عدد اللاجئين السوريين بتركيا في حده الأدنى منذ 7 سنوات

قوات روسية وتركية وسورية تصعد الاستهدافات بمناطق خفض التصعيد

سوريون في تركيا يعودون إلى سوريا من معبر «باب الهوى» (الشرق الأوسط)
سوريون في تركيا يعودون إلى سوريا من معبر «باب الهوى» (الشرق الأوسط)
TT

عدد اللاجئين السوريين بتركيا في حده الأدنى منذ 7 سنوات

سوريون في تركيا يعودون إلى سوريا من معبر «باب الهوى» (الشرق الأوسط)
سوريون في تركيا يعودون إلى سوريا من معبر «باب الهوى» (الشرق الأوسط)

سجلت أعداد اللاجئين السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا، تراجعا كبيراً خلال العام الحالي، بحسب إحصائية جديدة أصدرتها رئاسة إدارة الهجرة التركية، بينت أن أعداد اللاجئين السوريين المسجلين تراجعت منذ بداية العام إلى أدنى مستوى له منذ 7 سنوات.

وانخفض عدد اللاجئين السوريين منذ بداية العام وحتى الآن، بواقع 247 ألفاً و143 شخصاً، وانخفض عدد اللاجئين المسجلين بواقع 19 ألفاً و127 شخصاً في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مقارنة مع سبتمبر (أيلول) الماضي.

وبحسب الإحصائية الجديدة، هبط عدد اللاجئين السوريين المسجلين في تركيا إلى 3 ملايين و288 ألفاً و755 سورياً، وهو العدد الأدنى منذ 7 سنوات، ويشكل الرجال 52.4 في المائة، والنساء 47.6 في المائة من هذا العدد.

وأظهرت إحصائية إدارة الهجرة التركية، أن 97.7 في المائة من السوريين يعيشون في المدن، ويشكلون نسباً متفاوتة إلى عدد السكان الأتراك بحسب الكثافة السكانية وتفضيلات الإقامة.

عمال سوريون في ورشات حرفية بإسطنبول (تركيا بالعربي)

وأطلقت السلطات التركية منذ يونيو (حزيران) الماضي، عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي أجريت في مايو (أيار)، حملة أمنية تستهدف المهاجرين غير الشرعيين والمخالفين لشروط الإقامة تم خلالها ترحيل آلاف السوريين المخالفين.

وبحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، الشهر الماضي، رحلت السلطات 43 ألف مهاجر غير شرعي خلال 3 أشهر من إطلاق الحملة، كما تم القبض على نحو 100 ألف مهاجر غير شرعي ومخالف لشروط الإقامة وُضعوا رهن الاحتجاز منذ توليه منصبه كوزير للداخلية في يونيو الماضي.

تصعيد في مناطق خفض التصعيد

في الأثناء، تواصلت الاستهدافات المتبادلة بين القوات التركية والقوات السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، في حلب، في ظل تصعيد مستمر في مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، المعروفة بمنطقة «بوتين - إردوغان»، عبر الاستهدافات المتبادلة بين القوات السورية والفصائل المسلحة أو القصف الجوي الروسي في إدلب واللاذقية وحماة.

«قسد» تنعى قتلاها في كوباني (عين العرب) والرِّقَّةِ (موقع)

وأصيب مدني نتيجة قصف مدفعي نفذته القوات التركية، الأحد، على قرية الشيخ عيسى بريف حلب الشمالي، ضمن مناطق انتشار القوات الكردية والنظام السوري في ريف حلب الشمالي.

كما أصيب جندي سوري في قصف مدفعي نفذته القوات على نقطة تابعة للجيش السوري، على محور قرية المياسة بناحية شيراوا بريف عفرين، ضمن مناطق انتشار «قسد» والجيش السوري في ريف حلب الشمالي.

وقصفت القوات السورية بالمدفعية الثقيلة محيط قريتي تديل وكفرتعال بريف حلب الغربي. وكانت وزارة الدفاع التركية، أعلنت، السبت، مقتل 3 عناصر من «قسد» في منطقتي عمليتي «غصن الزيتون»، و«نبع السلام»، في حلب، أثناء محاولة تنفيذ هجمات على المنطقتين الخاضعتين لسيطرة القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة في حلب.

قصف الطيران الحربي الروسي على إدلب (أرشيفية - منصة «إكس»)

وفي إطار التصعيد المستمر على مدى الشهر الأخير في منطقة «بوتين - إردوغان» في شمال غربي سوريا، نفذ الطيران الحربي الروسي، الأحد، غارة جوية استهدفت محيط قرية السرمانية بمنطقة سهل الغاب في ريف حماة الغربي.

كما قصفت طائرة حربية روسية، بصواريخ شديدة الانفجار، محيط قرية أرنبة بريف إدلب الجنوبي ومحاور تلال كبانة بريف اللاذقية الشمالي.

ونفذ الطيران الحربي الروسي، على مدى الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، 4 غارات جوية طالت مواقع في تلال كبانة بريف اللاذقية الشمالي، وسط تصاعد ألسنة الدخان في المواقع المستهدفة، و5 غارات جوية استهدفت محيط قرية الشيخ يوسف بريف إدلب الغربي.

وقُتل جندي سوري في قصف متبادل للقوات السورية مع فصائل «الفتح المبين» على محور جورين في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي.

وقصفت القوات السورية بالمدفعية الثقيلة محيط قريتي تديل وكفرتعال بريف حلب الغربي.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، كذلك، بمقتل ضابط برتبة ملازم في الجيش السوري، إثر استهدافه من قبل عناصر «هيئة تحرير الشام»، على محور الفوج «46» بريف حلب الغربي.

وأشار المرصد إلى مقتل 518 عسكرياً ومدنياً باستهدافات متبادلة في منطقة «بوتين - إردوغان»، منذ مطلع العام الحالي، خلال 333 عملية تنوعت ما بين هجمات وعمليات قنص واشتباكات واستهدافات.

وأصيب في تلك العمليات أيضاً أكثر من 235 من العسكريين و162 من المدنيين، بينهم 39 طفلاً و16 امرأة، بجراح متفاوتة.


مقالات ذات صلة

​تركيا تناقش مع روسيا عودة الدوريات المشتركة على طريق «إم 4»

شؤون إقليمية أهالي الباب بريف حلب الشرقي احتجوا على دخول القوات الروسية مؤخراً إلى معبر أبو الزندين (إكس)

​تركيا تناقش مع روسيا عودة الدوريات المشتركة على طريق «إم 4»

كشفت تركيا عن مفاوضات مستمرة مع روسيا لإعادة تسيير الدوريات المشتركة على طريق حلب - اللاذقية الدولي (إم 4) في إدلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قوات أميركية بصحبة عناصر من «قسد» في شمال شرقي سوريا (أرشيفية)

​تركيا تكشف عن مرحلة طويلة للتحضير للقاء إردوغان والأسد

كشف المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» عن مرحلة طويلة للتحضير للقاء إردوغان والأسد بعد أن يصبح الملف الذي قامت استخبارات البلدين ملفاً سياسياً

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية استقبال الأسد لإردوغان في دمشق خلال 2009 (أرشيفية)

أنقرة تنفي تقارير عن لقاء إردوغان والأسد في موسكو

نفت أنقرة ما تردد بشأن عقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد في موسكو، الشهر المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي طفل سوري يحمل دلواً فارغاً في مخيم للنازحين بالقرب من سرمدا في محافظة إدلب شمال سوريا (أ.ف.ب)

القضايا الشائكة بين سوريا وتركيا تجعل تطبيع العلاقات تدريجياً

يرى محللون أن تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق لا يمكن أن يحصل، إلا بشكل تدريجي وطويل الأمد نظراً للقضايا الشائكة بين الطرفين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد أبراج المراقبة التي تبنيها قوات التحالف الدولي على نهر الفرات (شبكة الخابور)

قوات التحالف الدولي تقيم أبراج مراقبة على طول نهر الفرات شرق سوريا

أفادت مصادر محلية بأن قوات التحالف الدولي بدأت إنشاء أبراج مراقبة على طول نهر الفرات شرق سوريا، ضمن مناطق سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد).

«الشرق الأوسط» (دمشق)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها، ما يجعل إيطاليا أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت حرب أهلية بالبلاد.

استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على «العنف غير المقبول» من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.

واستعاد الأسد السيطرة على معظم سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة جماعات من المعارضة المسلحة، تحركت ضده قبل 13 عاماً، مما أدى إلى حرب راح ضحيتها مئات الآلاف ودفعت ملايين من اللاجئين صوب أوروبا.

وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.

أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا.

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز»: «لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، ما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين».

وإلى جانب إيطاليا، وقّعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة. وعبّرت عن أسفها إزاء «الوضع الإنساني» في البلاد الذي «زاد تدهوراً» في ظل بلوغ اقتصادها «حالة يرثى لها».

وقال تاياني، الجمعة: «كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به»، مضيفاً أن تعيين سفير جديد «يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل... لتسليط الضوء على سوريا».

هناك 6 سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر. ولم تُقْدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها لدى سوريا.