حض المرشد الإيراني علي خامنئي دول المنطقة على قطع العلاقات السياسية مع إسرائيل «لفترة محدودة من الزمن على الأقل»، مضيفاً أن «هزيمة» إسرائيل في حربها ضد حركة «حماس» في قطاع غزة «حقيقة»، وتؤشر على «فشل» الدول الغربية.
جاء ذلك بعد أسابيع من دعوته لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بشكل كامل، وفرض حظر على إيصال النفط والأغذية لإسرائيل، بما في ذلك حركة السفن التي تنقل بضائع لإسرائيل.
ونقلت وسائل إعلام رسمية، الأحد، عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله إن «جماعات المقاومة المتحالفة مع إيران تضبط الضغط بذكاء» على إسرائيل ومؤيديها. وأضاف: «جماعات المقاومة لا تزال لديها قدرات لم تستخدمها بعد» للضغط على إسرائيل.
وقال خامنئي إن «بعض الحكومات الإسلامية استنكرت الجرائم الإسرائيلية في تجمعاتها، والبعض الآخر لم يفعل ذلك. وهذا غير مقبول»، قبل أن يؤكد مجدداً أنه يتعين على الحكومات الإسلامية عدم إرسال إمدادات الطاقة والسلع إلى إسرائيل، وفق ما أوردت «رويترز». وأضاف خامنئي: «على الحكومات الإسلامية أن تقطع على الأقل علاقاتها السياسية مع إسرائيل ولو لفترة محدودة».
ونقل موقع خامنئي قوله لدى تفقده المعرض الدائم للوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، إن «قضايا غزة كشفت الكثير من الحقائق المكتومة للعالم»، متهماً قادة الدول الغربية بـ«مناصرة التمييز العنصري».
ولفت خامنئي إلى أن «الفشل العسكري والاستخباراتي» لإسرائيل من القضايا المطروحة في غزة. وقال: «رغم القصف الواسع فإنه فشل في مسعاه حتى الآن؛ لأنه في البداية كان يقول إن هدفنا القضاء على (حماس) والمقاومة، وعرقلتهم، لكن بعد 40 يوماً، لم يستطيعوا القيام بذلك، رغم كل القوة العسكرية».
وقال: «القصف الوحشي للمستشفيات والنساء والأطفال، يظهر أن توتر قادة الكيان الصهيوني من الهزيمة». وأضاف: «هزيمة الكيان الصهيوني حقيقة، ودخول المستشفيات ليس انتصاراً، لأن النصر يعني هزيمة الطرف الآخر، وهو ما لم يتمكن الكيان الصهيوني من تحقيقه حتى الآن، ولن يتمكن من تحقيقه في المستقبل».
وأضاف: «عندما يقوم رئيس أميركا والمستشار الألماني والرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني، بدعم الكيان العنصري، رغم كل مزاعمهم، فإن ذلك يعني مساعدتهم للعنصرية، بوصفها أحد أبشع أنواع الكراهية في العالم». وقال: «على الشعوب الأوروبية والأميركية أن توضح موقفها من هذا الوضع، وأن يظهروا أنهم لا يناصرون التمييز العنصري».
وقال خامنئي إن «الصهاينة يعدون أنفسهم أعلى من جميع الأعراق، وانطلاقاً من هذه النزعة قتلوا آلاف الأطفال في غزة دون أن يرجف لهم طرف»، على حد التعبير الذي أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
والأسبوع الماضي، ذكر تقرير لوكالة «رويترز» نقلاً عن مسؤول إيراني ومسؤول من «حماس» أن خامنئي أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، أن طهران لم تدخل الحرب نيابةً عن حركة «حماس» التي لم تبلغ السلطات الإيرانية بهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).
ووفق المصادر، تعهد خامنئي بأن تواصل إيران دعمها السياسي والمعنوي دون التدخل بشكل غير مباشر. وقال مسؤول من «حماس» إن المرشد الإيراني حض هنية على إسكات تلك الأصوات في الحركة الفلسطينية، التي تدعو علناً إيران و«حزب الله» للانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتها.
والخميس، نفت حركة «حماس» تقرير «رويترز». والجمعة، قالت أسبوعية «خط حزب الله» الصادرة عن مكتب خامنئي إن التقرير «كذب من الأساس».
وبعد النفي، قال عبداللهيان لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إن طهران لم تتلقَّ طلباً من الفصائل الفلسطينية لدخول الحرب، لافتاً إلى أن إيران أبلغت واشنطن «عبر قنوات دبلوماسية» أنها لا تريد توسُع الحرب، لكنه حذر من أن استمرار الهجمات الإسرائيلية سيجعل «الصراع الإقليمي لا مفر منه»، وأن «أي احتمال وارد».
وفي وقت لاحق، السبت، حذر غلام علي حداد عادل، مستشار المرشد الإيراني للشؤون الثقافية من مغبة تدخل إيران في حرب غزة. وقال لصحيفة «اعتماد» إنه «يجب أن يعلم من يرغبون في دخول إيران حرب غزة أن هذا بالضبط ما يرغب فيه النظام الصهيوني». وأضاف أن الصراع سيؤدي إلى حرب مع الولايات المتحدة، وأن إسرائيل ستكون «في جانب الأمان» في حرب من مثل هذا النوع.
إضافة إلى ذلك، أشار موقع خامنئي الرسمي إلى أن جولته في معرض الصواريخ، امتدت ساعة ونصفاً، واطّلع فيها على أحدث «إنجازات» الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. ومنها صاروخ فتاح 2، وهو نسخة جديدة مما يقال إنه أول صاروخ إيراني فرط صوتي.
كما عُرضت، الأحد، نسختان مطورتان من نظام «9 دي» المضاد للصواريخ، والطائرة المسيرة «شاهد 147»، وفق الوكالة.
وكشفت إيران عما قالت إنه أول صاروخ باليستي فرط صوتي مصنوع محلياً في يونيو (حزيران)، وأضافت أنه قادر على تجاوز أنظمة الصواريخ المتطورة المضادة للصواريخ الباليستية في الولايات المتحدة وإسرائيل، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الصاروخ قد جُرب فعلاً، أو موعد دخوله الخدمة.