افتتاح «معرض الدوحة الدولي للكتاب» وسلطنة عُمان «ضيف الشرف»

مشاركة مكتبات من «سور الأزبكية» المصري... وعروض لفرقة «كركلا» اللبنانية

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال افتتاحه «معرض الدوحة الدولي للكتاب» بحضور ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان (قنا)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال افتتاحه «معرض الدوحة الدولي للكتاب» بحضور ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان (قنا)
TT

افتتاح «معرض الدوحة الدولي للكتاب» وسلطنة عُمان «ضيف الشرف»

رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال افتتاحه «معرض الدوحة الدولي للكتاب» بحضور ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان (قنا)
رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال افتتاحه «معرض الدوحة الدولي للكتاب» بحضور ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان (قنا)

افتتح الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، مساء اليوم (الخميس)، «معرض الدوحة الدولي للكتاب» في دورته الـ33 تحت شعار «بالمعرفة تبنى الحضارات»، ويستمر حتى 18 مايو (أيار) الحالي، وذلك في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات.

وحضر الافتتاح ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان.

وقد انطلقت اليوم فعاليات «معرض الدوحة الدولي للكتاب»، ويشهد المعرض هذا العام أكبر مشاركة دولية، إذ يستقطب أكثر من 515 دار نشر من 42 دولة، ويعرض أكثر من 180 ألف عنوان جديد في مجالات المعرفة والعلوم المختلفة.

وتحلّ سلطنة عمان «ضيف الشرف» لهذه الدورة، وتشارك بجناح خاص وبرنامج ثقافي منوع، يبرز التراث العماني الأصيل والإنتاج الفكري والأدبي، ويقدم مجموعة من العروض الشعبية والفنية. وعدّ سعيد بن سلطان البوسعيدي، وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة في سلطنة عمان، في تصريح له، أن العلاقات بين قطر وسلطنة عمان «راسخة، وأن العمل بين الجهتين المعنيتين بالثقافة هو عمل كبير، ومتواصل منذ عقود وفترات طويلة»، وقال إن اختيار سلطنة عمان ضيف شرف الدورة الثالثة والثلاثين لمعرض الدوحة للكتاب «يُعد تتويجاً لهذه العلاقات القوية». وأكد أن اختيار السلطنة ضيف شرف هذه الدورة يعكس الترابط القوي بين البلدين، موضحاً أن البرنامج الثقافي الحافل الذي تقيمه السلطنة بهذه المناسبة يعكس المستوى الفكري والأدبي والثقافي الذي تزخر به عمان، فضلاً عن الحفلات الموسيقية، التي تمزج بين التراث الثقافي، والموسيقى الحديثة، «ليقدم هذا البرنامج مادة مميزة للمتلقي في دولة قطر».

ويأتي معرض الدوحة الدولي للكتاب في نسخته الثالثة والثلاثين بمشاركة كبيرة من دور النشر القطرية، ضمن جهود دعم صناعة الكتاب والنشر والإبداع في الدولة، حيث يشارك في فعالياته كل من: دار روزا للنشر، ودار الوتد، ودار نشر جامعة قطر، ودار كتارا للنشر، ودار جامعة حمد بن خليفة للنشر، ودار الشرق، ودار الثقافة، ودار نبجة، ودار نوى، إضافة إلى دار نشر جامعة لوسيل، فضلاً عن مشاركة المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومتاحف قطر، بإصداراتهما.

أكثر من 515 ناشراً من 42 دولة يشاركون في الدورة الـ33 لمعرض الدوحة الدولي للكتاب (قنا)

كما يحظى المعرض بمشاركة خليجية وعربية ودولية مميزة، تتمثل في: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، ووزارة التراث والثقافة في سلطنة عمان، وهيئة الشارقة للكتاب، ومركز أبوظبي للغة العربية، ومعهد الإدارة العامة بالمملكة العربية السعودية، وجامعة طيبة السعودية، بالإضافة إلى وزارات الثقافة في كل من المغرب والجزائر واليمن ومصر، ممثلة في الهيئة العامة للكتاب، والصين، وأذربيجان، ومشاركة عدد من اتحادات الناشرين في موريتانيا والأردن وتركيا، ودور نشر أميركية وبريطانية.

كما تشارك في فعاليات المعرض 8 مكتبات من سور الأزبكية التاريخي لبيع الكتب القديمة في مصر، وذلك في إطار اهتمام المعرض بإبراز التنوع الثقافي واستقطاب أسواق الكتب التاريخية، مثلما استضافت الدورة السابقة شارع المتنبي من العراق.

ويحتوي المعرض هذا العام على تصاميم جديدة، حيث تتوسطه «المنطقة المركزية» التي تبرز فيها شخصيات تاريخية وعلماء لهم بصمة في العلم والثقافة والمعرفة، كما تحتوي المنطقة المركزية على معرضين لمركز قطر للتصوير، الأول لدولة قطر، ويبرز أهمية القراءة بصورة فنية للجمهور، والمعرض الثاني لضيف الشرف سلطنة عمان، ويبرز جمال الطبيعة في عمان ومناطقها. وتقام فعالية دوحة الأطفال في خيمة بمساحة 2400 متر مربع، تحتضن ورشاً وفعاليات للأطفال، إضافة إلى مسرح تقام على خشبته مسرحيات وبرامج ثقافية لهم، وكذلك مشاركة دور نشر مختصة بكتب الأطفال في ذات المكان.

ويضمّ المسرح الرئيسي، المقام ضمن فعاليات المعرض، باقة منوعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية، إضافة إلى عروض مسرحية، مثل مسرحية «جميل وبثينة» لفرقة كركلا من لبنان، وستقام على مسرح المياسة في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، ومسرحية يومية ينظمها مركز شؤون المسرح.

كما يتضمن البرنامج المصاحب مجموعة من ورش العمل في مجالات متنوعة ثقافية واجتماعية ومهنية، إضافة إلى معرض للصور الفوتوغرافية تحت عنوان «اقرأ» في جناح مركز قطر للتصوير.

ويقدم المعرض كذلك خدمة مرشد القراءة للأشخاص المبتدئين في القراءة، أو الأشخاص الذين ليست لهم تجارب مع القراءة، بجميع فئاتهم العمرية، حيث يساعدهم المختصون في اختيار الكتاب المناسب طبقاً لمعارفهم.


مقالات ذات صلة

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كتب كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

كُتب المؤثرين بين الرواج وغياب الشرعية الأدبية

صانع محتوى شاب يحتل بروايته الجديدة قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا، الخبر شغل مساحات واسعة من وسائل الإعلام

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب «حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

«حكايات من العراق القديم» و«ملوك الوركاء الثلاثة»

صدر عن دار «السرد» ببغداد كتابان مترجمان عن الإنجليزية للباحثة والحكواتية الإنجليزية فران هزلتون.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
كتب كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

كتاب جديد يكشف خبايا حملة نابليون على مصر

يتناول كتاب «حكايات في تاريخ مصر الحديث» الصادر في القاهرة عن دار «الشروق» للباحث الأكاديمي، الدكتور أحمد عبد ربه، بعض الفصول والمحطات من تاريخ مصر الحديث

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق «جدة تقرأ» عنوان معرض الكتاب 2024 (المركز الإعلامي)

الكتاب الورقي ينتصر على الأجهزة الرقمية في معرض جدة

في ظل التطور التقني والاعتماد المتزايد على الكتب الإلكترونية، حسم زوار معرض جدة للكتاب 2024 الجدل لصالح الكتاب الورقي

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق دور النشر شهدت إقبالاً كبيراً من الزوار من مختلف الأعمار (هيئة الأدب والنشر والترجمة)

«جدة للكتاب»... مزيج غني بالمعرفة والإبداع بأحدث الإصدارات الأدبية

يعايش الزائر لـ«معرض جدة للكتاب 2024» مزيجاً غنياً من المعرفة والإبداع يستكشف عبره أحدث الإصدارات الأدبية، ويشهد العديد من الندوات وورش العمل والجلسات الحوارية.

إبراهيم القرشي (جدة)

وجوه مجرّدة من موقع سمهرم الأثري بسلطنة عُمان

وجوه مجرّدة من موقع سمهرم الأثري بسلطنة عُمان
TT

وجوه مجرّدة من موقع سمهرم الأثري بسلطنة عُمان

وجوه مجرّدة من موقع سمهرم الأثري بسلطنة عُمان

يحتلّ موقع سمهرم مكانة مميزة في خريطة «طريق اللبان» العُمانية التي دخلت عام 2000 في قائمة اليونيسكو الخاصة بمواقع التراث العالمي، وهي طريق البخور التي شكّلت في الماضي معبراً تجارياً دولياً ازدهر على مدى قرون من الزمن. بدأ استكشاف هذا الموقع في مطلع الخمسينات، وأدت أعمال التنقيب المتواصلة فيه إلى العثور على مجموعة كبيرة من اللقى الأثرية، منها بضعة أنصاب حجرية مسطّحة تحمل نقشاً غائراً يمثّل وجهاً آدمياً مختزلاً، تقتصر ملامحه على عينين واسعتين وأنف مستطيل.

يضمّ موقع سمهرم مستوطنة أثرية تجاور خوراً من أخوار ساحل محافظة ظفار يقع في الجهة الشرقية من ولاية طاقة، يُعرف محليّاً باسم «خور روري». يعود الفضل في اكتشاف هذا الموقع إلى بعثة أميركية، أسّسها عام 1949 في واشنطن عالم الآثار وينديل فيليبس الذي لُقّب بـ«لورنس العرب الأميركي». شرعت هذه البعثة في إجراء أول حفريّة في «خور روري» خلال عام 1950، وواصلت عملها على مدى 3 سنوات، وكشفت عن مدينة لعبت دور ميناء دولي، عُرفت باسم سمهرم، كما تؤكد النقوش الكتابية المدونة بخط المُسنَد العربي الجنوبي. من بين أطلال هذه المدينة المندثرة، خرجت مجموعة من اللقى المتنوعة، منها 3 أنصاب حجرية مسطّحة زُيّن كلٌّ منها بنقش تصويري غائر طفيف يمثّل وجهاً آدمياً ذكورياً، كما يؤكّد الكشف العلمي الخاص بهذه البعثة.

عُثر على حجرين من هذه الحجارة على مقربة من أرضية مبنى من معالم سمهرم، وعُثر على ثالث على مقربة من المعبد الخاص بهذه المستوطنة، ممّا يوحي بأنه شكّل في الأصل جزءاً من أثاث هذا المعبد على الأرجح، كما رأى العالِم فرانك فيدياس أولبرايت في تقرير نُشر في عام 1953. استمرّت أعمال المسح والتنقيب في سمهرم، وتولّتها منذ عام 1997 بعثة إيطالية تابعة لجامعة بيزا، ومع هذه الأعمال، تمّ الكشف عن مجموعة أخرى من اللقى المتنوعة، منها 3 أنصاب حجرية مسطّحة مشابهة لتلك التي عثرت عليها البعثة الأميركية.

يتكرّر النقش التصويري على هذه الأنصاب التي احتار أهل الاختصاص في تحديد وظيفتها، ويتمثّل بوجه آدمي مجرّد هندسياً إلى أقصى حد. اختُزلت ملامح هذا الوجه بعينين لوزيّتين واسعتين، وأنف مستطيل رفيع. خلت هاتان العينان الفارغتان من حدقتيهما، كما غابت عنهما الرموش والحواجب، فظهرتا على شكل مساحتين بيضاويتين حُدّدتا بخط ناتئ رفيع وبسيط في وضعية المواجهة. كذلك، ظهر الأنف على شكل مثلّث عمودي طويل يحدّده خط مماثل. يعود هذا الوجه ويظهر على واجهة مجمّرة مخصّصة لحرق البخور، عثرت عليها البعثة الإيطالية خلال عام 2014، إلى جانب مجمّرتين تتبعان الطراز المألوف المجرّد من النقوش. ويتميّز هذا الوجه بظهور حاجبين مقوّسين يمتدان ويلتصقان عند أعلى مساحة الأنف المستطيلة.

خرجت من موقع سمهرم مجموعة كبيرة من المجامر والمباخر، غير أن هذا الوجه المجرّد لا يظهر على أي منها، كما أنه لا يظهر على أي من عشرات المجامر التي عُثر عليها في نواحٍ عدة من جزيرة العرب الشاسعة. في الواقع، يتبع هذا الوجه طرازاً ارتبط على نحوٍ واسع بشواهد القبور، وعُرف باسم «المسلّة ذات العينين». خرج العدد الأكبر من هذه المسلّات من محافظة الجوف التي تقع في الجزء الشمالي الشرقي من صنعاء، وخرج عدد آخر منها من وادي بهيان في محافظة حضرموت. تجاوز هذا الطراز حدود جنوب الجزيرة العربية، وبلغ شمالها حيث ظهر في واحة تيماء في منطقة تبوك، وقرية الفاو في الجنوب الغربي من الرياض، كما تؤكّد شواهده التي كشفت أعمال التنقيب عنها خلال العقود الماضية.

حمل هذا الطراز طابعاً جنائزياً لا لبس فيه، وتمثّلت خصوصيّته بهذا الوجه التجريدي الهندسي الذي ظهر على شواهد قبور فردية، كما تشير الكتابات المنقوشة التي تسمّي أصحاب تلك القبور. يصعب تأريخ هذه المسلّات بدقة، نظراً إلى غياب أي إشارة إلى تاريخها في الكتابات المرفقة، والأكيد أن هذا الطراز الجنائزي ظهر في القرن الثامن قبل الميلاد، وشاع على مدى 5 قرون. يحضر هذا الوجه في سمهرم، ويشهد هذا الحضور لدخوله إقليم عُمان في مرحلة تلت فترة انتشاره في جنوب الجزيرة وفي شمالها، فالدراسات المعاصرة تؤكد أن ميناء سمهرم شُيّد في نهاية القرن الثالث قبل الميلاد، وارتبط بمملكة حضرموت في زمن نشوء التجارة البحرية وازدهارها في المحيط الهندي، وظلّ ناشطاً حتى القرن الخامس للميلاد، حيث تضاءل دوره وتلاشى تدريجياً نتيجة اندحار مملكة حضرموت.

حضر هذا الوجه التجريدي في سمهرم حيث ظهر على عدد من المسلّات، وانطبع بشكل استثنائي على مجمرة تبدو نتيجة لذلك فريدة من نوعها إلى يومنا هذا. خرج هذا الوجه في هذا الموقع العُماني عن السياق الجنائزي الذي شكّل أساساً في جنوب جزيرة العرب، وحمل هُويّة وظائفية جديدة، وتحديد هذه الهوية بشكل جليّ لا يزال يمثّل لغزاً وتحدّياً للباحثين في ميدان الآثار العُمانية.