في زيارة خاطفة، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، مشاورات سياسية مع كبار المسؤولين القطريين، تناولت مستجدات المحادثات النووية، والتعاون الاقتصادي بين البلدين، قبل مغادرة الدوحة إلى مسقط.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، استقبل في مكتبه بالديوان الأميري صباح اليوم، وزير خارجية إيران والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية القطر محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، حيث استعرض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما تطورات الأوضاع في المنطقة.
وقالت «الخارجية» القطرية في بيان على موقعها الإلكتروني: إن وزيرَي خارجية قطر وإيران عقدا جلسة مباحثات رسمية، تناولت سبل تعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة البينية، وآخر مستجدات الاتفاق النووي، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما جهود دعم الاستقرار في أفغانستان، وتطورات الأزمة الروسية - الأوكرانية.
وأكد الوزيران على ضرورة استمرار الحوار حول أمن واستقرار المنطقة، ودعم الجهود كافة التي من شأنها تعزيزه، حسب البيان القطري.
جاءت زيارة عبداللهيان وسط أنباء عن محاولات إيرانية لنقل أصول بقية 2.7 مليار دولار أفرجت عنها الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في العراق، شرط إنفاقها على سلع إنسانية.
وكان محافظ البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين قد أجرى مباحثات مع نظيره القطري بندر بن محمد بن سعود آل ثاني في الدوحة الأسبوع الماضي لبحث سبل التعاون المصرفي بين البلدين.
وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون: إن واشنطن وطهران تجريان محادثات غير مباشرة، لتبادل إطلاق السجناء، مقابل الأصول المجمدة، وقد تتوسع لتشمل تفاهماً محدوداً يقضي بوقف أي تصعيد من الجانبين، سواء يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، واستهداف القوات الأميركية في المنطقة، وفرض عقوبات جديدة على طهران، كما تحاول الولايات المتحدة الحد من الدور الإيراني في تزويد موسكو بمسيّرات تستخدمها الأخيرة في الحرب الأوكرانية.
وكانت وكالات أنباء حكومية في إيران قد نقلت عن عبداللهيان قوله عقب وصوله إلى الدوحة فجر اليوم (الثلاثاء)، تلبية لدعوة من نظيره القطري: إن مواصلة التطوير الشامل للعلاقات مع دول الجوار يمثل أحد المحاور الأساسية للسياسة الخارجية المتوازنة التي تتبناها الحكومة الإيرانية.
وقال عبداللهيان: إن الدول المجاورة لإيران تتمتع بإمكانات اقتصادية وتجارية وسياسية بالغة الأهمية. وأضاف «توجهت اليوم لزيارة قطر وعُمان من أجل تعزيز العلاقات ومتابعة القرارات المتخذة في الزيارات المتبادلة السابقة لكبار المسؤولين». وأضاف وزير الخارجية أنه توجه اليوم لزيارة قطر وسلطنة عُمان من أجل تعزيز العلاقات ومتابعة القرارات المتخذة في الزيارات المتبادلة السابقة لكبار المسؤولين.
وذكرت وكالات حكومية إيرانية أن عبداللهيان توجه إلى مسقط عاصمة عُمان، عقب انتهاء مشاوراته في الدوحة. وكانت وكالة «إيسنا» الحكومية قد ذكرت في بيان الاثنين أن جولة عبداللهيان ستشمل الكويت.
وقال مسؤول غربي لوكالة «رويترز»: إن هناك أكثر من جولة من المحادثات غير المباشرة في سلطنة عمان بين المسؤول بمجلس الأمن القومي الأميركي بريت ماكغورك، وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني.
وأكد نواب في البرلمان الإيراني مفاوضات مباشرة بين السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، سعيد إيرواني والمبعوث الأميركي الخاص بإيران روبرت مالي؛ لمناقشة صفقة تبادل المحتجزين الأميركيين مقابل الإفراج عن أصول إيران المجمدة.
ووصلت المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع ست قوى كبرى إلى طريق مسدودة في سبتمبر (أيلول)، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بتقديم مطالب غير منطقية.