الجيش الإسرائيلي يكرر دعوته لسكان غزة التوجه إلى جنوب القطاع

قال إنه سيبدأ «عمليات عسكرية كبيرة» بمجرد التأكد من مغادرة المدنيين

المتحدث الإسرائيلي أكد احتشاد مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين حول قطاع غزة (إ.ب.أ)
المتحدث الإسرائيلي أكد احتشاد مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين حول قطاع غزة (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يكرر دعوته لسكان غزة التوجه إلى جنوب القطاع

المتحدث الإسرائيلي أكد احتشاد مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين حول قطاع غزة (إ.ب.أ)
المتحدث الإسرائيلي أكد احتشاد مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين حول قطاع غزة (إ.ب.أ)

قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لشبكة «سي إن إن» الأميركية، اليوم الأحد، إن إسرائيل ستبدأ «عمليات عسكرية كبيرة» في غزة بمجرد التأكد من مغادرة المدنيين إلى جنوب القطاع.

وأضاف المتحدث جوناثان كونريكوس: «سنطلق عمليات عسكرية كبيرة بمجرد تأكدنا من أن المدنيين غادروا المنطقة»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وتابع: «من المهم أن يعلم سكان غزة أننا كنا في غاية الكرم من ناحية الوقت، ومنحناهم إنذاراً قبل التنفيذ بوقت كافٍ، أكثر من 25 ساعة. حان الوقت أن يغادر سكان غزة».

ومضى كونريكوس قائلاً: «رسالتنا لأهل غزة هي خذوا أمتعتكم واتجهوا جنوباً ولا تقعوا في الفخ الذي تنصبه لكم (حماس)».

وأكد المتحدث أن مئات الآلاف من عناصر وحدات الاحتياط الإسرائيلية يحتشدون حول قطاع غزة ويستعدون لمهام مختلفة.

كان الجيش الإسرائيلي قال أمس السبت إنه يستعد لتنفيذ هجوم جوي وبحري وبري شامل على غزة، فيما تفاقمت معاناة المدنيين في صراع دخل أسبوعه الثاني.

وانقضت صباح أمس مهلة أعطاها الجيش الإسرائيلي لأكثر من مليون فلسطيني بمغادرة النصف الشمالي من القطاع والاتجاه جنوباً.

وقُوبلت الدعوات الإسرائيلية لسكان غزة بالتوجه جنوباً صوب الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية برفض واسع النطاق.

وقال رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، إن الفلسطينيين لن يتركوا غزة إلى مصر، وشكر مصر على رفضها تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها.

وأضاف في كلمة تلفزيونية: «أهل غزة متجذرون في أرضهم ولن يخرجوا منها مهما فعلت إسرائيل. باقون في وطننا ما بقي الزعتر والزيتون... لا هجرة من غزة ولا هجرة من الضفة، لا هجرة من غزة إلى مصر».

وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بعد اجتماع مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، أن المملكة ترفض بشكل قاطع دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وأكدت وزارة الخارجية القطرية هي الأخرى «رفضها القاطع لمحاولات التهجير القسري» للشعب الفلسطيني من غزة، في الوقت الذي حذرت فيه من خطورة اتخاذ سياسة العقاب الجماعي.

وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، إن بلاده ترفض دعوات إسرائيل إلى التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، فيما أكد رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، بعد لقاء مع بلينكن، ضرورة توفير الحماية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية عاجلة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن بلاده ترفض الدعوة إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر.

وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن عدد النازحين جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع بلغ ما يقرب من مليون خلال أسبوع.


مقالات ذات صلة

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

المشرق العربي مبنى مدمّر نتيجة القصف الإسرائيلي في جباليا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

«القسام»: مقتل أسيرة في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة

أعلن المتحدث باسم «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» الفلسطينية، أبو عبيدة، اليوم (السبت)، مقتل أسيرة إسرائيلية في هجوم إسرائيلي على شمال قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي فتاة فلسطينية نازحة تأكل كسرة خبز في مخيم برفح جنوب قطاع غزة (د.ب.أ)

مقتل 3 فلسطينيات بسبب «ربطة خبز» في غزة

تقف يومياً ولساعات طوابير طويلة من الفلسطينيين أمام المخابز للحصول على «ربطة خبز» واحدة تتكون من نحو 22 رغيفاً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينيون يؤدون صلاة الجمعة على أنقاض مسجد مدمر في خان يونس بجنوب قطاع غزة (إ.ب.أ)

لا أمل لدى سكان غزة في تراجع الهجمات بعد أمري اعتقال نتنياهو وغالانت

لم يشهد سكان غزة، الجمعة، ما يدعوهم للأمل في أن يؤدي أمرا الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت إلى إبطاء الهجوم على القطاع الفلسطيني، مع إعلان مقتل 21 شخصاً على الأقل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي جنود إسرائيليون خلال العملية البرية داخل قطاع غزة (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده في معارك بشمال غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، مقتل أحد جنوده في معارك في شمال قطاع غزة. وأضاف أن الجندي القتيل يدعى رون إبشتاين (19 عاماً) وكان ينتمي إلى لواء غيفعاتي.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إيران تلمح لإمكانية التخلي عن السلاح النووي بشروط

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
TT

إيران تلمح لإمكانية التخلي عن السلاح النووي بشروط

منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)
منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

في حين كانت إيران تُصعد ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ألمحت إلى إمكانية التفاوض بشروط مختلفة مع الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترمب.

وتبنّت الوكالة الدولية، الخميس الماضي، قراراً ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وقال علي لاريجاني، مستشار المرشد علي خامنئي: «إن إيران وأميركا دخلتا في وضع جديد فيما يتعلق بالملف النووي»، وأضاف في منشور على منصة «إكس»: «إن الإدارة الأميركية الجديدة إذا أرادت ألا تمتلك طهران سلاحاً نووياً فعليها قبول شروطنا، مثل تعويض الخسائر، ومنح امتيازات أخرى للوصول إلى اتفاق جديد».

وأوضح لاريجاني، أن «أميركا ألغت الاتفاق السابق وخرجت منه، وبهذا تسببت في خسائر لإيران». وأضاف أن «إيران بدأت تخصيب اليورانيوم، ورفعت درجة نقاوته إلى أكثر من 60 في المائة».

علي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي (وسائل إعلام مقربة من «حزب الله»)

وتنص «خطة العمل الشاملة المشتركة»، وهو الاسم الرسمي للاتفاق النووي، على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل ضمانات بعدم سعيها لتطوير أسلحة نووية، لكن الاتفاق تراجع تدريجياً بعد انسحاب الولايات المتحدة منه أحادياً عام 2018، في ظل رئاسة دونالد ترمب، الذي أعاد فرض عقوبات شديدة على طهران.

وردّاً على ذلك، زادت إيران مخزوناتها من اليورانيوم عالي التخصيب بشكل كبير، ورفعت عتبة التخصيب إلى 60 في المائة، لتقترب بذلك من نسبة الـ90 في المائة اللازمة لصنع قنبلة نووية. وقد حدّدت «خطة العمل الشاملة المشتركة» التي فشلت مفاوضات في إحيائها عام 2022، معدل التخصيب الأقصى عند 3.67 في المائة.

ومنذ عام 2021، قيَّدت إيران تعاونها مع الوكالة بشكل كبير، فقامت بفصل كاميرات مراقبة، وسحبت اعتماد مفتشين ذوي خبرة.

في الوقت نفسه، يواصل برنامجها النووي اكتساب الزخم، الأمر الذي يُثير قلق المجتمع الدولي، رغم إنكار طهران رغبتها في تطوير قنبلة نووية.

وأخيراً، صعَّدت إيران مواجهتَها ضد الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ أعلنت أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك ردّاً على قرار الوكالة الدولية.

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز، من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية «يو-235» لاستخدامات عدة.

ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

أقوال غروسي... وأفعاله

وما إن صدر القرار، ظهرت تلميحات في طهران بشأن «دور مزدوج» لمدير الوكالة الدولية رافاييل غروسي، إذ قال رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي: «إن ما قاله في طهران لا يتطابق مع أفعاله في فيينا».

ونقلت وكالة «مهر» الحكومية عن عزيزي: «على غروسي أن يضع جانباً التناقض في خطابه في طهران وفيينا، وأن تكون تصريحاته في طهران متسقة مع تصريحاته في فيينا، وهذه المعاملة المزدوجة غير مناسبة».

وأشار عزيزي إلى أن «الوكالة الدولية طلبت في قرارها الأخير الامتناع عن إنتاج الأسلحة النووية. ورداً على ذلك، ينبغي القول إن إيران أعلنت منذ سنوات أنها ليس لديها أي خطط لإنتاج أسلحة نووية».

وأضاف عزيزي: «رغم أننا نتحرك دائماً على أساس مصالح الأمن القومي، فإن الأمر الواضح هو أن إيران لم تسعَ مطلقاً إلى امتلاك الأسلحة النووية خلال هذه السنوات، وهو ما يُظهر في حد ذاته عبثية هذا القرار».

وجاء قرار الوكالة الأخير في سياق خاص، مع وجود فجوة بين الموقف الغربي وموقف رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي.

وخلال زيارته إلى إيران، حصل غروسي من طهران على موافقة لبدء الاستعدادات لوقف توسيع مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب.

صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها رافاييل غروسي في مستهل اجتماعها الفصلي في فيينا

اليورانيوم عالي التخصيب

وخلافاً لما يقوله عزيزي، الذي نفى خطط إنتاج السلاح النووي، فإن طهران لم تكن ترغب أساساً في تجميد تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة.

وتُقدِّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إنتاج سلاح نووي واحد يتطلب نحو 42 كيلوغراماً من اليورانيوم المُخصّب بنسبة نقاء 60 في المائة، إذا جرى تخصيبه لاحقاً إلى درجة نقاء 90 في المائة.

وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمال وندي: «إنه كان من المقرر أن يأتي المفتشون فور انتهاء اجتماع مجلس المحافظين لتقييم قدراتنا، مع بقاء تلك القدرات لمدة شهر دون أي توقف في التخصيب بنسبة نقاء 60 في المائة».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن كمال وندي أن «الضغوط الناجمة عن قرار الوكالة الدولية تأتي بنتائج عكسية، أي أنها تزيد من قدرتنا على التخصيب».

وأضاف كمال وندي: «حالياً، ليس فقط أننا لم نوقف التخصيب، بل لدينا أوامر بزيادة السرعة، والعمل جارٍ على ذلك تدريجياً».