«مدام دو فارين» المرأة التي غيّرت مذهب روسو وطائفته

كان آخر نصّ كتبه ناقصاً، وكان موجهاً إليها

جان جاك روسو
جان جاك روسو
TT

«مدام دو فارين» المرأة التي غيّرت مذهب روسو وطائفته

جان جاك روسو
جان جاك روسو

من يستطيع أن ينسى الحب الأول؟ ليس أبو تمام طبعاً؛ ما الحب إلا للحبيب الأول... وليس جان جاك روسو أيضاً؛ أي ليس ذلك الشخص الذي ظلّ يحن إلى حبيبته الأولى «مدام دو فارين» ويتوجع عليها ويتفجع. فبعد مرور خمسين عاماً على بداية لقائه بها نجده ينفث نفثات الصبّ الموله لدى ذكراها. ومعلوم أنها المرأة التي غيّرت مجرى حياته، فانتقل لأجلها من البروتستانتية إلى الكاثوليكية، قائلاً: «إن مذهباً يعتنقه مبشرون من أمثالها سوف يقود حتماً إلى الجنة».

في شتاء العمر، عندما يتهيأ المرء للرحيل الأبدي وينسى كل شيء، كان آخر نصّ كتبه ناقصاً، وكان موجهاً إليها؛ إلى تلك المرأة الخالدة. كان موجهاً إلى تلك المرأة التي أنقذته يوماً ما والتقطته من الشارع تقريباً. كان موجهاً إلى تلك المرأة التي آوته واحتضنته عندما كان ضائعاً مشرداً على الطرقات والدروب...

ينبغي أن يقرأ المرء تلك الصفحات «القاتلة» التي كرّسها روسو لهذه المرأة على مدار اعترافاته أو مذكراته. وربما توقف القارئ أو تسمَّر بصره عند ذلك الموقف العجيب والأخّاذ حيث رآها روسو لأول مرة. من يستطيع أن يصف اللقاء الأول للحبّ؟ من يستطيع أن يسترجعه ويتذكر الشرارة الأولى؟ أي متعة في ذلك، وأي حسرة؟! أين هي السينما أو الكاميرا التي تستطيع أن تصور الحادثة مثلما صوّرها روسو عندما ناداها من الخلف، فاستدارت، فرأى وجهها لأول مرة؟ وردة الوردات، شمسٌ ساطعة... كانت آنذاك في عزّ شبابها.

لم يحبّ جان جاك روسو «مدام دو فارين»، وإنما قدسها؛ كانت أكبر من أن تُحبّ أو تُشتهى. لأجلها غيّر مذهبه وطائفته، لأجل «سواد عيونها»... ومعلوم أن تغيير المذهب في ذلك الوقت كان أصعب عليك من تجرع السم الزعاف. نقول ذلك وخاصة أن المذهب الكاثوليكي كان يعدّ بمثابة العدو اللدود للمذهب البروتستانتي الذي تربى عليه روسو في جنيف، والعكس صحيح أيضاً. لكن لنستمع إليه يتحدث عنها في كتاب «الاعترافات» الشهير:

«لن أنتهي من الحديث عنها مهما طال إذا ما دخلت في تفاصيل كل الحماقات والأعمال الجنونية التي كنت أرتكبها عندما لم أكن تحت بصرها وعندما كانت ذكراها تعمر قلبي. كم من المرات رحت أقبّل السرير لأني أعرف أنها كانت قد نامت فيه قبلي؟ وكم قبلت الستائر وأثاث الغرفة لعلمي أنها كانت تشغلها قبل لحظات وأن أناملها الناعمة قد لمست كل أشيائها؟ بل كم هويت لكي أقبل الأرض التي مشت عليها؟»...

أرجو من القارئ أن يعود إلى اعترافات جان جاك روسو فيختار منها تلك الصفحات العديدة المتبعثرة هنا أو هناك، والمتعلقة فقط بتلك السيدة الرائعة المدعوة؛ مدام دو فارين. وأرجو منه أن يتوقف عند آخر لقاء حصل بينه وبينها بعد سنوات طويلة من القطيعة والهجران. وكانت قد كبرت وتشوهت وغيَّرت السنون ملامح وجهها. وأرجوه أن يقرأ بخشوع هاتيك السطور...

كان آخر نصّ كتبه قبل أن يرحل عن هذا العالم ناقصاً. وكان مكرساً لها ولها وحدها. وقد توقف في منتصف العبارة، لأن الموت داهمه فلم يستطع أن يكمله. لم يقل كلمة واحدة عن زوجته «تيريز لوفاسير» التي كانت تعيش معه منذ أكثر من ثلاثين سنة، والتي كانت تعدّ ظاهريّاً بمثابة قرينته، ولكنها عملياً كانت متعايشة معه مثل أخ وأخته؛ كل واحد في غرفته ما عدا السنوات الأولى. ولكنه كان يشفق عليها ويحترمها ويتحمل مسؤولية نفقتها وإعالتها. وكانت تخدمه وترعاه وتوفر له الظروف المناسبة لكي يكتب ما كتب ويفعل ما فعل. ألم نقل لكم إن الحب في جهة، والزواج في جهة أخرى؟ قصة كلاسيكية... ولهذا الموضوع كرّس روايته الشهيرة التي دوّخت فرنسا.

مدام دو فارين

لم تصدق مدام دو فارين أن هذا «الولد» الذي جاءها يوماً ما شريداً جائعاً، والذي تعرف كل نقاط ضعفه واحدة واحدة، قد أصبح جان جاك روسو؛ أي نبي العصور الحديثة. لم تصدق أنه أصبح النجم الساطع للآداب الفرنسية والفكر العالمي. ولذلك عندما التقيا لأول مرة بعد الفراق الطويل هوت على يديه لكي تقبلهما فتلقفها هو واحتضنها واختلطت دموعه بدموعها...

من المعلوم أن شهرة روسو كانت أسطورية. كانت الناس في مقاهي باريس تصعد على الكراسي والطاولات عندما يمر في الشارع فقط لكي تلمح وجهه، صورته، شكله. هذه الشهرة الهائلة هي التي جرّت عليه المتاعب والويلات والملاحقات الضاريات. ومعلوم أنه مات مطارداً مرعوباً مغيراً عنوانه باستمرار، بل مختفياً عن الأنظار. ستون جهة كانت تلاحقه دفعة واحدة. يريدون أن يقتلوه، أن يصفوه، أن يمصوا دمه مصّاً. كان يقول هذه العبارة البليغة: «للسقف فوق رأسي عيون وللجدران آذان». كان يعرف أنه مراقب في كل حركاته وسكناته. ممنوع أن يتنفس تنفساً. وكان يقول ما معناه؛ هناك يد تلاحقني في الظلام تريد أن تصل إليّ، أن تلسعني بأي شكل، ولا أعرف كيف أتحاشاها. كلما هربت منها لحقتني، كلما تحاشيت الحفرة وقعت فيها. ولكن لماذا يستغرب جان جاك روسو كل ذلك؟ هل يعتقد أنهم سيلاقونه بالورود والرياحين والأهازيج بعد كل ما فعل؟ ألا يعلم أنهم قرأوا كتاباته حرفاً حرفاً؟ قنابل موقوتة، حرائق مشتعلة... لقد فكّك في مؤلفاته كل التصورات العتيقة البالية وكل المفاهيم الأصولية التقليدية - بل التكفيرية - للدين المسيحي. وهي مفاهيم وتصورات كانت راسخة في العقلية الجماعية كحقيقة مطلقة لا تقبل النقاش. لقد فتح الآفاق لمفهوم آخر للدين، مفهوم منعش ومحرر، غير مفهوم القساوسة والمطارنة وبقية رجال الدين. كل العالم القديم أصبح يتهاوى تحت ضربات جان جاك روسو. كل الفكر القديم الراسخ رسوخ الجبال منذ أكثر من ألف سنة فقد مشروعيته ومصداقيته. لقد أخرج فرنسا – بل أوروبا كلها - من عصر الظلمات إلى عصر الأنوار. كيف يمكن أن يغفروا له فعلته تلك؟ لهذا السبب قال عنه غوته: «فولتير أغلق العالم القديم، وجان جاك روسو دشن العالم الجديد». وقد صدق. والدليل على ذلك أنه بعد موته بعشر سنوات فقط اندلعت الثورة الفرنسية وملأت صوره شوارع باريس، وأصبحت مؤلفاته إنجيلاً لها. بل أصبحت أفكاره المادة الأساسية لذلك الإعلان الشهير؛ إعلان حقوق الإنسان والمواطن. بعد اليوم لا طائفية في فرنسا ولا مذهبية، ولا أقليات ولا أكثريات. بعد اليوم لا يوجد إلا مواطنون ومواطنات متساوون في الحقوق والواجبات. بعد اليوم، لا يوجد ابن ستّ وابن جارية، ابن الإقطاعيين الأرستقراطيين وابن الفلاحين المحتقرين. ولمن يعود الفضل في ذلك؟ إلى جان جاك روسو وفولتير ومونتسكيو وبقية فلاسفة الأنوار الكبار. أما أساطين الأصولية الكاثوليكية والظلامية المسيحية فقد نزلوا تحت الأرض واختفوا عن الأنظار. هذه هي الثورة الكبرى التي دشّنت العصور الحديثة. هذه هي الثورة التي صفق لها كانط بكلتا يديه، وكذلك هيغل وهولدرلين وبقية العباقرة والعظماء...

.


مقالات ذات صلة

ما سر الإقبال على روايات الطبيبة المتخفية وراء اسم مستعار؟

كتب أغلفة بعض روايات فريدا ماكفادن

ما سر الإقبال على روايات الطبيبة المتخفية وراء اسم مستعار؟

هل يعني تصدر قوائم «البيست سيلر» بالضرورة أننا أمام عمل أدبي يزخر بالعمق الفني، والجمال اللغوي، والأصالة الفكرية؟

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «ليس عزاءً بل ضوءاً»... استعادة فلسفة سيمون فاي

«ليس عزاءً بل ضوءاً»... استعادة فلسفة سيمون فاي

يطرح الكاتب المصري مينا ناجي سؤالاً مركزياً هو: «كيف نحب في حياة صعبة كهذه؟»، ليتأمل في ظواهر الحب والروحانيات والتاريخ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
كتب رحلة البحث عن أمل ضائع

رحلة البحث عن أمل ضائع

في وقت مضى، ليس بعيداً، كتبتُ مقالة بعنوان «زمن الرواية الليبية» نشرت في موقع صحيفة «بوابة الوسط».

جمعة بوكليب
ثقافة وفنون مشهد من فيلم «الختم السابع»

«الحبكة المقدسة»... السينما والثقافة الأخلاقية

يناقش كتاب «الحبكة المقدسة»، الصادر عن دار «إيبيدي» بالقاهرة، للباحث أسعد سليم، تناول الشاشة الفضية للموضوعات ذات البعد الديني الأخلاقي

رشا أحمد (القاهرة)
ثقافة وفنون حلل أنثوية مصدرها قبرين من مدفن جبل البُحَيْص في إمارة الشارقة

حُلي نسائية جنائزية من جبل البُحَيْص

كشفت أعمال التنقيب المتواصلة في دولة الإمارات المتّحدة خلال العقود الأخيرة عن سلسلة من المدافن الأثرية

محمود الزيباوي

«الحبكة المقدسة»... السينما والثقافة الأخلاقية

مشهد من فيلم «الختم السابع»
مشهد من فيلم «الختم السابع»
TT

«الحبكة المقدسة»... السينما والثقافة الأخلاقية

مشهد من فيلم «الختم السابع»
مشهد من فيلم «الختم السابع»

يناقش كتاب «الحبكة المقدسة»، الصادر عن دار «إيبيدي» بالقاهرة، للباحث أسعد سليم، تناول الشاشة الفضية للموضوعات ذات البعد الديني الأخلاقي، وما أثارته عبر تاريخها وما تخلل ذلك من توافق وتناغم، أو خلاف وتباعد بين صناع هذا الفن وبعض المؤسسات أو الجهات ذات الخلفية الروحانية.

في ثلاثينات القرن الماضي، تأسست في الولايات المتحدة جماعة تحمل اسم «فيلق الحشمة» كان هدفها كما هو معلَن «مكافحة الفجور في السينما» وفق معايير أخلاقية متشددة ترى أن «هوليوود هي أقرب شيء للجحيم على الأرض، بل هي ما تمكَّن الشيطانُ حتى الآن من إقامته في هذا العالَم، كما أن نفوذها يقوِّض الثقافة الأخلاقية».

جاء الصدام الأكبر عبر ويل هاريسون هايز (1879 - 1954) رئيس الرقابة في هوليوود وقتئذٍ، حيث تبنى قانوناً يتضمن مجموعة من التعليمات الصارمة للرقابة الأخلاقية تلغي أي حرية لدى صناع الفن في تناول أي عمل له طابع ديني، رغم أن تلك النوعية من الأفلام التي سبق تقديمها بالفعل كانت تتوافق مع الرؤية الدينية للمؤسسات الرسمية، كما في فيلم «حياة موسى» للمخرج ستيوارت بلاكتون، إنتاج 1909، والمكون من 5 أجزاء.

ورغم أن فيلم «من المهد إلى الصليب» تم تصويره في فلسطين وظهر للنور عام 1912، فإنه واجه اعتراضات بسبب الاعتراض على تجسيد الشخصيات الدينية على الشاشة. وتركت الأزمة الاقتصادية الشهيرة المعروفة باسم «الكساد الكبير» (1929 - 1939) الملايين حوْلَ العالَم في حالة من اليأس والإحباط، وهو ما جعَل القصص الروحانية التي تدعو للأمل والخلاص تبدو فكرة جذَّابة وملهِمة، ينتظرها الناس بشغف.

يوضح الكتاب أن السينما لمْ تتوَانَ عن اقتناص الفرصة؛ حيث قامت بإنتاج ملاحِمَ دينيةٍ ضخمة، بمؤثِّرات بصرية مقبولة، كما برَز اسم المخرِج سيسيل ب. ديميل واحداً من زعماء تلك الفترة، من خلال فيلمه الصامت «الوصايا العَشْر» (1923) الذي كان بمثابة الشرارة الأولى نحو إنتاج أعمال ملحمية مبهِرة، حيث استخدم ديميل تقنيات مبتكَرةً، مثل اللقطات الملوَّنة يدويّاً لتصوير شَقِّ البحر الأحمر، مما جعَل الجماهير تنظُر للفيلم كأعجوبة بصرية.

وتقدَّمت هوليوود خطوة للأمام، بمحاولة تقديمها أفلاماً دينية ذات طابع إنساني جماهيري، مثل فيلم «المراعي الخضراء»، 1936، الذي كان جميع أفراد طاقم التمثيل فيه من أصحاب البشرة السمراء. أما أثناء الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) فكان لزاماً على السينما أن تكون أداة لرفْع الروح المعنوية، وبالفعل حاولت ذلك في فيلم «أغنية برناديت»، الذي يحكي قصة فتاة تُدعَى «برناديت»، تنتابها رؤى غامضة ذات بعد روحاني وهو ما مثَّل رسالة أمَلٍ، في وقتٍ كانت فيه أوروبا تعاني من الدمار.

ووصَلَت الملاحِم الدينية لذروتها مع فيلم «بن هور» (1959) الذي حصَد إحدى عشرة جائزة أوسكار، وتناوَل اضطهاد المسيحيين في روما القديمة، مستخدِماً مَشاهدَ هائلة لسباق العربات؛ لجذْب الجماهير، في خطوة جديدة تجمع بين الإبهار البصري والرسائل الروحية.

وتحت ضغط التغييرات الجذرية التي شهدتها حقبة الستينيات من ثورات ثقافية اجتماعية وحركات التحرر، طرحت السينما الغربية رؤى مختلفة وجديدة في معالجة الموضوعات ذات البعد الديني التاريخي. مهّد المخرِج السويدى إنغمار برغمان لهذا التحوُّلَ بأفلام من نوعية «الختم السابع» الذي يصوِّر رحلة فارس عائد من الحروب الصليبية في العصور الوسطَى، يواجِه ملاكَ الموت في لعبة الشطرنج، وسط وباء الطاعون القاتل. وقدَّم المخرِج رومان بولانسكي فيلمَه الشهيرَ «طفل روزماري» 1968، الذي اتَّخذ الشيطانَ تهديداً قوياً في قلب مدينة نيويورك، معتمِداً على إثارة أجواء من الرعب والقلَق عن طريق استخدام الطقوس المخيفة.

طرحت السينما الغربيةرؤى مختلفة وجديدة في معالجة الموضوعات ذات البعد الديني التاريخي

يذكر المؤلف أنه من العلامات المهمة في هذا السياق، ما قدمه المخرِج وليام فريدكين في فيلمه الشهير «طارد الأرواح» (1973)، الذي يحكي عن معركة مثيرة بين عدد من رجال الدين وروح شريرة تسيطر على فتاة صغيرة، مستخدِماً تقنيات بصرية حديثة، ومؤثِّرات صوتية، بالغة الدِّقة؛ لِبَثِّ الرعب في نفوس المُشاهدين. كما اقتبس المخرِج كين راسل أحداث فيلمه «الشياطين» (1971) من أحداث تاريخية دارت في فرنسا في القرن السابع عشر، الذي صوَّر اضطهاد رجل دين بتُهمة السِّحر وسط صراعات سياسية، مقدِّماً مَشاهد صادمة، وهو ما جعله محظوراً من العرض في بعض الدول، لكنه أظهَر صلابة السينما، وإمكانية تَحَدِّيها للمؤسسات الرسمية. وقدم المخرِج ستانلي كوبريك في عام 1986 مفهومَ التطور والذكاء الاصطناعى في فيلمه الشهير «أوديسا الفضاء 2001» باعتباره صاحب قدرات تفوق البشر على نحو خارق حتى أن البعض فكر في عبادته، مما جعل هذا العمل يعد نقطة تطوُّر جوهرية في مسار سينما الخيال العِلمي، وطريقة محاكاتها للرموز المقدسة.

ومع دخول التسعينيات، أصبح العالَم يمُوج على سطْح هائل من المعرفة والتكنولوجيا، امتازت تلك الفترة بسهولة الحصول على المعلومات وسيولتها، وهو ما حاوَلَت السينما عكسه في أفلامها، ومنها الفيلم الشهير «ماتريكس» (1999) الذي جمَع بين العديد من المفاهيم ذات الطابع المقدس في حبكة تجمع بين الإيقاع البوليسي والرؤية الوجودية القاتمة.

وبدا فيلم «آلام المسيح» (2004) لميل غيبسون مغرقاً في الأجواء الواقعية المثيرة للحزن والتعاطف نظراً للبراعة في تجسيد عذاباتِ السيد المسيح، بحسب ما يعتقد المسيحيون، بينما أشار المخرِج أنغ لي في فيلمه «حياة باي» (2012) إلى مفاهيم إيمانية روحانية مؤثرة عبر مَشاهد بصرية مذهِلة.