العربية في يومها العالمي... واقع مؤسف ومخاطر جسيمة

أكاديميون وأدباء يشخصون أزمة «لغة الضاد» ويقترحون طرق معالجتها

هوشنك أوسي
هوشنك أوسي
TT

العربية في يومها العالمي... واقع مؤسف ومخاطر جسيمة

هوشنك أوسي
هوشنك أوسي

في يومها العالمي الذي وافق أمس (الثلاثاء)، لا تبدو اللغة العربية في أفضل حالاتها، سواء من حيث الانتشار والتأثير أو الاهتمام داخل المؤسسات التعليمية. يكفي أن يُلقي أحدهم نظرة عابرة على لافتات المحال أو أسماء الأسواق التي تحاصر المواطن العربي أينما ولّى وجهه ليكتشف أن اللغات الأجنبية، لا سيما الإنجليزية، صار لها اليد الطولى. ويزداد المأزق حدةً حين تجد العائلات أصبحت تهتم بتعليم أبنائها اللغات الأجنبية وتهمل لغة الضاد التي تعاني بدورها من تراجع مروِّع في وسائل الإعلام ومنابر الكتابة ووسائط النشر والتعبير المختلفة.

في هذا التحقيق، يتحدث أكاديميون وأدباء حول واقع اللغة العربية في محاولة لتشخيص الأزمة بدقة بحثاً عن خريطة طريق لاستعادة رونقها وسط ما يواجهها من مخاطر.

سمير الفيل

عاميات مائعة

في البداية، يشير الناقد والأكاديمي البحريني د. حسن مدن إلى أنه من الجيد أن يكون للغة العربية يوم نحتفي بها فيه، فهي لغة عظيمة منحت بثرائها ومرونتها وطاقاتها الصوتية العالم شعراً عظيماً، كما منحته فلسفة وطباً ورياضيات وهندسة، واستوعبت في ثناياها أمماً وأقواماً عدة. ورأى مدن أن يوم اللغة العربية ليس مجرد يوم للاحتفاء بها، إنما هو، أيضاً، وربما أساساً، للتنبيه إلى المخاطر الكبيرة التي تواجهها، حيث تتهدد سلامة الكتابة والنطق بها مخاطر لا تُحصى، متسائلاً: ماذا بقي في أجهزة التلفزة الناطقة بالعربية من اللغة العربية السليمة، التي تُنتهَك قواعدها كل ساعة، وتحل محلها عاميات مائعة، حيث يتبارى المذيعات والمذيعون في التلذذ بمطِّ ألسنتهم وهم ينطقونها، فيما يختفي جيل أولئك المذيعين المفوهين ذوي التأسيس اللغوي السليم الذين كانت اللغة العربية تشنّف الأسماع من على ألسنتهم؟

د. حسن مدن

ويستدرك الأكاديمي البحريني موضحاً أنه ليس مطلوباً من الجميع أن يتحولوا إلى علماء أفذاذ على غرار سيبويه، فذلك مُحَال، خصوصاً أن الانشطار الذي أصاب اللغة العربية إلى فصحى ومجموعة لهجات عامية جعل من المستحيل أن تكون لغتنا العربية، بصرفها ونحوها لغة محادثة يومية، ولكن ثمة حدود دنيا من قواعد اللغة وطريقة كتابتها ونطقها يجب احترامها والحفاظ عليها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخاطر تخريب اللغة.

ويلفت د. مدن إلى أنه فيما يتعلق بواقع اللغة في معاهد التعليم والدرس، نجد أنه من المؤسف أن معيار تفوق التلميذ أو الطالب الجامعي بات في إتقانه اللغة الإنجليزية لا العربية، وبات يفكر كل والدين حريصين على مستقبل أبنائهما في تعليمهم الإنجليزية، ومن النادر أن يتحدث أحدهم عن حاجة أبنائه إلى إتقان العربية. ويحذر د. مدن من مخاوف تواجه مستقبل لغة الضاد وإمكانية تعرضها لخطر يتهدد وجودها، لافتاً إلى أن هناك تقريراً أجنبياً يتحدث عن أن قرننا الحالي سيشهد ضمور وموت مائتي لغة من لغات شعوب العالم تحت سطوة العولمة الثقافية التي تتخذ من اللغة الإنجليزية «المؤمركة» وسيلة إيصال واتصال.

د. عيدي علي جمعة

حلول عملية

ويشير القاصّ والروائيّ المصريّ سمير الفيل إلى عدة حلول عملية للخروج من النفق المظلم الذي باتت تعيشه لغة الضاد، مشيراً إلى ضرورة الاهتمام بمعلمي اللغة العربية وأساتذتها في المدارس والجامعات، من حيث الرواتب وزيادة مساحات التدريب، بالإضافة إلى جعل اللغة العربية أساسية في كل المؤسسات التعليمية مهما كانت طبيعة المدرسة أو الجامعة. وهناك فكرة الحوافز التي كان معمولاً بها في حقبتَي السبعينات والثمانينات، فمن يدخل أقسام اللغة العربية من الحاصلين على 80 في المائة فأكثر، تُخصَّص لهم حوافز شهرية.

ويمضي «الفيل» في تقديم مزيد من المقترحات العملية مثل استحداث مسابقات دائمة في تقديم دراسات وبحوث مصغرة حول أعمال رموز الأدب العربي قديماً وحديثاً، فضلاً عن عدم السماح بوجود لافتات بلغة أجنبية، وتحسين شروط الالتحاق بكليات العربية المتخصصة مثل دار العلوم والكليات الموازية. ويضيف: «يمكنني القول إن اللغة العربية في وضع محرج غير أن الاهتمام بها يتضمن أيضاً تطوير المنهج الدراسي بتقديم كتابات كبار المبدعين والشعراء مثل نجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وأبي القاسم الشابي، وغيرهم في المنهج الدراسي بحيث يكون مناسباً للعصر، فلا يلهث للركض في مضمار بعيد عن العصرية، أو الحداثة بمعناها الإيجابي».

تدخل رسمي

ويطالب د. عايدي علي جمعة، أستاذ الأدب والنقد، بسرعة تدخل الحكومات والمؤسسات الرسمية وجهات الاختصاص ذات الصلة لوضع قوانين صارمة تحفظ للغة العربية حضورها مثل محو أي اسم أجنبي يُطلق على أي منشأة أو محل داخل هذه الدولة أو تلك، مع دراسة إمكانية عودة « الكتاتيب» بصورة عصرية لتعليم الطفل العربي مبادئ وأساسيات لغته بشكل تربوي جذاب يناسب العصر.

ويشدد على أن اللغة العربية واحدة من أقدم اللغات الحية، تختزن في داخلها تصورات مليارات البشر وعلومهم وآدابهم ورؤيتهم للعالم، وأهميتها مضاعفة، لكثرة المتحدثين بها في الحاضر، وكثرة المتحدثين بها في الماضي، فضلاً عن كثرة تراثها المكتوب، لكن من المؤسف تنكُّر كثير من أبنائها لها، فنرى الإقبال الشديد على تعلم لغات مختلفة غير العربية، فالأسر حريصة جداً على تعليم الأبناء في مدارس أجنبية، لأنهم يرون أن هذه اللغات هي البوابة التي يدخل منها هؤلاء الأبناء إلى الحضارة المعاصرة.

الأديب السوري الكردي، المقيم في بلجيكا، هوشنك أوسي، إنتاجه الأساسي في الشعر والرواية والقصة القصيرة باللغة العربية، فكيف يرى واقع تلك اللغة في يومها العالمي؟ طرحنا عليه السؤال، فأجاب موضحاً أن الحديث عن تردّي واقع اللغة العربيّة مبالَغ فيه، صحيح أنّ العالم العربي والبلدان العربيّة هي مناطق غير منتجة صناعياً، ولا تقدّم للعالم اختراقات وخدمات علميّة تسهم في الترويج للغة العربيّة والتسويق لها، كحال بلدان اللغات الإنجليزيّة، والفرنسيّة، والألمانيّة، والصينيّة، إلاّ أن اللغة العربيّة لم تكتفِ بالمحافظة على نفسها وحسب، بل طوّرت نفسها لتنسجم ومقتضيات العصر وإيقاعه المتسارع.

ويلفت أوسي إلى نقطة مهمّة مفادها أن النهوض الاقتصادي في الصين وكوريا الجنوبيّة واليابان، لم يجعل من لغات هذه البلدان رائجة في العالم، ومنافسة للغات الإنجليزيّة، والفرنسيّة، والألمانيّة. وفي ظنه أن أعداد الأجانب الذين يودّون تعلّم اللغة العربيّة، لا يقلّ عن الذين يودّون تعلّم اللغات الصينيّة واليابانيّة والكوريّة.


مقالات ذات صلة

من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

يوميات الشرق من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من «الأطلال» إلى «واللهِ أبداً»... جواهر اللغة العربية بأصوات أجيالٍ من المطربين

من أم كلثوم وفيروز وعبد الوهاب، مروراً بماجدة الرومي وكاظم الساهر، وصولاً إلى عمرو دياب. كيف أسهمَ نجوم الأغنية في إحياء اللغة العربية الفصحى؟

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون حُلي من مدافن البحرين الأثرية

حُلي من مدافن البحرين الأثرية

كشفت حملات التنقيب المتواصلة في تلال مدافن البحرين الأثرية عن مجموعات متعددة من اللُّقَى، منها مجموعة كبيرة من الحليّ والمجوهرات دخلت متحف البحرين الوطني

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون ريجين أولسين

«كيركيغارد»... والحب المستحيل

كان أحدهم قد أطلق العبارة التالية: كيركيغارد فيلسوف كبير على بلد صغير الحجم. بمعنى أنه أكبر من البلد الذي أنجبه. وبالفعل، فإن شهرته أكبر من الدنمارك

هاشم صالح
ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

أبطال يحاربون طواحين الهواء

أبطال يحاربون طواحين الهواء
TT

أبطال يحاربون طواحين الهواء

أبطال يحاربون طواحين الهواء

في مجموعته القصصية الجديدة «كل ما يجب أن تعرفه عن ش» يضع الكاتب والروائي المصري أحمد الفخراني أبطاله في مُواجهات ذهنية ونفسية تجعلهم يعيدون تأمل لحظات مشهدية من حياتهم، داعماً تأملاتهم بملامح فانتازية ضاعفت من تأثيرها الحكائي بصورة لا تخلو من سخريات نقدية وقدرية لاذعة.

صدرت المجموعة أخيراً عن دار «الشروق» في مصر، وفيها يؤسس الفخراني للعبة فنية مغوية، تبدأ من عتبة عنوان المجموعة الذي يستدعي أكثر من خاطر، بداية من نبرة الراوي الاستشرافية التي تشي بأنه يعرف الكثير عن «ش» بما تحتمله تلك النبرة من ملامح تشويق، أو تلميح وتحذير ضمني، وصولاً لهُوية هذا الـ«ش» الذي قام بتشفيره برمز أبجدي، ويظل الراوي العليم يستفيض عن هُويته الغامضة التي يعبر بين غرابتها وتناقضاتها وسلطتها، مستعيناً بأسلوب الحكي المُراوغ فيقول عنه: «هو ليس حقيقياً تماماً أو شخصاً افتراضياً تماماً»، ويقول أيضاً: «كما أن هناك سبباً آخر قد يحفزك للتعرف على (ش)، أنه هو نفسه سيكون مهتماً بالتعرف عليك»، فيمنح الكاتب لراويه العليم أقصى درجات العلم والإحاطة ببطله «ش» وتاريخه ودوافعه سواء المُعلنة منها أو السريّة.

شهوة الكلام

يقدم الفخراني بطله «ش» بأنه رجل في منتصف الأربعينيات، وهكذا الحال بالنسبة للعديد من أبطال قصص المجموعة الذين تجمعهم مظلة منتصف العمر، فيما يبدو أن هذا العمر ذريعة لاستنطاق حياتهم العادية الرتيبة، وتفجير الغضب الذي تراكم فيها ووجد تنفيسه في الأماكن الخطأ كما يصف لنا الراوي بطل قصة «ضي الماس» فيقول: «لا يشعر فرج بالحقد تجاه أحد، بل الخذلان فقط، خذلان عميق وغائر يثقب الروح، ويخلف غضباً تافهاً ومؤقتاً، يظهر دوماً في اللحظة غير المناسبة، يوجهه الشخص الخطأ ويكلفه ذلك كثيراً»، ويبدو أن رصيد الأخطاء المتراكمة لأبطال المجموعة يجعلهم بشكل لا إرادي في حالة انتظار إما لعقاب أو لمواساة من مجهول، حتى لو أتاهم بصورة وهمية محضة، فبطل هذه القصة يقوم ببناء علاقة مع حساب افتراضي لفتاة مجهولة يُخيّل إليه أنها «ملاكه الحارس»، ويشعر أن عالمه انقبض لحظة تبخّر حسابها.

من جهة أخرى، يحتفظ أبطال المجموعة بذكريات اللحظات الثورية في حياتهم، حتى يبدو مجموع حكاياتهم تكثيفاً لصوت جمعي عن الاحتجاج المطمور أسفل طبقات من المظاهر الزائفة، والسخرية من النفس، أو حتى منحها أسطورة شخصية يستعيضون بها عن سؤال واقعهم المُبهم، بل يسعون لتأريخ لحظاتهم الثورية ضد طبيعتهم الخاضِعة والتمرد عليها، فبطل قصة «حكاية الرجل الذي أصيب بشهوة الكلام» يسعى جاهداً لتوثيق تلك اللحظة التي تغيّر فيها كل شيء بعدما أصابته لوثة الكلام بعد صيام طويل عنه، فيبني سوراً شهيقاً يفصل بين حال حياته قبل وبعد الكلام، تلك اللحظة «الحالِمة» التي يجمع فيها أسرته الصغيرة مُعلناً تدشين عهد الكلام، فيبدأ في حديث لم ينقطع معهم عن أي شيء؛ عن المناخ والكتب وكرة القدم، فلا تنقطع شهوة الكلام لديه حتى بات يُمطر جيرانه وشركاء وسائل العمل ووسائل النقل بأحاديث لم تنقطع، معها تتبدّل حياته رأساً على عقب، ويصبح كلامه سبباً في نبذه من الجميع، فيترك الحبل على غاربِه وهو يتأرجح بين الخرس والكلام، وكأنها سيرة تاريخية لا تنقطع عن التمرد والإذعان.

الحي السويسري

أما بطل قصة «الحي السويسري» فيضع كل مُدخراته من أجل تملّك شقة في هذا الحي الذي يقع وسط القاهرة، فيُغريه اسمه الأوروبي البرّاق قبل أن يتحوّل إلى حي عشوائي يُحاصره القبح من كل صوب، فيما يظّل هو يحلم بسقوط الثلج على هذا الحي ليغطي كل قبحه بالبياض، فيبدو أسير هذا الحلم الوهمي البليد، بدلاً من التفكير في القضاء على عشوائية هذا الحي بعدما أنفق كل ما يمتلك في سبيل الانتماء إليه، ولا يبدو هذا البطل مأزوماً فقط في تقديراته، وإنما مسحوقاً داخل عجلة استهلاكية همّشت طبقته الاجتماعية فجعلته من زبائن «السجائر المُهربة الرخيصة» التي يشتريها من صاحب دُكان مُجاور، وتُصعّد القصة من توتر العلاقة بين البطل وصاحب الدُكان، في تراكم من المُفارقات العبثية والألعاب النفسية التي تجعل البطل خاضعاً للبائع الذي يتحوّل إلى رمز للسُلطة القمعية اليومية، فيما يظل هو يبحث عن سُلطة إنسانية أو اجتماعية أو معنوية، فلا يجد شيئاً يُذكر.

يبدو بطل تلك القصة نسخة من أبطال آخرين هائمين في فضاء المجموعة، وإن اختلفت سياقاتهم مع التيه والبحث عن تقدير، حتى إن الأغنيات العابرة باتت تجرح ندوباً تجاوز الزمن لهم بالتهميش والقهر والاستبدال، فبطل «معطف المعجزات» يفيض شاعرية بعدما يأتيه صوت عابِر لـ«وردة» من الكاسيت وهو في طريقه إلى عزاء، فيبدو وصفه لما يعتمل داخله من وقع صوتها وهي تغني «لولا الملامة يا هوى» أقرب ما يكون لاستبصار لما يعتمل داخله هو من انفعالات هادِرة يحاول تتبعها إلى أن يصل إلى ذلك الشيء المفقود: «تلك المشاعر تربكه ما إن يحاول أن يُمسك بتلابيبها، توجعه عاديتها وتفاهة الأسباب التي نشأت من أجلها، لكن ما إن يستمع إلى صاحبة هذا الصوت الشهواني المُنكسر كعزيز قوم ذل، المنطلق كملكة مخلوعة اكتشفت لتوها السعادة في العيش مُتحررة من المظاهر الزائفة؛ حتى تكتسب انفعالاته المعنى، الشيء الشاعري المفقود، فتستعيد ذاته شيئاً من الاحترام والتوازن».

أما قصة «الرجل الذي محا الشر»، فيواجه مشاعره الغاضبة بكتابة الرسائل إلى المتسببين في أذاه، فتتواطأ معه قوة سحرية هائلة من أجل «محو» هؤلاء «الأشرار»، بصورة تستعيد مشاهد الأبطال الخارقين وهم يحررون العالم وينتصرون للخير، فيبدو البطل غارِقاً في شعوره بالنشوة في معاركه الكونية ضد الشر؛ قبل أن ينقلب السِحر على الساحِر.