«مريم ونيرمين».. الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء

«مريم ونيرمين».. الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء
TT

«مريم ونيرمين».. الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء

«مريم ونيرمين».. الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء

عن دار «الشروق» بالقاهرة، صدرت رواية «مريم ونيرمين» للكاتب عمرو العادلي، التي تعزف في قضيتها الكبرى على وتر الحب الذي لا يكتمل في حياة النساء عبر لغة بسيطة، سلسلة ونماذج إنسانية تتسم بالأسى رغم واقعيتها الشديدة.

تصل «أروى» لتتسلم شقة خالها بعد أن غادر إلى العراق وفُقد هناك، ولأنها ورثت الشغف بالكتابة تقص علينا حكايته مع امرأتين، الأولى تزوجها عن حب وأنجب منها بعد أن عاش معها أغلب سنوات عمره، أما الثانية فقد دخلت حياته على أمل تعلم حرفة الكتابة لكنه أحبها وتزوجها.

نتعرف داخل الحكاية على هواجس عاشها البطل بعد أن تلقى دعوة لحضور ندوة بالإسكندرية من قبل امرأة تعرف عنه كل شيء وترسم يومها وفق وقائع استمدتها من رواية كتبها.

وعبر خط تشويقي أقرب إلى المتاهة السردية، نتابع ما عاشه البطل من مغامرات، حيث تلعب الأصوات داخل الرواية أدوراها في استكمال الأجزاء الناقصة، وتكشف بسلاسة مستويات الصراع وطبيعته في تلك الرواية المفقودة.

يشار إلى أن عمرو العادلي روائي وقاص مصري حاصل على ماجستير في علم اجتماع الأدب من جامعة «عين شمس»، صدرت له 7 مجموعات قصصية، منها «حكاية يوسف إدريس» و«الهروب خارج الرأس»، كما صدر له 9 روايات منها «السيدة الزجاجية»، و«الزيارة»، و«رجال غسان كنفاني». نال عدة جوائز منها «جائزة الدولة التشجيعية في الآداب» في مصر.

ومن أجواء الرواية نقرأ: «أنا نيرمين، بخمسة عشر عاماً تكبرني مريم. مؤكد لن يركض الرجال ورائي حين أصبح بعمرها فتفضيلي عليها مرتبط بعامل الزمن وليس لشيء يميزني كثيراً. كنت أسمع الشباب يقولون لي: ما أجملك يا نيرمين، ابتسامتك رقيقة ورائحتك زكية يا نيرمين. كنت أثمل بمثل هذا الكلام، سرعان ما أنتبه لأنني مجرد هلام. أوووه يا شباب أنا لست بضاعة في فاترينة عرض، ربما لست موجودة أصلاً. آسفة... أقصد لست موجودة إلا في مخيلة محيي الدين فقط، لذلك فقد أحببته من كل قلبي. تخيلوا معي شخصاً يدرك تماماً أنني لست موجودة في الواقع ورغم ذلك يمنحني كل هذا الود والاهتمام حيني رسمني بخياله، تهيأت له بشراً. هكذا وصفني أثناء لقاءاتنا، ممشوقة وجميلة طازجة الملامح، شاردة النظرات، ناعمة الجسم واللفظ. لديّ من الحب ما يكفيه ويفيض ومن الحكايات ما يجعله شغوفاً بانتظاري كل ليلة.

حولني بكلماته تلك إلى كائن خرافي يعيش في السماء، كنا نتقابل لنحكي، يصفر لنا الجرسون مقلداً صوت عصفور. سمعتهم حولي يقولون إن الحب يأتي بعد الزواج، كنت أعرف أني لن أتزوجه أبداً، فالخيال لا يتزوج وبناء عليه لم أنتظر ذلك الحب الذي يأتي بعد الزواج. أحببت محيي بكل ما لدي من طاقة، سمعته يقول نقلاً عن كتاب قرأه: (أفضل عاشقة من لا تراها، لذلك فالعميان عشاق جيدون). يرى محيي أن وجود مريم شيء عادي ذلك لأنه يراها، الرجل عموماً يتمنى أن تكون لديه عشيقة سرية لا أحد غيره يعرف طريقها ولا يحبها سواه. يذهبان إلى لوكاندة مهجورة بعيدة عن العمار أو شقة صغيرة مخفية عن الأنظار. يرغب في حملها فوق كتفيه والإمساك بها من ذراعيها، يدفع حسابه من إقامة وخلافه باسم مستعار. يتحول من تمني إخفاء محبوبته إلى تمني إخفاء نفسه. ياااه ستارة ذات تخاريم ونقوش تُسدل فوقهما فتذهب بهما إلى مدينة سحرية كالتي تمتلئ بها حكايات ألف ليلة. تلتف حولهما شموع إضاءتها حمراء خافتة، يجلسان في بستان برائحة البرتقال المنعشة. يحكي كل منهما عن نفسه الحقيقية تلك الحكايات الدفينة المظلمة التي لا يعرفها أحد حتى هما قبل اللقاء، حين تُزاح الحواجز وتشف الجدران تصير الكلمات كلها شعراً».


مقالات ذات صلة

غضب وطني في بريطانيا بعد بيع أرشيف جورج أورويل بالقطعة

ثقافة وفنون جورج أورويل

غضب وطني في بريطانيا بعد بيع أرشيف جورج أورويل بالقطعة

بـ10 آلاف جنيه إسترليني يمكن شراء رسالة كتبها بخط اليد، مؤلف رواية «1984» إريك بلير (1903 – 1950)، الشهير بالاسم الأدبي جورج أورويل.

ندى حطيط (لندن)
ثقافة وفنون «توسيع دائرة الشكوكيين» لخالد الغنامي

«توسيع دائرة الشكوكيين» لخالد الغنامي

صدر للباحث خالد الغنامي كتاب جديد بعنوان «توسيع دائرة الشكوكيين»، وحسب المؤلف، فإن الداعي لهذه الدراسة في أول الأمر قبل توسع البحث هو خطأ يتكرر في الدرس الفلسفي

«الشرق الأوسط» (الرياض)
كتب وجوه حول هتلر: محاولة مغايرة لفهم التجربة النازية

وجوه حول هتلر: محاولة مغايرة لفهم التجربة النازية

ثمة بحر من الكتب المرجعيّة عن تاريخ النّازية والنّازيين ودورهم في الحرب العالمية الثانية، كما دراسات كثيرة عن أدولف هتلر، وسير ذاتية لمعظم قادة ألمانيا النازية

ندى حطيط
كتب جديد «الفيصل»: السعودية تحتفي بعام الإبل.. في الثقافات

جديد «الفيصل»: السعودية تحتفي بعام الإبل.. في الثقافات

صدر العدد الجديد من مجلة «الفيصل»، وتضمن مواضيع متنوعة. وكرست المجلة ملف العدد لتقصي صورة الإبل في الثقافات، يأتي ذلك بمناسبة احتفاء السعودية بعام الإبل 2024.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
كتب زينب فواز

نسويات ينتصرن لزينب فواز صاحبة «أول رواية عربية»

تعود الكاتبة زينب فواز إلى الواجهة، مع صدور طبعة جديدة من روايتها «غادة الزاهرة»، التي نشرت لأول مرة عام 1899 في القاهرة.

سوسن الأبطح (بيروت)

رواية «الأفغاني... سماوات قلقة» لأوسي في دراسة نقدية

رواية «الأفغاني... سماوات قلقة» لأوسي في دراسة نقدية
TT

رواية «الأفغاني... سماوات قلقة» لأوسي في دراسة نقدية

رواية «الأفغاني... سماوات قلقة» لأوسي في دراسة نقدية

عن دار «الحكمة» للنشر في لندن، صدر للباحث والناقد المصري الدكتور أحمد الصغير آل تمام كتاب نقدي بعنوان «السرد بين التاريخ والمتخيّل التاريخي... متاهة الهوية في رواية (الأفغاني سماوات قلقة) لهوشنك أوسي».

جاء الكتاب في 205 صفحات من القطع المتوسط، وتضمّن دراسة مطوّلة تناولت رواية أوسي من جوانب عديدة تحليلاً وتقييماً نقدياً، على صعيد الشخصيات والأمكنة والأزمنة والتاريخ والأحداث، فضلاً عن عرضه لظروف كتابة هذه الرواية. وأشاد الباحث بالرواية في أماكن عديدة من دراسته، واختلف مع كاتبها في أماكن أخرى، مما أكسب عملية التحليل النقدي والدراسة النقدية الموضوعية والتوازن، إذ لم تجنح نحو المديح المجّاني المفرط، ولم تنزلق نحو التهجّم العشوائي غير المستند إلى براهين وأسانيد موثّقة.

ومن العناوين الفرعية الداخلية لأقسام الدراسة نقرأ: «ظروف كتابة الرواية»، «السرد التاريخي وتكوين الوعي الثقافي»، «الأفغاني... سماوات قلقة، أولى عتبات النص»، «إهداء الرواية وعتبات أخرى»، «تعدد النوع الروائي في السردية»، «البداية السردية»، «السرد عبر السلب في مفتتح الرواية»، «البناء السردي وتكوين الرواية»، «الشخصيات كثرتها وتنوّعها»، «المكان ودوره في البناء السردي»، «الزمان في البناء السردي»، «الوصف في الرواية وعلاقته بالسرد»، «توظيف الشعر في السرد الروائي»، «توظيف الجنس في السرد»، «توظيف الموروث الشعبي»، «الموقف الثوري للسارد ورؤية السلطة»، وغيرها.

يقول الناقد في مقدّمة دراسته إنها «محاولة لاستكمال عمل السارد في إبداعه، وهو عمل وسط بين دور المبدع ودور القارئ أو المتلقي». وذكر أنه «اختار دراية هذه الرواية لسببين. الأول: يتعلّق بالقيمة الفنية والموضوعية للسردية وأفكارها التي لامست حاضر غالب الشعوب العربية وغيرها من الشعوب المقهورة، كما لامست تاريخ العالمين العربي والإسلامي منذ بداياتها تقريبًا... وتعرّضت لنواح اجتماعية وفلسفية وغيرها على درجة عالية من الخطورة والأهمية». أمّا السبب الثاني فلخّصه الناقد بالقول: «السارد نفسه وتمكنه من الفن الروائي. وأحسب أنه في زمن غير بعيد سوف يكون أحد أهم كُتّاب الرواية العربية».

وكان قد صدر للناقد عن دار الحكمة أربعة كتب، هي: «العرب: نشأتهم، أنسابهم، أزمانهم، آدابهم وآراء المستشرقين حولهم»، و«نحو نظرية لتحديد التواريخ المجهولة»، و«بنو تميم ومكانتهم في الأدب والتاريخ»، و«طه حسين المفترى عليه»، و«السرد بين التاريخ والمتخيّل التاريخي».