انتقادات لمِنَح «الحشد الشعبي» الدراسية في جامعة طهران

دوافع «آيديولوجية وسياسية» وراء استقطاب الأجانب للجامعات الإيرانية

قوات «الحشد الشعبي» في الحدود الإيرانية - العراقية (ميزان)
قوات «الحشد الشعبي» في الحدود الإيرانية - العراقية (ميزان)
TT

انتقادات لمِنَح «الحشد الشعبي» الدراسية في جامعة طهران

قوات «الحشد الشعبي» في الحدود الإيرانية - العراقية (ميزان)
قوات «الحشد الشعبي» في الحدود الإيرانية - العراقية (ميزان)

بعد أسبوعين من إزاحة الستار عن اتفاق بين جامعة طهران، و«الحشد الشعبي العراقي» على «التعاون العلمي» في صالة تحمل اسم قاسم سليماني، مسؤول العلميات الخارجية السابق لـ«الحرس الثوري»، تواجه أقدم جامعة إيرانية انتقادات حادة من الأوساط العلمية والثقافية بسبب انخراطها في «برامج آيديولوجية وسياسية».

وأصبحت تفاصيل الاتفاق محل اهتمام الأوساط والناشطين المعنيين بمصير الجامعات الإيرانية من جهة، ومن جهة أخرى، وسائل الإعلام التابعة لـ«الحرس الثوري» التي تتابع برنامجاً مكثفاً للتأثير على الرأي العام العربي، خصوصاً في مناطق «نفوذ» إيران، الخاضعة لجماعات مسلحة تتلقى تمويلاً من طهران، وتدين بالولاء الآيديولوجي لـ«ولاية الفقيه».

وذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» في 9 يوليو (تموز) الماضي، أن جامعة طهران وافقت على طلب «الحشد الشعبي» العراقي لمنح منتسبيه فرصاً دراسية في الجامعة التي تعدّ الدراسة فيها حلماً لغالبية الشباب الإيراني.

وقالت الجامعة في بيان: «سنطبق المعايير العلمية على أصدقائنا في (الحشد الشعبي) أكثر من الطلاب الأجانب الآخرين؛ لأن هدفنا تحسين الكفاءة المهنية للمجاهدين».

رئيس جامعة طهران ومسؤول قسم التعليم في «الحشد الشعبي» العراقي أثناء الإعلان عن اتفاق «علمي» (تسنيم)

جاء الإعلان على هامش اجتماع حضره مصطفى رستمي، ممثل المرشد الإيراني في الجامعات، وناقش توسع التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، بما في ذلك قبول المزيد من الطلاب العراقيين، خصوصاً منتسبي ميليشيا «الحشد الشعبي» الذي يضم فصائل تدين بالولاء الآيديولوجي لإيران.

وينظر إلى ««الحشد الشعبي» العراقي في إيران على أنه نسخة مماثلة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، الذي يملك وحدات وأجهزة موازية للجيش الإيراني والاستخبارات والقطاعات الاقتصادية والإعلامية. ويقدّر نشاطه الاقتصادي بنحو 40 في المائة من اقتصاد البلاد.

مسار آيديولوجي

وقال محمد مقيمي، رئيس جامعة طهران، أمام مجموعة من الطلاب العراقيين إن «مسار حركة الأجزاء المختلفة من منظومة العلم والتكنولوجيا بما في ذلك مسار جامعة طهران، مسار واضح يرسمه المرشد الإيراني (علي خامنئي)».

وأشار مقيمي أيضاً إلى دوافع آيديولوجية لهذا البرنامج «العلمي»، قائلاً: «هدفنا النهائي جميعاً خلق حضارة إسلامية جديدة، والتمهيد لحضور المهدي المنتظر، من أجل هذا سنواصل طريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس». وتحدث عن «أعداء مشتركين» لإيران والعراق، موجهاً كلامه على وجه التحديد إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.

وسيكون التركيز على «الحشد الشعبي» العراقي «الخطوة الأولى» للهدف الإيراني، على حد تعبير مقيمي. وقال: «نتابع تمهيدات قبول طلاب من دول محور المقاومة بجدية من هذا المنطلق» في إشارة إلى الدافع الآيديولوجي.

وخلال السنوات الأخيرة، استخدم قادة «الحرس الثوري» شعار «إقامة حضارة جديدة» للدفاع عن الدور الإقليمي الإيراني في المنطقة. وهي التسمية الجديدة التي يطلقها قادة «الحرس» على استراتيجية «تصدير الثورة» منذ إعلان المرشد الإيراني خطة «الخطوة الثانية للثورة الإيرانية» في عامها الأربعين قبل أربع سنوات.

وقال محمد زلفي، وزير العلوم والأبحاث والتكنولوجيا في حكومة إبراهيم رئيسي، الأربعاء الماضي، للصحافيين: إن الوزارة ستعتمد «المعايير العلمية» مع طلاب «الحشد الشعبي».

تمهيدات اللغة الفارسية

شرح مقيمي أيضاً برامج جامعة طهران لتعليم اللغة الفارسية للوافدين العراقيين، عبر المركز الدولي للتعليم اللغة الفارسية، في السفارة الإيرانية لدى بغداد، لافتاً إلى افتتاح مركز لهذا الغرض في ميناء عبادان الواقع جنوب غرب إيران، على الضفة الشرقية من شط العرب، بالقرب من ميناء البصرة.

وكشف مقيمي عن تكليف إلهام أمين زاده، مستشار الرئيس الإيراني السابق، والمستشارة الحالية لوزير الخارجية لمتابعة ملف الطلاب العراقيين، الذين من المقرر أن ترسلهم جامعة طهران بعيداً عن مقرها الرئيسي وسط العاصمة، إلى كلية في شرق العاصمة، بجوار قواعد عسكرية تابعة لـ«الحرس الثوري».

وليست المرة الأولى التي تعلن فيها إيران عن برامج لاستقطاب طلاب أجانب. ومنذ سنوات، توافد طلاب أجانب غالبيتهم من الدول المنطقة للدراسة في الجامعات إيران، وأسست إيران جامعة «المصطفى الدولية» بهدف استقطاب طلاب أجانب، منذ عام 2003.

لكنها المرة الأولى التي تعلن جامعة في إيران إبرام اتفاق مع جماعات مسلحة تدين بالولاء لطهران، بهدف منحها مقاعد دراسية.

وقال المسؤول في «الحشد الشعبي» العراقي، حسين موسوي بخاتي: إن قائد «الحشد الشعبي» السابق، أبو مهدي المهندس أرسل مجموعة من 95 شخصاً من منتسبيه للدراسة في الجامعات الإيرانية.

بدوره، ذكر موقع «رويداد 24» الإيراني أن المؤشرات تشير إلى أن خلفية قبول طلاب أجانب بدوافع سياسية وآيديولوجية تعود إلى عهد الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي (1997-2004). وقالت: «خلال هذه السنوات أجهزة مثل (فيلق القدس) ومنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية لعبا دوراً مهماً في قبول الطلاب الأجانب».

وإستناداً إلى تقارير وزارة العلوم الإيرانية، أفاد موقع «رويداد 24» الإيراني، بأن «الملحقة الثقافية الإيرانية في الخارج الخاضعة لمنظمة الثقافة والعلاقات الإسلامية، وجامعة المصطفى العالمية، و(حزب الله) اللبناني و(حركة أمل)، تلعب دوراً في اختيار الطلاب الأجانب في إيران».

عدد من الطلاب الأجانب في قاعة للبرلمان الإيراني (مهر)

وقال أيضاً: إن «دور هذه الجامعات لا ينتهي بعد دخول الطلاب إلى الجامعات الإيرانية»، وأشارت إلى مجموعة عمل ثقافية تابعة لمكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، تحمل على عاتقها تنظيم مراسم وبرامج ورحلات سياحية مخصصة للطلاب الأجانب.

في ديسمبر (كانون الأول) 2020، صنفت الولايات المتحدة جامعة «المصطفى» على قائمة المنظمات الإرهابية، لارتباطها الوثيق بـ«فيلق القدس» ذراع «الحرس الثوري» الإيراني.

بالإضافة إلى جامعة «المصطفى الدولية»، تعد جامعة «الخميني الدولية» في مدينة قزوين المحطة الأولى للطلاب الأجانب الوافدين إلى إيران، حيث يخضعون لدورات تعليمية مكثفة في اللغة الفارسية، قبل غربلتهم وتوزيعهم على الجامعات الإيرانية والفروع الدراسية في مختلف أنحاء البلاد.

ويعد تأهيل كوادر سياسية وإعلامية، ضمن أولويات الجامعات الإيرانية خلال السنوات الأخيرة مع إطلاق مشاريع إعلامية تخاطب العالم العربي، وتحظى برعاية المؤسسات الإيرانية.

زاد عدد الطلاب الأجانب بشكل ملحوظ خلال السنوات ما بعد «ثورات الربيع العربي»، وبحسب إحصائية العام الماضي، فإن عددهم يقدر بـ100 ألف طالب. وفي ديسمبر الماضي، نقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن نائب وزير العلوم ورئيس الشؤون الطلابية هاشم داداش بور، أن بلاده تلقت مليوناً و489 ألف طلب من أجانب للانضمام إلى الجامعات الإيرانية، مشيراً إلى وجود 94 ألف طالب أجنبي في إيران، من بينهم 27 ألف طالب، ما يعادل 24 في المائة، حاصلون على منح من الحكومة الإيرانية.

احتجاج طلابي

أثار الاتفاق بين جامعة طهران و«الحشد الشعبي» العراقي احتجاجاً بين النقابات الطلابية في جامعات طهران. واصفين الخطوة بـ«حشد العساكر في الجامعات».

وعبّر مجموعة من طلاب جامعة طهران عن رفضهم قبول قوات عسكرية في الجامعة «سواء بملابس العسكر أو ملابس الدراسة»، متوعدين بمواجهة الخطوة التي عدّوها «حرباً جديدة» لـ«خنق الاحتجاج الطلابي». وقال: إنها «آخر محاولة لنظام منهار لإظهار القوة».

وأضافوا أن الجامعة تحولت إلى محل لحضور «الأساتذة المرتبطين وميليشيا الباسيج» وتابع البيان: «لقد أفرغوا الجامعة عبر إقصاء وتعليق وقمع الطلاب والآن يريدون استبدالنا بقوات تمثل الجماعات العسكرية العراقية».

تعليقاً على الانتقادات الحادة، دافع رئيس جامعة طهران محمد مقيمي عن الاتفاق مع «الحشد الشعبي»، وقلل من المخاوف الأمنية واحتمال مشاركة هؤلاء في قمع الحراك الطلابي. وصرح في هذا الصدد بأن الحكومة العراقية خصصت ميزانية لدراسة أعضاء «الحشد الشعبي» وأسرهم، وادّعى أنهم «يدرسون في جامعات أميركية وبريطانية وأوروبية». وأضاف: «نظراً لكون جامعة طهران من الجامعات الرائد في العالم؛ فإن الإخوة العراقيين خصوصاً في (الحشد الشعبي) يفضّلون الدارسة في جامعة طهران على جامعات تركيا وأميركا وبريطانيا، لأسباب علمية وثقافية».

وقال لوكالة «إيلنا» الإصلاحية اليوم (الاثنين): إن قبول أعضاء «الحشد الشعبي» للدراسة يتماشى مع برامج الجامعة لاستقطاب الطلاب الأجانب، متحدثاً عن «فوائد ثقافية واجتماعية»، بالإضافة إلى موارد اقتصادية.

ولفت إلى قبول طلاب أجانب من العراق وأفغانستان وسوريا ولبنان على وجه خاص، مشدداً على أن الطلاب الأجانب يدفعون عشرة أضعاف الطلبة الإيرانيين مقابل كل فصل دراسي، بالعملة الأجنبية، نافياً أي تـأثير على عدد الطلاب الإيرانيين في الجامعة. كما وعد بإنفاق الموارد التي تحصل عليها جامعة طهران على تحسين الخدمات التي تقدم للطلبة الإيرانيين. وأوضح أن زيادة الطلاب الأجانب ينعكس إيجابياً على التصنيف العالمي للجامعات الإيرانيين.


مقالات ذات صلة

تداعيات الضربات الإيرانية: كيف تغيرت مواقف تل أبيب حول الرد؟

شؤون إقليمية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مشاورات مع رؤساء جهاز الأمن في تل أبيب الأسبوع الماضي (الحكومة الإسرائيلية)

تداعيات الضربات الإيرانية: كيف تغيرت مواقف تل أبيب حول الرد؟

تسعى القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية إلى استغلال التلبك الظاهر في تصرفات القيادة الإيرانية وما تبقى من قيادات لـ«حزب الله».

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية القبة الحديدية الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية (إ.ب.أ)

إيران تستدعي سفير أستراليا على خلفية موقف بلاده «المنحاز»

ذكرت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، اليوم الأحد، أن وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير الأسترالي في طهران بشأن ما وصفته بموقف بلاده «المنحاز».

«الشرق الأوسط» (دبي)
شؤون إقليمية خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)

إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

قال مسؤول عسكري إيراني إن بلاده أعدت خطة للرد على هجوم محتمل لإسرائيل، في وقت منح المرشد الإيراني علي خامنئي، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس»، وساماً رفيعاً.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية قاآني في المكتب التمثيلي لـ«حزب الله» مع مبعوث الحزب عبد الله صفي الدين بطهران الأحد الماضي (التلفزيون الرسمي)

«الحرس الثوري» يلتزم الصمت بشأن مصير قاآني

التزمت طهران الصمت إزاء تقارير تفيد بإصابة قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني، وذلك وسط تأهب إيراني لرد إسرائيلي محتمل على هجوم صاروخي باليستي شنه «الحرس الثوري».

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (رئاسة الحكومة)

مكتب ميقاتي ينفي أن يكون اجتماعه مع وزير خارجية إيران أمس عاصفاً

نفى المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، ما تم تداوله بشأن أن اجتماعه مع وزير خارجية إيران عباس عراقجي أمس كان عاصفاً.

«الشرق الأوسط» (بيروت )

إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
TT

إيران: خطة الرد «القاسي» على الإجراءات المحتملة لإسرائيل جاهزة

خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)
خامنئي يمنح قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس» أمير علي حاجي زاده وسام «فتح الذهبي» على خلفية الهجوم الصاروخي (موقع المرشد)

قال مسؤول عسكري إيراني إن بلاده أعدت خطة للرد على هجوم محتمل لإسرائيل، في وقت منح المرشد الإيراني علي خامنئي، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس»، وساماً رفيعاً على خلفية الهجوم الذي شنته إيران، الثلاثاء.

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أمس (السبت)، إن إسرائيل سترد على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران الأسبوع الماضي، «عندما يحين الوقت المناسب».

ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن «مصدر مطلع»، أن «خطة الرد المطلوب على الإجراءات المحتملة للصهاينة جاهزة تماماً».

وأوضح: «لا يوجد أدنى شك في توجيه ضربة مضادة من إيران»، متحدثاً عن «عدة أنواع من الضربات المضادة والمحددة في الخطة الإيرانية».

وأضاف المصدر: «سيتم اتخاذ قرار فوري بشأن تنفيذ واحدة أو أكثر منها، حسب نوع عمل الصهاينة»، لافتاً إلى أن إيران «لديها بنك أهداف متعددة في إسرائيل».

وقال إن «عملية الوعد الصادق 2» أظهرت «أننا نستطيع تدمير أي نقطة نريدها».

جاء ذلك، في وقت منح المرشد علي خامنئي، وسام «الفتح الذهبي»، لقائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، على خليفة الهجوم الصاروخي.

وفي وقت سابق اليوم، قال قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني علي رضا تنغسيري إن إيران تعكف على تقييم جميع السيناريوهات «التي قد ينفذها العدو في منطقة جغرافية، مثل الخليج أو غير ذلك»، حسبما أوردت وكالة «إيسنا» الحكومية. وقال تنغسيري إن «إيران تُجري تدريبات وتضع مخططات بناءً على ذلك»، مضيفاً: «لقد صممنا سيناريوهات للاشتباك مع العدو»، موضحاً: «لدينا خطط لكل وضع». وأوضح أن إيران «لن تقوم بأي عمل» في حال لم تتعرض مصالحها الوطنية للضرر.

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» بعد تقليده وسام «فتح» الأحد (موقع خامنئي)

ونشر موقع «خامنئي» الرسمي صور مراسم تقليد الوسام، بحضور رئيس الأركان محمد باقري، وقائد «الحرس الثوري» حسين سلامي، وقائد الجيش عبد الرحيم موسوي، ورئيس غرفة العمليات المشتركة غلام علي رشيد.

بنك أهداف إيران

في الأثناء، قالت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب المرشد الإيراني، إن إيران ستهاجم البنية التحتية الإسرائيلية بما في ذلك 15 مركزاً اقتصادياً إسرائيلياً، إذا تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي و«لو كان صغيراً».

وحذرت الصحيفة من أنه «إذا قامت الحكومة الإسرائيلية بالرد العسكري على هذه العملية التي تتماشى مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية، فستواجه هجمات قاسية ومدمرة لاحقاً».

وقالت الصحيفة، في عددها الصادر يوم الأحد، إن «إسرائيل تعتمد على عدد قليل من حقول النفط والغاز ومحطات الطاقة ومصافي النفط؛ بسبب مساحتها الجغرافية المحدودة».

وأشارت الصحيفة إلى 3 حقول غاز في كاريش، وتمار، وليفياتان، ومصافي النفط في حيفا وأشدود، و6 محطات كهرباء هي: هاجيت، وأوروت رابين، وأشكول، وروتنبرغ، وغزر، ورامت هوف، وحقلين نفطيين هما حلتس ومجد، ومخازن النفط في أشكلون وإيلات.

كما أشارت إلى ضرب موانئ إسرائيل، وخطوط نقل الكهرباء، ومحطات البنزين. وأضافت أن ذلك «سيؤدي أيضاً إلى تدمير إمكانية نقل الكهرباء والوقود من الخارج، مما يجعل الحياة في الأراضي المحتلة مستحيلة».

وذكر الموقع الإخباري لوزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا)، الأحد، أن الوزير محسن باك نجاد، وصل إلى جزيرة خرج، وسط مخاوف من استهداف إسرائيل للمرفأ النفطي هناك، وهو الأكبر في إيران.

وتحدثت عدة مواقع إسرائيلية عن احتمال استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، رداً على الهجوم الإيراني.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، إنه لا يعتقد أن إسرائيل قررت بعد كيفية الرد. وحضّ إسرائيل على تفادي استهداف منشآت نفطية إيرانية، فيما أكد المرشح الجمهوري للبيت الأبيض دونالد ترمب، أن على إسرائيل «ضرب» المواقع النووية الإيرانية.

وذكر موقع «شانا» أن «باك نجاد وصل صباح اليوم (الأحد) لزيارة منشآت النفط، ولقاء موظفي عمليات في جزيرة خرج»، مضيفاً أن مرفأ النفط هناك تبلغ سعته التخزينية 23 مليون برميل من الخام.

وتضم هذه الجزيرة الواقعة غربي الخليج العربي، أكبر محطة لتصدير النفط الخام الإيراني. وكان الوزير الإيراني قد زار، السبت، مدينة عسلوية الساحلية المطلّة على الخليج، التي تعدّ مركزاً مهماً لصناعة الغاز والبتروكيماويات، حيث أجرى «رحلة عمل عادية»، وفقاً للتلفزيون الرسمي.

بنك أهداف إسرائيل

جاء مقال صحيفة «كيهان» على ما يبدو رداً على ما نشرته حسابات أمنية إسرائيلية على منصة «إكس»، ومن بينها حساب «ترور آلارم» الذي كشف عن قائمة بنك أهداف إسرائيل، وتشمل 10 مدن إيرانية «في الجولة الأولى من الضربات الإسرائيلية». وأضاف الحساب: «سيتم استخدام الأسلحة النووية في حال ردت إيران».

وتشير القائمة إلى استهداف عدة مراكز في طهران، من بينها معهد أبحاث الفضاء الإيراني المرتبط بالبرنامج الصاروخي، ومنظمة الفضاء الإيرانية، ومقرات الوحدة الجوية - الصاروخية في «الحرس الثوري»، ومركز قيادة «الحرس الثوري»، ومركز «أبحاث جهاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومنظمة صناعات الفضاء» التابعة لـ«الحرس الثوري»، فضلاً عن مركز «فجر» للصناعات الدفاعية.

ويشمل بنك الأهداف الإسرائيلية قواعد صاروخية ومصانع لإنتاج الصواريخ في مدينتي شيراز وحاجي آباد (جنوباً)، ومدينة كرمانشاه، وقاعدة خرم آباد (غرباً). وتبريز شمال غرب، وأصفهان وآراك وسط البلاد.

كما تشير القائمة إلى مركز محطة إطلاق الصواريخ الفضائية «الخميني» في سمنان شرقي طهران. والمحطة الفضائية في ميناء تشابهار.

تحذير إسرائيلي

كان «الحرس الثوري» قد أطلق 200 صاروخي باليستي، مستخدماً صواريخ «قدر»، البالغ مداها ألفي كيلومتر، و«عماد» الذي يصل إلى 1700 كيلومتر، حسب حمولة الرأس الحربي.

وأعلن «الحرس الثوري» أنه استخدم صاروخ «فتاح» الفرط صوتي، الذي يصل مداه إلى 1400 كيلومتر، وهو ما شكك به خبراء، مرجحين استخدام صاروخ «خبير شكن»، الذي يشبه صاروخ «فتاح» في هيكله الخارجي.

وزعم «الحرس الثوري» أن الصواريخ التي أطلقها أصابت الأهداف بنسبة 90 في المائة، مضيفاً أنه استهدف 3 قواعد جوية في إسرائيل؛ هي: «نيفاتيم» و«حتساريم» و«تل نوف».

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إيران، اليوم (الأحد)، من أنها قد تتعرّض لدمار يشبه ما يحصل في غزة وبيروت في حال ألحقت الأذى ببلاده.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال غالانت في بيان: «لم يمسّ الإيرانيون قدرات سلاح الجو (في الهجوم)، ولم تتضرر أي طائرة، ولم يتم إخراج أي سرب عن الخدمة»، في إشارة إلى الضربة الإيرانية التي طالت قاعدتين لسلاح الجو.

وأضاف غالانت: «من يعتقد أن مجرد محاولة إلحاق الأذى بنا ستمنعنا عن اتخاذ أي إجراء، فعليه أن ينظر إلى (إنجازاتنا) في غزة وبيروت».

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأميرال دانيال هاغاري، أمس، إن إسرائيل ستردّ على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي شنته طهران الأسبوع الماضي، عندما يحين الوقت المناسب. وأضاف هاغاري أن الهجوم الإيراني أصاب قاعدتين جويتين لكنهما ما زالتا تعملان بكامل طاقتيهما، ولم تتضرر أي طائرة. وذكر في بيان بثه التلفزيون: «سنحدد الطريقة والمكان والتوقيت للرد على هذا الهجوم المشين وفقاً لتعليمات القيادة السياسية».