فرضت بريطانيا عقوبات على إسماعيل قاآني قائد «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، رداً على «تهديدات غير مسبوقة» من طهران للسلام في الشرق الأوسط ومؤامرات لقتل أفراد في بريطانيا.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان إن نظاماً جديداً للعقوبات على إيران دخل حيز التنفيذ، مشيرة إلى أنه يمنحها صلاحيات واسعة النطاق للتحرك ضد إيران وصناع القرار فيها ومن ينفذون أوامرها. ويشمل تعطيل الأنشطة العدائية الإيرانية في بريطانيا والعالم.
وقال وزير الخارجية، ديفيد كاميرون، في بيان إن «سلوك النظام الإيراني يشكل تهديداً غير مقبول للمملكة المتحدة وشركائنا». وأضاف أن إيران «تواصل تهديد الناس على أراضي المملكة المتحدة، وتستخدم نفوذها لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط عبر دعمها الجماعات المسلحة، بما فيها حركتا (حماس) و(الجهاد الإسلامي) الفلسطينيتان».
وشدد كاميرون على أن نظام العقوبات الجديد «رسالة واضحة إلى النظام الإيراني بأننا سنحاسبك على أفعالك».
وبالتنسيق مع الولايات المتحدة، استهدفت العقوبات إسماعيل قاآني، قائد «فيلق القدس»، ذراع العلميات الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي يرعى الميليشيات المتحالفة معه من لبنان إلى العراق ومن اليمن إلى سوريا.
وشملت العقوبات محمد سعيد إيزدي، مسؤول «مكتب فلسطين» في «فيلق القدس»، وعناصره: علي مرشاد شيرازي ومجديد زاري ومصطفى مجيد خاني.
ويفرض القانون عقوبات على برنامج الطائرات من دون طيار الإيراني وشحنها، وتصدير قطع الغيار، فضلاً عن فرض عقوبات على السفن المتورطة في انتهاك قانون العقوبات الحالية.
وقالت الحكومة إن «مكتب فلسطين» بأكمله يخضع لتجميد الأصول، بينما يواجه ممثلا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» لدى إيران، خالد القدومي وناصر أبو شريف، على الترتيب، منع سفر وتجميد أصول.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت في يوليو (تموز) عن تطوير نظام العقوبات من أجل ردع التهديدات الإيرانية.
اقرأ أيضاً
وتأتي العقوبات البريطانية، بعد أيام من فرض الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على برنامج إيران للطائرات المسيرة.
وتتهم لندن إيران بدعم هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، لكن رئيس أركان الدفاع البريطاني، توني راداكين، قال إن بريطانيا لا تعتقد أن طهران تريد حرباً في الشرق الأوسط.
وأضاف راداكين خلال خطاب أمس الأربعاء: «تقييمنا أن إيران لا تريد حرباً مباشرة... لكن إيران مطمئنة للكيفية التي تتكشف بها الأحداث وللمعضلات التي تواجهها إسرائيل وللتهديد الذي تشكله جماعة (حزب الله) اللبنانية وجماعة الحوثي اليمنية والميليشيات التي تستغل هذه الأزمة لتحدي دور أميركا في المنطقة».
وذكرت وزارة الخزانة الأميركية في بيان أن واشنطن فرضت أيضاً اليوم الخميس عقوبات على مسؤول بـ«فيلق القدس» يدعى مجيد زارع، واتهمته بالتورط في دعم جماعات مثل «حماس» و«حزب الله».
وبموجب الإجراء، ستُجمد الأصول الأميركية المملوكة للمسؤول وسيُحظر الأميركيون من التعامل معه. ويواجه أيضاً من يشتركون في معاملات بعينها معه خطر استهدافهم بالعقوبات.
وقال والي أدييمو نائب وزيرة الخزانة الأميركية في بيان: «تواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا، بما في ذلك بريطانيا، للتصدي للتمويل الإرهابي وللتهديدات من إيران».