أنباء عن «ترتيب غير رسمي» أميركي - إيراني حول تدفقات النفط

وسط «مبادرات دبلوماسية حذرة» واستبعاد متزايد للعودة إلى الاتفاق النووي

إيرانية تمر من أمام جدارية معادية لأميركا على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران في 19 أغسطس الجاري (أ.ب)
إيرانية تمر من أمام جدارية معادية لأميركا على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران في 19 أغسطس الجاري (أ.ب)
TT

أنباء عن «ترتيب غير رسمي» أميركي - إيراني حول تدفقات النفط

إيرانية تمر من أمام جدارية معادية لأميركا على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران في 19 أغسطس الجاري (أ.ب)
إيرانية تمر من أمام جدارية معادية لأميركا على حائط السفارة الأميركية السابقة في طهران في 19 أغسطس الجاري (أ.ب)

في ظل تأكيدات وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تواصل تطبيق إطار قوي للعقوبات ضد إيران، ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن البلدين يقومان بـ«مبادرات دبلوماسية حذرة» أدت أخيراً إلى «اتفاق مبدئي» على إطلاق عدد من السجناء الأميركيين وتحرير مليارات من الأرصدة الإيرانية المجمدة على الرغم من استبعاد عودتهما إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

وأشار الموقع إلى أن أشهراً من «الدبلوماسية السرية» بين البلدين أدت إلى «تقدم» حتى في ملف تخصيب اليورانيوم و«ترتيب غير رسمي» في شأن تدفقات النفط. وأضاف أن المسؤولين الأميركيين «يعترفون سراً بأنهم خففوا تدريجياً بعض العقوبات المفروضة على مبيعات النفط الإيراني»، الذي ارتفع إلى «أعلى مستوى منذ بدء الحظر قبل خمس سنوات»، علماً أن إيران «تشحن أكبر كمية من خامها إلى الصين منذ عقد من الزمن».

وفي هذا السياق، أمل رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في أن يؤدي اتفاق تبادل السجناء الذي توسطت فيه الدوحة إلى حوار أوسع في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال: «بالنسبة لإيران، كنا وسيطاً رئيسياً مع الولايات المتحدة في اتفاق تبادل السجناء الذي نأمل أن يؤدي إلى حوار أوسع حول الاتفاق النووي».

سفينة «باتان» الهجومية البرمائية تعبر قناة السويس في طريقها لتأمين مضيق هرمز في 6 أغسطس الجاري (أ.ف.ب)

وكذلك يساعد تدفق الإمدادات على اعتدال أسعار النفط التي تراجعت إلى أقل من 85 دولاراً للبرميل في لندن هذا الأسبوع، مما يوفر راحة للمستهلكين والبنوك المركزية بعد سنوات من التضخم الجامح. كما أن إبقاء تكلفة البنزين - التي تقترب الآن من أربعة دولارات للغالون - تحت السيطرة، يمكن أن يساعد أيضاً بحملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن في عام 2024.

وقالت رئيسة استراتيجية السلع العالمية لدى شركة «آر بي سي كابيتال ماركتس»، هيليما كروفت، في نيويورك إنها «لعبة دبلوماسية الطاقة التقليدية: عقد الصفقات للحصول على براميل إضافية»، مضيفة أن «المصالح الاقتصادية الأميركية والإيرانية تتمشى مع بعضها عندما يتعلق الأمر بالمزيد من البراميل في السوق».

وأكد ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تواصل تطبيق إطار قوي للعقوبات النفطية وغيرها ضد إيران، معتبراً أن مستويات التصدير تتقلب بانتظام استجابة للأسعار وعوامل أخرى.

وعلى الرغم من تخلي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 عن الاتفاق النووي، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، توصل الطرفان أخيراً إلى تفاهم في شأن تبادل محتمل للسجناء وتحويل ستة مليارات دولار من عائدات النفط الإيرانية العالقة في كوريا الجنوبية، في تطور تصر إدارة بايدن على أنه غير مرتبط.

وتفيد تقارير بأن إيران أبطأت بشكل كبير عملية تراكم اليورانيوم المخصب الذي يقترب من درجة صنع الأسلحة. ويمتد الانفراج المؤقت إلى تجارة النفط، على الرغم من أن واشنطن لا تزال غير متسامحة مع مشتريات معظم عملاء إيران قبل العقوبات مثل كوريا الجنوبية أو اليابان أو الدول الأوروبية، لكنها مرتاحة بشأن توسيع المبيعات إلى الصين.

وارتفع إنتاج إيران من النفط إلى ثلاثة ملايين برميل يومياً في يوليو (تموز) الماضي، في أعلى مستوى منذ 2018، بحسب وكالة الطاقة الدولية في باريس.

وقال مدير المخاطر الجيوسياسية في مجموعة «رابيدان إينيرجي غروب»، فرناندو فيريرا، إن «بايدن على استعداد للنظر في الاتجاه الآخر مقابل قيام إيران بتقييد مخزونات اليورانيوم تلك»، مضيفاً أنه «إلى جانب ذلك، سيكون البيت الأبيض سعيداً برؤية المزيد من البراميل في السوق للمساعدة في إبقاء الأسعار تحت السيطرة».

وتتوقع طهران زيادة الإنتاج إلى 3.4 مليون برميل في الأسابيع المقبلة. وقد يرتفع ذلك إلى 3.6 مليون برميل بحلول نهاية العام الحالي.

وإذا حققت البلاد هذا الهدف، وهو بضع مئات الآلاف من البراميل فقط أقل من طاقتها قبل العقوبات البالغة 3.8 مليون برميل، فلن يكون هناك المزيد حتى لو تم إنهاء اتفاق رسمي مع الولايات المتحدة. قال كروفت: «إنهم يقتربون من مستويات ما قبل ترمب»، مضيفاً أن «السؤال هو: عند أي نقطة يعني تطبيق الحد الأدنى من العقوبات في الواقع (يعني) رفع العقوبات بحكم الأمر الواقع؟».

إلى ذلك، لا تزال هناك عقبات لوجستية بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى النظام المصرفي الدولي، مما يجعل من الصعب على إيران الحصول على أموالها، ومن دون الاستثمار الأجنبي فإنها ستواجه صعوبات في تعزيز طاقتها الإنتاجية.


مقالات ذات صلة

طهران تلوح بالرد على أعمال ضد قواتها في المنطقة

شؤون إقليمية المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)

طهران تلوح بالرد على أعمال ضد قواتها في المنطقة

لوحت الخارجية الإيرانية برد على أي أعمال تطول مصالحها أو «القوات الاستشارية»، وذلك بعد يومين من تأكيد «الحرس الثوري» الإيراني مقتل اثنين من ضباطه في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)

وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

یناقش وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسط تكهنات بشأن احتمال إحياء الوساطة العمانية في الملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)

إيران تنفي تجميد أموالها في قطر

نفى البنك المركزي الإيراني وجود أي قيود على 6 مليارات من الأموال الإيرانية التي نُقلت إلى البنوك القطرية، بموجب صفقة تبادل للسجناء بين إيران وأميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)

غروسي: لا تتجاهلوا طموحات إيران النووية

حث رئيس «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي القوى العالمية على استئناف المحادثات مع إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (رويترز)

«الطاقة الذرية»: طهران لا تلتزم بكثير من تعهداتها

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تعيق عملها بعدم تنفيذها تعهداتها بشأن ملفها النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إيران تضغط لتفعيل خط ترانزيت العراق - سوريا

اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)
اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)
TT

إيران تضغط لتفعيل خط ترانزيت العراق - سوريا

اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)
اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)

في اليوم الثالث لانعقاد اجتماعات اللجنة الاقتصادية الوزارية السورية ـ الإيرانية في طهران، بدأ رئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس زيارة إلى طهران، الجمعة، على رأس وفد اقتصادي للمشاركة في الاجتماعات وتوقيع اتفاقيات جديدة بين البلدين.

وبحسب وسائل الإعلام الرسمية السورية، سيجري بحث في جميع نواحي التعاون بين البلدين، ولا سيما على الصعيد الاقتصادي، وآليات تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تم التوصل إليها خلال زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا في مايو (أيار) الماضي.

مصادر اقتصادية متابعة في دمشق قالت: إن إيران زادت في الآونة الأخيرة ضغوطها على دمشق لاسترداد ديونها المستحقة عليها، المقدّرة بخمسين مليار دولار، بحسب وثائق سُربت في وقت سابق لمحاضر من اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وخلال زيارة الرئيس الإيراني إلى دمشق تم توقيع خمس اتفاقيات كبرى لسداد الديون، من بينها استثمار مبقرة زاهد في طرطوس وأخرى في دير الزور مجموع أراضيهما الزراعية خمسة آلاف هكتار، ومناجم فوسفات، وآبار نفط، ومشروع اتصالات.

ورأت المصادر، أن إيران تبذل مساعي حثيثة لتفعيل خط ترانزيت نقل بري عبر العراق إلى سوريا، إلى جانب خط ملاحي منظم وغير منظم بين إيران والموانئ السورية. بهدف تنشيط خط تجاري معزول لتجنب العقوبات الاقتصادية الدولية، ويطلق على هذا المشروع في إيران ممر الشرق ـ غرب.

ويشار إلى أن اتفاقية تصفير الرسوم الجمركية، بين البلدين دخلت حيز التنفيذ مؤخراً والتعامل بالعملة الإيرانية بدلاً من الدولار في التعاملات المالية مع سوريا.

وبحسب المصادر، لا تزال الاتفاقيات والمشروعات الإيرانية تواجه صعوبات وعراقيل كثيرة في سوريا، تتصل بالقوانين والتشريعات الناظمة للنشاط الاقتصادي في سوريا، بما يشوب تنفيذها من فساد إداري مستفحل، وذلك بالإضافة إلى العراقيل السياسية المتعلقة بالوجود الأميركي في سوريا. وعراقيل أخرى تتعلق بعدائية السوريين للتواجد الإيراني على أراضيهم.

وبينما تسعى إيران إلى استغلال التراخي الأميركي في المنطقة لتمرير مشروعاتها، تصطدم بتهتك النظام الإداري في سوريا، وضعف الأداء الحكومي الذي يعيق سرعة تمددها على الأرض.

وكان مساعد وزير الاقتصاد الإيراني، علي فكري، قد صرح لدى تفقده معبر البوكمال، القائم على الحدود السورية - الإيرانية في مايو الماضي، بأن «ترانزيت السلع مع سوريا لا يزال الحلقة التجارية المفقودة في ممر الشرق – غرب».

اللجنة الاقتصادية السورية - الإيرانية المشتركة بدمشق في أبريل الماضي (سانا)

وتم الاتفاق في اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة بين إيران وسوريا، الأربعاء الماضي، على إنشاء مناطق حرة مشتركة مع سوريا، بحسب ما أفادت به وكالة «مهر» الإيرانية، التي نقلت عن وزير الطرق الإيراني، مهرداد بذرباش، القول: إنه خلال الأشهر الأخيرة تم التوصل إلى توافقات جيدة بهدف التسريع في وتيرة المشروعات المتفق عليها، بما في ذلك مشروع إنشاء مناطق حرة مشتركة مع سوريا والذي سيدخل مرحلة التنفيذ قريباً. كما نوّه إلى الإجراءات التنفيذية التي وصفها جيدة بين طهران ودمشق بهدف تسريع وتائر تنفيذ الاتفاقات الثنائية.

ودعا وزير الطرق الإيراني إلى تشكيل لجنة دائمة للطاقة بين الجانبين، لتواصل نشاطها حتى تنفيذ مذكرات التفاهم الثنائية حول الغاز والكهرباء. وأكد ضرورة إكمال مشروع الربط السككي؛ لكونه يسهم في تعزيز تجارة الترانزيت بين البلدين. وأبدى استعداد شركة السكك الحديدية الإيرانية لدراسة موضوع إصلاح السكك الحديدية في الجانب السوري، الذي تعرّض لتفكيك بشكل كامل في الأراضي السورية خلال السنوات الأخيرة.

وتحدث وزير الاقتصاد السوري، سامر الخليل، عن التوصل إلى «اتفاقات جيدة» في مجالات السياحة والترانزيت وتعامل البنك المركزي الإيراني مع نظيره السوري وجدول أعمال اتفاق التجارة الحرة.

ويضم الوفد السوري، الذي رافق عرنوس إلى طهران، الجمعة، وزراء الزراعة والإصلاح الزراعي محمد حسان قطنا، والكهرباء غسان الزامل، والصناعة عبد القادر جوخدار، ورئيس هيئة التخطيط والتعاون الدولي فادي سلطي الخليل، وحاكم مصرف سوريا المركزي محمد عصام هزيمة، ومدير إدارة آسيا في وزارة الخارجية والمغتربين محمد حاج إبراهيم. وكان وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية قد سبقهم إلى طهران لترؤس الجانب السوري في اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة.


«القسام» تقصف تل أبيب... وصفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
TT

«القسام» تقصف تل أبيب... وصفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل

مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)
مروحية عسكرية إسرائيلية تحلق بالقرب من مبنى شاهق في تل أبيب وسط الصراع الدائر بين إسرائيل و«حماس» (رويترز)

قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم (الجمعة)، إنها قصفت مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، مع انطلاق صفارات الإنذار في وسط إسرائيل، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

وأضافت «كتائب القسام»، في بيان مقتضب، أن استهداف تل أبيب في وسط إسرائيل جاء رداً على ما سمتها «المجازر» الإسرائيلية بحق المدنيين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي انطلاق صفارات الإنذار في تل أبيب ووسط إسرائيل، تزامناً مع إعلان «كتائب القسام» تجديد قصفها للمدينة.

وأكد الجيش، صباح اليوم، أنه واصل أمس (الخميس) قصف أهداف في قطاع غزة، حيث استهدف نحو 450 هدفاً على الأرض، من الجو والبحر، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أن قواته لا تزال تسعى إلى تحديد وتدمير منافذ الأنفاق والأسلحة وغيرها من البنية التحتية. وتابع أنه خلال المساء قصفت القوات القدرات البحرية والاستخباراتية لحركة «حماس» بذخيرة دقيقة من البحر.


ارتياح في الكرملين للشراكة «متعددة الأوجه» مع طهران

مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
TT

ارتياح في الكرملين للشراكة «متعددة الأوجه» مع طهران

مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)
مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (د.ب.أ)

أعرب الكرملين، (الجمعة)، عن ارتياح موسكو لنتائج جولة المحادثات المطولة التي أجراها الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، (الخميس).

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن المحادثات بين الرئيسين كانت «شاملة وعميقة، وتناولت كل ملفات العلاقات الثنائية والمسائل التي تهم البلدين على الصعيدين الإقليمي والدولي». ووصف مجريات اللقاء الذي استمر أكثر من 5 ساعات بأنها «كانت بناءة وموضوعية».

ووفقاً للناطق الرئاسي، فقد تضمن جدول أعمال الرئيسين المسائل الخاصة بالعلاقات الثنائية، بالإضافة إلى القضايا الدولية، وناقشا بشكل مستفيض الوضع في فلسطين، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

أضاف: «لقد تم تحديد القضايا الرئيسية في الكلمات الاستهلالية للرئيسين، وقد تناولت المناقشات بشقيها الموسع بحضور وفدَي البلدين، والضيق بين الرئيسين، كل الملفات المطروحة، نحن هنا نتحدث عن علاقات ثنائية تعكس شراكة متعددة الأوجه للغاية».

المحادثات الموسعة بين الوفدين الروسي والإيراني في الكرملين الخميس (إ.ب.أ)

ولفت الناطق إلى أن الوزراء الحاضرين في إطار الوفدين قدموا «تقارير في مجالاتهم، وتحدثوا بالتفصيل عن نقاط التقدم والتعثر في ملفات التعاون، مع التطرق إلى الحلول المتاحة، وما يجب القيام به لتسريع مزيد من التطوير والتعاون».

وعكست هذه العبارات مستوى ارتياح الكرملين لأجواء المحادثات. وكان لافتاً أن التغطيات الإعلامية الروسية توقفت مطولاً عند آفاق تطوير التعاون، في مجالَي الطاقة والبنى التحتية، وأيضاً في إطار التعاون الاقتصادي التجاري الموجه لتعزيز التنسيق في مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلدين.

وكتبت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الفيدرالية واسعة الانتشار: «مع إيران، ليس لدى روسيا أي سوء فهم فيما يتعلق بصادرات النفط. والعلاقات الاقتصادية مع هذا البلد، آخذة في الارتفاع بشكل متسارع».

وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات الرئيسين منحت دفعة قوية لمسار توقيع اتفاقية تجارة حرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي. مع إشارة إلى الأهمية الخاصة لهذه الاتفاقية التي ستحل محل اتفاقية مؤقتة مماثلة سارية منذ عام 2018. وتتضمن الاتفاقية الجديدة المتوقع توقيعها قبل نهاية العام إلغاء ما يصل إلى 90 في المائة من الرسوم الجمركية على عدد كبير من السلع، ما يعني أن تتكثف العلاقات التجارية بين الاتحاد الروسي وإيران بشكل حاد.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرحباً بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في الكرملين الخميس (إ.ب.أ)

وكان رئيس مجلس النواب (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، تحدّث عن جوانب عدة تهم موسكو بشكل متزايد في العلاقة مع طهران، على رأسها التبادل التجاري الذي يعوض موسكو وطهران عن نقص الأسواق؛ بسبب العقوبات المفروضة عليهما. وقد ارتفع حجم التجارة بين البلدين في عام 2022 بنسبة 70 في المائة، وبلغت نسبة الارتفاع في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي نحو 30 في المائة.

ووفقاً لخبراء تحدثت إليهم الصحيفة فإن «إيران مثيرة للاهتمام بالنسبة للاتحاد الروسي بوصفها لاعباً مهماً على الساحتين الدولية والإقليمية. وفيما يتعلق بالصراع في غزة، تتخذ طهران موقفاً صارماً مناهضاً لإسرائيل. ولكن كما أظهرت الأحداث، وعلى الرغم من خطاب التهديد الذي يلقيه المسؤولون الإيرانيون، فإن إيران لن تتدخل بشكل مباشر في مسار الأعمال العدائية». ورأوا أن هذا الموقف يعبّر بشكل مباشر عن تطلعات موسكو أيضاً، التي لا ترغب في توسيع رقعة الحرب في المنطقة.

العنصر الثالث المهم من وجهة نظر الخبراء في العلاقة الروسية حالياً مع طهران، يكمن في أن دور إيران مهم أيضاً في منطقة القوقاز، حيث تجري عمليات تؤثر بشكل مباشر في روسيا. وهذا ما عكسته تصريحات بوتين، الذي قال إن «لدينا مشروعات بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب». وهذا يعني مشروع ممر النقل بين الشمال والجنوب الذي يربط إيران والاتحاد الروسي عبر أراضي أذربيجان. ويكتسب المشروع أهمية إضافية لموسكو؛ لأن مسألة فتح طرق جديدة مهمة أيضاً في سياق العلاقات الأذرية - الأرمنية.

ورأى خبراء أنه بسبب الموقف الإيراني إلى حد كبير، تخلت باكو عن إنشاء ما يُسمى «ممر زانجيزور» عبر أراضي أرمينيا، وهو أمر يلبي أيضاً تطلعات موسكو.


الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في معارك شمال قطاع غزة

جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)
جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين في معارك شمال قطاع غزة

جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)
جنديان إسرائيليان في معارك بقطاع غزة (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، مقتل ضابطين في معارك شمال قطاع غزة.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الضابطين برتبة رائد من قوات الاحتياط، أحدهما يبلغ من العمر 41 عاماً في سلاح الهندسة، والآخر 28 عاماً ويخدم في الكتيبة 699، مشيرة إلى أن عائلتيهما أبلغتا بمقتلهما في المعارك أمس الخميس.


بايدن يؤكد لنتانياهو «الحاجة الماسة» لحماية المدنيين في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

بايدن يؤكد لنتانياهو «الحاجة الماسة» لحماية المدنيين في غزة

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

شدد الرئيس الأميركي جو بايدن، في اتصال مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، على «الحاجة الماسة» لحماية المدنيين مع احتدام القتال في كبرى مدن غزة ومحيطها.

ودعا بايدن في مكالمته الهاتفية الأولى مع نتانياهو منذ 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى إنشاء ممرات إنسانية «لفصل السكان المدنيين عن حماس».

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان: «شدّد الرئيس على الحاجة الماسة لحماية المدنيين وفصل السكان المدنيين عن حماس، بما في ذلك من خلال ممرات تسمح للناس بالتحرك بأمان من مناطق محددة للأعمال القتالية».

كما أبلغت واشنطن إسرائيل التي تهاجم حالياً جنوب غزة بعد انهيار هدنة قصيرة الأمد الأسبوع الماضي، بأن أعداد الضحايا والنازحين ينبغي ألا تكون كبيرة كما كانت أثناء هجومها على شمال القطاع.

ومع احتدام القتال في مدن القطاع ومحيطها الخميس، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن إسرائيل يجب أن تبذل المزيد من الجهود.

بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون (إ.ب.أ)

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون، ، بأنه «يظل من الضروري أن تولي إسرائيل أهمية كبيرة لحماية المدنيين».

وأضاف: «لا تزال هناك هوّة بين... نية حماية المدنيين والنتائج الفعلية التي نراها على الأرض».

وقال البيت الأبيض، إن بايدن رحب بقرار إسرائيل السماح بدخول مزيد من الوقود بعد انهيار الهدنة «لكنه شدد على أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من المساعدة في جميع المجالات».

كما دعا حماس إلى السماح للصليب الأحمر بزيارة الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم.

وقال البيت الأبيض، إن بايدن تحدث بشكل منفصل مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، فيما تتواصل الجهود لإعادة إقرار الهدنة القصيرة الأمد التي انهارت الأسبوع الماضي.

وأضاف البيان، أن الزعيمين اتفقا على العمل من أجل «سلام دائم ومستدام في الشرق الأوسط يشمل إقامة دولة فلسطينية».


محادثات بوتين ورئيسي تركز على التعاون الاقتصادي وتطورات غزة

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT

محادثات بوتين ورئيسي تركز على التعاون الاقتصادي وتطورات غزة

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)

تطابقت مواقف الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي، خلال اجتماعهما في الكرملين أمس الخميس، حول الملفات الإقليمية والتعاون الثنائي وفي مقدمتها تطورات الحرب في غزة.

وأبلغ الرئيس الروسي نظيره الإيراني خلال الاجتماع بأهمية مناقشة القضية الفلسطينية، فرد رئيسي بالقول إن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، وإن القصف يجب أن يتوقف في أقرب وقت ممكن.

وأعرب بوتين عن ارتياحه للتعاون بين البلدين في جميع المجالات تقريباً، بما في ذلك الطاقة. وقال: «لدينا مشاريع بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب. وبطبيعة الحال، نحن نعمل بشكل تقليدي في تطوير التعاون في مجال الطاقة». وأضاف أن البلدين يعملان بشكل نشط لضبط الساعات حول قضايا الساعة التي تهم البلدين، مقترحاً مناقشة الوضع حول فلسطين. كما لفت إلى الأهمية الخاصة لتوقيع اتفاق الشراكة بين طهران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي متوقعاً أن يتم التوقيع قبل نهاية العام الجاري.

بدوره، أعرب رئيسي عن ارتياح لمستوى تطور العلاقات، وقال إن البلدين وضعا أسساً متينة لتطوير التعاون في كل المجالات. وتوقف مُطوّلاً في كلمته خلال الأولية حول الوضع في فلسطين، وقال إن المطلوب العمل سريعاً على وقف «الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني»، ملاحظاً أنه «تم قتل أكثر من 6000 طفل في هذا العدوان المتواصل، وهذا الموضوع لا يخص منطقة الشرق الأوسط وحدها بل كل البشرية».

وكان رئيسي، مهد لدى وصوله إلى موسكو في زيارة لم يتم الإعلان عنها إلا قبل يومين، أن زيارته لروسيا تهدف للتشاور بشأن العديد من القضايا الحساسة في المنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات. ولفت رئيسي إلى أن استكمال ممر النقل الدولي «شمال - جنوب» سيكون أحد محاور المحادثات مع الرئيس الروسي.

وقال السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي إن صادرات إيران إلى روسيا زادت بنسبة 30 في المائة خلال 9 أشهر.


تركيا واليونان تؤكدان الرغبة في حل الخلافات العالقة عبر الحوار

رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
TT

تركيا واليونان تؤكدان الرغبة في حل الخلافات العالقة عبر الحوار

رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)

عبّرت تركيا واليونان عن رغبتيهما في حل المشكلات والخلافات بينهما عبر الحوار البنّاء، وحُسن الجوار، والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سبق انعقاد الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين برئاستهما في أثينا، الخميس، إنه يتعين على الدول المتجاورة أن تعمل جنباً إلى جنب على مستقبل أفضل.

وأضاف ميتسوتاكيس أن البلدين قررا، في الأشهر السابقة، تنشيط العلاقات بينهما وبحثا الخطوات التي ستُتخَذ في مجال الاقتصاد وتحقيق هدف رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار. وتابع: «كما حققنا نتيجة مهمة للغاية فيما يتعلق بالهجرة غير القانونية بالتعاون بين الشرطة وخفر السواحل بين البلدين، واتفقنا على تطوير التعاون في المستقبل».

قضايا خلافية

وذكر رئيس الوزراء اليوناني أنه ناقش مع إردوغان مسألة إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة السفر إلى الجزر اليونانية، وتَقرَّر السماح بالسفر من دون تأشيرة إلى 10 جزر يونانية لمدة 7 أيام. وحسب وزير الهجرة اليوناني، ديميتريس كيريديس، فإن الجزر المندرجة ضمن نطاق الاتفاقية هي: يمنوس، وليسبوس، وخيوس، وساموس، وليروس، وكاليمنوس، وكوس، ورودس، وسيمي وكاستيلوريس.

إردوغان وميتسوتاكيس بعد توقيع إعلان مشترك في أثينا الخميس (رويترز)

وعن القضايا العالقة، قال ميتسوتاكيس: «سنكون مستعدين أيضاً لمناقشة قضايا الجرف القاري والفضاء البحري عندما يحين الوقت المناسب. واتفقنا على الالتزام بحالة نزع السلاح في جزر بحر إيجه، والقضاء على جميع المواقف المتطرفة، واحترام القيم الإنسانية في العلاقات بين البلدين». وتابع: «ناقشنا أيضاً الدعم الذي ستقدمه اليونان لتركيا في عملية مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي».

وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، قال ميتسوتاكيس إن «قرارات مجلس الأمم المتحدة بشأن قضية قبرص مهمة للغاية بالنسبة لنا، وإن التطورات بشأن هذه القضية تسير في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أن هناك «مجموعات في كل من اليونان وتركيا لا تتفق مع نهجنا، ولكن يتعين على الدول المتجاورة أن تعمل جنباً إلى جنب وأن تسعى لخلق مستقبل أفضل».

تفاؤل بالمستقبل

من جانبه، قال إردوغان: «نريد تحويل بحر إيجه إلى بحر سلام وتعاون. ونود أن نكون مثلاً للعالم من خلال الخطوات المشتركة التي سنتخذها مع اليونان». وأكد أن تركيا واليونان ترغبان في حل مشكلاتهما الحالية من خلال الحوار البنّاء وحُسن الجوار والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي».

وأضاف إردوغان: «تبادلنا وجهات النظر مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس حول مواقفنا في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، وطلبنا من وزيري خارجيتنا مواصلة العمل على حل الخلافات». ولفت إلى أن «الحل العادل والدائم والمستدام للقضية القبرصية على أساس الحقائق في الجزيرة سيكون في صالح المنطقة بأكملها».

إردوغان وميتسوتاكيس يتحدثان إلى الصحافة بعد اجتماعهما في أثينا الخميس (أ.ف.ب)

وقال إردوغان: «نحن سعداء بإغلاق اليونان معسكر لافريون (الذي كان يؤوي عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف منظمة إرهابية وعدّته تركيا خطراً على أمنها)»، مؤكداً ضرورة توخي الحذر لمنع إنشاء معسكرات مماثلة توفر المأوى للإرهابيين في اليونان.

وأضاف إردوغان: «نحن واليونان نتقاسم نفس البحر والجغرافيا، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف في الرأي بين بلدين جارين، لكن لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بيننا، ما دمنا نركز على الصورة الكبيرة ولا نكون ممن يَعبرون البحر ويغرقون في النهر، وسيكون من دواعي سروري استضافة رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون رفيع المستوى». وتابع أنه سيكون من المفيد لكلا البلدين أن يعقدا اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى مرة في العام، بدلاً من الاضطرار إلى أخذ مثل هذه الراحة بين الاجتماعات. وأشاد الرئيس التركي بنتائج خطة العمل المشتركة التي أُقرت عام 2021، مؤكداً العمل على تطوير العلاقات السياحية والثقافية، وزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.

وأشار إردوغان إلى أنه «جرت مناقشة (ما يجري) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة غزة. وشددنا على أننا، كتركيا، لا نوافق على استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال منذ البداية». وأضاف: «لقد أكدنا مرة أخرى أن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967 أمرٌ لا مفرّ منه. وأعلنّا أننا مستعدون لأن نصبح ضامنين، ونواصل مساعداتنا لغزة بسرعة، وأعتقد أن المجتمع الدولي سوف يُظهر الحساسية اللازمة».

رئيسة اليونان لدى استقبالها إردوغان في القصر الرئاسي بأثينا الخميس (إ.ب.أ)

وقبل مباحثاته مع ميتسوتاكيس، التقى إردوغان رئيسة اليونان، إيكاتيريني ساكيلاروبولو، التي أكدت أنه «من الضروري لأثينا وأنقرة تطوير الإرادة السياسية الإيجابية الحالية أكثر من أي وقت مضى». وقالت إن «المآسي التي شهدها بلدانا هذا العام أظهرت أن الشعور بالتضامن والدعم في الظروف الصعبة هو السمة المشتركة التي تجمع الشعبين، هذا الوضع يخلق أساساً قوياً لتعميق التعاون في العلاقات الثنائية، والإرادة السياسية المتبادَلة، ويخلق مناخاً من شأنه إزالة التوترات».

بدوره قال إردوغان: «أعتقد أن الاجتماع الخامس للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى سيعزز فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا واليونان واستمراراها».

وعبَّر عن سعادته بزيارة اليونان بعد 6 سنوات، مضيفاً: «نعمل لزيادة حجم التجارة من 5 مليارات إلى 10 مليارات دولار. وسوف نناقش الخطوات التي يمكننا اتخاذها وفي أي المجالات في هذا الصدد». وجاءت زيارة إردوغان لليونان بعد آخر زيارة قام بها منذ 6 سنوات في عام 2017، التي كانت الأولى لرئيس تركي منذ 70 عاماً، كما أن مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين لم يُعقَد منذ 7 سنوات.


بوتين ورئيسي لـ«ضبط الساعات» في العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
TT

بوتين ورئيسي لـ«ضبط الساعات» في العلاقات الثنائية والملفات الإقليمية

بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)
بوتین یستقبل رئيسي في الكرملين اليوم (الرئاسة الإيرانية)

برز تطابق، الخميس، في مواقف موسكو وطهران حيال غالبية الملفات الإقليمية، خلال محادثات الرئيس فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي. ومع تأكيد ارتياح الطرفين لمسار تطور العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون في الملفات المختلفة، بدا أن مسائل تنسيق الجهود لمواجهة العقوبات الغربية المفروضة على البلدين، والتعامل مع الملفات الإقليمية الساخنة، وخصوصاً الوضع حول غزة كانت على رأس أولويات المناقشات.

واستهل بوتين اللقاء بتوجيه عبارات مازحة إلى ضيفه لم تخلُ من دلالات سياسية، فهو قال إن طائرته مرت فوق الأجواء الإيرانية أثناء رحلته إلى المملكة العربية السعودية والإمارات (الأربعاء)، وإنه كان ينوي أن يهبط في طهران للقاء رئيسي «لكن زملائي أبلغوني أنكم تنوون زيارة موسكو اليوم». ورأى معلقون، أن إشارة بوتين كانت مقصودة لجهة تأكيد الحرص الروسي على تعميق الاتصالات مع كل بلدان المنطقة.

بعد ذلك، تطرق بوتين إلى مستوى العلاقات مع إيران، التي قال: إنها «تتطور بشكل جيد للغاية».

وطلب من رئيسي نقل «أطيب تمنياته» إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، وقال: إنه «بفضل دعمه، اكتسبنا زخماً جيداً في السنوات الأخيرة. وفي العام الماضي، زاد حجم التجارة بنسبة 20 في المائة وحققنا نتائج جيدة».

ولاحظ بوتين أن روسيا وإيران «تتعاونان بشكل نشط في جميع المجالات تقريباً، بما في ذلك مجال الطاقة». وزاد: «لدينا مشروعات بنية تحتية كبيرة، لقد ناقشناها لفترة طويلة، والآن وصلنا إلى التنفيذ العملي لبناء خط السكة الحديد بين الشمال والجنوب. وبطبيعة الحال، نحن نعمل بشكل تقليدي في تطوير التعاون في مجال الطاقة».

وشدد بوتين على أن البلدين يعملان بشكل نشط لضبط الساعات حول قضايا الساعة التي تهم البلدين، مقترحاً مناقشة الوضع حول فلسطين. كما لفت إلى الأهمية الخاصة لتوقيع اتفاق الشراكة بين طهران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي متوقعاً أن يتم التوقيع قبل نهاية العام الحالي.

ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي مستقبلاً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى وصوله إلى موسكو (الرئاسة الإيرانية)

بدوره، أعرب رئيسي عن ارتياحه لمستوى تطور العلاقات. وقال: إن البلدين وضعا أسساً متينة لتطوير التعاون في كل المجالات. وتوقف مطولاً في كلمته الاستهلالية حول الوضع في فلسطين، وقال: إن المطلوب العمل سريعاً على وقف «الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني» ملاحظاً أنه «تم قتل أكثر من 6000 طفل في هذا العدوان المتواصل، وهذا الموضوع لا يخص منطقة الشرق الأوسط وحدها، بل كل البشرية».

وأجرى الزعيمان بعد الشق المفتوح من المحادثات جلسة مناقشات مغلقة بحضور وفدي البلدين.

وكان الكرملين مهّد للقاء بتأكيد أن الرئيسين سوف يركزان على الملفات الإقليمية والدولية، وأنهما سوف يوليان اهتماماً خاصاً لمناقشة ملفات التعاون الثنائي، وخصوصاً ما يتعلق بمشروعات النقل والطاقة ومشروعات في المجال التجاري والاقتصادي.

وكان رئيسي، مهّد لدى وصوله العاصمة الروسية في زيارة لم يتم الإعلان عنها إلا قبل يومين، بأن أهم محاور زيارته إلى روسيا ستكون القضية الفلسطينية، ووقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، مشدداً على أن موسكو وطهران لديهما وجهات نظر مشتركة بشأن السلام والاستقرار في المنطقة.

وأشار رئيسي إلى أن زيارته إلى روسيا هدفها التشاور بشأن الكثير من القضايا الحساسة في المنطقة وتعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.

ولفت رئيسي إلى أن استكمال ممر النقل الدولي «شمال - جنوب» سيكون أحد محاور المحادثات مع الرئيس الروسي.

في غضون ذلك، بدا أن الطرفين يوليان أهمية خاصة لتعزيز التعاون التجاري الاقتصادي في إطار تعزيز قدرات البلدين على مواجهة الضغوط الغربية ورزم العقوبات المفروضة عليهما. وقال السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي: إن صادرات إيران إلى روسيا زادت بنسبة 30 في المائة خلال 9 أشهر.

ورأى جلالي، في حديث مع وكالة الأنباء الرسمية (إرنا)، أن هذه الكمية من الصادرات الإيرانية غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، في حين أشار إلى تناقص حجم الواردات الإيرانية من روسيا خلال الفترة ذاتها.

وأضاف جلالي، أن معظم التجارة بين البلدين تركزت في الماضي على المحاصيل الزراعية والبستنة، لكننا نشهد اليوم تصدير منتجات تكنولوجية مختلفة.

وأشار جلالي إلى التعاون بين إيران وروسيا في مجال التوربينات والمستلزمات الطبية والصحية والحلويات وصناعة الحقائب والأحذية والملابس والأثاث، قائلاً: إننا نشاهد اليوم بعض المنتجات الإيرانية بما فيها الشوكولاتة والحلويات والمستلزمات الصحية معروضة في المحال التجارية الروسية.

وأعرب جلالي عن تفاؤله إزاء مستقبل التعاون بين البلدين في مجال السيارات وقطع الغيار، عادّا أنه أحد المجالات الجادة للتعاون الثنائي.

وأوضح سفير إيران لدى روسيا، أن إيران وروسيا تعملان في مجال صناعة المحركات المتطورة للسيارات.

بدوره، قال نائب وزير الخارجية الروسي، ألكسندر بانكين، بأن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإيران يستعدان لتوقيع اتفاقية حول إنشاء منطقة تجارة حرة في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وزاد: «إذا تحدثنا عن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فهذه اتفاقية موحدة في جوهرها - فهي تختلف بالطبع في المحتوى – وهي اتفاقية حول إنشاء منطقة تجارة حرة تتضمن مجموعة معينة من السلع المتفق عليها بين البلدين».

وأضاف، أن توقيع هذه الوثيقة سيتم على هامش اجتماع المجلس الاقتصاد الأوراسي الأعلى. ولم يكشف بانكين عمن سيوقع هذه الوثيقة من جانب إيران.


الجيش الإسرائيلي يطلق برنامجاً لتعزيز تسليح فرق مدنية

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي يطلق برنامجاً لتعزيز تسليح فرق مدنية

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال توزيعه الأسلحة على المدنيين الإسرائيليين (إ.ب.أ)

قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الخميس)، إن الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع أطلقا برنامجاً لتعزيز تسليح فرق مدنية لمساعدتها في التصدي لأي هجمات أو عمليات تسلل.

وذكرت الصحيفة أن هذه الفرق «غالباً ما تكون أول من يتصدى لعمليات التسلل والهجمات»، مشيرة إلى أن العديد منها في المناطق القريبة من حدود غزة لم يستطع الصمود أمام مقاتلي «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث افتقر بعضها للأسلحة والمعدات الكافية.

ونقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي قوله، في بيان، إنه سيبدأ بالمناطق المتاخمة لقطاع غزة، حيث سيزود 12 فرقة أسبوعياً بالمعدات، على أن يشمل البرنامج في نهاية المطاف كل التجمعات السكنية في إسرائيل.

تتواصل معارك عنيفة، اليوم (الخميس)، في قطاع غزة بين «حماس» والجيش الإسرائيلي الذي سيطر على مدينة خان يونس، حيث يطارد زعيم الحركة في القطاع يحيى السنوار المتهم بأنه مهندس هجوم 7 أكتوبر.

ومع اشتداد الحرب وتدهور الأوضاع الإنسانية المتزايد، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، من «انهيار كامل وشيك للنظام العام» في قطاع غزة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني، مما أثار تنديداً من إسرائيل، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.


مراهقة إسرائيلية أُطلق سراحها تلقت «دعماً معنوياً» من كلبتها أثناء أسرها

ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)
ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)
TT

مراهقة إسرائيلية أُطلق سراحها تلقت «دعماً معنوياً» من كلبتها أثناء أسرها

ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)
ميا ليمبرغ (17 عاماً) أُطلق سراحها من الأسر بعد أن احتجزتها حركة «حماس» الإسلامية الفلسطينية رهينة في قطاع غزة مع والدتها وكلبتها (رويترز)

تحدثت ميا ليمبرغ، وهي مراهقة أفرج عنها نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، أمس (الأربعاء) عن «الدعم المعنوي» الذي قدمته كلبتها بيلا، التي أبقتها منشغلة أثناء أسرها، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقالت ميا البالغة 17 عاماً في مقابلة مع هيئة البحث العامة: «ساعدتني كثيراً وأبقتني منشغلة. كانت بمثابة دعم معنوي لي».

وأطلق سراح الفتاة مع والدتها غابرييلا ليمبرغ (59 عاماً) وقريبتهما كلارا مارمان (62 عاماً) في 28 نوفمبر.

وانتشرت صور إطلاق سراحها في كل أنحاء العالم حاملة كلبتها الصغيرة البيضاء ومحاطة بمقاتلَين ملثمَين أحدهما من حركة «حماس» والآخر من «الجهاد» عند تسليمها إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ميا ليمبرغ وكلبتها بيلا (رويترز)

وروت المراهقة التي اختطفت من كيبوتس نير يتسحاك: «كنا نعطيها بقايا طعامنا، وكانت تحاول التجول في كل الأماكن التي كنا محتجزين فيها».

وبعدما احتجزت سبعة أسابيع، تشعر ميا اليوم بأنها «ليست على ما يرام»، لكنها قالت: «لا أشعر بأنني مصابة بالصدمة. لا أشعر بأنني لا أستطيع النوم، لكنها كانت تجربة صعبة».

واندلعت حرب بين إسرائيل و«حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) بعد هجوم شنّته الحركة داخل جنوب إسرائيل أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص معظمهم من المدنيين وقضى غالبيتهم في اليوم الأول للهجوم، وفق السلطات الإسرائيلية.

وقتل في القصف الإسرائيلي في قطاع غزة 16248 شخصاً منذ بدء الحرب، أكثر من 70 في المائة منهم من النساء والأطفال، وفق حكومة «حماس».

ميا ليمبرغ وكلبتها بيلا (رويترز)

وأتاحت هدنة مؤقتة استمرت سبعة أيام بين 24 نوفمبر والأول من ديسمبر (كانون الأول)، تبادل العشرات من رهائن تحتجزهم «حماس» بأسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل، ودخول شاحنات مساعدات إنسانية من مصر إلى القطاع المدمر.