كشفت مصادر عسكرية في تل أبيب عن مزيد من جوانب الخطط الحربية للجيش الإسرائيلي للسنوات المقبلة، التي ناقشها رئيس الأركان هيرتسي هليفي، مع أعضاء هيئة الأركان وضباط كبار آخرين، في الأسابيع الماضية، تمهيدا لإقرارها قبل نهاية السنة. واتضح منها أنها ستستند بشكل بارز على الذكاء الاصطناعي، وإضافة الصواريخ المضادة للصواريخ بالليزر، وإخلاء المعابر والحواجز العسكرية الثابتة وتسليمها إلى شركات القطاع الخاص.
وقالت المصادر إن الخطة وضعت بمشاركة ثمانية فرق عمل، بقيادة المدير العام لوزارة الدفاع الجنرال إيال زمير، ونائب رئيس أركان الجيش، الجنرال أمير برعام، وهي مطروحة حاليا على طاولة رئيس الأركان. وفي مركزها، تحسين الأداء وتصحيح أخطاء الماضي، وترميم البنى التحتية وتطوير القدرات بأحدث الوسائل العصرية وتعزيز التفوق الإسرائيلي.
و انطلق معدو الخطة من القناعة بأن هناك ارتفاعا في احتمال مواجهة محتملة مع إيران، وأن «مستوى الجاهزية الهجومية في الجيش الإسرائيلي حاليا، جيد»، ويلزم عام من التدريب المكثف للوصول إلى مستوى «ممتاز». ولكن، يجب تحضير الجيش الإسرائيلي لحرب متعددة الجبهات، تشمل إيران أو تتم من دون الصدام المباشر معها، وتشمل لبنان وقطاع غزة والضفة الغربية وحتى سوريا.
ونقل تقرير نشره موقع «واللا» الإخباري، عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها، إن «الطيران والمهارات ومدى التسليح ونطاق التنظيمات العسكرية التي تراكمت في السنوات الأخيرة، سيتم العمل على مراكمتها خلال السنوات الخمس المقبلة، لتسمح بمرونة فعالة للقوات خلال عملها المتوازي والمتزامن على عدة جبهات».
وفي التفاصيل، تشمل الخطة اقتناء مزيد من طائرات «إف 35» (التي تملك إسرائيل منها 75 طائرة حتى الآن، والاتجاه هو اقتناء 25 طائرة أخرى إضافية)، وآخر صرعة متطورة من طائرة «إف 15»، ونصب بطاريات الصواريخ الحديثة، التي تستند إلى أشعة الليزر، في مواجهة قطاع غزة (في سنة 2025) ولبنان (2027)، المعروفة بقدرتها على مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة ذات المدى القصير، وإخلاء الجنود الإسرائيليين من المعابر الحدودية، والحواجز الثابتة، واستبدال قوات أمن تابعة لشركات خاصة تحت إشراف أجهزة الأمن الرسمية بهم، وتوسيع نطاق الآليات العسكرية التي تعمل من دون جنود، مثل الطائرات والقوارب المسيرة والسيارات التي تعمل بتوجيه عن بعد والروبوتات.
وتم تخصيص ميزانية بقيمة 200 مليون شيقل في السنة (53 مليون دولار) فقط، للبحوث التي تهدف إلى توسيع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات وجميع الأسلحة، من سلاحي الجو والبحرية، إلى المدرعات وحتى شعبة الاستخبارات العسكرية. وسيتم إدخال أجهزة الذكاء الاصطناعي أيضا للمعابر التي تربط ما بين المناطق الفلسطينية والمناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، فضلا عن المعابر الحدودية، بهدف التقليص إلى الحد الأدنى من الاحتكاك، بحيث يكون بمقدور الناس العبور من دون الالتقاء بأي جندي.
وأكد البريغادير جنرال، يانيف روتيم، من قسم البحوث والتطوير في وزارة الدفاع، أن «صواريخ الليزر ستغير قواعد اللعبة بفضل نظام التشغيل السهل والمزايا الاقتصادية الكبيرة، والكثير من المفاجآت الأخرى التي تحملها. فقد تم إنجاز عدة اختبارات تدل على قدراتها العالية في اعتراض وإسقاط طائرات مسيرة وصواريخ وتهديدات جوية أخرى». وأضاف: «نظام الليزر تمكن من اعتراض طائرات مسيرة وقذائف مورتر وصواريخ وصواريخ مضادة للدبابات في مواقف مختلفة».
وتشمل الخطة، توليد طاقة شمسية في معسكرات الجيش تجعله مستقلا عن شركة الكهرباء العامة، وترميم وتحسين شروط الحياة داخل المعسكرات وقواعد التدريب، والاهتمام بالجنود الذين يمرون بعوائق نفسية واجتماعية، ومحاربة ظاهرة الانتحار.