تزويد القوات البحرية الإيرانية بصواريخ كروز «خاضعة للعقوبات»

صاروخ باسم «أبو مهدي المهندس» دخل الخدمة بعد 3 سنوات من تطويره

صاروخ كروز «أبو مهدي» خلال مراسم عرضه في طهران اليوم (رويترز)
صاروخ كروز «أبو مهدي» خلال مراسم عرضه في طهران اليوم (رويترز)
TT

تزويد القوات البحرية الإيرانية بصواريخ كروز «خاضعة للعقوبات»

صاروخ كروز «أبو مهدي» خلال مراسم عرضه في طهران اليوم (رويترز)
صاروخ كروز «أبو مهدي» خلال مراسم عرضه في طهران اليوم (رويترز)

أعلنت إيران عن دخول صاروخ كروز استراتيجي بعيد المدى باسم «أبو مهدي المهندس» إلى الخدمة، بعد 3 سنوات من إزاحة الستار عن الصاروخ الذي يصل إلى 1000 كيلومتر، وقال قائد البحرية في «الحرس الثوري» إن الصاروخ «مدرج على قائمة العقوبات» لتحديه حاملات الطائرات.

وقضى أبو مهدي المهندس قائد ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقي، وقاسم سليماني العقل المدبر لعمليات «الحرس الثوري» خارج الأراضي الإيرانية، في هجوم بطائرة مسيرة في محيط مطار بغداد مطلع يناير (كانون الثاني) 2020، ما دفع إيران والولايات المتحدة إلى شفا الحرب، واستخدمت طهران حينها لأول مرة صواريخ باليستية في الهجوم على قاعدة للقوات الأميركية.

وأعلنت إيران في أغسطس (آب) 2020 تسمية صاروخين جديدين؛ أحدهما «باليستي» يبلغ مداه 1400 كيلومتر باسم «سليماني»، والآخر صاروخ كروز «بحري» يبلغ مداه 1000 كيلومتر، يحمل اسم «أبو مهدي المهندس».

وبعد 3 سنوات، أقامت وزارة الدفاع الإيراني مراسم رسمية، بحضور قادة القوات البحرية في الجيش الإيراني و«الحرس الثوري»، لتسليم عشرات صواريخ كروز «أبو مهدي المهندس»، من إنتاجها.

وقال وزير الدفاع الإيراني، محمد رضا آشتياني، إن الصاروخ المزود برأس حربية يزيد قدرات الدفاع البحري الإيراني «أضعاف المرات السابقة»، متحدثاً عن قدرته على «التحليق على علو منخفض وتخطي أنظمة الرادار وخوض الحرب الإلكترونية».

تحذير لحاملات الطائرات

أما علي رضا تنغسيري فقد أشار إلى قدرة الصاروخ على إبعاد حاملات الطائرات من المياه الإقليمية القريبة من بلاده. ومن دون أن يذكر اسم الولايات المتحدة، قال موجهاً خطابه للدول التي لديها حاملات طائرات في المنطقة: «إذا دخلت سفننا عمق 1000 كيلومتر، وأطلق هذا الصاروخ البالغ مداه 1000 كيلومتر، يجب على حاملة طائرات الأعداء التراجع 1000 كيلومتر أخرى، وبذلك لن تكون حاملة الطائرات فعالة، لهذا السبب فإنه من الصواريخ الخاضعة للعقوبات».

من جانبه، قال حمزة علي كاوياني، نائب قائد الوحدة البحرية في الجيش الإيراني، إن «إضافة هذا الصاروخ إلى سلة صواريخ القوات البحرية في الجيش تكمل قوة الردع والدفاع لدينا». وأضاف: «بإمكاننا نصب هذه الصواريخ على سفن لحماية مصالح الجمهورية الإسلامية في إيران، في شمال المحيط الهندي والمياه الحرة».

وزير الدفاع الإيراني وقادة الوحدتين البحريتين في «الحرس الثوري» والجيش على هامش تدشين صاروخ «أبو مهدي» (تسنيم)

وتمتلك إيران أكبر ترسانة صواريخ في الشرق الأوسط، وأكثرها تنوعاً؛ من بينها صواريخ «كروز» التي تستخدم في الهجوم البري، وكذلك صواريخ «كروز» لمهاجمة السفن، التي يمكن إطلاقها من البر، أو البحر، أو الجو.

حملة دعائية

بموازاة تدشين الصاروخ، أطلقت وسائل الإعلام الحكومية حملة ترويجية لأحدث إنتاجات وزارة الدفاع الإيرانية. وقالت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إنه «أول صاروخ كروز بحري بقدرات الهجوم البري». أما وكالة «إيسنا» الحكومية فقد وصفته بـ«العين الحادة فوق الخليج (...)».

وبحسب وكالة «تسنيم»، فإن الصاروخ بإمكانه «استخدام الذكاء الاصطناعي وتغيير جهة الهجوم على الهدف، ولديه قدرة القيادة لهدف جديد في مسار الصاروخ وإمكانية الهجوم على هدف واحد بأكثر من صاروخ من جهات مختلفة». وأشارت الوكالة إلى إمكانية إطلاقه من عمق الأراضي الإيرانية على أهداف بحرية.

من جانبها، قالت وكالة «إيسنا» الحكومية إن الصاروخ يمكن إطلاقه من السفن والفرقاطات والمدمرات والمنصات الثابتة، ويمكنه تحديث نظام التوجيه والملاحة أثناء التحليق حتى بلوغه الهدف النهائي. كما تحدثت عن «تجهيز وإطلاق أعداد كبيرة في أقصر وقت ممكن، وعبر مسارات مختلفة».

وكان من المفترض أن يكون صاروخ «أبو مهدي المهندس» أحدث صواريخ كروز الإيرانية التي وصل مداها إلى 700 كيلومتر، وتحمل اسم «طلائية» أحد ميادين الحرب الإيرانية - العراقية، بالقرب من الحدود المحاذية لمدينة العمارة العراقية.

تهديد الملاحة

وتثير أنشطة إيران في أعالي البحار، خصوصاً في منطقة الخليج ومضيق هرمز، مخاوف دولية حيال تأمين الملاحة البحرية. وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها سترسل مقاتلات إضافية من طرازي «إف 35» و«إف 16»، إلى جانب سفينة حربية، إلى الشرق الأوسط، في مسعى لمراقبة الممرات المائية الحيوية بالمنطقة، في أعقاب قيام إيران باحتجاز سفن شحن تجارية ومضايقتها في الأشهر الماضية.

تأتي الخطوة الإيرانية، وسط ترقب بشأن الموقف الأميركي من اقتراب موعد رفع القيود عن برنامج إيران للصواريخ الباليستية في 18 أكتوبر المقبل، مع حلول موعد بند «الغروب» المنصوص عليه في الاتفاق النووي، والقرار 2231 الذي يتبنى الاتفاق.

والأسبوع الماضي، طرحت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي فرض عقوبات على برنامج إيران للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في خطوة للضغط على إدارة الرئيس جو بايدن.

وقبل ذلك بأسابيع، قالت مصادر دبلوماسية لوكالة «رويترز» إن إيران تلقت تحذيراً من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، المشاركة في الاتفاق النووي، بأنها تخطط لمواصلة العمل بالقيود على البرنامج الصاروخي، على خلاف الاتفاق النووي الذي تنتهك إيران غالبية قيوده الأساسية رداً على العقوبات الأميركية التي أعاد العمل بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعدما قرر سحب بلاده من الاتفاق.

وقال مسؤول إيراني، لـ«رويترز»، إن إنريكي مورا، الدبلوماسي بالاتحاد الأوروبي الذي ينسق المحادثات المتعلقة بإحياء الاتفاق النووي، أثار مسألة الإبقاء على عقوبات الاتحاد عندما التقى كبير مفاوضي طهران، علي باقري كني، في الدوحة، في 21 يونيو (حزيران).

وقال مسؤول أوروبي للصحافيين في واشنطن، الأسبوع الماضي، إنه لا يتوقع إيجاد صعوبة في إقناع دول الاتحاد الأوروبي بإبقاء العقوبات المتعلقة بالصواريخ الباليستية المفروضة على إيران، التي من المقرر أن تنتهي في أكتوبر (تشرين الأول).

ولوَّحت طهران بردٍّ «جدّي» على أي تحرك أوروبي للإبقاء على عقوبات الصواريخ الباليستية.

حقائق

البرنامج الصاروخي الإيراني:

  • يدعو القرار 2231 إيران إلى تجنب تصميم صواريخ باليستية قادرة على حمل سلاح نووي
  • القيود الأممية سارية حتى 8 سنوات من يوم اعتماد الاتفاق النووي في 18 أكتوبر 2015
  • يعتمد البرنامج الباليستي الإيراني على تصميمات من كوريا الشمالية وروسيا ومساعدات صينية
  • أسهمت الأنشطة الباليستية في انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في 2018
  • تتهم القوى الغربية إيران بالسعي لتطوير صواريخ عابرة للقارات تحت غطاء أنشطة الأقمار الصناعية

منذ إعلان الاتفاق النووي، اختبرت إيران أنواع الصواريخ الباليستية التي يتراوح مداها بين 1000 إلى 2000 كيلومتر، في خطوة اعتبرتها القوى الغربية «لا تتماشى» مع القرار 2231.

وكشفت إيران في فبراير (شباط) 2019 عن تطوير صاروخ كروز يصل مداه إلى 1300 كيلومتر، يسمى «هويزه» من فئة صواريخ «سومار» التي أعلنت إيران عن إنتاجها في 2015. وتحدث خبراء عسكريون غربيون سابقاً عن إمكانية تطويرها لحمل أسلحة نووية، بمدى بين 2000 إلى 3 آلاف كيلومتر.

وتنحصر القيود المفروضة على إيران في القرار 2231 على الصواريخ الباليستية، ولا تشمل القيود تطوير صواريخ أرض - أرض من طراز «كروز»، وهي قادرة أيضاً على حمل رؤوس نووية.

ويحذر محللون عسكريون غربيون من سعى إيران لتصدير صواريخ كروز إذا ما انخرطت في سوق بيع الأسلحة.


مقالات ذات صلة

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

شؤون إقليمية مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالقلق من سعي إيران، التي اعتراها الضعف بعد انتكاسات إقليمية، إلى امتلاك سلاح نووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن جهود حثيثة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة ومزدوجة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم

خامنئي: ليس لدينا «وكلاء» في المنطقة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن بلاده ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، مشدداً على أنها «ستتخذ أي إجراء بنفسها دون الحاجة إلى قوات تعمل بالنيابة».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)

طهران تسارع لبناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق

تحاول الحكومة الإيرانية استعادة بعض نفوذها مع القادة الجدد في سوريا، حيث تواجه طهران صدمة فقدان سلطتها المفاجئ في دمشق عقب انهيار نظام بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يُسلّم «اليونيفيل» 7 لبنانيين كان يحتجزهم

جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)
جنود من قوات «اليونيفيل» في جنوب لبنان (أ.ف.ب)

سلّم الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأحد)، قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) 7 لبنانيين كان يحتجزهم، حسبما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية، وذلك في ظلّ وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وقالت الوكالة: «سلّم العدو الإسرائيلي المواطنين المحررين السبعة، الذين كانوا اعتقلوا من قبل العدو بعد وقف إطلاق النار، إلى قوات اليونيفيل عند معبر رأس الناقورة».

وبعد عام من القصف المتبادل، كثّفت الدولة العبرية اعتباراً من 23 سبتمبر (أيلول) غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وفي 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، تمّ التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، غير أنّهما تبادلا بعد ذلك الاتهامات بانتهاكه.

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بوصول «المواطنين السبعة المحرّرين الذين كانوا اعتقلوا من قبل العدو الإسرائيلي إلى مستشفى اللبناني الإيطالي، حيث نقلهم (الصليب الأحمر) اللبناني بسيارته، بمرافقة (الصليب الأحمر) الدولي وقوات اليونيفيل». وأضافت أنّه «بعد إجراء الفحوصات الطبية اللازمة، اصطحبت مخابرات الجيش المفرج عنهم إلى مقر المخابرات في صيدا لإجراء التحقيقات».

وأكد متحدث باسم «اليونيفيل» الإفراج عن 7 مدنيين عند موقع القوة التابعة للأمم المتحدة في رأس الناقورة، بالتنسيق مع «الصليب الأحمر» اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولم يدلِ الجيش الإسرائيلي بأي تعليق على هذا الأمر.

وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تمّ التوصل إليه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني)، أعمالاً عدائية استمرّت أكثر من عام، بما في ذلك حرب شاملة استمرّت شهرين بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران.

وينصّ اتفاق وقف إطلاق النار، الذي حصل برعاية فرنسية أميركية، على انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجياً من لبنان في غضون 60 يوماً، وعلى انسحاب «حزب الله» من جنوب لبنان إلى المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني. كما يتمّ إخلاء المناطق اللبنانية الواقعة جنوب نهر الليطاني من أسلحة «حزب الله» الثقيلة، ويتسلّم الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية مواقع الجيش الإسرائيلي و«حزب الله».

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، اليوم، بأنّ الجيش الإسرائيلي «قام بعمليات نسف كبيرة في بلدة كفركلا». وأشارت إلى أنّه «فجّر عدداً من المنازل في منطقة حانين في قضاء بنت جبيل»، مستنكرة «اعتداءاته المتكرّرة على القرى الجنوبية المحتلة».

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنّ جنوده «حددوا موقع مجمع قتالي يحتوي على 8 مرافق تخزين أسلحة، ودمّروه وفقاً لوقف إطلاق النار والتفاهمات بين إسرائيل ولبنان».