إعلان طوارئ وإضراب عام لفلسطينيي 48 بعد قتل إمام مسجد

تحويل الجنازات إلى مسيرات وإغلاق شارع وادي عارة المركزي

مظاهرة أغسطس الماضي في تل أبيب احتجاجاً على انتشار الجريمة في البلدات العربية (أ.ف.ب)
مظاهرة أغسطس الماضي في تل أبيب احتجاجاً على انتشار الجريمة في البلدات العربية (أ.ف.ب)
TT

إعلان طوارئ وإضراب عام لفلسطينيي 48 بعد قتل إمام مسجد

مظاهرة أغسطس الماضي في تل أبيب احتجاجاً على انتشار الجريمة في البلدات العربية (أ.ف.ب)
مظاهرة أغسطس الماضي في تل أبيب احتجاجاً على انتشار الجريمة في البلدات العربية (أ.ف.ب)

في أعقاب تفاقم الجريمة المنظمة التي حصدت حتى الآن حوالي 170 ضحية، آخرها مقتل الشيخ سامي المصري، أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل (فلسطينيي 48) واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، الأحد، إعلان حالة طوارئ طيلة السنة، والإضراب العام في جميع البلدات العربية يوم الثلاثاء، وتحويل الجنازات إلى مسيرات تظاهرية يتم خلالها إغلاق طرق مركزية.

جاءت هذه القرارات خلال الاجتماع الذي عقد، الأحد، في مقر بلدية كفر قرع، التي شهدت مقتل 3 أشخاص في غضون 24 ساعة (الجمعة والسبت)، وأعلنت بدورها الإضراب العام والشامل (الأحد). وقد شارك في الاجتماع أعضاء لجنة المتابعة، ورئيسها محمد بركة، ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية المحامي مضر يونس، ورئيس بلدية كفر قرع فراس بدحي، وكثير من رؤساء البلديات ورؤساء جميع الأحزاب السياسية، وأئمة المساجد، وقادة اللجان الشعبية.

صورة نشرها موقع الصنارة لاجتماع طارئ للجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في بلدية كفر قرع

وقال رئيس المتابعة محمد بركة، في تلخيصه، إن «هذا أحد الاجتماعات الصعبة التي باتت تتكرر، صعبة من حيث سبب انعقادها، وصعبة لمن يشارك بها، ولمن يلخصها»، مقدماً تعازيه لعائلة الشيخ سامي المصري، ونجله الحاضر في الاجتماع.

وأضاف أن «استفحال التواطؤ السلطوي الإسرائيلي لتوسيع أكثر لدائرة الجريمة، يستدعي أكثر من أي وقت مضى، التوجه للمؤسسات الدولية ضد حكومة إسرائيل وأجهزتها، متهمين إياها بالسبب الأساس لما يجري في مجتمعنا».

وأوضح بركة أنه «ورد في الاجتماع كثير من الاقتراحات، منها اقتراحات بحاجة إلى أبحاث معمقة لإمكان تطبيقها، ودراسة انعكاساتها، ونحن بحاجة إلى جدولة البرامج والنشاطات الكفاحية، وصولاً إلى يوم ذكرى هبة القدس والأقصى، وأنا لا أذكر هذه المناسبة صدفة، لأن إطلاق العنان الحكومي لانفلات الجريمة في المجتمع العربي جاء في أعقاب هذه الهبة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2000، لضرب مجتمعنا من داخله».

ودعا بركة إلى «الاستعداد الجدي لإنجاح الإضراب العام، الثلاثاء، وبذل كل جهد لإقناع الناس بعدم الخروج إلى العمل»، مؤكداً أن «الأساس في إنجاحه هو الجماهير الواسعة، الغاضبة من الأوضاع التي وصل إليها حالنا، ويجب التعبير عن هذا الغضب بالإضراب العام».

وقال رئيس بلدية كفر قرع، المحامي فراس بدحي، إن «ما يحصل في مجتمعنا مصيبة كبرى، وتخطٍ لجميع الخطوط الحمر، هذه الجريمة تستهدف كل أبناء مجتمعنا وشعبنا، ويجب علينا أن نتوحد حتى نجتاز هذه الأزمة».

محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا (فيسبوك)

وبعد نقاش واسع في الاجتماع، اتخذت سلسلة من القرارات، من بينها «دعوة الجماهير للإضراب العام الثلاثاء، على أن يشمل المدارس بعد الحصة الثالثة، وبعدها تنطلق مسيرات شعبية، حيث توجد مراكز بوليسية، تتجه المسيرات نحوها».

ودعت المتابعة، لجان أولياء الأمور، واللجان الشعبية، ومركّبات لجنة المتابعة، لأخذ دورها في إنجاح الإضراب العام. بإقامة هيئة طوارئ، تلاحق قضية دائرة الجريمة في المجتمع العربي. تضم لجنتي إفشاء السلام، ومكافحة العنف، المنبثقتين عن لجنة المتابعة، ولجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، واللجان الشعبية، والمنتدى الحقوقي، وممثلين عن مركبات لجنة المتابعة كافة، وغيرهم. على أن تكون في حالة انعقاد دائم، وتكون اجتماعاتها بوتيرة عالية.

كذلك، وجّهت الدعوة للمشاركة الواسعة في جنازة الفتى المغدور محمد مصطفى في كفر قرع، وفي جنازة الشيخ المغدور سامي المصري، المتوقعة، الإثنين، في كفر قرع، وبعدها تنطلق مظاهرة شعبية نحو شارع 65، وشارع وادي عارة.

يذكر أن عدد القتلى العرب ضحايا الجريمة المنظمة قد تجاوز 160 شخصاً، من بينهم 9 نساء و10 أطفال وعدة رجال دين وفكر ومربين ومسؤولين محليين. هذا إضافة إلى أكثر من 1200 جريح، وعشرات ألوف المصابين بالصدمة النفسية. ومع الانتقادات الشديدة التي تسمع في مختلف المنابر العربية حول المسؤولية الذاتية للمجتمع وضرورة تغيير عادات العنف، يتهم قادة العرب الحكومة، بتأجيج الجرائم ودعم منظمات الجريمة التي يقود عدد منها عملاء سابقون للاحتلال الإسرائيلي، وتزويدهم بالأسلحة والذخيرة وغض الطرف عن «مباذلهم» الخطيرة.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: العثور على مراهق مطعوناً حتى الموت في منزل

أوروبا شرطيان يراقبان الوضع في لندن (إ.ب.ا)

بريطانيا: العثور على مراهق مطعوناً حتى الموت في منزل

كشفت الشرطة البريطانية عن أن صبياً يبلغ من العمر 13 عاماً تعرّض للطعن حتى الموت في منزل في ويست ميدلاندز، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر خلال الإعلان عن إجراءات مشددة بشأن حمل السكاكين في الأماكن العامة (أ.ف.ب)

ألمانيا تلغي المساعدات لبعض طالبي اللجوء بعد هجوم زولينغن

أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، أن الائتلاف الحاكم في البلاد اتفق على إلغاء المساعدات لفئة محددة من طالبي اللجوء.

«الشرق الأوسط» (برلين)
آسيا الشرطة الهندية تُطلق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين يطالبون بالعدالة لطبيبة تعرضت للاغتصاب والقتل (أ.ف.ب)

بعد اغتصاب طبيبة... الشرطة الهندية تطلق الغاز المسيل للدموع ضد محتجّين (صور)

أطلقت الشرطة الهندية الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، الثلاثاء، أثناء اشتباكها مع آلاف المحتجّين الذين كانوا يطالبون بالعدالة لطبيبة تعرّضت للاغتصاب.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الولايات المتحدة​ جوزيف دي لوسيا جونيور (متداولة)

رجل مضطرب يطلق النار على 4 من أفراد أسرته ثم ينتحر

قالت شرطة نيويورك، الاثنين، إن رجلاً من نيويورك مضطرباً بسبب اضطراره إلى الانتقال من منزل والدته المتوفاة، أطلق النار على 4 من أفراد أسرته قبل أن ينتحر.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الشرطة البريطانية تعتقل رجلاً في احتفالات كرنفال «نوتينغ هيل» غرب لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع الصيفية يوم الاثنين (د.ب.أ)

القبض على 3 أشخاص مرتبطين بحادث طعن سيدة في بريطانيا

ألقت الشرطة البريطانية القبض على 3 أشخاص على خلفية طعن سيدة (32 عاماً) في كرنفال «نوتينغ هيل»، حيث صُنفت حالتها على أنها حرجة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشفت مقابلات أجرتها «بلومبرغ» عن هوية «الزعيم العالمي لتجارة النفط الإيراني»، الذي يلقَّب بـ«التاجر السري... هيكتور».

وقال تقرير للموقع، إن «حسين، وهو نجل علي شمخاني، المستشار البارز لدى المرشد علي خامنئي»، تحوّل إلى «إمبراطور يدير كميات كبيرة من صادرات النفط الخام الإيرانية والروسية العالمية، وفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته.

وحسب التقرير، فإن «قلة قليلة حول العالم على صلة بتجارة النفط يعرفون أن هذا الرجل هو نجل شمخاني، بل إنهم يعرفون أن اسمه هيكتور».

ووفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته، فإن «الشركات في شبكته تبيع أيضاً النفط والبتروكيماويات من دول غير خاضعة للعقوبات، وأحياناً تخلط الخام من دول مختلفة حتى يصعب على المشترين تحديد بلد المنشأ».

صعود حسين شمخاني

وقال التقرير إن قصة صعود حسين شمخاني تمثِّل لمحة عن «اقتصاد الظل المترامي الأطراف لأساطيل النفط المظلمة التي نشأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، كما يُظهر تعاوناً متزايداً بين طهران وموسكو، مع قيام القوى العالمية بتشديد العقوبات ضد كل من الحكومتين».

ورغم العقوبات، فإن إيران تحصل على ربح سنوي غير متوقَّع يبلغ حوالي 35 مليار دولار من صادراتها النفطية، وهي أموال تفسِّر كيف يحصل وكلاء طهران على الدعم في لحظة متوترة بالشرق الأوسط، ويبدو أن نجل شمخاني كان الرجل المكلَّف بهذه المهمة.

ووفق تقرير «بلومبرغ»، فإن الولايات المتحدة فرضت بالفعل عقوبات على سفن يُعتقَد بأنها خاضعة لسيطرة شمخاني، وفقاً لأشخاص مطّلِعين على الأمر.

ويخضع شمخاني وأجزاء من شبكته التجارية التي تقوم ببعض الأعمال داخل نظام الدولار، للتحقيق بشأن انتهاكات محتملة للعقوبات من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة، وفقاً لوثائق ومصادر.

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تقوم بنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)

شمخاني ينكر كل شيء

مع ذلك، نقلت «بلومبرغ» عن حسين شمخاني، إنه «لم يؤسّس أو يمتلك أو يلعب أي دور في إدارة وامتلاك أي شركة نفط، أو السيطرة على شبكة تجارية، أو التورط في صفقات السلع الأساسية مع إيران أو روسيا»، لكنه أكّد أنه «يعمل في دول لا تخضع للعقوبات».

لكن التقرير ذهب إلى أن نفوذ شمخاني واسع للغاية، لدرجة أن المنتجات التي توفرها كيانات في شبكته وصلت أيضاً إلى شركات عالمية كبرى، مثل شركة «سينوبك» الصينية، وشركة «شيفرون» الأميركية، وشركة «بي بي» البريطانية، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر.

وقال أشخاص مطّلعون على «إمبراطورية شمخاني» إنه يشرف فعلياً على شبكة من الشركات، وأضاف هؤلاء: «ملكية الأعمال ومعلومات المساهمين والسيطرة من السهل حجبها؛ إذ تم تسجيل مسؤولين تنفيذيين آخرين ملاكاً ومديرين».

والنفط أحد أكثر القطاعات ربحيةً في إيران، لكن القيود الدولية على مبيعات الخام فرضت ضغوطاً حادة على الاقتصاد الإيراني لسنوات.

ومع ذلك، تساعد إيران في تمويل «حزب الله» اللبناني الذي يتبادل إطلاق الصواريخ مع إسرائيل، وكذلك المسلحين الحوثيين الذين كانوا يهاجمون السفن الغربية في البحر الأحمر، كما تدعم حركة «حماس» الفلسطينية في حربها مع إسرائيل بغزة منذ 11 شهراً.

روحاني وشمخاني على هامش مناسبة رسمية (تسنيم - أرشيفية)

طالب في موسكو وبيروت

على مدى العقود الثلاثة الماضية خدم والد حسين شمخاني قائداً بحرياً في «الحرس الثوري» الإيراني، ووزيرَ دفاع، ثم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ أعلى هيئة أمنية في البلاد.

ويبلغ شمخاني الأصغر سناً من العمر 40 عاماً، وقد وُلد في طهران، وفقاً لأشخاص عملوا معه، والتحق بالجامعة في موسكو وبيروت، قبل أن يعود إلى العاصمة الإيرانية للحصول على ماجستير إدارة الأعمال، وتكتسب علاقات شمخاني الروسية قيمة خاصة، في وقت تعمل فيه طهران وموسكو -اللتان تخضعان للعقوبات الغربية- على تعزيز تعاونهما العسكري والاقتصادي.

لكن شمخاني قال، وفقاً لتقرير «بلومبرغ»، إن والده لم يكن على علاقة بأنشطته التجارية، مثلما لا يرتبط هو بأنشطته السياسية».

وخلال ظهور تلفزيوني قصير عام 2008، قال شمخاني الأكبر إنه نصح ابنه بالدخول في القطاع الخاص بدلاً من اتباع خطواته بمنصب حكومي.