هل تسرّع تركيا إجراءات المصادقة على انضمام السويد لـ«الناتو»؟

ترقب في أنقرة لردّ موسكو على توسّع حلف شمال الأطلسي

الرئيس التركي برفقة أمين عام «الناتو» في قمة فيلنيوس (أ.ب)
الرئيس التركي برفقة أمين عام «الناتو» في قمة فيلنيوس (أ.ب)
TT

هل تسرّع تركيا إجراءات المصادقة على انضمام السويد لـ«الناتو»؟

الرئيس التركي برفقة أمين عام «الناتو» في قمة فيلنيوس (أ.ب)
الرئيس التركي برفقة أمين عام «الناتو» في قمة فيلنيوس (أ.ب)

أتاح البرلمان التركي لعدد من لجانه مواصلة العمل خلال فترة العطلة الصيفية، من بينها لجنة الشؤون الخارجية التي يرأسها النائب الأسبق لرئيس الجمهورية فؤاد أوكطاي. وأثار القرار، الذي نشرته الجريدة الرسمية في تركيا السبت، تكهّنات بشأن تسريع مصادقة البرلمان التركي على بروتوكول انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وتتطلب عملية التصديق على انضمام السويد إرسال الرئيس رجب طيب إردوغان بروتوكول انضمام السويد إلى البرلمان، حيث يُناقش أولاً في لجنة الشؤون الخارجية، ثم يطرح للتصويت، قبل أن ينتقل إلى جلسة عامة للبرلمان. وحال التصديق عليه، ينشر القرار في الجريدة الرسمية.

وكان إردوغان قد أعلن في مؤتمر صحافي بختام قمة الناتو في فيلنيوس، الأربعاء، أن تركيا لن تتمكن من المصادقة على عضوية السويد في الناتو قبل أكتوبر (تشرين الأول) على أقرب تقدير، لأن البرلمان لن ينعقد قبل ذلك. وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، إن الانتظار حتى الخريف لن يكون متسقاً مع اتفاق يقضي بأن التصديق يجب أن يتم في أقرب وقت ممكن.

جدول زمني غامض

وسيواصل كثير من لجان البرلمان التركي العمل خلال العطلة الصيفية. فإلى جانب لجنة الشؤون الخارجية، ستواصل لجنة التنسيق مع الاتحاد الأوروبي، واللجنة المشتركة لأعضاء اللجنة الدستورية، ولجنة العدل، ولجان الصناعة والتجارة والطاقة والموارد الطبيعية والمعلومات والتكنولوجيا العمل خلال عطلة البرلمان.

وسبق أن صرح رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، بأن «الحكومة ستتخذ قرار إرسال بروتوكول انضمام السويد للناتو إلى البرلمان، لكن لا نعرف حتى الآن متى سيتم اتخاذ هذه الخطوة». وقال إنه «عندما يتعلق الأمر بجدول الأعمال، فإن البرلمان سيقوم بتقييم الأمر والتعامل معه في إطار جدول أعماله الخاص. وبعد وصول الطلب إلى البرلمان، سيتضح التقويم الذي سيعمل به البرلمان بعد ذلك».

وعبّر محللون أتراك عن أملهم في ألا تصاب بلادهم، التي قررت بدء عملية المصادقة على انضمام السويد للناتو، بخيبة أمل، وأن تدعم السويد وفنلندا، وجميع حلفاء تركيا في الناتو، حرب تركيا ضد الإرهاب. وبشأن ربط إردوغان بين إعطاء الموافقة على عضوية السويد في الناتو وإحياء مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، قال المحلل السياسي توجاي أولو تشيفيك، إن جميع الإشارات التي صدرت عن مسؤولي الاتحاد الأوروبي عقب قرار إردوغان إعطاء الضوء الأخضر لعضوية السويد بالناتو، تشير إلى أنهم لا يربطون ذلك بملف مفاوضات انضمام تركيا «المجمدة» إلى الاتحاد. وقال إن ما ينبغي على تركيا عمله أن تمهد الطريق لعضويتها في التكتل، وأن تسير في هذه الطريق بإخلاص وتصميم، وأن تقضي على أوجه القصور في ديمقراطيتها، وفقاً للمعايير العالمية والمعاصرة، مع عدم تقديم تنازلات عن قضاياها الوطنية.

ترقب لموقف موسكو

وتطرق أولو تشيفيك إلى موقف روسيا من إعلان تركيا إعطاء الضوء الأخضر لعضوية السويد، قائلاً: «روسيا لم تظهر ردة فعل تذكر حتى الآن، باستثناء ما قاله المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن مراقبة التطورات عن كثب وتحليل القرارات المتخذة بقمة الناتو في فيلنيوس، واتخاذ إجراءات لضمان أمن روسيا وفقاً لذلك». وتوقع المحلل التركي أن تمتنع روسيا عن الرد علناً على تركيا، مضيفاً: «ومع ذلك، في سياق علاقاتنا الثنائية، ينبغي أن نتوقع من روسيا أن تقدم احتجاجاً ملموساً ضد تركيا بشأن قضية أخرى في فرصة مناسبة حتى نشعر برد فعلها».

وعدّت روسيا، الثلاثاء، أن انضمام السويد إلى «الناتو» ستكون له «تداعيات سلبية» على أمنها. وقال بيسكوف إن موسكو ستتخذ إجراءات «مقررة ومخططاً لها» رداً على ذلك.

وتقدمت فنلندا والسويد، الجارتان الإسكندنافيتان لروسيا، بطلب الانضمام إلى الحلف في مايو (أيار) 2022، بعد 3 أشهر فقط من بدء الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وشكلت خطوتهما تحولاً استراتيجياً بعد عقود من الحياد وعدم الانحياز العسكري بعد الحرب الباردة. وانضمت فنلندا رسمياً إلى الحلف في أبريل (نيسان) الماضي، بعدما عرقلت تركيا، ومعها المجر، انضمامها لأشهر. وباتت الطريق مفتوحة الآن للسويد للانضمام إلى الناتو، بعد إعطاء تركيا الضوء الأخضر عشية قمة فيلنيوس، وتأكيد المجر أنها ستتبع الخطوات التي ستتخذها أنقرة.


مقالات ذات صلة

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (أرشيفية - أ.ب)

روسيا تشن هجمات غير مسبوقة... وتتوعد بالمزيد

أفادت السلطات الأوكرانية بأن القوات الروسية شنت ليل الاثنين - الثلاثاء هجمات غير مسبوقة بطائرات مسيّرة على مدن أوكرانية، مما تسبب في انقطاع التيار.

أوروبا رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في مكان ما بعد هجوم جوي في دنيبرو وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

كييف تسعى إلى إقناع ترمب بجدوى الاستثمار في مواردها لمواصلة دعمها

تكافح أوكرانيا من أجل الاحتفاظ بأوراقها التي قد تتيح لها التوصل إلى اتفاق متوازن، بعدما بات من شبه المؤكد أن الإدارة الأميركية الجديدة مقبلة على هذا الخيار.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا وزير خارجية إيطاليا أنطونيو تاياني في مؤتمر صحافي بختام أعمال اجتماع وزراء «مجموعة السبع» في فيوجي الثلاثاء (أ.ف.ب)

«مجموعة السبع» لـ«حل دبلوماسي» في لبنان

أنهى وزراء خارجية «مجموعة السبع» اجتماعها الذي استمر يومين في فيوجي بإيطاليا، وقد بحثوا خلاله القضايا الساخنة في العالم.

«الشرق الأوسط» (روما)
أوروبا الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا الثلاثاء اجتماعا في بروكسل على مستوى السفراء، لبحث التصعيد على الجبهة وإطلاق صاروخ روسي باليستي فرط صوتي على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) «الشرق الأوسط» (موسكو )

فرنسا: نتنياهو يحظى «بالحصانة» بعد مذكرة «الجنائية الدولية» بتوقيفه

مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي 3 مارس 2011 (رويترز)
مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي 3 مارس 2011 (رويترز)
TT

فرنسا: نتنياهو يحظى «بالحصانة» بعد مذكرة «الجنائية الدولية» بتوقيفه

مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي 3 مارس 2011 (رويترز)
مدخل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي 3 مارس 2011 (رويترز)

عدّت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم (الأربعاء)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتمتع «بالحصانة» التي «يجب أخذها في الاعتبار»، رغم مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه.

وتستند وزارة الخارجية الفرنسية، في بيانها، إلى التعهدات المنصوص عليها في القانون الدولي، والمرتبطة «بحصانات الدول غير الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية»، كما هي حال إسرائيل، موضحة أن «مثل هذه الحصانات تنطبق على رئيس الوزراء (بنيامين) نتنياهو والوزراء الآخرين المعنيين» بمذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية، وفق ما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي وقت سابق الأربعاء، تحدَّث وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عن إمكان تمتع «بعض القادة» بـ«الحصانة»، حسب نظام روما، وذلك رداً على سؤال بشأن إمكانية اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فرنسا، بموجب مذكرة توقيف أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقه.

وقال بارو، على قناة «فرانس إنفو»، إن «فرنسا متمسكة بشدة بالقضاء الدولي، وستطبّق القانون الدولي الذي يستند إلى التزاماتها بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن النظام الأساسي للمحكمة «يتناول مسائل تتعلّق بحصانة بعض القادة». وأضاف: «في نهاية الأمر يعود إلى السلطة القضائية اتخاذ القرار».