قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغه بأن لديه وجهة نظر إيجابية بينما يتعلق بحصول تركيا على مقاتلات «إف 16». وأضاف إردوغان، في تصريحات، الجمعة، تطرق خلالها إلى الاتصال الهاتفي مع بايدن، ليل الخميس، أن الرئيس الأميركي أكد «استعداده لتقديم اقتراحه إلى الكونغرس» بهذا الخصوص.
ولمّح الرئيس التركي في هذا الصدد إلى ربط واشنطن بين ملف «إف 16» ومصادقة تركيا على انضمام السويد إلى «الناتو». وقال: «إنهم يعلقون أهمية كبيرة على قرار برلماننا بشأن السويد»، متابعاً: «أخبرناهم بأن برلماننا لديه نهج صادق بينما يتعلق بالسويد، ما دامت تتخذ خطوات تجاه الإرهاب. وبغض النظر عن ذلك، فقد مرّرنا بروتوكول الانضمام إلى لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان، واللجنة تقوم بالدراسة اللازمة، وتتابع التطورات المتعلقة بالموضوع».
وأحال إردوغان بروتوكول انضمام السويد لـ«الناتو» على البرلمان في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأرجأت لجنة الشؤون الخارجية في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي مناقشة البروتوكول، بعد جلسة استغرقت ساعات عدة، من دون تحديد موعد جديد للمناقشة التي تسبق عرض الطلب للتصويت في جلسة عامة للبرلمان، المنشغل حالياً بمناقشة مشروع الموازنة العامة للبلاد لعام 2024.
«إف 16» والسويد
وقال رئيس اللجنة فؤاد أوكطاي، الثلاثاء الماضي، إن «تركيا ليست في عجلة من أمرها للموافقة على انضمام السويد إلى الحلف. وربط بين موافقة الولايات المتحدة على بيع مقاتلات (إف 16) لتركيا، والموافقة على طلب انضمام الدولة الإسكندنافية لـ(الناتو)، يعكس لموقف الكونغرس الأميركي، الذي اشترط موافقة تركيا على طلب السويد حتى يوافق على منحها المقاتلات التي طلبتها منذ أكتوبر عام 2021».
وعقب الاتصال الهاتفي بين بايدن وإردوغان، ليل الخميس - الجمعة، قال المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، جون كيربي، إن الرئيسين تحدثا هاتفياً بشأن حلف «الناتو»، وطلب السويد الانضمام إليه، بينما ذكر بيان للبيت الأبيض أن بايدن أكد لإردوغان أنه يرغب في رؤية السويد في الحلف على الفور.
وأضاف كيربي، في مؤتمر صحافي، أنه لن يفاجَأ «إذا نوقشت مسألة الطائرات المقاتلة (إف 16) خلال الاتصال».
وطلبت السويد الانضمام إلى «الناتو» في مايو (أيار) 202، عقب اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير (شباط)، لكنها لا تزال تنتظر بسبب عدم تصديق تركيا والمجر على انضمامها.
وكانت تركيا قد طلبت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 شراء 40 مقاتلة «إف 16» من شركة «لوكهيد مارتن» و79 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية من الطراز نفسه، لكن الكونغرس، الذي اعترض على الطلب من قبل بسبب اقتناء أنقرة منظومة الدفاع الجوي الصاروخية الروسية «إس 400»، رهن لاحقاً موافقته بمصادقة تركيا على انضمام السويد لـ«الناتو».
وقال بيان للرئاسة التركية إن الاتصال الهاتفي ناقش مسألة انضمام السويد، وموضوع المقاتلات الأميركية. وذكر البيت الأبيض أن بايدن عبّر عن دعمه للتقارب بين تركيا واليونان، ورأى مراقبون أتراك أن ذلك قد يكون خطوة لتخفيف موقف واشنطن بشأن بيع المقاتلات لتركيا.
قيود ألمانية
بالتوازي، كشفت الحكومة الألمانية أنها منحت، في أضيق الحدود، إذن تصدير أسلحة إلى تركيا، الحليفة بـ«الناتو»، هذا العام.
ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قالت وزارة الاقتصاد في ردها على استجواب من عضو مجموعة السياسة في البرلمان، سارا فاجنكنشت، عن هذا الموضوع، إن الائتلاف الحاكم في ألمانيا أصدر حتى الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الحالي أذون تصدير لـ17 طلباً من تركيا بقيمة إجمالية تبلغ 1.22 مليون يورو.
وكانت الحكومة الألمانية تصدر أذون تصدير أسلحة بكميات كبيرة إلى تركيا حتى وقوع محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في تركيا في 15 يوليو (تموز) 2016، ومن ذلك صفقة توريد مكونات 6 غواصات، وهي الصفقة التي قوبلت بانتقادات حادة من جانب اليونان.
وخفضت صادرات الأسلحة إلى تركيا بشكل ملحوظ بعد محاولة الانقلاب، وبعد دخول القوات التركية إلى سوريا في 2018، ووصلت قيمة صادرات الأسلحة الألمانية إلى تركيا في السنوات الأخيرة إلى نطاق متدن.
وسجلت صادرات الأسلحة الألمانية إلى تركيا انخفاضاً جديداً في العام الحالي، وأوضحت وزارة الاقتصاد أنها أصدرت أذون تصدير لمشاريع تعاونية أو لشحنات تتعلق بحلف «الناتو»، بالإضافة إلى إصدار أذون لمعدات اكتشاف وتطهير واتصال وكذلك أسلحة صيد.
وعبّر إردوغان، خلال زيارته لألمانيا الشهر الماضي ولقائه المستشار أولاف شولتس، عن رغبته في إعادة تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التسليح.
وتسعى تركيا إلى الحصول على معدات عسكرية من ألمانيا، من بينها 40 مقاتلة طراز «يوروفايتر» التي تشارك ألمانيا في إنتاجها مع بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.