عبداللهيان: لم نبتعد عن مسار الدبلوماسية وطاولة المفاوضاتhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/4441006-%D8%B9%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85-%D9%86%D8%A8%D8%AA%D8%B9%D8%AF-%D8%B9%D9%86-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A8%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B7%D8%A7%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%B6%D8%A7%D8%AA
عبداللهيان: لم نبتعد عن مسار الدبلوماسية وطاولة المفاوضات
أكد أن العلاقة مع السعودية تخدم المنطقة كلها... والسفير الإيراني في الرياض يباشر مهامه خلال أيام
وزراء خارجية السعودية والصين وإيران في بكين (إ.ب.أ)
طهران:«الشرق الأوسط»
TT
طهران:«الشرق الأوسط»
TT
عبداللهيان: لم نبتعد عن مسار الدبلوماسية وطاولة المفاوضات
وزراء خارجية السعودية والصين وإيران في بكين (إ.ب.أ)
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان استمرار جهود بلاده «لإجهاض العقوبات، والعمل على رفعها عبر السبيل المناسبة». وقال: «إننا لم نبتعد قط عن مسار الدبلوماسية وطاولة المفاوضات فيما يتعلق بالقضية النووية». وأعلن، من جهة أخرى، أن السفير الإيراني في الرياض سيباشر مهامه «خلال أيام».
وقال، في حوار مع التلفزيون الإيراني، مساء الثلاثاء، عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية، إنه «قبل نحو 5 أشهر، في اجتماع (بغداد 2) الإقليمي حول العراق، الذي عُقد في الأردن، جَرَت محادثة من 3 إلى 4 دقائق، في حفل الاستقبال بيني وبين السيد (الأمير فيصل) بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية. وكانت خلاصة حديثنا أن عودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية لا تخدم مصالح الطرفين فحسب، بل تخدم مصالح المنطقة بأَسرها أيضاً. بهذه الظروف، والخلفية التي ذكرتها، جرى الاتفاق بيننا».
وأكد «أن الاتفاق الذي لدينا في هذه المرحلة هو إعادة فتح سفاراتنا وقنصلياتنا. حدث هذا الأمر، وسيباشر سفيرنا بالرياض مهامَّ عمله في الأيام المقبلة، والآن لدينا قائم بالأعمال هناك. والأمور جَرَت بشكل جيد فيما يتعلق بحج هذا العام. إذا كانت هناك أية مشكلات بسيطة، برسالة مني ومن نظيري السعودي، كان السعوديون يبادرون إلى إزالتها بسرعة (...) في الاتصالات المباشرة (...) تمكّنا من التغلب على أي تحديات في القضايا المتعلقة بالحج».
وأضاف عبداللهيان: «قلت للسيد (الأمير فيصل) بن فرحان، في أول لقاء لي معه ببكين، في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، أننا لا نريد علاقة تكتيكية. بادئ ذي بدء، لدينا مشكلات، لدينا وجهات نظر مختلفة، لدينا خلافات في الرأي، هذا ليس شيئاً يمكن حله بين عشية وضحاها. نحن نتفق على بعض القضايا. يجب أن نتقدم بسرعة في القضايا التي نتفق عليها، ويجب أن نحاول التغلب على هذه الاختلافات في القضايا التي لدينا وجهات نظر مختلفة بشأنها، ولكن تمشياً مع وجود علاقة تأسيسية بين البلدين».
وتابع: «اتفاقنا مع نظيري السعودي هو أنه في هذه المرحلة، علينا تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، من خلال إدراك أن لدينا وجهات نظر سياسية مختلفة في بعض المجالات».
وأكد عبداللهيان، رداً على سؤال أن طهران لم تبتعد «قط عن طريق الدبلوماسية وطاولة المفاوضات»، وقال إن «الخطة الرئيسية (لطهران) هي محاولة إجهاض العقوبات، وبالتوازي مع ذلك يحاول الجهاز الدبلوماسي إلغاء العقوبات بطريقته الخاصة. أوروبا ليست بريطانيا وألمانيا وفرنسا فقط. لقد حافظنا على علاقاتنا مع الدول الثلاث، وفي الوقت نفسه هناك قطاعات كبيرة أخرى في أوروبا نتفاعل معها، دون أي تحدٍّ في مجال التجارة».
وأضاف: «فيما يتعلق بتبادل للرسائل بيننا وبين أميركا، أولاً ما زلنا نواصل طريق التفاوض والدبلوماسية، وثانياً التزام الخطوط الحمراء هو إحدى قضايانا الرئيسية».
وقال أمير عبداللهيان: «كنا نتبادل الرسائل بشكل غير مباشر مع الأطراف الغربية والولايات المتحدة، وكان الجانب الأميركي يعتقد أننا كنا في أضعف حالة خلال فترة الاضطرابات، وأنه حان الوقت للاتفاق بيننا وبينه للعودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة. وكانوا يصرُّون على أن نتجاوز الخطوط الحمراء، ولكن بدعم من الشعب والدعم المتنوع الذي حصلنا عليه في إيران، وقفنا بثبات عند الخطوط الحمراء»، من دون أن يكشف ماهيتها.
انطلقت فعاليات النسخة الثالثة من المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع بعنوان «عقول مبدعة بلا حدود» في العاصمة السعودية الرياض، الأحد، الذي يجمع نخبةً من الخبراء.
شهدت العاصمة الرياض، الأحد، مناقشات سعودية - أوروبية تناولت جهود الجانبين في حل النزاعات الإقليمية والدولية وأوجه التعاون والتنسيق المشترك في العديد من المجالات
فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهمhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5084922-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%AE%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2%D9%87%D9%85
فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم
ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)
اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السياسة التي سيعتمدها في الشرق الأوسط خلال عهده الثاني باختياره المبكر لسفير بلاده لدى إسرائيل حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي - المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة ضد الفلسطينيين وأراضيهم المحتلة - ضمن السلة الأولى لمرشحيه في المناصب العليا.
جاء تعيين هاكابي بعد 3 أيام فقط من إعلان نتائج الانتخابات الأميركية التي سجلت «أعظم عودة في التاريخ» لرئيس أميركي هو دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عيّن سريعاً أيضاً كبير الموظفين لدى وزارة المالية الإسرائيلية يشيئيل لايتر، المولود في الولايات المتحدة والمعروف بنشاطاته الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، التي يسميها «يهودا والسامرة» على غرار هاكابي، الذي يرفض أيضاً استخدام عبارة «مستوطنات» على ما يعده «مدناً وبلدات وقرى ومجتمعات إسرائيلية» في أرض «إسرائيل التاريخية».
وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، كان هاكابي ناشطاً في «رابطة الدفاع اليهودية» التي أسسها الحاخام اليميني المتطرف مائير كاهانا، وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
رهان نتنياهو
استقبل هذا التعيين لبعض «أبطال إسرائيل» الأميركيين بفرح من وزيرين من أقصى اليمين في حكومة نتنياهو. وكتب وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي رسالة تهنئة إلى هاكابي بوصفه «صديقاً مخلصاً ومتفانياً». بينما كتب وزير الأمن القومي المتطرف أيضاً إيتمار بن غفير اسم «مايك هاكابي» برموز تعبيرية على شكل قلب.
في الفترة التي سبقت الانتخابات، لم يبذل نتنياهو أي جهد لإخفاء تفضيله مرشح الجمهوريين، لاعتقاده أن ترمب رئيساً سيمنح إسرائيل حرية التصرف في إدارة أمنها القومي ومواصلة حروبها ضد الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، ومنها «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان، وفقاً لمسؤولين أميركيين. الآن، يبدو أن رهان نتنياهو على ترمب يؤتي ثماره.
كان من المفارقة أن ترمب سمى هاكابي سفيراً في إسرائيل، والمستثمر العقاري ستيفن ويتكوف مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط قبل أن يرشح السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية.
وبينما يستعد ترمب لدخول المكتب البيضاوي مجدداً في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل ومواجهة الصراعات المستحكمة بالشرق الأوسط، توحي تعييناته لملف السياسة الخارجية أنه سيعتمد نهجاً راديكالياً في التعامل مع القضايا التي تهم إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية.
أكد روبيو أنه يؤيد الحرب الإسرائيلية في غزة، ملقياً تبعات العدد الهائل للضحايا بين المدنيين الفلسطينيين على «حماس» التي «تستخدمهم دروعاً بشرية». لكنه أكد أنه «ليس هنا ليرسم سياسة، بل لتنفيذ أجندة الرئيس» ترمب. وكذلك فعل هاكابي الذي قال: «لن أضع السياسة. سأنفذ سياسة الرئيس».
«نبوءة» يهودية
ومع ذلك، أعطى هاكابي إشارة إلى ما يتوقعه من هذه السياسة، مستشهداً بقرار إدارة ترمب الأولى بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بمرتفعات الجولان السورية المحتلة كأرض إسرائيلية، في قرارات رحب بها اليمين الإسرائيلي بحرارة. كما رفضها الفلسطينيون وبقية المجتمع الدولي بشكل قاطع. وقال للإذاعة الإسرائيلية: «لم يفعل أحد أكثر من ذلك. نتوقع أنا والرئيس ترمب أن يستمر ذلك».
ودعم هاكابي «اتفاقات الإبراهيمية»، التي توجت جهود ترمب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
أما الآن، فلا يزال النهج الذي سيتبعه ترمب في التعامل مع الحرب في غزة غير واضح. ولكن الجناح اليميني في السياسة الإسرائيلية رحب بتعيين هاكابي، معتبراً ذلك «نبوءة» بفترة أخرى من السياسة الأميركية المؤيدة بشدة لأهدافهم القديمة المتمثلة في الاحتفاظ بالأراضي المحتلة في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات.
وقال سموتريتش إن عام 2025 سيكون «عام السيادة» الإسرائيلية على «يهودا والسامرة»، مضيفاً أنه أصدر تعليماته للسلطات الإسرائيلية بالبدء في العمل التحضيري لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذه «المحبة» الإسرائيلية لهاكابي لم تأت من عدم؛ فالرجل قس معمداني لديه خبرة قليلة في سياسات الشرق الأوسط، ولكنه قام بعشرات الرحلات إلى إسرائيل، بما في ذلك استضافة جولات إلى الأماكن المقدسة في البلاد، بل من سلسلة مواقف أخذت تتضح أكثر فأكثر بعد وقت قصير من مشاركته في حفل وضع حجر الأساس لإحدى كبرى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عام 2017 حين قال إنه «لا يوجد شيء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن». كما أنه «لا يوجد شيء اسمه احتلال».
«سند ملكية إلهي»
وقال هاكابي في العام التالي إن إسرائيل لديها «سند ملكية أعطاه الله لإبراهيم وورثته» على «يهودا والسامرة»، أي الضفة الغربية المحتلة عندما احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967.
وكانت إدارة ترمب الأولى أعلنت عام 2019 أنها لا تعد المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو ما يتناقض مع عقود من السياسة الأميركية. وعُدّت قرارات أخرى، بما في ذلك خطة السلام لعام 2020 التي أعطت الضوء الأخضر لضم المستوطنات الإسرائيلية، أكثر ملاءمة للمستوطنين من أي إدارة سابقة.
إن حجة هاكابي لصالح ما يسمى «حل الدولة الواحدة» تتناقض مع الدعم الرسمي الأميركي الطويل الأمد لإنشاء دولة فلسطينية على أساس «حل الدولتين». وهو لم يدعم قط «حل الدولتين» حتى عندما أيد نتنياهو الفكرة عام 2009.
ولم يكن هاكابي وحيداً في تعيينات ترمب المؤيدة لإسرائيلي. سيشغل ويتكوف، وهو أيضاً صديق قديم لترمب في لعبة الغولف، وكان معه خلال محاولة الاغتيال الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي، منصب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط. وليس لويتكوف خبرة واضحة في السياسة الخارجية، لكنه أشاد دائماً بتعاملات ترمب مع إسرائيل.
وقال خلال الصيف الماضي إن «قيادة ترامب كانت جيدة لإسرائيل والمنطقة بأكملها»، مضيفاً أنه «مع الرئيس ترمب، شهد الشرق الأوسط مستويات تاريخية من السلام والاستقرار. القوة تمنع الحروب. تم قطع أموال إيران مما منع تمويلها للإرهاب العالمي».
«الأقسى» مع إيران
عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن ولاية ترمب الأولى في منصبه كانت محددة بحملة «الضغط الأقصى»، إذ انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أنجزه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، وسعى إلى إضعاف النظام الإيراني من خلال تكثيف العقوبات واغتيال قائد «فيلق القدس» لدى «الحرس الثوري» الإيراني الفريق قاسم سليماني.
وهذه المرة، يبدو ترمب أكثر استعداداً للضغط على إيران بشكل أقسى، حيث يضم حكومته صقوراً من ذوي التفكير المماثل مثل روبيو، بالإضافة إلى مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل والتز.
وكان هاكابي قد شَبَّه في عام 2015 الاتفاق النووي الإيراني باقتياد الإسرائيليين إلى «باب المحرقة» النازية أثناء الهولوكوست.
وقال خلال مناسبة مع الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود إنه «رغم فظاعة النازيين، فإنهم لم ينشروا فظائعهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحاولوا الترويج لما كانوا يفعلونه للعالم». وأضاف: «هذا ما يجعل هذا الشيء المروع الذي فعلته (حماس) عام 2023 أسوأ بكثير، بالنسبة لي، لأنهم يريدون من الجميع أن يرى ما فعلوه».
كما اختار ترمب بطلة أخرى لإسرائيل، وهي النائبة الجمهورية عن نيويورك أليز ستيفانيك، لتكون المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وبعد هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية المحيطة بغزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ظلّت ستيفانيك منتقدة صريحة لتعامل الأمم المتحدة مع الحرب. كما تصدرت عناوين الأخبار لمواجهتها رؤساء الجامعات الأميركية خلال تحقيقات الكونغرس حول معاداة السامية في الأحرام الجامعية عام 2023.