اعتصام في تل أبيب للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى حماس واستقالة نتنياهو

إسرائيليون يشاركون بمظاهرة تطالب بعودة الأحباء الذين تم أخذهم رهائن بعد هجوم وتسلل لمسلحي حماس من قطاع غزة إلى مستوطنات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر في تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (رويترز)
إسرائيليون يشاركون بمظاهرة تطالب بعودة الأحباء الذين تم أخذهم رهائن بعد هجوم وتسلل لمسلحي حماس من قطاع غزة إلى مستوطنات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر في تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (رويترز)
TT

اعتصام في تل أبيب للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى حماس واستقالة نتنياهو

إسرائيليون يشاركون بمظاهرة تطالب بعودة الأحباء الذين تم أخذهم رهائن بعد هجوم وتسلل لمسلحي حماس من قطاع غزة إلى مستوطنات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر في تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (رويترز)
إسرائيليون يشاركون بمظاهرة تطالب بعودة الأحباء الذين تم أخذهم رهائن بعد هجوم وتسلل لمسلحي حماس من قطاع غزة إلى مستوطنات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر في تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (رويترز)

منذ الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلو حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ينفذ عشرات الإسرائيليين اعتصاماً متواصلاً أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، متعهدين بمواصلة تحركهم إلى حين إطلاق المختطفين في غزة واستقالة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

أشخاص يشاركون في مظاهرة تطالب باستقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإعادة المختطفين لدى حماس إلى وطنهم في تل أبيب بإسرائيل 14 أكتوبر 2023 (د.ب.أ)

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، تقام هذه الوقفة الاحتجاجية المتواصلة في شارع كابلان بمبادرة من مجموعة أُنشئت للتنديد بفشل نتنياهو «الذريع» والمطالبة باستقالته.

ونُصبت خيمتان أمام واجهة المبنى، كبراهما مقابل المدخل الذي يحرسه جنديان يتحققان من هوية الداخلين والخارجين. أما الأخرى فتقع على مسافة أبعد في الشارع نفسه الذي تظاهر فيه عشرات الآلاف من الإسرائيليين منذ يناير (كانون الثاني)، مساء كل يوم سبت لمدة 39 أسبوعاً، ضد مشروع إصلاح قضائي عرضته الحكومة ويعدونه «مناهضاً للديمقراطية».

طوال اليوم، من الصباح الباكر وحتى وقت متأخر من المساء، يتناوب عشرات الإسرائيليين في موقع الاعتصام منسّقين تحركاتهم للإبقاء على وجودهم المستمر في المكان؛ حيث يوقّعون على التماسات، ويوزّعون منشورات ولافتات مناوئة لرئيس الوزراء.

أنصار وأفراد عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حركة حماس الفلسطينية الأسبوع الماضي في هجوم مفاجئ داخل إسرائيل يتظاهرون خارج قاعدة هاكيريا العسكرية الإسرائيلية في وسط تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

وعلى مسافة أبعد، خيمة ثالثة يرابط فيها يهود متدينون، وهي فئة يؤيد أفرادها تقليداً بنيامين نتنياهو لكنّ بعضهم يطالب أيضاً باستقالته منذ السابع من أكتوبر.

وتقول منى هانوك (58 عاما) حابسة دموعها «كل هؤلاء الناس (الرهائن) يجب أن يعودوا إلى ديارهم. لقد فشلت هذه الحكومة فشلا ذريعا. جميع هؤلاء المختطفين...، الأمر لا يطاق». وتأتي هذه المرأة المقيمة في إسرائيل منذ 15 عاماً، كل يوم على دراجتها للمشاركة في الاعتصام ضد نتنياهو.

وتشير هانوك بيدها إلى الجدار المحيط بوزارة الدفاع؛ حيث لُصقت صور معظم الرهائن الـ199 الذين اختطفتهم حركة حماس خلال هجومها على البلدات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، والذي خلّف أكثر من 1400 قتيل، أكثريتهم من المدنيين الإسرائيليين.

إيلي ألباغ يبكي على صورة ابنته ليري وهو يتجمع مع آخرين خلال احتجاج يطالب بالإفراج عن عشرات الإسرائيليين الذين تم اختطافهم خلال هجوم حماس غير المسبوق على إسرائيل الأسبوع الماضي في تل أبيب السبت 14 أكتوبر 2023 (أ.ب)

«يداه ملطختان بالدماء»

وتضيف هانوك، وهي أميركية تقول إنها كانت في نيويورك عند حصول هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 أنها «مأساة جماعية لم نشهدها من قبل. أمنت الرجل (نتنياهو) لمدة 15 عاماً على حياة أبنائي».

وهي تنتقد رئيس الوزراء الذي حكم إسرائيل أطول فترة في تاريخها حيث أمضى 16 عاماً على رأس الحكومة، بسبب «غروره» و«هوسه» بـ«إرثه». وتقول قبل ركوب دراجتها الهوائية «هذا إرثه... يداه ملطختان بالدماء».

أنصار وأفراد عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفتهم حركة حماس الفلسطينية الأسبوع الماضي في هجوم مفاجئ داخل إسرائيل يتظاهرون خارج قاعدة هاكيريا العسكرية الإسرائيلية في وسط تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (أ.ف.ب)

وفي مكان قريب، تجلس سيندي كوهين (65 عاما) على كرسي بلاستيكي، وتحمل لافتة كُتب عليها «اتفاق تبادل الأسرى حالاً».

وتقول: «علينا إطلاق سراح جميع الرهائن في مقابل إطلاق سراح جميع السجناء (الفلسطينيين) الذين تحتجزهم إسرائيل».

وتضيف: «يجب على نتنياهو أن يرحل بالتأكيد. كان ينبغي عليه أن يفعل ذلك من قبل. لقد تخلى عن بلاده»

ولم يفوّت يائير ديكمان (63 عاما)، أي مظاهرة منذ يناير (كانون الثاني). ويشير إلى أن زوجة ابنه قُتلت في 7 أكتوبر على يد حماس، وأن ابنته وصديقتها مفقودتان منذ ذلك الحين.

إسرائيليون يشاركون بمظاهرة تطالب بعودة الأحباء الذين تم أخذهم رهائن بعد هجوم وتسلل لمسلحي حماس من قطاع غزة في 7 أكتوبر في تل أبيب 14 أكتوبر 2023 (رويترز)

«كره»

يقول الرجل المولود في تل أبيب «لهذا السبب أنا هنا. لا أستطيع تقبّل فكرة أنّ رجلاً يواجه ثلاث محاكمات (بتهم فساد) هو المسؤول عن شؤون الدولة. لقد اختُطفت بلادنا من جانب حكومة غير شرعية. لن أرتاح قبل أن يرحل».

ويلوّح الشاب ناتي (31 عاما) بالعلم الإسرائيلي أمام السائقين الذين يطلقون أبواق سياراتهم لإظهار دعمهم للمعتصمين.

ويقول: «بمجرد انتهاء هذه الحرب، سنخرج إلى الشوارع للمطالبة برحيل بيبي (وهو اللقب الذي يُطلق على نتنياهو في إسرائيل)»، مضيفا: «لقد خُطف أبناؤنا وهذه مسؤوليته».

شخص ينظر إلى صور الرهائن المعلقين على الحائط في أثناء احتجاج يدعو الحكومة الإسرائيلية إلى المساعدة في إنقاذ الرهائن الذين يحتجزهم مسلحو حماس في غزة خارج قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب إسرائيل 14 أكتوبر 2023 (إ.ب.أ)

داخل خيمة المتدينين، يصرخ يوسف بريسمان (29 عاما)، وهو إسرائيلي يعتمر قلنسوة سوداء، للتعبير عن «كرهه» لرئيس الوزراء، مثيراً دهشة كبيرة لمن حوله، إذ إن اليهود المتدينين ممثّلون في الائتلاف الحكومي.

ويقول: «عليه أن يستقيل. ولكن أولاً، أريد أن نضع حداً لحماس، بشكل كامل، وأن نطلق سراح الرهائن والعائلات. هذا ما يتعين علينا القيام به».

ويؤكد أنه لا يمانع «المخاطرة بحياة الرهائن بهدف القضاء على حماس»، قبل أن يتراجع مكررا أنه «يجب إطلاق سراح الرهائن».

وفي مكان قريب، يلوّح رجل بلافتة كُتب عليها «يجب محاكمة مجرمي كارثة 2023» وعلقت في أسفلها صورة تُظهر رئيس الوزراء وأكثر أعضاء حكومته تطرفاً خلف قضبان السجن.


مقالات ذات صلة

باكستان تغلق الطرق الرئيسية وتنشر قوات الأمن لمنع احتجاجات معيشية

آسيا قوات الأمن تعتقل ناشطين من «حزب الجماعة الإسلامية» في أثناء احتجاجهم على التضخم بإسلام آباد في 26 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

باكستان تغلق الطرق الرئيسية وتنشر قوات الأمن لمنع احتجاجات معيشية

أغلقت السلطات الباكستانية، الجمعة، الطرق الرئيسية المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد، ونشرت آلافاً من قوات الأمن لمنع الاحتجاجات ضد زيادة التضخم.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
آسيا مسيرة في بنغلاديش اليوم للاحتجاج على عمليات القتل العشوائية والاعتقال الجماعي في دكا (أ.ف.ب)

شرطة بنغلاديش تعتقل قادة الحركة الطلابية

اعتقلت الشرطة في بنغلاديش زعيم الحركة الرئيسية التي تنظّم الاحتجاجات المناهضة لحصص توزيع الوظائف الحكومية في بنغلاديش ناهد إسلام واثنين آخرين من مستشفى في دكا.

«الشرق الأوسط» (دكا)
الولايات المتحدة​ اتساع المظاهرات المؤيدة لغزة في الجامعات الأميركية

مظاهرات ضد برنامج تلفزيوني نظم احتجاجاً مزيفاً بجامعة أميركية

اجتمعت مجموعة من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في حرم كلية «كوينز»، احتجاجاً على تصوير مشهد درامي وهمي نظمته دراما بوليسية تُبث على قناة «CBS».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
آسيا الشيخة حسينة باكية بين مرافقيها لدى تفقدها محطة المترو التي لحقت بها أضرار كبيرة خلال الاحتجاجات في دكا (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق في «قمع» المظاهرات ببنغلاديش

دعت الأمم المتحدة الخميس بنغلاديش إلى الكشف فوراً عن تفاصيل قمع المظاهرات الأسبوع الماضي وسط تقارير عن «أعمال عنف مروعة».

«الشرق الأوسط» (دكا)
الولايات المتحدة​ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

إلقاء يرقات داخل فندق نتنياهو في واشنطن (فيديو)

أطلق ناشطون مؤيدون لفلسطين آلاف اليرقات وديدان الطحين والصراصير داخل فندق ووترغيت في واشنطن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
TT

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)

نفذت القوات التركية غارات جوية استهدفت مواقع لحزب «العمال» الكردستاني في مناطق شمال العراق، أسفرت عن تدمير 25 موقعاً، بينها نقاط تضم شخصيات قيادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الغارات، التي نفذت ليل الجمعة – السبت، استهدفت إحباط هجمات «إرهابية» ولضمان أمن الحدود.

وأضافت الوزارة: «تم خلال تلك الغارات تدمير 25 هدفاً في كاره وقنديل وأسوس، بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها (قادة إرهابيون)، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي (العمال) الكردستاني».

وتابعت الوزارة: «الحرب ضد الإرهاب ستستمر من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وأمتنا بكل عزيمة وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

ولفت بيان الدفاع التركية إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة».

تصعيد... ونقاط أمنية

وشهدت التحركات العسكرية التركية ضمن عملية «المخلب - القفل» المستمرة لأكثر من عامين في شمال العراق، تصعيداً منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولا سيما في دهوك، إذ قامت القوات التركية المشاركة في العملية بنصب نقاط أمنية في مناطق عدة لملاحقة عناصر حزب «العمال»، إلى جانب قيامها بقصف بعض البلدات.

وبعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية ستكمل الحزام الأمني في شمال العراق، خلال الصيف، كما حدث في شمال سوريا، قال مسؤول بوزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، إن «القفل يغلق»، في إشارة إلى قرب انتهاء عملية «المخلب - القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022.

وأضاف المسؤول العسكري، في إفادة صحافية، أن القوات التركية تواصل عملياتها الموجهة ضد حزب «العمال» الكردستاني في شمال العراق بنجاح، وأن هذه العمليات تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق.

ولفت إلى أن «الأعمال الفنية الخاصة بإنشاء مركز للعمليات المشتركة مع العراق ضد (العمال) الكردستاني مستمرة دون أي مشكلات».

جنديان تركيان أثناء مسح كهوف تابعة للعمال الكردستاني شمال العراق (الدفاع التركية)

شكاوى من العراق

وتصاعدت الشكاوى، في الفترة الأخيرة، من جانب بغداد من عمليات توغل عسكري تركية واسعة. وكلف رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر في شمال العراق.

وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن بلاده لم تمنح تركيا ضوءاً أخضر للقيام بعمليات في إقليم كردستان، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من النقاشات الأمنية مع الأتراك مع الإقرار بأن» العمال الكردستاني» مشكلة عراقية أيضاً.

وندد مجلس الأمن الوطني بالتوغل التركي لأكثر من 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

لكن الرئيس، رجب طيب إردوغان، قال، لاحقاً، إن أنقرة ترحب بالخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي»، وتعتبرها جيدة لكن «غير كافية».

وأضاف أن وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في كل من تركيا والعراق تتمتع بـ«علاقات تعاون جيدة».

وبشأن عملية «المخلب - القفل»، قال إردوغان: «بعد زيارتنا للعراق في أبريل الماضي، رأينا للمرة الأولى اتخاذ خطوات ملموسة للغاية على أرض الواقع في القتال ضد حزب (العمال) الكردستاني من جانب الإدارة العراقية».

وأضاف أن مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب «العمال» الكردستاني منظمة محظورة، والآن نرى انعكاسات ذلك على أرض الواقع، وبعد الزيارة، كان تعاون قواتنا الأمنية وإدارة أربيل أمراً يبعث على الارتياح، كما أننا نتعاون مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، ولدينا علاقة جيدة.