استأنفت تركيا واليونان مشاوراتهما السياسية حول القضايا والملفات العالقة بينهما إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وسيطر الغموض، من ناحية أخرى، على موقف أنقرة من ملف انضمام السويد إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ظل عدم وجود مؤشرات على تحويل بروتوكول الانضمام، من جانب الرئيس رجب طيب إردوغان، إلى البرلمان للمصادقة عليه حتى الآن.
ووفق ما أعلنت وزارة الخارجية التركية، انطلق في أثينا، الاثنين، اجتماع خطة العمل المشتركة والمشاورات السياسية بين تركيا واليونان، ولمدة يومين، برئاسة نائب وزير الخارجية التركي، بوراك أكجابار، ونظيره اليوناني كونستانتينوس فراجوجيانيس.
وتناول اجتماع خطة العمل المشتركة، استعراض التقدم الذي تم إحرازه منذ الاجتماع الأخير الذي عقد في أنقرة في 22 مارس (آذار) الماضي لتطوير التجارة البينية والتعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والنقل والتعليم والصحة والبيئة، إلى جانب استعراض مجالات التعاون الجديدة التي يمكن إدراجها في هذه العملية ومستقبلها.
وفي إطار المشاورات السياسية المنتظمة بين وزارتي خارجية البلدين الجارين، ستعقد اجتماعات بين الجانبين، الثلاثاء، برئاسة نائب وزير الخارجية التركي بوراك أكجابار، ونائبة وزير الخارجية اليوناني ألكسندرا بابادوبولو، لمناقشة العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وشهدت العلاقات بين تركيا واليونان خلال العامين الماضيين، تصاعداً في التوتر حول الحقوق السيادية في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، وهدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مرارا العام الماضي، باجتياح جزر يونانية متنازع عليها في بحر إيجه.
ودفعت كارثة زلزال 6 فبراير (شباط) الماضي إلى تقارب بين أنقرة وأثينا بعد التضامن الذي أبدته اليونان مع جارتها. واتفق البلدان على مواصلة العمل على مبادرات وأجندة إيجابية للحوار غير المشروط من أجل التوصل إلى حلول للمشاكل العالقة بينهما.
وأجرى وزيرا الخارجية التركي هاكان فيدان واليوناني يورغوس إيرابيتريتيس خلال مباحثات في أنقرة الشهر الماضي، تقييماً شاملاً للمشاكل في بحر إيجه وشرق البحر المتوسط، وكذلك بالنسبة للقضية القبرصية وقضيتي الهجرة والأقليات، وأكدا ثقتهما في إمكانية حل المشاكل من خلال الحوار البناء.
ملف السويد و«الناتو»
على صعيد آخر، بدا أن الغموض بات يلف موعد طرح ملف انضمام السويد إلى «الناتو» على البرلمان التركي للمصادقة عليه، في ظل توتر واضح بين أنقرة وواشنطن في أكثر من ملف، منها حصول الأولى على مقاتلات «إف 16» الذي ربطته بمصادقتها على انضمام الدولة الاسكندنافية للحلف، وأخيراً إسقاط القوات الأميركية مسيّرة تركية في شمال شرقي سوريا مما سبب أزمة جديدة.
ونقلت وكالة «رويترز»، الاثنين، عن مصادر، لم تسمها، أن أنقرة مستعدة لتأجيل المصادقة على طلب السويد الانضمام إلى «الناتو» هذا الشهر، بينما تترقب إشارات على تلبية الولايات المتحدة طلبها شراء طائرات من طراز «إف 16»، وهو ما قد يخيب آمال أعضاء الحلف الآملين في إنهاء تأجيل استمر 17 شهراً لانضمام السويد بسبب عدم مصادقة تركيا.
وكان إردوغان، وعد خلال قمة «الناتو» الأخيرة في يوليو (تموز) الماضي بإرسال طلب السويد إلى البرلمان التركي للمصادقة عليه مع استئناف جلساته في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لكنه أثار التكهنات مجدداً حول احتمال مصادقة البرلمان قريباً على طلب السويد، ملمحاً إلى موقف الكونغرس الأميركي من طلب بلاده الحصول على المقاتلات الأميركية التي طلبتها منذ عام 2021.
كما ربط إردوغان بين موافقة بلاده على طلب انضمام السويد وإحياء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي المجمدة منذ 5 سنوات.
ومنذ بدء الدورة الجديدة للبرلمان التركي مطلع أكتوبر الحالي، تلقت لجنة الشؤون الخارجية، المعنية أيضاً بمناقشة طلب السويد، نحو 60 اتفاقية دولية لمراجعتها ليس من بينها بروتوكول انضمام السويد إلى «الناتو».
وربط الكاتب بصحيفة «حرييت» المقرب من الحكومة التركية، عبد القادر سيلفي، بين عدم تحرك تركيا في ملف عضوية السويد بـ«الناتو»، والأزمة الأخيرة التي نتجت عن إسقاط القوات الأميركية مسيّرة تركية في شمال شرقي سوريا وإعلان أن ذلك حدث عمدا.
وقال سيلفي: «الرد على إسقاط المسيرة التركية يتم على أرض الملعب، جرعة انتقادات إردوغان للولايات المتحدة تتزايد، ونبرة صوته ضدها ترتفع... كانت الأجواء السابقة هي أن البرلمان سيوافق على عضوية السويد في أكتوبر، لكن بعد أن أسقطت الولايات المتحدة طائرتنا من دون طيار، ربما اتخذ إردوغان قراراً جديداً».
وأضاف «ربما يمكن توجيه رسالة من جانب إردوغان إلى واشنطن مفادها دعوا حليفكم (منظمة حزب العمال الكردستاني) يحصل لكم على عضوية السويد في الناتو... أتساءل إذا ما كانت أميركا ضربت عضوية السويد في (الناتو) أيضا عندما أسقطت المسيّرة التركية».