مخابرات تركيا تعلن مقتل قيادية في «قسد» بعملية في الرقة

تمكنت بعد تعقب دقيق من القضاء على كاراكوتش في عملية أمنية نفذتها في منطقة عين عيسى شمال سوريا.

صورة موزعة للقيادية القتيلة في «قسد» توبا كاراكوتش
صورة موزعة للقيادية القتيلة في «قسد» توبا كاراكوتش
TT

مخابرات تركيا تعلن مقتل قيادية في «قسد» بعملية في الرقة

صورة موزعة للقيادية القتيلة في «قسد» توبا كاراكوتش
صورة موزعة للقيادية القتيلة في «قسد» توبا كاراكوتش

كشفت المخابرات التركية عن مقتل قيادية في وحدات «حماية الشعب» الكردية التي تشكل غالبية قوام قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعملية نفذتها في بلدة عين عيسى الواقعة في شمال محافظة الرقة شمال شرقي سوريا.

وقالت مصادر أمنية لوكالة «الأناضول» الرسمية، الأربعاء، إن «المخابرات التركية تمكنت من تحييد (قتل) الإرهابية توبا كاراكوتش المسؤولة عن الشؤون المالية للوحدات الكردية بمدينة عين العرب (كوباني) شمال سوريا».

وأضافت المصادر أن كاراكوتش، التي كانت تحمل الاسم الحركي «زين كوباني»، التحقت بـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي تعد الوحدات الكردية امتداداً له في سوريا، عام 2013.

وتابعت، أن كاراكوتش «شاركت في العديد من العمليات الإرهابية» في تركيا وسوريا والعراق، وكانت تتردد بين سوريا والعراق، «لتأمين الدعم المالي لتنظيمها الإرهابي».

وذكرت المصادر أن المخابرات التركية تمكنت بعد تعقب دقيق، من القضاء على كاراكوتش في عملية أمنية نفذتها في منطقة عين عيسى شمال سوريا.

والسبت الماضي، أعلنت المخابرات التركية القضاء على من يعرف بـ«المسؤول العام لولاية الهول» في «وحدات حماية الشعب» الكردية، «حيدر ديميرل»، الملقب بالاسم الحركي «باغر ترك»، في منطقة تل حميس شمال شرقي الحسكة، بعد مراقبته منذ أن كان يشغل منصب ما يسمى «مسؤول ولاية الحسكة» عام 2020، وأنها قتلته خلال قيامه بتدريب أعضاء التنظيم.

وقالت مصادر أمنية إن ديميرل انضم إلى «حزب العمال الكردستاني» عام 1993، حيث خضع لتدريبات على يد زعيم التنظيم السجين في تركيا مدى الحياة حالياً، عبد الله أوجلان، عامي 1993 و1994، ومن ثم شارك في عمليات إرهابية عديدة، وإنه كان مسؤولاً عن منطقة «قنديل» بشمال العراق، عام 2000، وانتقل لمنطقة الزاب عام 2013، قبل أن يتوجه إلى سوريا عام 2014.

في الوقت ذاته، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، بإصابة اثنين من عمال الأنفاق بجروح خطيرة، إلى جانب صبي يبلغ من العمر 13 عاماً أصيب بجروح في قصف مدفعي نفذته القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، على قرية جديدة وطريق حلب اللاذقية الدولي (إم 4)، بريف عين عيسى، ضمن مناطق نفوذ قوات «قسد» في شمال الرقة.

في الأثناء، سيرت القوات الروسية ونظيرتها التركية، الأربعاء، دورية مشتركة في ريف درباسية الغربي، وصولاً إلى ريف أبو راسين شمالي الحسكة، وسط تحليق مروحيتين روسيتين.

وانطلقت الدورية، التي شارك فيها 4 مركبات عسكرية من كل جانب، من معبر شيريك، وجابت العديد من القرى قبل عودتها إلى نقطة انطلاقها.

وجاءت الدورية بعد يومين من تسيير القوات الروسية دورية منفردة في ريف عين العرب (كوباني)، بريف حلب الشرقي، حيث كان من المقرر تسيير الدورية بشكل مشترك مع الجانب التركي، كما هو المعتاد، إلا أن العربات التركية تأخرت عن الوصول إلى البوابة الحدودية القريبة من قرية غريب الواقعة في ريف عين العرب.

ويأتي تسيير هذه الدوريات في إطار تفاهم تركي روسي، وقع في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أوقفت تركيا بمقتضاه عملية «نبع السلام» العسكرية التي استهدفت مواقع قوات «قسد» في شمال شرقي سوريا.



إسرائيل تعد «ملفاً» لتبرير استئناف الحرب في غزة

TT

إسرائيل تعد «ملفاً» لتبرير استئناف الحرب في غزة

مسلحون من «حماس» يسلمون رهينة كانت محتجزة في غزة إلى اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (رويترز)
مسلحون من «حماس» يسلمون رهينة كانت محتجزة في غزة إلى اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» (رويترز)

في الوقت الذي ذكرت فيه مصادر سياسية مقربة من الحكومة الإسرائيلية أن طاقماً خاصاً في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يعد للرئيس الأميركي دونالد ترمب «ملفاً بالخروقات التي تقوم بها (حماس) لاتفاق وقف النار وتبادل الأسرى حتى يساند إسرائيل في احتمال استئناف الحرب»، كشفت مصادر في تل أبيب ورام الله أن هذه التصريحات جاءت لتغطي على حقيقة أخرى يتضح منها أن نتنياهو يعود إلى سياسته القديمة بتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي بواسطة تعزيز قدرات «حماس» على الحكم.

وبحسب مسؤول في السلطة الفلسطينية، وُصف بأنه «مطَّلع على آليات تنفيذ وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة (حماس) في قطاع غزة»، فإن المظاهر الاستعراضية التي قامت بها «حماس» بخروج عدد كبير من المسلحين بالزي العسكري في شوارع غزة قبيل تسليم المحتجزات الإسرائيليات، مساء الأحد، هي أمر متفَّق عليه بين الطرفين. وقال إن «الاتفاق بين (حماس) وإسرائيل يتضمن ملحق بروتوكول أمني غير معلن، تسمح إسرائيل بموجبه للشرطة المدنية التابعة لحكومة (حماس) بالعمل باللباس الأزرق الرسمي داخل مناطق محددة ذات الكثافة السكانية، ومتفق عليها في قطاع غزة فور دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، صباح الأحد».

وأضاف أن «الشرطة ستتولى المسؤولية الكاملة عن إدارة حركة وتنقُّل النازحين من جنوب قطاع غزة إلى مدينة غزة وشمال القطاع، وقوات (حماس) هي التي تتسلم المساعدات الدولية، وتشرف على توزيعها على السكان». وأكد أن الاتفاق ينص على ألا تقترب الشرطة وغيرها من القوات المسلحة التابعة لـ(حماس) من المواقع التي توجد فيها قوات الجيش الإسرائيلي، والتي وفق الاتفاق، ستبقى على طول الحدود الشرقية والشمالية للقطاع.

تأكيد إسرائيلي

وفي إسرائيل، أكد هذا الموقف أيضاً مسؤولون سياسيون. وبحسب موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن الضجة التي أقامها مسؤولون في الحكومة حول المظاهر المسلحة لرجال «حماس» هي ضجة مفتعلة. وبحسب المحرر العسكري للموقع، رون بن يشاي: «لقد استخدمت (حماس) تحرير المحتجزات الثلاث فرصةً لإجراء استعراض للقوة في غزة، وهو بالمناسبة لم يكن مبهراً؛ فقد كان هناك فقط بضع عشرات من المسلحين، ويبدو أنهم لم يكونوا منظَّمين وبقيادة كما ينبغي، ما شكَّل خطراً على حياة المخطوفات الإسرائيليات».

هذا طلب يجب طرحه على الوسطاء كي يطرحوه على «حماس» و«الصليب الأحمر»: «نقل المخطوفين والمخطوفات يجب أن يتم في مكان خفي، وليس في قلب جمهور معربد».

كابوس تلو كابوس

وفي الصحيفة نفسها، كتب المتخصص في الشؤون الفلسطينية آفي يسسخروف، أن إسرائيل وصلت إلى اليوم التالي، حتى إن كان مؤقتاً، لتستيقظ من كابوس وتدخل الكابوس نفسه. ففي الجانب الآخر من الحدود ستواصل «حماس» الحكم، بناء أنفاق وتجنيد مزيد من الناس، دون أن يقوم لها بديل محلي. يبدو أن من رأى في «حماس» ذخراً ذات مرة لم يعد يمكنه أن يُشفى من هذا.

وأضاف أن صور المخطوفات الثلاث وهن يُنقلن إلى مركبات «الصليب الأحمر» في قلب غزة محوطات بآلاف الفلسطينيين، وبينهم مئات المسلحين مع ربطات رأس خضراء، تجسد حجم الهزيمة السياسية لدولة وحكومة اختارتا عن وعي تخليد حكم «حماس» في غزة حتى بعد 15 شهراً من الحرب. «حماس» بقيت على حالها. وقد كان هذا الهدف الأعلى لـ«حماس» فور بدء الحرب، ورغم أن الحكومة برئاسة نتنياهو أعلنت أنها ستعمل على تصفيتها، إذ إن المنظمة لم تنجُ عسكرياً فقط، بل حكمها بقي على حاله، وهذا بقدر غير قليل بفضل حكومة إسرائيل.

مراسم دفن جندي إسرائيلي قُتل في غزة (رويترز)

شعارات فارغة

ولفت الكاتب إلى أنه «على مدى أشهر، رفض نتنياهو ووزراؤه بحزم خوض نقاش معمق على إقامة بديل سلطوي لـ«حماس»، وذلك رغم أنه يوجد عدد لا يحصى من محافل الأمن الذين حذروا من أنه من الواجب عمل ذلك، وإلا فإن هذه الحرب ستكون عبثاً، عدد لا يحصى من المحللين والخبراء حذروا، لكن نتنياهو لم يرغب في ذلك. لقد فهم رئيس الوزراء أن كل نقاش سيؤدي في نهاية الأمر إلى استنتاج واضح – بديل سلطوي لا يمكنه أن يقوم في غزة إلا مع السلطة الفلسطينية وحركة «فتح». وقد رفض نتنياهو ذلك لاعتبارات سياسية، والخوف الأكبر لديه كان من الثنائي سموتريتش وبن غفير. الشعارات الفارغة عن أن السلطة الفلسطينية سيئة مثل «حماس» ومحظور «السماح للنازيين بأن يحلوا محل النازيين» انكشفت عندما رأينا أنه بدلاً من جسم فلسطيني يمكنه أن يعمل إلى جانب إسرائيل، ويساعدها مثلما يحدث في الضفة الغربية، تلقينا أمس دليلاً آخر على أنه لا توجد خيارات جيدة في الشرق الأوسط – فقط سيئة وأسوأ. وحكومة إسرائيل اختارت عن وعي الخيار الأسوأ – استمرار حكم حماس».

وحتى وزير المالية المتطرف، بتسليئيل سموتريتش، انتبه إلى ذلك من زاوية أخرى، وقال إن «حماس» ربحت في الحرب نحو مليار دولار، من سيطرتها على المساعدات الإنسانية في غزة والاتجار بها. وعاد ليهدد بإسقاط الحكومة إذا لم تخرج إلى الحرب لتصفية «حماس» بالكامل.

وكان نتنياهو قد أقنع سموتريتش بالبقاء في الحكومة بالقول إنه واثق بأن «حماس» ستخرق الاتفاق، ما سيبرر لإسرائيل أن تعود إلى القتال. وأوضح له أنه يقيم في مكتبه دائرة تتابع نشاط «حماس»، بل تنصب لها الكمائن حتى تقع فيها، وتظهر سيطرتها على قطاع غزة بعد الحرب. وتطرح الملف أمام الرئيس ترمب ليوافق على استئناف القتال.