نصف الإسرائيليين مقتنعون بعدم جدية الحكومة في مكافحة الجريمة

بن غفير متهم بـ«دمغ الدولة بالأبارتهايد»

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (أ.ب)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (أ.ب)
TT

نصف الإسرائيليين مقتنعون بعدم جدية الحكومة في مكافحة الجريمة

وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (أ.ب)
وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (أ.ب)

في الوقت الذي أعرب فيه نحو نصف المواطنين الإسرائيليين (70 في المائة من العرب و40 في المائة من اليهود)، عن اقتناعهم بأن الحكومة ليست جادة في مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، واصل مسؤولون في الائتلاف الحكومي انتقاداتهم لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي «يحرج الحكومة أمام العالم»، واتهموه بأنه يتسبب في أزمة عالمية لإسرائيل بتصريحاته الحمقاء.

وقال أحد الوزراء إن عشرات ملايين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ليسوا مع التصريحات العنصرية التي أطلقها بن غفير، الأربعاء، وادعى خلالها أن حقه في التنقل والحركة في الضفة الغربية المحتلة، أهم من الحق في حرية الحركة للفلسطينيين، مما يظهر إسرائيل دولة أبارتهايد، فضلاً عن الانتقادات التي أطلقتها الإدارة الأميركية، الخميس، ودول الاتحاد الأوروبي، الجمعة، لهذا التصريح.

وكان بن غفير قد سئل خلال مقابلة مع «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، عن فشله في مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، وعن تسببه في تفجير التوتر في الضفة الغربية، فقال: «حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، أهم من حق العرب في الحركة. حقي في الحياة يأتي قبل حقهم في الحركة. هذا هو الواقع».

وأطلقت حركات مقاطعة إسرائيل حملات إلكترونية لنشر تصريحات بن غفير، والكشف عن الاعترافات المختلفة الصادرة عن المسؤولين في الحكومة اليمينية المتطرفة حول ممارسة شتى أشكال وتطبيقات نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) بحق الفلسطينيين. ومن بين المشاهير الذين شاركوا تصريحات بن غفير كانت عارضة الأزياء بيلا حديد، التي نشرت تصريحات بن غفير لمتابعيها البالغ عددهم 60 مليوناً على «إنستغرام»، وكتبت: «لا ينبغي في أي مكان وفي أي وقت، وخاصة في عام 2023، أن تكون حياة شخص ما أكثر قيمة من حياة شخص آخر لمجرد أصله أو ثقافته أو كراهيته الخالصة».

وحاول أنصار بن غفير الاستخفاف بموقف حديد قائلين إنها ابنة لوالد عربي من مدينة الناصرة، تستخدم منصاتها الإلكترونية لمهاجمة إسرائيل باستمرار. إلا أن ردود الفعل الدولية أحرجت إسرائيل. وقد شارك هذه التصريحات الإعلامي البريطاني الأميركي، مهدي حسن، الذي يقدم برنامج على قناة MSNBC، ونشر كلام بن غفير وعلق عليه قائلاً: «وزير إسرائيلي كبير يعترف علناً بالأبارتهايد»، وامتلأت الشبكات الاجتماعية بمواقف شبيهة في شتى أصقاع الأرض.

احتجاج متواصل

من جهة ثانية، واصل الجمهور العربي في إسرائيل عمليات الاحتجاج على استفحال الجريمة، وبدأوا الاستعداد لإضراب المدارس والمجالس المحلية والبلدية في الأسبوع المقبل، مؤكدين أن الحكومة لا تظهر جدية في مكافحة الجريمة وإلقاء القبض على منظماتها. وتبين من استطلاع نشرته صحيفة «معريب» العبرية، وجود فرق كبير بين موقف المواطنين العرب واليهود حيال سياسة الحكومة بما يتعلق بالجريمة في المجتمع العربي. ويعتقد 70 في المائة من المستطلعين العرب، و40 في المائة من المستطلعين اليهود، أن الحكومة لا تريد مواجهة الجريمة في المجتمع العربي. واعتبر 39 في المائة من مجمل المستطلعين أن الحكومة تريد مواجهة الجريمة لكنها لا تنجح في ذلك.

وقال 77 في المائة من مجمل المستطلعين إنهم يتخوفون من تسرب الجريمة في المجتمع العربي إلى المجتمع اليهودي والدولة كلها. وقال 59 في المائة من العرب، مقابل 37 في المائة من اليهود إنهم يتخوفون جداً من حدوث ذلك.

وحمّل 46 في المائة من العرب الحكومة مسؤولية تفاقم الجريمة، و18 في المائة حملوا الشرطة المسؤولية، بينما اعتبر 4 في المائة أن المجتمع العربي هو مجتمع عنيف. في المقابل، اعتبر 27 في المائة من اليهود، بينهم 36 في المائة من ناخبي أحزاب الائتلاف اليميني، أن تفاقم الجريمة سببه أن المجتمع العربي عنيف، وقال 23 في المائة إن السبب هو خلل في أداء الحكومة.


مقالات ذات صلة

المشرق العربي الطفل أحمد الذي يبلغ من العمر 19 يوماً (الشرق الأوسط)

أصغر نازحي لبنان... رضيع بلا منزل وحياة داخل «مدرسة إيواء»

«قلق وخوف وحزن وإحباط»... بهذه الكلمات تصف منال، الشابة النازحة من بلدة الغازية بجنوب لبنان، وضعها، حيث اضطرت إلى اللجوء لمركز إيواء بعد ولادة طفلها الثاني.

تمارا جمال الدين (بيروت)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني (رويترز)

الحكومة العراقية ترفض «الإساءة الإسرائيلية» إلى السيستاني

قالت الحكومة العراقية، الأربعاء، إنها ترفض بشدة الإساءة إلى المرجع الديني علي السيستاني.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت خلال مؤتمر صحافي في قاعدة كيريا العسكرية في تل أبيب (رويترز)

غالانت: نتنياهو وافق على رحلتي إلى أميركا... ثم ألغاها

بعد أن أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو زيارة مهمة إلى واشنطن لوزير الدفاع غالانت، أصدر مكتب غالانت بياناً يؤكد أن نتنياهو وافق على الزيارة قبل تأجيلها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد صورة أرشيفية لحقل ليفياثان الإسرائيلي (رويترز)

هل يوقف التصعيد إنتاج الغاز الإسرائيلي؟

قررت شركة الطاقة الأميركية العملاقة «شيفرون»، التي تدير حقل «ليفياثان» الإسرائيلي قبالة ساحل البحر المتوسط، تعليق العمل في مد خط أنابيب بحري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«الحرس الثوري»: أطلقنا الصواريخ على إسرائيل بعد هجوم سيبراني

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض الصواريخ كما شُوهدت من عسقلان (رويترز)
منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض الصواريخ كما شُوهدت من عسقلان (رويترز)
TT

«الحرس الثوري»: أطلقنا الصواريخ على إسرائيل بعد هجوم سيبراني

منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض الصواريخ كما شُوهدت من عسقلان (رويترز)
منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية تعترض الصواريخ كما شُوهدت من عسقلان (رويترز)

قدَّم مسؤول بارز في «الحرس الثوري» رواية جديدة عن الهجوم الصاروخي، الذي شنّته طهران على إسرائيل، الأسبوع الماضي.

وقال إبراهيم جباري، وهو مستشار قائد «الحرس الثوري»، إن عملية سيبرانية شنّتها إيران كانت وراء النجاح في إصابة الأهداف داخل إسرائيل، وفقاً لما نقلته وكالة «فارس».

وكان جباري يتحدث في العاصمة طهران، الأربعاء، خلال مؤتمر عن «حقوق الإنسان الأميركي».

وهاجمت إيران إسرائيل، في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 بنحو 180 صاروخاً. وقال جباري إن 90 في المائة من هذه الصواريخ أصابت أهدافها.

وزعم جباري أن إيران شنت هجوماً سيبرانياً على أجهزة إسرائيلية، ما تسبَّب باختراق الدفاعات، في عملية وصفها مستشار «الحرس الثوري» بأنها «مباغتة وناجحة».

وقال جباري: «عملية (الوعد الصادق 2) شهدت قصف القواعد المهمة وملاجئ طائرات (إف 35)، وجرى تدمير عدد غير قليل منها».

وتابع جباري: «أسطورة القبة الحديدية تحطمت، والهجوم الإيراني أثبت أنها مجرد ثقوب حديدية».

إبراهيم جباري مستشار قائد «الحرس الثوري» الإيراني (وكالة فارس)

بدوره، قال غلام رضا سليماني، وهو مسؤول ما يعرف بجهاز التعبئة في «الحرس الثوري»، إن «إيران ستستخدم تقنيات جديدة ستفاجئ العدو».

وشدد رضا سليماني على أن دعم المقاومة في فلسطين ولبنان من أهم «القرارات التي اتخذتها إيران».

وكرر المسؤول الإيراني الحديثَ عن أن بلاده لا تريد الحرب، بل تدافع عن نفسها، وقال إنه «في سياق الدفاع، فإن الإيرانيين لديهم تقنيات جديدة ستفاجئ العدو».

وتابع: «لقد أظهرنا جزءاً صغيراً من قدراتنا في عمليتي الوعد الصادق 1 و2».

وكان مسؤول أمني إسرائيلي قد صرح بأن معظم الصواريخ الإيرانية أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، بينما نقلت تقارير صحافية أن بعض القواعد العسكرية ربما أصيبت، كما أن الصواريخ أصابت مطاعم ومدارس.