ابنا إيرانية حائزة على «نوبل» للسلام يخشيان ألا يَرياها مجدداً

زوجها: الجائزة تخلق مساحة لصوت الناس

علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)
علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)
TT

ابنا إيرانية حائزة على «نوبل» للسلام يخشيان ألا يَرياها مجدداً

علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)
علي وكيانا 17 عاماً ابنا الناشطة نرجس محمدي الفائزة بجائزة نوبل للسلام خلال مؤتمر صحافي في أوسلو (أ.ف.ب)

يخشى ابن وابنة الإيرانية السجينة الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي من أنهما لن يلتقيا بأمهما مرة أخرى، لكنهما عبرا عن فخرهما بنضالها من أجل حقوق المرأة، بينما يستعدان لتسلم الجائزة نيابة عنها غداً الأحد.

وفازت نرجس (51 عاماً) بالجائزة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول)، فيما مثّل توبيخاً لقادة طهران، وأثار تنديداً من السلطات. وكانت قد صدرت بحقها عدة أحكام بالسجن وتقضي عقوبتها في سجن إيفين سيئ السمعة بطهران، بعد إدانتها بتهم منها نشر دعاية ضد الدولة.

ومن المقرر أن يتسلم ابنها وابنتها التوأمان علي وكيانا رحماني، البالغان من العمر 17 عاماً، واللذان يعيشان في المنفى في باريس، الجائزة في مجلس مدينة أوسلو ويلقيان كلمة نيابة عنها بمناسبة تسلم جائزة نوبل للسلام.

وفي رسالة تم تهريبها من السجن ونشرها التلفزيون السويدي قبل أيام، قالت نرجس إنها ستواصل النضال من أجل حقوق الإنسان حتى لو أدى ذلك إلى وفاتها. لكنها أضافت أن ابنها وابنتها هما أكثر شيء تفتقده.

وقالت كيانا، التي رأت والدتها آخر مرة منذ ثماني سنوات: «عندما يتعلق الأمر برؤيتها مرة أخرى، فأنا شخصياً متشائمة جداً».

وأضافت خلال مؤتمر صحافي عبر مترجم: «ربما أراها بعد 30 أو 40 عاماً، لكني أعتقد أنني لن أراها مجدداً... هذا لا يهم لأن والدتي ستعيش دائماً في قلبي».

وحصلت نرجس على جائزة السلام بعد ما يزيد قليلاً على عام من وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في حجز شرطة الأخلاق الإيرانية بدعوى سوء الحجاب.

نرجس محمدي في طهران 2021 (أ.ب)

وأثارت وفاة أميني احتجاجات على مستوى البلاد استمرت شهوراً، وشكلت أكبر تحد للمؤسسة الحاكمة منذ سنوات، وقوبلت الاحتجاجات بحملة أمنية دامية أودت بحياة عدة مئات من الأشخاص.

وقال علي نجل نرجس إنه قَبِل منذ الطفولة المبكرة بأن تعيش الأسرة متفرقة، ​​لكنه أضاف أنه سيظل متفائلاً بأنه قد يراها مجدداً. وأضاف: «إذا لم نرها مرة أخرى، فسنظل دوماً نفتخر بها وسنواصل نضالنا».

الكاتب السياسي الإيراني تقي رحماني يتحدث خلال مؤتمر صحافي عشية تسلم جائزة زوجته نرجس محمدي الفائزة بنوبل للسلام في أوسلو (أ.ف.ب)

وقال تقي رحماني، زوج نرجس، إن الجائزة ستمنحها صوتاً أعلى حتى إذا صارت ظروف احتجازها أصعب.

وأضاف رحماني الذي سيحضر مراسم الأحد: «إنها جائزة سياسية، وبالتالي سيكون هناك المزيد من الضغط على نرجس، لكنها في الوقت نفسه ستخلق مساحة لترديد صوت الناس».

ونرجس هي المرأة التاسعة عشرة التي تفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها حالياً 11 مليون كرونة سويدية أو نحو مليون دولار، وهي خامس الفائزين بالجائزة في أثناء قضاء عقوبة السجن.

وتمنح الجائزة في العاشر من ديسمبر (كانون الأول)، وهو ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل الذي أسس للجائزة في وصيته عام 1895.


مقالات ذات صلة

غروسي: أود لقاء بزشكيان في أقرب فرصة

شؤون إقليمية إسلامي يتحدّث إلى غروسي على هامش مؤتمر «الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية» في أصفهان مايو الماضي (أ.ب)

غروسي: أود لقاء بزشكيان في أقرب فرصة

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، رغبته في زيارة طهران، خلال رسالة وجّهها إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​  المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يتطرّق في منشور إلى «محو إيران عن وجه الأرض»

تطرّق المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى القضاء على إيران، وذلك في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي استعاد فيه أسلوبه الناري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية ناقلة النفط «سانت نيكولاس» التي تحتجزها إيران (رويترز)

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

أفرجت إيران اليوم الخميس عن شحنة النفط الخاصة بالناقلة «سانت نيكولاس» التي كانت قد احتجزتها بخليج عمان في وقت سابق من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شؤون إقليمية شعار «لا للإعدام في إيران» على برج إيفيل في باريس (أ.ف.ب)

السلطات الإيرانية تعدم سجيناً سياسياً كردياً بعد 15 عاماً على اعتقاله

قالت مجموعات حقوقية إن السلطات الإيرانية نفذت الخميس حكم الإعدام بحق السجين السياسي الكردي كامران شيخه، بتهمة «الحرابة»، و«الإفساد في الأرض».

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية صورة نشرها السفير البريطاني في طهران لرفع علم أوكرانيا في مقر السفارة تضامناً مع كييف في فبراير 2022

طهران تستدعي سفير بريطانيا لتسليم إيراني للولايات المتحدة

استدعت إيران سفير بريطانيا؛ احتجاجاً على تسليم لندن مواطناً إيرانياً للولايات المتحدة، بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية في تصدير «تطبيقات عسكرية» لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
TT

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)

نفذت القوات التركية غارات جوية استهدفت مواقع لحزب «العمال» الكردستاني في مناطق شمال العراق، أسفرت عن تدمير 25 موقعاً، بينها نقاط تضم شخصيات قيادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الغارات، التي نفذت ليل الجمعة – السبت، استهدفت إحباط هجمات «إرهابية» ولضمان أمن الحدود.

وأضافت الوزارة: «تم خلال تلك الغارات تدمير 25 هدفاً في كاره وقنديل وأسوس، بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها (قادة إرهابيون)، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي (العمال) الكردستاني».

وتابعت الوزارة: «الحرب ضد الإرهاب ستستمر من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وأمتنا بكل عزيمة وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

ولفت بيان الدفاع التركية إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة».

تصعيد... ونقاط أمنية

وشهدت التحركات العسكرية التركية ضمن عملية «المخلب - القفل» المستمرة لأكثر من عامين في شمال العراق، تصعيداً منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولا سيما في دهوك، إذ قامت القوات التركية المشاركة في العملية بنصب نقاط أمنية في مناطق عدة لملاحقة عناصر حزب «العمال»، إلى جانب قيامها بقصف بعض البلدات.

وبعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية ستكمل الحزام الأمني في شمال العراق، خلال الصيف، كما حدث في شمال سوريا، قال مسؤول بوزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، إن «القفل يغلق»، في إشارة إلى قرب انتهاء عملية «المخلب - القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022.

وأضاف المسؤول العسكري، في إفادة صحافية، أن القوات التركية تواصل عملياتها الموجهة ضد حزب «العمال» الكردستاني في شمال العراق بنجاح، وأن هذه العمليات تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق.

ولفت إلى أن «الأعمال الفنية الخاصة بإنشاء مركز للعمليات المشتركة مع العراق ضد (العمال) الكردستاني مستمرة دون أي مشكلات».

جنديان تركيان أثناء مسح كهوف تابعة للعمال الكردستاني شمال العراق (الدفاع التركية)

شكاوى من العراق

وتصاعدت الشكاوى، في الفترة الأخيرة، من جانب بغداد من عمليات توغل عسكري تركية واسعة. وكلف رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر في شمال العراق.

وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن بلاده لم تمنح تركيا ضوءاً أخضر للقيام بعمليات في إقليم كردستان، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من النقاشات الأمنية مع الأتراك مع الإقرار بأن» العمال الكردستاني» مشكلة عراقية أيضاً.

وندد مجلس الأمن الوطني بالتوغل التركي لأكثر من 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

لكن الرئيس، رجب طيب إردوغان، قال، لاحقاً، إن أنقرة ترحب بالخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي»، وتعتبرها جيدة لكن «غير كافية».

وأضاف أن وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في كل من تركيا والعراق تتمتع بـ«علاقات تعاون جيدة».

وبشأن عملية «المخلب - القفل»، قال إردوغان: «بعد زيارتنا للعراق في أبريل الماضي، رأينا للمرة الأولى اتخاذ خطوات ملموسة للغاية على أرض الواقع في القتال ضد حزب (العمال) الكردستاني من جانب الإدارة العراقية».

وأضاف أن مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب «العمال» الكردستاني منظمة محظورة، والآن نرى انعكاسات ذلك على أرض الواقع، وبعد الزيارة، كان تعاون قواتنا الأمنية وإدارة أربيل أمراً يبعث على الارتياح، كما أننا نتعاون مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، ولدينا علاقة جيدة.