطينيون يكافحون من أجل الحصول على الغذاء في مركز توزيع بخان يونس (أ.ب)

«الأغذية العالمي»: 80 ألف طن من الغذاء تنتظر الدخول إلى غزة

قال برنامج الأغذية العالمي، اليوم الخميس، إن لديه 80 ألف طن من الغذاء كافية لإطعام أكثر من مليون شخص تنتظر السماح لها بالدخول إلى غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يقفون أمام سيارة مدمرة وسط أنقاض مبنى منهار بعد قصف إسرائيلي في مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

سنوات ومليارات و«مواجهة» ملايين أطنان الأنقاض... كيف سيعاد بناء غزة؟

تظهر تقديرات الأمم المتحدة أن إعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب ستحتاج إلى سنوات ومليارات الدولارات.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي متظاهرة إسرائيلية بين توابيت رمزية للرهائن أمام المحكمة العليا في القدس الخميس (أ.ف.ب) play-circle 00:55

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إسرائيل كادت تقتل رهينتين في غزة

كشفت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط»، صباح الخميس، عن أن إسرائيل كادت تقتل اثنين من أسراها لدى حركة «حماس» خلال غارة نفذتها على مدينة غزة خلال اليومين الماضيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية أشخاص يتفقدون أنقاض المباني التي تضررت جرَّاء الغارات الإسرائيلية الليلة الماضية في جباليا شمال قطاع غزة اليوم (أ.ف.ب)

نتنياهو: «حماس» تتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق غزة

اتهم بنيامين نتنياهو حركة «حماس» بالتراجع عن بعض تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة اليوم، مما أدى إلى تأخير موافقة الحكومة الإسرائيلية عليه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية أهالي الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» يتظاهرون في تل أبيب (رويترز)

اتفاق غزة يُطرح على الحكومة الإسرائيلية للمصادقة عليه

تجتمع الحكومة الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، لإعطاء الضوء الأخضر لاتفاق وقف إطلاق النار مع حركة «حماس» في غزة الذي أعلنته الدوحة وواشنطن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

نتنياهو يلغي كل برامجه ويتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس»

إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)
إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)
TT

نتنياهو يلغي كل برامجه ويتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس»

إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)
إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)

ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل برامجه المقررة، معلناً أنه يتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس» لوقف النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

وبعد أن سلمت «حماس» للوسطاء في الدوحة موافقتها، تم وضع برنامج عمل للمصادقة عليها في الحكومة الإسرائيلية. وفي الوقت الذي يهدد فيه رئيس حزب «عظمة يهودية» إيتمار بن غفير، بالانسحاب من الحكومة، نجح نتنياهو في الإبقاء على حزب «الصهيونية الدينية» برئاسة وزير المالية بتسليل سموتريتش، في الحكومة.

وقالت مصادر عليمة إن سموتريتش اتخذ قراره بعدما تشاور مع عدد كبير من رجال الدين وقيادة المستوطنين، الذين التقاهم خلال ساعات الليل والفجر، والذين أخبرهم بأنه تلقى وعوداً من نتنياهو بأن يستأنف الجيش الإسرائيلي القتال في غزة في حال أي خرق للاتفاق أو في حال فشل المرحلة الثانية من المفاوضات لإطلاق سراح بقية المحتجزين.

سموتريتش والاستيطان

ونفى سموتريتش أن يكون تلقى وعوداً بشأن توسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية. وقال: «المسألة هنا مبدئية ولا مساومة عندي على المبادئ». إلا أن مقربين من قيادة الاستيطان أكدوا أنه حصل على ضوء أخضر ليس فقط من رئيس الوزراء (نتنياهو)، بل أيضاً من مساعدي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بدعم المشاريع الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية وإلغاء قرارات الرئيس جو بايدن لمعاقبة المستوطنين، الذين نفذوا اعتداءات على الفلسطينيين.

وبحسب هذا البرنامج، فإن نتنياهو، وبعد الاتفاق النهائي مع سموتريتش، سيتوجه لعقد اجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، ثم اجتماع للهيئة العامة للحكومة لإقرار الصفقة، ويتوقع أن تحظى بأكثرية ساحقة من الوزراء. فقد ضمن نتنياهو تأييد جميع وزراء حزبه (الليكود) وجميع وزراء الأحزاب الدينية الحريدية. وعندها يطرح الاتفاق أمام الجمهور.

فإذا كان هناك من يرغب في الاعتراض للمحكمة، فسيتاح له الأمر خلال 24 ساعة، وسيتاح للمحكمة العليا 24 ساعة أخرى لتبت في الدعوى. وقد جرت العادة بألا تتدخل المحكمة في صفقات كهذه، بعدّها قضية سياسية أمنية من صلاحيات الحكومة ومؤسساتها. ومع صدور قرار المحكمة، يبدأ تطبيق بنود الصفقة فوراً. ووفقاً للتصورات، سوف يبدأ إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، مثلما طلب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترمب، أي قبل دخوله إلى البيت الأبيض لتولي المهام الرئاسية.

بداية النهاية

ويتوقع المراقبون أن تكون هذه الصفقة بداية النهاية لحكومة نتنياهو، في حال نجاح مفاوضات المرحلة الثانية، التي ستبدأ في اليوم السادس عشر من بدء الصفقة. فاليمين المتطرف يرى فيها نقيضاً لكل تعهداته للجمهور، بألا تنتهي الحرب قبل تدمير «حماس» والقضاء على إمكانية المشاركة في الحكم. وهو يتوقع أن يحظى بمساندة إدارة ترمب في استئناف الحرب ودحرجة مشروع تصفية القضية الفلسطينية. ولكن، وفي حين أن هناك قسماً من هذا اليمين يدير حواراً ودوداً مع إدارة ترمب، ورئيس المستوطنات يوسي دغان دعي بصفته ضيف شرف، للمشاركة في حفل تنصيب الرئيس يوم الاثنين المقبل، في البيت الأبيض، ويحل ضيفاً على ترمب في مزرعته في فلوريدا، حالياً، يرى جناح بن غفير أن هناك حاجة لمعركة علنية مع ترمب من الآن. وقد أعلن أن ترمب هو الذي مارس الضغوط على إسرائيل لكي يمرر هذه الصفقة، وهذا مخالف لكل الوعود، بحسب قوله.

بن غفير: «نجحنا»

وكان بن غفير صرح قائلاً: «في السنة الأخيرة، من خلال قوتنا السياسية، نجحنا في منع هذه الصفقة من التحقق، مرة تلو الأخرى». وقال إنه نجح بذلك لأنه كان يشكل كتلة توازن داخل الحكومة. ولكن، في اللحظة التي ضم فيها نتنياهو حزب جدعون ساعر إلى الحكومة، فقد القدرة على إحباط الصفقة. وأضيفت إلى الحكومة جهات أخرى تؤيد الآن الصفقة ولم نعد نشكل لسان الميزان. وقد تسبب هذا التصريح بالحرج لنتنياهو، إذ إنه كان بمثابة اعتراف رسمي بأن إسرائيل هي التي أحبطت الصفقة، وتسببت بذلك في مقتل عدد من المحتجزين (8 على الأقل) والجنود المحاربين (122 جندياً وضابطاً فقط في الفترة منذ شهر مايو «أيار»، حينما طرحت هذه الصفقة بشكلها الحالي).

وقد سارع مكتب نتنياهو إلى إصدار بيان يصد فيه أقوال بن غفير ويقول إن «(حماس) هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تأخير الصفقة حتى الآن».

وقد أنشأت صحيفة «هآرتس» مقالاً افتتاحياً لها، الأربعاء، قالت فيه: «إن حقيقة أن وزيراً كبيراً في الحكومة يتباهى بأنه على مدى سنة كاملة نجح في عرقلة التوقيع على صفقة – وذلك في الوقت الذي كان معروفاً فيه للجميع أن هذه الإحباطات كلفت حياة عشرات المخطوفين وحياة جنود كثيرين جداً – تشهد أكثر من كل شيء على التعفن الذي استشرى في قيادة الدولة. أقوال بن غفير يجب أن تكون تذكيراً مهماً: إعادة كل المخطوفين وإنهاء الحرب هما الخطوة الأولى فقط في الطريق الطويل لترميم إسرائيل من أفعال نتنياهو وعصابته».