ضابط إسرائيلي سابق: حرب 73 «صفعة» أيقظت تل أبيب من حالة الإنكار

الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني (أ.ف.ب)
الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني (أ.ف.ب)
TT

ضابط إسرائيلي سابق: حرب 73 «صفعة» أيقظت تل أبيب من حالة الإنكار

الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني (أ.ف.ب)
الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني (أ.ف.ب)

يرى الضابط الإسرائيلي المتقاعد أفيغدور كهلاني، الذي تعدّه إسرائيل أحد أبطالها على الجبهة السورية، أن حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973 شكّلت «صفعة» كانت تحتاج إليها بلاده رغم خسائرها البشرية.

جنود الجيش السوري يقتحمون مواقع إسرائيلية في سوريا خلال الحرب العربية - الإسرائيلية عام 1973 (أ.ف.ب)

وأصيب المقدّم كهلاني بحروق بالغة في حرب يونيو (حزيران) 1967، التي احتلت خلالها إسرائيل أراضي عربية تشمل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وهضبة الجولان، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وأمضى عاماً في المستشفى للعلاج. ومع اندلاع الحرب بين إسرائيل وكلّ من مصر وسوريا في 6 أكتوبر 1973، كان ابن التاسعة والعشرين عاماً قائداً لكتيبة الدبابات 77 التي تم نشرها للتو في الجولان.

انسحاب القوات الإسرائيلية من المواقع الواقعة غرب قناة السويس في 1 مارس عام 1974 (أ.ف.ب)

واختارت دمشق والقاهرة بدء الهجوم المشترك من سوريا (شمال) ومصر (جنوب)، في يوم كانت فيه إسرائيل تحيي عيد الغفران، أحد أقدس الأعياد اليهودية، وهو يوم صوم تشلّ خلاله حركة الدولة.

ويقول كهلاني (79 عاماً) في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في منزله بتل أبيب: «فجأة أدركنا أنها حرب شاملة».

ويضيف: «خلال 24 ساعة، سقطت مرتفعات الجولان بأكملها تقريباً في أيدي السوريين»، متابعاً: «كانت نسبة القوات السورية أكبر، فكلّ 8 أو 10 دبابات تقابلها دبابة إسرائيلية. وكانت دباباتهم أفضل من دباباتنا».

القوات الإسرائيلية تتخذ موقعها بمدفع مضاد للطائرات في مرتفعات الجولان السورية عام 1973 (أ.ف.ب)

وفي مؤشر على صعوبة الأيام الأولى للحرب، يقول كهلاني: «في بعض الأحيان، كان يمكن لمن يراقب مجرى الأحداث أن يقول إنه ليست لدينا (الإسرائيليين) أي فرصة... لكننا انتصرنا».

وبحلول 9 أكتوبر، بدت القوات الإسرائيلية على وشك الاستسلام مع تقدّم الجيش السوري . لكن في تحوّل لسير ساحة المعركة، تمكّنت كتيبة كهلاني ووحدات من اللواء المدرع السابع من وقف الاندفاع السوري.

الجنرال الإسرائيلي أرييل شارون (يسار) قائد الجبهة الغربية لقناة السويس في 28 نوفمبر 1973 (أ.ف.ب)

ويستعيد كهلاني ذكريات الحرب وهو جالس في مكتبه محاطاً بشهادات عسكرية ومجسمات صغيرة للدبابات والمدرعات.

ويقول: «ثمة لحظة مفصلية بعدما تكون قد أجهدت غالبية عضلات جسمك على مدى 4 أيام من القتال بلا طعام تقريباً، بلا نوم، ولم يتبقَّ لك سوى بضع ذخائر في دبابتك، وتقوم بتسخير... كل أفكارك لكي تكون أفضل، وتنتصر».

ويعد كهلاني من أبطال الحرب في إسرائيل، ويتحدث بانتظام إلى المجندين الشباب. وفي عام 1975، تمّ منحه «وسام الشجاعة»، وهو أعلى وسام عسكري بالدولة العبرية.

وجاء في شهادة تكريمه أنه «أظهر قيادة لافتة وشجاعة شخصية في معركة صعبة ومعقدة، غيرت نتيجتها مسار المعركة في مرتفعات الجولان».

وبعد التراجع الأولي، تمكنت إسرائيل من تبديل المعادلة في الميدان بدعم من جسر جوي أميركي، إلى حين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أقرته الأمم المتحدة في 25 أكتوبر.

وتكبّد الطرفان خسائر فادحة خلال الأسابيع الثلاثة من القتال، تجاوزت عتبة 2600 شخص لدى إسرائيل، و9500 قتيل ومفقود في الجانب العربي.

الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن يحتضنان بعضهما في 17 سبتمبر 1978 بعد توقيع اتفاقية السلام في الغرفة الشرقية للبيت الأبيض تحت أنظار الرئيس الأميركي جيمي كارتر (أ.ف.ب)

ورغم الخسائر البشرية، ومن ضمنها أخ له، يرى كهلاني أن حرب 1973 كانت بمثابة «صفعة قوية للغاية على الوجه أعادتنا إلى صوابنا بعض الشيء».

ويعدّ كثير من المؤرخين أن الانتصار الساحق لإسرائيل في حرب 1967 منح قيادتها وجيشها شعوراً بفائض القوة والمِنعة غير القابلة للمسّ.

ويوضح: «لو تم استدعاء جنود الاحتياط قبل يومين، لكان تجنّب الحرب محتملاً»، إلا أن أعضاء حكومة رئيسة الوزراء وقتها، غولدا مائير، كانوا «مترددين... حتى عندما توفرت مؤشرات واضحة إلى أن الحرب ستقع، بقوا في حال إنكار».

ويؤكد أن «كل شيء تغيّر بعد حرب الغفران... لم تعد ثمة مقدسات».

وشكّلت إسرائيل لجنة للتحقيق في الجاهزية العسكرية للبلاد ورد فعلها على اندلاع الحرب، كانت نتيجتها استقالة رئيس أركان الجيش ديفيد أليعازر، ورئيس الاستخبارات العسكرية إيلي زعيرا في عام 1974.

ورغم عدم تحميلها مسؤولية مباشرة من قبل اللجنة، استقالت مائير بدورها من رئاسة الوزراء في العام ذاته.

رئيس الأركان الإسرائيلي ديفيد أليعازر (الثاني على اليمين) ورئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقاً إسحق رابين (يسار) يهبطان بالقرب من مواقع الخطوط الأمامية في مرتفعات الجولان أكتوبر 1973 (أ.ف.ب)

أما كهلاني، فبقي في الجيش وتدرّج في الهيكلية وصولاً إلى رتبة عميد، قبل أن يستقيل وينتخب نائباً في 1992 عن حزب العمل الذي تركه لتأسيس حزب وسطي. وأصبح فيما بعد وزيراً للأمن في حكومة بنيامين نتنياهو الأولى (1996 - 1999).


مقالات ذات صلة

«وكسة الشاويش»... آخر روايات الكاتب الراحل كمال رُحيِّم

ثقافة وفنون «وكسة الشاويش»... آخر روايات الكاتب الراحل كمال رُحيِّم

«وكسة الشاويش»... آخر روايات الكاتب الراحل كمال رُحيِّم

تعد رواية «وكسة الشاويش» الصادرة عن دار «الشروق» بالقاهرة آخر الأعمال المنشورة للروائي المصري كمال رُحيّم الذي رحل عن عمر يناهز 76 عاماً خلال هذا العام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي صورة من فيديو نشرته صفحة السفارة المصرية في السنغال لمشاركة المقيمين هناك في انتخابات الرئاسة

فيديو لسنغاليين يحملون صور السيسي يعيد الحديث عن «شائعات الإخوان»

أعاد مقطع «فيديو» لمواطنين سنغاليين يحملون صور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في العاصمة داكار، الحديث مجدداً عن «شائعات» دأبت جماعة الإخوان «المحظورة» في…

رياضة عربية تتويج المصرية هانيا الحمامي ببطولة هونغ كونغ المفتوحة للإسكواش للسيدات وتتويج النيوزيلندي بول كول لفئة الرجال (الشرق الأوسط)

المصرية هانيا الحمامي تتوج بكأس هونغ كونغ للإسكواش

فازت المصرية هانيا الحمامي بلقب بطولة هونغ كونغ المفتوحة للإسكواش للمرة الثانية على التوالي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي ناخب مصري يصوّت في لجنة اقتراع بقبرص (وزارة الهجرة)

المصريون بالخارج ينهون تصويتهم في الانتخابات الرئاسية

تختتم، الأحد، الانتخابات الرئاسية المصرية خارج البلاد، حيث يصوّت المصريون المقيمون في أنحاء العالم المختلفة، في اليوم الثالث والأخير للانتخابات.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي جريح يرقد على الأرض في مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة الأحد (إ.ب.أ)

وصول سفينة طبية إيطالية إلى مصر لمعالجة جرحى غزة

وصلت سفينة المساعدة الطبية الإيطالية (فولكانو) إلى ميناء مدينة العريش المصرية، الأحد، وفق مسؤول ملاحي، بغرض تقديم الرعاية لجرحى الحرب بين إسرائيل و«حماس» بغزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«سنتكوم»: مدمرة أميركية أسقطت مسيّرات عدة بعد استهداف سفن بالبحر الأحمر 

المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)
المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)
TT

«سنتكوم»: مدمرة أميركية أسقطت مسيّرات عدة بعد استهداف سفن بالبحر الأحمر 

المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)
المدمرة «يو اس اس كارني» التابعة للبحرية الأميركية خلال عبورها قناة السويس أكتوبر الماضي (رويترز)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية «سنتكوم» أن مدمرة أميركية أسقطت طائرات مسيّرة عدة الأحد خلال تقديمها الدعم لسفن تجارية في البحر الأحمر استهدفتها هجمات من اليمن.

وقالت سنتكوم في بيان: «وقعت اليوم 4 هجمات على 3 سفن تجارية تبحر بشكل منفصل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر». وأضاف البيان أن «المدمرة يو اس اس كارني من فئة آرلي بيرك استجابت لنداءات استغاثة من السفن وقدمت لها المساعدة»، وأسقطت ثلاث طائرات مسيّرة كانت متجهة إلى المدمّرة خلال النهار.


إسرائيل تعلن بدء العمليات البرية في جنوب قطاع غزة

دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعلن بدء العمليات البرية في جنوب قطاع غزة

دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)
دبابة إسرائيلية عند الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الأحد)، عن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي تأكيده أن الجيش بدأ عملياته البرية في جنوب قطاع غزة.

ووفق ما أودته «وكالة أنباء العالم العربي»، قال هاليفي: «بدأنا صباح أمس القيام بنفس ما فعلناه (في الشمال) في جنوب قطاع غزة... لن تكون (العمليات في الجنوب) أقل في حدَّتها من تلك التي جرت في الشمال... سيتعين على قادة (حماس) مواجهتنا في كل مكان».

وأضاف: «سوف نواصل أيضاً زيادة مكتسباتنا في شمال قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم نفى القيادي في الحركة أسامة حمدان ما تردد عن تقدم الجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة، وقال إن «الحديث الإسرائيلي عن دخول جنوب القطاع ما زال حديثاً إعلامياً، والجيش لم يستطع اختراق دفاعات المقاومة»، مؤكداً أن المقاومة في جنوب قطاع غزة ستكون أشرس من الشمال.


أصوات إسرائيلية تشكك في جدوى حرب هدفها الانتقام والثأر

جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)
TT

أصوات إسرائيلية تشكك في جدوى حرب هدفها الانتقام والثأر

جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)
جنود إسرائيليون يتجمعون قرب دباباتهم في موقع مُحاذ للحدود مع قطاع غزة جنوباً السبت (إ.ب.أ)

في الوقت الذي تُسابق فيه الحكومة الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية المختلفة الزمن لإحداث أكبر تدمير في قطاع غزة، للضغط على قيادة «حماس» حتى تستسلم، تتصاعد المطالب في الساحتين السياسية والإعلامية، بوقف الحرب والتفتيش عن طريقة تنزل فيها عن سقف أهدافها العالي وتضع قضية الأسرى في رأس سُلّم الاهتمام وتعود إلى طاولة المفاوضات.

ولم يتردد أحد كُتاب المقال الافتتاحي بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم بارنياع، في التلميح بأن ما يحكم خطط الجيش الإسرائيلي في استئناف الحرب، ووضع هدف باجتياح خان يونس دون خطة لليوم التالي، هو استمرار عملية الانتقام والثأر، وليس ضمن خطوة تستهدف خدمة استراتيجية.

وأشار، في مقاله، الأحد، إلى قرب نفاد دعم دول الغرب، بما فيها الولايات المتحدة، فقال: «من المشكوك فيه أن يكون لإسرائيل أكثر من أسبوعين للقتال، وأن يكون ممكناً خلالهما تحقيق الأهداف الواسعة التي أعلنت عنها القيادة السياسية في بداية الحرب. فحماس يجب أن تتلقى ضربة تنزع عنها قدراتها، لا جدال على هذا، والجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يقفز عن معقل الإرهاب في خان يونس. لكن لن يكون هناك نصر، ومن الأفضل تخفيض مستوى التوقعات، والتوجه بأسرع ما يمكن إلى مسيرة التعافي والترميم، أولاً وقبل كل شيء لإعادة المخطوفين».

وكتب بن درور يميني، وهو أيضاً أحد كُتاب الافتتاحية بهذه الصحيفة، يؤيد تصفية قدرات «حماس»، ويقول إن الجيش الإسرائيلي يلجأ الآن إلى الطريقة السوفياتية في حرب الشيشان الأولى، التي تُعرَف باسم «استراتيجية الشاكوش»، التي تدكُّ فيها بلاد العدو بالقصف من بعيد.

ويضيف: «هذه الاستراتيجية حققت دماراً مَهولاً في الشيشان، لكنها لم تحقق النصر لروسيا، لذلك يجب عدم الوقوع في الأوهام، ويجب الاعتراف بأن إسرائيل لم تحقق كثيراً من الإنجازات، ولم تُحدث الانعطاف المنشود، ربما تمكّنّا من قتل 5 آلاف عنصر من حماس، ومن كشف قسم من الأنفاق وتدميرها، وتدمير 10 في المائة على الأقل من بيوت غزة. لكن من المشكوك فيه أن يُحسب هذا إنجازاً، وها هما حماس والجهاد يثبتان حضوراً قوياً في شمال غزة، ومن آنٍ لآخر نسمع عن مقاومة، لذلك علينا الاستيقاظ».

تحذير يميني

وحتى في صحيفة اليمين الإسرائيلي، المناصرة لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، «يسرائيل هيوم»، دعوة للحذر من السقف العالي للأهداف. ويكتب البروفسور أيال زيسر أنه «من الأفضل أن تقول القيادة للجمهور الحقيقة، ما هو الممكن وما هو غير الممكن أن تحققه في عملية عسكرية، نظراً للظروف الدولية والأضرار الاقتصادية والأمنية».

ويتابع: «إذا كنا سنصدّق تصريحات القادة في الحكومة وفي قيادة الجيش، فإن حرباً طويلة لا تزال أمامنا، وستتواصل بكل التصميم حتى حسم تصفية القدرات العسكرية لحماس، وقدرتها على الحكم في القطاع. بَيْد أن التصريحات العالية في جهة، والواقع على الأرض في جهة أخرى، وهذا ليس مجرد شك، بل هو انطباع آخذٌ في التعزيز، في أن جولة المواجهة الحالية بين إسرائيل وحماس التي بدأت في أعقاب حملة القتل التي قام بها مُخرّبو المنظمة في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تقترب من نهايتها، ورغم استئناف الحرب في نهاية الهدنة، يدور الحديث عن نهاية رمزية ومحدودة، وليس خطوة تستهدف الوصول إلى الحسم».

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماعه الخميس مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القدس (إ.ب.أ)

ويشكك زيسر حتى في الموقف الأميركي المساند لإسرائيل، فيقول: «تُعانقنا الولايات المتحدة عناقاً حارّاً، لكنها تلعب وتقيد أيضاً، كتلك المطالب التي تأتي من الرئيس بايدن لإسرائيل بأن (تمتنع عن اقتلاع السكان من بيوتهم في المعركة التي تخطط لها في القطاع). معنى الطلب هو الامتناع عن عملية برية ذات مغزى في جنوب القطاع، حيث لا تزال تسيطر حماس، كما أن الأميركيين يريدون أن نخرج من شمال القطاع ونكتفي بعمليات خاصة موضعية ومحدودة ضد أهداف حماس، لكن الأميركيين أيضاً يعرفون، ولسببٍ ما يفضلون أن يَنسوا ويُنسوا الآخرين، أن القتال البري فقط، واحتلال أهداف العدو فقط، أديا إلى تصفية داعش وليس إلى أي شيء آخر. إن الرسائل التي تصل من الولايات المتحدة تقع على آذان منصتة، وأساساً لدى الذين يعتقدون أنه من الأفضل أن نتوقف قبل أن نغرق في الوحل الغزّي مع حلول الأمطار وفي ضوء القتال المتوقع في الأزقة وفي مخيمات اللاجئين ضد مُخرّبي حماس. وإذا وصلت الأمور إلى هذا، فبانتظارنا حالة أليمة. لماذا غرست القيادة الإسرائيلية في الجمهور أوهاماً عابثة عن أهداف المعركة، والآن تهدئه وتُنيمه قبل النهاية. من الأفضل أن تقول للجمهور الحقيقة، ما هو الممكن وما هو غير الممكن، برأيها، أن تحققه في عملية عسكرية».

فلسطينيون يتفقدون مبنى متضرراً في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على خان يونس جنوب غزة، الأحد (أ.ب)

تحديات المدنيين

وفي صحيفة «معاريف»، يكتب المراسل العسكري، طال ليف رام، أن «الجداول الزمنية الضيقة لا تغير التقديرات بأنه من أجل هزيمة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية تماماً، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى أشهر طويلة أخرى، ففضلاً عن إنهاء المهامّ في شمال القطاع، فإن خان يونس، مخيمات اللاجئين في وسط القطاع، وبالطبع مدينة رفح، هي التحديات التالية التي لا تزال بانتظار الجيش الإسرائيلي. فالمعركة على خان يونس كفيلة هي فقط بأن تتواصل لأسابيع طويلة أخرى، بحيث يحتمل أن تجد إسرائيل نفسها في وضع يكون فيه استمرار المعركة في قطاع غزة ظاهراً؛ ليس ضمن تعريف الحرب، بل سيجري في نموذج مُشابه لحملة السور الواقي (التي استغرقت سنتين ونصف السنة)».

ويضيف: «في جنوب القطاع سيعمل الجيش في نموذج آخر لتحريك السكان لا يوجد له مثيل تاريخي مُشابه في العالم، حين قسم قطاع غزة إلى مئات المناطق والمربعات، ومواطنوه يتلقّون تعليمات إلى أين يتعين عليهم أن يتوجهوا، من خلال خرائط رقمية تصل إلى الهاتف النقال.

مدنيون يفرّون من خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد أن دعا الجيش الإسرائيلي الناس إلى مغادرة مناطق معينة في المدينة الأحد (أ.ف.ب)

إن تحديث إخلاء السكان في الضواحي الشرقية لخان يونس، وفي خربة خزاعة وعبسان الصغيرة والكبيرة وبني سهيلة، هي أكثر من تلميح بالمعارك المتوقعة في هذه المناطق خلال الأيام المقبلة، وسيتبقى فيها، أغلب الظن، كثير من المدنيين، وهو بمثابة تحدٍّ كبير للجيش، حين ستحاول حماس جرّ إسرائيل إلى فخاخ المس الجماعي بالمدنيين، إذ إنها واعية جداً للضغط الدولي المتزايد على إسرائيل، وخصوصاً من الجانب الأميركي».


طفل في الفرن وحامل مبقور بطنها... تقرير لـ«هآرتس» يكشف أكاذيب عن هجوم «حماس»

أفراد من كيبوتس كفار عزة يتابعون إطلاق سراح نساء وأطفال من أسر «حماس» 26 نوفمبر (د.ب.أ)
أفراد من كيبوتس كفار عزة يتابعون إطلاق سراح نساء وأطفال من أسر «حماس» 26 نوفمبر (د.ب.أ)
TT

طفل في الفرن وحامل مبقور بطنها... تقرير لـ«هآرتس» يكشف أكاذيب عن هجوم «حماس»

أفراد من كيبوتس كفار عزة يتابعون إطلاق سراح نساء وأطفال من أسر «حماس» 26 نوفمبر (د.ب.أ)
أفراد من كيبوتس كفار عزة يتابعون إطلاق سراح نساء وأطفال من أسر «حماس» 26 نوفمبر (د.ب.أ)

نشرت صحيفة «هآرتس» تقريراً، (الأحد)، فندت فيه الكثير من الرواية الإسرائيلية حول الهجوم الذي قام به عناصر حركة «حماس» وغيرها من الفصائل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على الثكنات العسكرية والبلدات اليهودية المحيطة بقطاع غزة. وجاء في خلاصة التقرير، أن الهجوم ترافق مع جرائم كثيرة ضد المدنيين اليهود والعرب من سكان إسرائيل، ولكن الرواية عنها «اتسمت بمبالغات ضخمة شارك في ترويجها مسؤولون كبار عسكريون وسياسيون ونشطاء المجتمع المدني، بينهم مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وزوجته ووزارات ودوائر حكومية عديدة».

يقول التقرير، الذي أجراه الصحافيان نير حسون وليزا روزوبسكي، إن «سياسيين وضباطاً في الجيش الإسرائيلي ومتطوعين من (زاكا) - جمعية تشخيص ضحايا الكوارث - ونشطاء في الشبكات الاجتماعية، يتحدثون منذ 7 أكتوبر عن قصص فظيعة ارتكبها عناصر (حماس). وعلى الأغلب الحديث يدور عن شهادات حقيقية ترتكز إلى أدلة كثيرة، ولكن في أوساط الجمهور في إسرائيل وفي العالم، تنتشر أيضاً قصص وروايات غير صحيحة». ويحذر التقرير من أن هذا التضخيم للأحداث بات «يوفر ذخيرة لمن ينكرون المذبحة».

وجاء في التقرير، أن «رجال (حماس) و(الجهاد الإسلامي) وسكان غزة الذين دخلوا إلى إسرائيل، ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، فقد قتلوا بوحشية نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين غير المسلحين، واختطفوا نحو 240 مدنياً وجندياً، بينهم مسنون وأطفال وفتية ونساء. كل ذلك أمور لا خلاف عليها، ولكن (نشرت عدة جهات معلومات لا أساس لها عما حدث في ذاك اليوم)».

شارون ألوني كونيو (34 عاماً) وابنتاها يولي وإيما كونيو (3 أعوام) تم إطلاق سراحهن بعد 7 أسابيع من احتجازهن رهائن خلال هجوم 7 أكتوبر الذي شنته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل... تظهر الأم وابنتاها في هذه الصورة غير المؤرخة التي حصلت عليها «رويترز» في 27 نوفمبر 2023 (رويترز)

رؤوس أطفال مقطوعة

ومن الروايات التي يفندها التقرير تلك التي تحدثت عن «العثور على عشرات جثث الأطفال الذين تم قطع رؤوسهم»، فقال: «هذا الوصف ظهر في تقرير لشبكة (آي 24 نيوز) مثلاً، وصفت فيه الكاتبة أن أحد الضباط في الميدان قال لها إنه يوجد أكثر من 40 طفلاً تم قتلهم، وإن المخربين قاموا بقطع رؤوس بعضهم». وأضاف: «جاءنا من هذه الشبكة أن التقارير عن الفظائع وعن العدد استندت إلى شهادات ضباط قاموا بإجلاء الجثث في بلدات الغلاف»، وقد تم تجميعها في جولة للمراسلين الأجانب رفقة الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي بعد أربعة أيام من اندلاع الحرب، وأن أعداداً مشابهة تكررت أيضاً في شهادات أعضاء «زاكا».

وتابع التقرير: «هذا الوصف تم اقتباسه في الشبكات الاجتماعية، وأحياناً تم تغيير الرواية بحيث أصبحت (جثث أطفال تم إحراقها أو جثث أطفال تم تعليقها على حبل). مثلاً، القناة الرسمية لوزارة الخارجية، نشرت شهادات للعقيد غولان باخ من قيادة الجبهة الداخلية، وبحسبها، عُثر في أحد البيوت على جثث ثمانية أطفال محروقة. وفي حساب ديوان رئيس الوزراء على شبكة (إكس)، نُشرت صور تشبه الرسومات مع تعليق: (هذه صور فظيعة لأطفال قُتلوا وأُحرقوا على يد وحوش (حماس). وجاء في المنشور أن (رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عرض هذه الصور على وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن)».

أوصاف مشابهة نُشرت أيضاً من قبل ضابط في الجيش الإسرائيلي، فقبل بضعة أيام التقى المراسل في «ميدان السبت»، يشاي كوهين، بالمقدم يارون بوسكيلا من فرقة غزة. «الأخير تحدث عن أطفال تم تعليقهم على حبل للغسيل». وأمور مشابهة لأقواله تم اقتباسها من رجل اليمين غوئيل فاكنن في «إكس». وعلق كوهين، أنه بعد النشر ورده لفت نظر بأن القصة غير دقيقة: «لماذا يقوم ضابط في الجيش باختلاق قصة فظيعة جداً؟».

وتبين، والكلام لكوهين، أن هذه الأوصاف غير صحيحة في الحقيقة. فخلال المذبحة قام مخربو «حماس» بالتنكيل بالجثث، لا سيما جثث الجنود. وكانت هناك حالات لقطع الرؤوس والأعضاء، ولكن بيانات مؤسسة التأمين الوطني عن القتلى والمعلومات التي تم جمعها من ساحة المذبحة، من القيادات في الكيبوتسات ومن رجال الشرطة، أظهرت أنه في 7 أكتوبر تم قتل طفلة واحدة هي ميلا كوهين، من كيبوتس بئيري، ووالدها إيهود.

صورة غير مؤرخة نشرها «منتدى الرهائن والعائلات المفقودة» الإسرائيلي تظهر إميلي هاند (9 سنوات) من «كيبوتس بئيري» بين 13 إسرائيلياً أطلقتهم «حماس» في 25 نوفمبر (أ.ب)

وحسب مؤسسة التأمين الوطني، فقد توفي أيضاً في نفس اليوم خمسة أطفال آخرين، هم عومر سيمان طوف كيدم (4 سنوات) وشقيقتاه التوأمتان، اربيل وشاحر (6 سنوات)، اللتان قُتلتا في نير عوز، والطفل يزن بن جماع من عرعرة في النقب، الذي أصيب بسبب إطلاق صاروخ، وايتان كافشتر (5 سنوات)، الذي قُتل هو ووالداه وشقيقه قرب كلية سفير. إضافة إليهم قُتل أيضاً 14 فتى في أعمار 12 - 15 سنة. ثلاثة منهم بسبب صاروخ وليس في ساحة المذبحة في غلاف غزة. وبعض الأطفال الآخرين قُتلوا في بيوتهم أو قربها، على الأغلب مع أبناء آخرين من العائلة. حتى الآن نحن لا نعرف عن ساحة تم فيها اكتشاف أطفال من عدة عائلات قُتلوا معاً. من هنا يتبين أنه حتى أوصاف نتنياهو التي وردت في محادثة له مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، التي بحسبها، أن مخربي «حماس» قد «أخذوا عشرات الأطفال وقاموا بتكبيلهم وإحراقهم وإعدامهم»، ليست أوصافاً تتفق بشكل دقيق مع صورة الواقع.

منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال زيارته كيبوتس بئيري بالقرب من الحدود مع قطاع غزة (أ.ف.ب)

مبالغات المسعفين

ويضيف التقرير أن بعض الأوصاف غير الصحيحة تم نشرها من قبل أعضاء «زاكا»، الذين تحدث أحدهم عن مشهد فظيع آخر، هو العثور على جثة امرأة وجدها في كيبوتس بئيري، وقد كان بطنها مفتوحاً والجنين الذي كان مربوطاً بالحبل السُّري وُجد مطعوناً أيضاً. وقد كرر شهادته هذه في محادثة مع «هآرتس»، حتى إنه قال إنه رأى هذا المشهد في الكيبوتس، و«كان هناك الكثير من الدماء». وأضاف: «عندما قمنا بتحريكها رأينا بطنها مفتوحاً والسكين كانت قربها، والجنين مربوط بالحبل السُّري. وقد تم إطلاق النار عليها من الخلف».

أضاف المسعف، أنه وجد المرأة قرب البيت، وفي الغرفة الآمنة وجد طفلاً عمره 6 أو 7 سنوات وقد أُطلقت عليه النار. ويؤكد تقرير «هآرتس»، أن بين قتلى بئيري لم يكن هناك أي أطفال في عمر 6 أو 7 سنوات، وأن قصة المرأة الحامل مختلقة تماماً.

بنيامين نتنياهو وزوجته سارة يشاركان في احتفال بالفصح اليهودي (أ.ب)

زوجة نتنياهو والحامل المخطوفة

وتطرق التقرير إلى قصة أخرى روجتها زوجة نتنياهو، وبعثت برسالة بشأنها إلى زوجة الرئيس الأميركي جيل بايدن، قالت فيها إن «إحدى النساء اللواتي تم اختطافهن إلى القطاع حامل في الشهر التاسع، وإنها وُلدت في أسر (حماس)». وفي الشبكات الاجتماعية، نُشرت صورة المخطوفة واسمها نتفاري مولكان، وتبين أنها لمواطنة من تايلاند.

في تقرير «مغازين» نفى زملاء نتفاري مولكان ومشغلها وأبناء عائلتها، أنها كانت حاملاً. وعندما أُطلق سراح مولكان، السبت الماضي، تأكد أنها لم تكن حاملاً أصلاً. والجيش أيضاً، لا توجد لديه حتى الآن أي معلومات عن امرأة حامل مخطوفة. وفي جهاز الأمن يتعاملون مع هذه القصة على أنها «شائعة» لا أساس لها. ومن مكتب رئيس الحكومة، لم يرد أي جواب.

طفل في الفرن

وهناك قصة أخرى نُشرت قبل بضعة أسابيع وكانت قاسية بشكل خاص؛ إذ إن رئيس جمعية اتحاد الإغاثة، إيلي بير، تحدث عن طفل تم إدخاله في الفرن وأُحرق حتى الموت. بير تحدث بهذه التفاصيل في مؤتمر للمانحين في الولايات المتحدة. ومن هناك تدحرجت هذه القصة حتى إنها نُشرت بداية الشهر الحالي في صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، التي أصبح فيها الطفل بالتقرير «عدة أطفال»، ولكن هذه القصة أيضاً هي غير صحيحة. فميلا كوهين كانت الطفلة الوحيدة التي قُتلت في «المذبحة»، ولا توجد لدى الشرطة أي شهادة عن جثة طفل تنطبق عليه هذه العلامات.


وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)
عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)
TT

وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)
عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)

حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مرة أخرى، من توسع نطاق الحرب مع تجدد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلاً إن المنطقة ستدخل مرحلة جديدة «عبر قوى المقاومة»، في إشارة إلى الجماعات المسلحة الموالية لإيران.

وجاء تحذير عبداللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العماني بدر البوسعيدي، الذي وصل إلى طهران، مساء الأحد، حيث ناقشا تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسط تكهنات بشأن احتمال إحياء الوساطة العمانية في الملف النووي الإيراني.

وقال عبداللهيان إن المرحلة الجديدة من الهجمات الإسرائيلية على غزة «بدأت بحضور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الاجتماع الوزاري للكيان الصهيوني». وأضاف: «على أميركا أن تتحمل تبعات هذا السلوك المنافق في دعم إسرائيل». وقال أيضاً: «نتابع التطورات في فلسطين منذ 50 يوماً لإعادة الاستقرار ووقف جرائم النظام الإسرائيلي». وتابع: «أميركا تتحدث عن توصية إسرائيل بعدم القتل لكن عملياً أعطت الضوء الأخضر للإبادة».

وعاد عبداللهيان لتكرار تحذيراته من توسع الحرب، دون أن يشير إلى هجمات شنتها جماعات موالية لإيران في العراق واليمن ضد قواعد أميركية وسفن حربية وتجارية.

وقال: «لقد سمعنا أمس من قادة المقاومة أنه في حال استمرار الهجمات الإسرائيلية، ستدخل المنطقة مرحلة جديدة عبر المقاومة». وأضاف: «توسع الحرب وارد جداً، نحذر. يجب وقف قتل الأطفال والنساء قبل فوات الأوان».

وقال أيضاً: «لم ترغب إيران أبداً في توسع الحرب في المنطقة، لكن تم تحذير دعاة الحرب في المنطقة بشدة بوقف دعمهم للمجرمين الإسرائيليين قبل فوات الأوان».

وادعى عبداللهيان أن «بعض الوثائق التي تم ضبطها في عملية (طوفان الأقصى) تثبت فرضية نقل جميع أهالي قطاع غزة، أو سكان الضفة الغربية إلى الأردن».

من جهة أخرى، دعا عبداللهيان، مصر، إلى فتح معبر رفح. وقال: «نأمل من إخواننا في مصر إحباط المؤامرة الإسرائيلية عبر فتح معبر رفح».

يذكر أن مصر تفتح بالفعل المعبر لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وعبور المصابين للعلاج بالمستشفيات المصرية.

النووي على الطاولة

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة «إرنا» الرسمية أن مناقشة أهم القضايا ذات الاهتمام وتطوير التعاون المشترك، وأهم القضايا الإقليمية، منها الأوضاع المزرية في غزة، وضرورة وقف إطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية لشعب غزة، على جدول أعمال لقاء الوزيرين.

وعشية زيارته إلى طهران، تواصل البوسعيدي ونظيره الإيراني عبر الهاتف. وقال عبداللهيان إن «عودة إسرائيل لارتكاب جرائم الحرب ضد أهالي غزة تدل على عدم اكتراثهم بمطالب المجتمع الدولي والرأي العام العالمي».

من جهته، قال البوسعيدي إن اشتعال الحرب من جديد وتوسيعها في المنطقة هو مدعاة للأسف، مشدداً على ضرورة إرساء هدنة مستدامة وإرسال المساعدات الإنسانية بصورة واسعة وتحرك مؤثر للمجتمع الدولي بهذا الصدد.

تأتي زيارة الوفد الدبلوماسي العماني إلى طهران بعد نحو أسبوع من عقد اجتماع لجنة عسكرية بين مسؤولين عسكريين من البلدين في العاصمة الإيرانية، قبل أن تجرى مناورات بحرية مشتركة بينهما في خليج عمان.

وتوقعت وسائل إعلام إيرانية أن تكون زيارة البوسعيدي إلى طهران في سياق تبادل الرسائل بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين من أجل منع توسع التوتر في المنطقة.

وأشارت صحيفة «دنياي اقتصاد» إلى توقعات «أضعف» بأن يكون الوزير العماني يحمل رسالة حول كسر جمود مفاوضات إحياء الاتفاق النووي، بعدما توصل الطرفان إلى تفاهمات قبل حرب غزة لخفض التصعيد، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم بدرجات عالية، وتبادل السجناء والأموال الإيرانية المجمدة في دول مختلفة.

وتحدث مسؤولون إيرانيون خلال الشهرين الماضيين عن ترحيبهم بمبادرة مطروحة من سلطان عمان، السلطان هيثم بن طارق، لكنهم قالوا إن المبادرة ليست اتفاقاً جديداً ولا خطةً جديدةً، إنما مبادرة عملية لتقارب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، وعودة جميع الأطراف إلى الاتفاق بصيغة 2015.

والأسبوع الماضي، قال مدير الوكالة الدولية، رافائيل غروسي، في تصريحات صحافية، إن إيران والقوى الكبرى بحاجة إلى التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

بوريل يحض طهران على التعاون البناء

وكان الاتفاق النووي جزءاً من الاتفاق الهاتفي بين عبداللهيان ومسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يلعب دور الوسيط الأساسي في تنفيذ الاتفاق النووي.

وذكرت الخارجية الإيرانية، السبت، أن عبداللهيان دعا بوريل إلى وقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة وإتاحة إرسال المساعدات الإنسانية «في أسرع وقت ممكن». وكرر الوزير الإيراني تحذيرات سابقة من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، معيداً جذور الأزمة الحالية إلى «الاحتلال والاعتداءات» الإسرائيلية. وحذر من إمكانية توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

إلى جانب الوضع في غزة، تناول عبداللهيان وبوريل تعاون إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. ونقل البيان عن عبداللهيان قوله إن بلاده ستواصل التعاون في الإطار التقني. وحض بوريل، عبداللهيان، على «التعاون البناء» مع الوكالة الدولية، حسب ما ورد في البيان الإيراني.

في غضون ذلك، دافع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن مواقف بلاده في حرب غزة. وقال خلال مؤتمر حول تنفيذ الدستور: «دعمنا لغزة وفلسطين يرتكز على الدستور الذي يعتبر دعم المظلومين من واجبات الحكومة الإسلامية».

وقال: «لهذا السبب منذ انتصار الثورة (1979) واحد من مبادئنا وأسسنا في السياسة الخارجية دعم الشعب الفلسطيني (...)». وأضاف: «هذا الأصل لا يزال قائماً، ولم تؤثر التغييرات في السياسة العالمية ورغبات البعض في المنطقة على هذا المبدأ في سياستنا الخارجية».

وتابع رئيسي: «لا شك لدينا أن دماء أكثر من 6 آلاف طفل على يد الصهاينة ستؤدي إلى انهيار هذا الكيان المزيف».

كان رئيسي قد تلقى اتصالاً هاتفياً، مساء السبت، من رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، تناول الأوضاع في قطاع غزة.

ونقل بيان للرئاسة الإيرانية عن رئيسي قوله إن «دولاً مختلفة، بما في ذلك اليابان، يمكن أن تجري استفتاءً شعبياً للوقوف على مستوى الدعم لحق الشع9ب الفلسطيني». وأضاف: «اليوم تحليل أغلب المسؤولين والقادة في العالم أن قضية الشعب الفلسطيني بحاجة إلى تحليل دقيق لما جرى على هذا الشعب طيلة 75 عاماً، وهذا ليس عملاً معقداً وصعباً».


نتنياهو يطالب الوزراء والنواب بعدم انتقاد القوى الأمنية «وقت الحرب»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
TT

نتنياهو يطالب الوزراء والنواب بعدم انتقاد القوى الأمنية «وقت الحرب»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، الأحد، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طالب الوزراء وأعضاء الكنيست المنتمين لحزبه «الليكود» «بانتقاء ألفاظهم بعناية، خصوصاً في وقت الحرب»، وتجنب الدخول في مناقشات، خصوصاً انتقاد قوات الأمن.

وأضاف نتنياهو لأعضاء من حزب «الليكود» أن مجلس الحرب يتحرك «بسرعة لكن ليس بتهور»، في ما يتعلق بالقرارات الحربية، وأن إسرائيل تركز على الجبهتين الجنوبية والشمالية. وأعلن نتنياهو أن إسرائيل تجري مفاوضات للإفراج عن مزيد من المحتجزين في غزة من خلال عمليتها العسكرية في قطاع غزة.

وقال: «نتحدث الآن مع عدونا عن الاستمرار في تحرير الرهائن... لكننا نتحدث تحت القصف».

واستأنفت إسرائيل ضرباتها على قطاع غزة، يوم الجمعة الماضي، بعد هُدَن إنسانية استمرت 7 أيام تبادلت خلالها الأسرى والمحتجَزين مع حركة «حماس».


تركيا: القبض على أحد زعماء منظمة إجرامية ناشطة في روسيا

صورة موزعة من وزارة الداخلية التركية لعملية القبض على شامل أميروف أحد زعماء عصابة إجرامية ناشطة في روسيا
صورة موزعة من وزارة الداخلية التركية لعملية القبض على شامل أميروف أحد زعماء عصابة إجرامية ناشطة في روسيا
TT

تركيا: القبض على أحد زعماء منظمة إجرامية ناشطة في روسيا

صورة موزعة من وزارة الداخلية التركية لعملية القبض على شامل أميروف أحد زعماء عصابة إجرامية ناشطة في روسيا
صورة موزعة من وزارة الداخلية التركية لعملية القبض على شامل أميروف أحد زعماء عصابة إجرامية ناشطة في روسيا

ألقت قوات الأمن التركية القبض على أحد زعماء عصابة إجرامية تنشط في روسيا، الملاحَق من جانب «الإنتربول» بتهمة الاحتيال.

وقال وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، إنه جرى اعتقال شامل أميروف، الذي وصفه بـ«أحد رؤوس العصابات الإجرامية المنظمة التي تنشط في روسيا» في إسطنبول، الأحد، ضمن عملية «القفص» الأمنية التي أطلقتها وزارة الداخلية ضد المنظمات الإجرامية وعصابات الجريمة المنظمة والمخدرات والجرائم المالية.

وأضاف يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس (تويتر سابقاً)»، أنه جرى القبض على أميروف؛ أحد زعماء عصابات الجريمة المنظمة، المعروفة باسم «Thieves in Law» الناشطة في روسيا، في مداهمة بمنطقة ساريير في إسطنبول، ضمن عملية «القفض - 15». وأشار وزير الداخلية التركي إلى أن أميروف كان ملاحَقاً من قِبل «الإنتربول» ومُدرَجاً على القائمة الزرقاء، بتهمة الاحتيال. وتعهّد يرلي كايا بأن تُواصل السلطات مكافحة عصابات الجريمة المنظمة، بما فيها الجماعات الدولية، وتجار المخدرات.

وأطلقت وزارة الداخلية التركية عملية «القفص»، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وأسفرت عن القبض على أكثر من 150 من عناصر المنظمات الإجرامية وعصابات المخدرات والتهريب والجرائم المالية في 56 ولاية تركية، من بينها الولايات الثلاث الكبرى؛ أنقرة وإسطنبول وإزمير.

وأكد وزير الداخلية، علي يرلي كايا، أن أجهزة الأمن ستلاحق منظمات الجرائم المالية وعصابات الجريمة المنظمة والتهريب والمخدرات «التي تعكر صفو الشعب التركي». وقال، عبر حسابه في «إكس»: «نحن على رقابهم في كل لحظة، عند الفجر وعند الغسق، سنقبض عليهم جميعاً، واحداً تلو الآخر، ونقدمهم للعدالة».


الجيش الإسرائيلي: عثرنا على 800 من فتحات الأنفاق في غزة

نفق لحركة «حماس» قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفه في قطاع غزة (رويترز)
نفق لحركة «حماس» قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفه في قطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي: عثرنا على 800 من فتحات الأنفاق في غزة

نفق لحركة «حماس» قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفه في قطاع غزة (رويترز)
نفق لحركة «حماس» قال الجيش الإسرائيلي إنه اكتشفه في قطاع غزة (رويترز)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، إن قواته اكتشفت 800 فتحة مؤدية إلى شبكة الأنفاق والمخابئ المتشعبة التابعة لحركة «حماس» منذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مضيفاً أن القوات دمرت أكثر من نصفها، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

. وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنه دمر 500 فتحة نفق، من بين نحو 800 فتحة تم اكتشافها، وذلك باستخدام وسائل مختلفة تشمل «التفجير والإغلاق التام». وأضاف أنه جرى تدمير طرق أنفاق رئيسية بطول «أميال عديدة».

وتتبع البيان، الذي يلخص عمليات القضاء على الأنفاق حتى الآن، روايات شبه يومية للقوات لوسائل إعلام قالوا فيها إنهم اكتشفوا فتحات لمداخل أنفاق في مواقع مدنية.

وقالت «حماس» قبل بدء الحرب على قطاع غزة، التي دخلت أسبوعها الثامن، إن لديها أنفاقاً بطول مئات الكيلومترات، وهي شبكة تعادل في حجمها مترو نيويورك، لخدمة وحماية قواعد عملياتها.

وجعل ذلك الأنفاق أهدافاً رئيسية للقصف الإسرائيلي باستخدام ذخيرة تخترق الحصون، واستعان مهندسو الجيش بروبوتات مسح ومادة متفجرة يمكن سكبها داخل الممرات.


تراشق بين أنقرة وتل أبيب بعد تصريحات إردوغان عن «حماس» 

إردوغان متحدثاً لصحافيين رافقوه على طائرته من دبي وبيده صورة توضح تطور قضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً لصحافيين رافقوه على طائرته من دبي وبيده صورة توضح تطور قضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية (الرئاسة التركية)
TT

تراشق بين أنقرة وتل أبيب بعد تصريحات إردوغان عن «حماس» 

إردوغان متحدثاً لصحافيين رافقوه على طائرته من دبي وبيده صورة توضح تطور قضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية (الرئاسة التركية)
إردوغان متحدثاً لصحافيين رافقوه على طائرته من دبي وبيده صورة توضح تطور قضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية (الرئاسة التركية)

رفضت تركيا تصريحاً لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، بأنه لن يكون وجود لحركة «حماس» بعد انتهاء الحرب.

وأكدت الخارجية التركية، في بيان للمتحدث الرسمي باسمها، أونجو كيتشلي، أنه «من غير الممكن قبول الهجمات الإسرائيلية الوحشية ضد المدنيين في غزة على أنها دفاع عن النفس».

واستنكر كيتشلي، في البيان الصادر ليل السبت – الأحد رداً على سؤال بشأن ما ورد في تصريح كوهين الذي نشره عبر حسابه في «إكس»، ما كتبه الوزير الإسرائيلي رداً على تصريحات للرئيس رجب طيب إردوغان، السبت، رفض فيها، مجدداً، اعتبار حركة «حماس» منظمة إرهابية.

وقال كيتشلي إن «تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني شاهد على مواجهة إسرائيل مزيداً من المقاومة، وزيادة في عدد الفلسطينيين المدافعين عن حقوقهم الجماعية والفردية، كلما واصلت إسرائيل قمع الفلسطينيين، والقضاء على حرياتهم الأساسية».

صورة ملتقطة من جنوب إسرائيل تظهر حجم الدخان المتصاعد فوق قطاع غزة أثناء القصف الإسرائيلي الأحد (أ.ف.ب)

ورأى المتحدث التركي أن «أساس المشكلة الحالية يكمن في موقف إسرائيل الاحتلالي، والعقلية التوسعية، والإجراءات القمعية المتجاهلة تماماً للقانون وحقوق الإنسان والمبادئ العالمية».

وتابع: «لا يمكن بأي شكل من الأشكال قبول الهجمات الوحشية التي تشنها قوة احتلال ضد السكان المدنيين».

ودعا كوهين إردوغان لاستضافة عناصر حركة «حماس» الناجين من الحرب في قطاع غزة في تركيا، قائلاً إنه لن تكون هناك حركة «حماس» في القطاع بعد ذلك.

وقال كوهين: «بعد الحرب، لن تكون هناك منظمة (حماس - داعش) الإرهابية في غزة، وسنحرر غزة من (حماس) من أجل أمننا ومستقبل أفضل لشعوب المنطقة».

وأشار كوهين إلى الرئيس رجب طيب إردوغان في منشوره، قائلاً: «يمكنك (إردوغان) إيواء إرهابيي (حماس) الفارين من غزة في بلدك».

وجاء تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي، رداً على تصريحات للرئيس التركي أدلى بها لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من دبي بعد مشاركته في مؤتمر المناخ (كوب 28)، نُشرت السبت، قال فيها إن «تدمير (حماس) ليس سيناريو واقعياً... ما زلت عند رأيي، لا يمكنني إطلاقاً أن أعد (حماس) تنظيماً إرهابياً مهما قال الآخرون».

نزوح من مدينة غزة نتيجة القصف الإسرائيلي (رويترز)

وندد إردوغان مجدداً بالعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، قائلاً، إن «ما نراه هو عمل إرهابي ضخم، إنه إرهاب دولة، لا يمكننا أن نبقى صامتين إزاء إرهاب الدولة هذا، وجرائم حكومة بنيامين نتنياهو دخلت التاريخ بوصفها (وصمة عار سوداء)»، وهذه الوصمة لطخت أيضاً جباه الدول الداعمة له دون قيد أو شرط.

وأضاف أن حكام إسرائيل الذين «كثيراً ما روجوا لأنفسهم بأنهم «ضحايا إبادة جماعية، تحولوا إلى قتَلة، مثل قتَلة أجدادهم... وننتظر من المحكمة الجنائية الدولية أن ينال مرتكبو جرائم الإبادة الجماعية وجزارو غزة، العقاب اللازم، وفي مقدمتهم نتنياهو».

ورأى إردوغان أن فرصة تحقيق السلام في غزة في الوقت الحالي، ضاعت بعد انتهاء الهدنة الإنسانية، مُرجعاً ذلك إلى نهج إسرائيل المتصلب. وشدد في الوقت نفسه على أنه لم يفقد الأمل في السلام، وأن على الدول الإسلامية أن تضع «حل الدولتين» في المركز خلال مطالبتها بوقف دائم لإطلاق النار.

وأكد مجدداً، أن حركة «حماس» ليست «منظمة إرهابية»، ولا يمكن استبعادها من أي حل محتمل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قائلاً: «إن استبعاد (حماس) وتدميرها سيناريو غير واقعي».

السفير التركي في القاهرة صالح موطلو شن (يمين) مع أتراك عائدين من غزة قبل مغادرتهم إلى تركيا (حساب فيسبوك)

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية التركية عن عبور 142 مواطناً تركياً مع ذويهم من غزة إلى مصر، من معبر رفح ليل السبت – الأحد.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أونجو كيتشلي، في بيان، إنه جرى استئناف إجلاء المواطنين الأتراك من غزة، السبت، وعبر 142 منهم إلى مصر في طريقهم للعودة إلى تركيا.


إيران تنفي تجميد أموالها في قطر

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران تنفي تجميد أموالها في قطر

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)

نفى البنك المركزي الإيراني وجود أي قيود على 6 مليارات من الأموال الإيرانية التي نُقلت إلى البنوك القطرية، بموجب صفقة تبادل للسجناء بين إيران وأميركا، وذلك بعد 3 أيام من تحرك الكونغرس الأميركي، لتجميد تلك الأموال.

وقال محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، إنها «غير مجمدة على الإطلاق»، لافتاً إلى أن «مسار نقل 6 مليارات دولار من أموال إيران في قطر في طور التنفيذ»، وأضاف: «نقوم بالإجراءات المتعلقة بهذا الأمر».

أتى تعليق فرزين بعد 3 أيام من موافقة مجلس النواب الأميركي، بأغلبية من الحزبين على قرار من شأنه أن يمنع إيران من الوصول إلى مبلغ 6 مليارات دولار، في خطوة دفع بها الجمهوريون لمحاسبة إدارة بايدن على ما يعدونه «تواطؤاً في تمويل الإرهاب المدعوم من إيران في الشرق الأوسط» وفق ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

وحصل القرار الذي يحمل عنوان قانون عدم تمويل الإرهاب الإيراني على 307 أصوات مؤيدة مقابل 119 معارضاً. وينتظر القرار تصويت مجلس الشيوخ؛ حيث من المتوقع ألا يحظى بتأييد الأغلبية الديمقرطية.

ومن شأن القرار الجديد أن يفرض عقوبات مالية لمنع تحويل أي أموال إلى إيران، كما أنه يهدد بمعاقبة أي حكومة أو فرد يشارك في معالجة تحويل الأموال.

وتوصلت إيران والولايات المتحدة إلى اتفاق مبدئي في أغسطس (آب) الماضي، أدى إلى إطلاق سراح 5 أميركيين محتجزين في طهران، وعدد من الإيرانيين المسجونين في الولايات المتحدة، بعد تحويل مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية إلى قطر.

لكن بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل، كشفت وسائل إعلام أميركية عن اتفاق أميركي - قطري بشأن عدم وصول إيران إلى الأموال في أثناء الحرب، مع عدم قيام المسؤولين بإعادة تجميد الأموال بالكامل.

وقد رفض المسؤولون الأميركيون الانتقادات التي طالت الصفقة بعد هجوم «حماس» على إسرائيل، مشيرين إلى أنه لم يتوافر دولار واحد لإيران بعد، وأصروا على أنه عندما يحدث ذلك، فلا يمكن استخدامه إلا للاحتياجات الإنسانية. وسعى مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى إلى الدفاع عن قرار التفاوض مع إيران، على الرغم من سجلها في دعم الإرهاب ضد الولايات المتحدة وحلفائها، لكن المسؤولين أقروا أيضاً بأن نفوذ إيران على مختلف الجماعات المسلحة لا يمكن إنكاره.

وبعد الصفقة، تحدثت وسائل إعلام غربية عن اتفاق إيراني - أميركي، يشمل خفض التصعيد بما في ذلك برنامج النووي الإيراني، ولجم هجمات الجماعات الموالية لإيران، وكذلك وقف إرسال المسيرات إلى روسيا، لكن مع انطلاق الحرب في غزة، زاد أفق إحياء الاتفاق النووي قتامة.

وتقول إيران إن المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة بشأن إحياء الاتفاق النووي، مستمرة، على الرغم من الحرب في غزة.