تركيا: الأكراد يخشون من فوز إردوغان وسط تصاعد النبرة القومية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

تركيا: الأكراد يخشون من فوز إردوغان وسط تصاعد النبرة القومية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

يخشى الأكراد المعارضون للرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن فوزه في الانتخابات الرئاسية قد يعزز حملة القمع التي تشنها الدولة ضدهم منذ سنوات، مع تصاعد النبرة القومية قبل الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد، وفقاً لوكالة «رويترز».

ويُنظر إلى الأكراد، الذين يشكلون نحو خُمس سكان تركيا، على أنهم ربما يكونون عنصر الحسم بالنسبة للمعارضة التي تأمل في إنهاء حكم إردوغان المستمر منذ 20 عاماً. وبدأ الرئيس التركي عهده في البداية بالتودد للأكراد لكنه قمعهم بشدة بعد ذلك.

لكن نسبة التأييد لإردوغان مرتفعة قبيل انتخابات يوم الأحد بعدما تفوق في الجولة الأولى على المعارض كمال كليتشدار أوغلو، رغم دعم ستة أحزاب له إلى جانب «حزب الشعوب الديمقراطي» المؤيد للأكراد.

وبالنسبة لبعض الناخبين الأكراد، لن تكون هناك مخاطر أكبر من ذلك مع تشديد إردوغان نبرته القومية في محاولة لكسب أصوات المزيد من الناخبين قبل جولة الإعادة.

وقال أردلان ميسى (26 عاماً)، وهو صاحب مقهى في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كردية في جنوب شرق تركيا: «التصويت مسألة حياة أو موت الآن. إردوغان شدد موقفه من الأكراد خلال الحملة الانتخابية». وأضاف: «لا أستطيع أن أتخيل ما الذي يمكن أن يفعله بعد إعلان الفوز».

وفاز «حزب الشعوب الديمقراطي» بنسبة 61 في المائة في ديار بكر في الانتخابات البرلمانية، التي أُجريت في 14 مايو (أيار)، بينما حصل «حزب العدالة والتنمية» بزعامة إردوغان على 23 في المائة. لكن على مستوى البلاد، حصل «حزب الشعوب الديمقراطي» على 8.9 في المائة.

وتعقدت مسألة دعم «حزب الشعوب الديمقراطي» لكليتشدار أوغلو هذا الأسبوع بسبب اتفاق مع حزب مناهض للهجرة قال عنه «حزب الشعوب الديمقراطي» إنه «يتعارض مع مبادئ الديمقراطية العالمية». ومن المتوقع أن يصدر «حزب الشعوب الديمقراطي» بياناً بهذا الشأن اليوم الخميس.

وفي سنواته الأولى في السلطة، منح إردوغان المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للأكراد، ومنهم من لا يحملون جنسية ومنتشرون بين تركيا وإيران وسوريا والعراق.

وألغى إردوغان القيود المفروضة على استخدام اللغة الكردية وأشرف على عملية سلام مع «حزب العمال الكردستاني»، الذي حمل السلاح ضد الدولة في عام 1984، وتعتبره تركيا وحلفاؤها في الغرب جماعة إرهابية.

لكن بعد انهيار وقف إطلاق النار في عام 2015، غير إردوغان مساره وشنت السلطات حملة قمع أدت إلى اعتقال الآلاف من أعضاء «حزب الشعوب الديمقراطي»، عادة بتهمة الضلوع في أعمال مسلحة، مع عزل العديد من المشرعين ورؤساء البلديات المنتمين للحزب من مناصبهم وسَجنهم.

واستغل إردوغان دعم «حزب الشعوب الديمقراطي» لكليتشدار أوغلو، واتهم المعارضة مراراً بتأييد الإرهاب. وينفي «حزب الشعوب الديمقراطي» الاتهامات بأن له علاقات مع مسلحين.

كما لفت إردوغان الانتباه مراراً إلى شريط فيديو مزيف لاتهام كليتشدار أوغلو بأن له صلات بـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي يشن تمرداً راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل.

ووصف كليتشدار أوغلو هذه الاتهامات بأنها افتراءات.

لكن موقف إردوغان أيده سنان أوغان، وهو قومي متشدد حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات. وقال أوغان إن تأييده للرئيس التركي يستند إلى مبدأ «النضال المستمر (ضد) الإرهاب» في إشارة إلى الجماعات الموالية للأكراد.

وعبر طيب تيميل، أحد كبار المسؤولين في «حزب الشعوب الديمقراطي»، عن مخاوفه من أن إردوغان قد حقق هدفه المنشود من خلال «الدعاية السوداء» التي يزعم فيها وجود صلات بين كليتشدار أوغلو والإرهابيين.

وقال تيميل، نائب الرئيس المشارك لـ«حزب الشعوب الديمقراطي»: «انتصار إردوغان سيعزز حكم الرجل الواحد ويمهد الطريق لممارسات مروعة وسيجلب أياماً حالكة السواد لجميع فئات المجتمع».


مقالات ذات صلة

التركي توبراك يعتزل بابتسامة بعد مسيرة حافلة في البوندسليغا

رياضة عالمية عمر توبراك (الشرق الأوسط)

التركي توبراك يعتزل بابتسامة بعد مسيرة حافلة في البوندسليغا

أعلن المدافع التركي عمر توبراك، الذي خاض أغلب مسيرته في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، الخميس، اعتزال كرة القدم الاحترافية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

إردوغان تعليقاً على وفاة غولن المتهم بمحاولة انقلاب 2016: لاقى «ميتة مشينة»

قال الرئيس التركي إردوغان، الثلاثاء، عن وفاة الداعية الإسلامي المعارض المنفي فتح الله غولن، إنه لاقى «ميتة مشينة»، وإنه «شيطان على هيئة بشر».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا مجمع المحاكم  في إسطنبول (أ.ف.ب)

مطالبات بإلغاء قانون يستهدف الكلاب الضالة في تركيا

تقدم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، بطلب إلى المحكمة الدستورية اليوم الخميس لإبطال قانون لحماية الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (أنقرة )
شؤون إقليمية لقاء أكشنار المفاجئ مع إردوغان في 5 يونيو الماضي فجر أزمة مع حليفها السابق كليتشدار أوغلو (الرئاسة التركية)

صدام حاد بين أكشنار وكليتشدار أوغلو على خلفية زيارتها لإردوغان

طغت على السطح السياسي في تركيا معارك بين الحلفاء السابقين في المعارضة دارت حول اتهامات بـ"الخيانة" لرئيسة حزب "الجيد" السابقة ميرال أكشنار.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)

مخابرات تركيا تضبط خلية سيبرانية باعت معلومات لتنظيمات إرهابية

أعلنت المخابرات التركية عن تفكيك خلية تجسس سيبراني مؤلفة من 11 شخصاً استولت على بيانات شخصية لآلاف الأشخاص في تركيا وكثير من دول العالم، والقبض على أعضائها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
TT

تقرير: إسرائيل لا ترى إمكانية التفاوض مع «حماس» إلا بعد الاتفاق مع «حزب الله»

صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)
صور للمحتجَزين لدى «حماس» (رويترز)

قال أحد أعضاء فريق التفاوض لعائلات الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، خلال اجتماع هذا الأسبوع، إن التفاوض بشأن الرهائن الإسرائيليين تقلَّص منذ تعيين يسرائيل كاتس وزيراً للدفاع، وفق ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن تقرير لـ«القناة 12» العبرية.

ووفق التقرير، سألت عائلات الرهائن عن ادعاء كاتس، للصحافيين، بأن تقدماً حدث في المحادثات، بعد أن وافقت «حماس» على التنازل عن مطلبها بالتزام إسرائيلي مسبق بإنهاء الحرب، في جزء من صفقة الرهائن.

ورد على مفاوض الرهائن بأن ادعاء كاتس غير دقيق، وأن موقف «حماس» من إنهاء الحرب لم يتغير، وقال المفاوض إنها لا تزال على استعداد للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار على مراحل، والذي جرت مناقشته منذ مايو (أيار) الماضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه يعارض إنهاء الحرب مقابل الرهائن.

وأفادت «القناة 12» أيضاً بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن التوصل لاتفاق مع «حماس» لن يكون ممكناً إلا بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع «حزب الله».

وقال مسؤول للشبكة إن الأمل هو أن يؤدي الاتفاق الأخير إلى إحراز تقدم في الاتفاق الأول.