مصر: وفاة شوقي جلال «شيخ المترجمين» عن 92 عاماً

المترجم والمفكر المصري الراحل شوقي جلال (وسائل إعلام مصرية)
المترجم والمفكر المصري الراحل شوقي جلال (وسائل إعلام مصرية)
TT

مصر: وفاة شوقي جلال «شيخ المترجمين» عن 92 عاماً

المترجم والمفكر المصري الراحل شوقي جلال (وسائل إعلام مصرية)
المترجم والمفكر المصري الراحل شوقي جلال (وسائل إعلام مصرية)

توفي المترجم المصري شوقي جلال، مساء السبت، في منزله بالقاهرة، عن عمر بلغ 92 عاماً بعد وعكة صحية ألمت به في الآونة الأخيرة.

يعد شوقي جلال من أبرز المترجمين والمفكرين المصريين، وأحد رواد الترجمة في العالم العربي، ولقب بشيخ المترجمين، حيث ترجم وألف ما يزيد عن 80 كتاباً في مختلف مجالات المعرفة، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».

تعرض جلال لأزمة صحية في منتصف يونيو (حزيران) الماضي استدعت نقله لأحد مستشفيات القاهرة، وتمكن من تجاوزها وقضى أيامه الأخيرة بين أفراد عائلته.

نعى الراحل عدد من تلامذته ورفاقه على وسائل التواصل الاجتماعي، وقال كارم يحيى، الصحفي بـ«الأهرام»، إن جلال «واجه محنته المرضية مع أسرته الصغيرة منفردين وحيدين، وبكل شجاعة وإباء وعزة نفس، وتحملوا نفقاتها وأعباءها كاملة».

وذكر يحيى أن المترجم الراحل أوصى بألا يقام له عزاء في قاعة، وأن يقتصر عند مقابر الأسرة.

شوقي جلال من مواليد 30 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1931، وهو عضو بلجنة الترجمة بالمجلس الأعلى للثقافة، واتحاد الكتَّاب المصريين، واتحاد كتَّاب روسيا وأفريقيا، والمجلس الأعلى للمعهد العالي للترجمة وهو هيئة تعليمية وعلمية تابعة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية مقرها الجزائر.

حصل جلال على ليسانس كلية الآداب، قسم فلسفة وعلم نفس، جامعة القاهرة عام 1956، وباشر العمل في التأليف والترجمة منذ بداياته، واشتهر بترجمته رواية «المسيح يصلب من جديد» للكاتب اليوناني كازانتزاكيس، التي نالت شهرة واسعة.

وتفرغ بعدها لترجمة أعمال فكرية وأعمال وثيقة الصلة بالثقافة العلمية، من أشهرها «التنوير الآتي من الشرق»، و«الإسلام والغرب»، و«بنية الثورات العلمية»، و«أفريقيا في عصر التحول الاجتماعي»، و«الأخلاق والسياسة».

نشرت غالبية ترجماته في سلسلة «عالم المعرفة» بالكويت، والمركز القومي للترجمة، بالإضافة للمنظمة العربية للترجمة.

وألف الراحل عدداً من الكتب، أهمها «الترجمة في العالَم العربي»، و«التفكير العلمي والتنشئة الاجتماعية»، و«المصطلح الفلسفي وأزمة الترجمة»، و«المثقف والسلطة في مصر»، و«ثقافتنا وروح العصر».

وخلال مسيرته نال العديد من الجوائز، أبرزها «جائزة رفاعة الطهطاوي» من المركز القومي للترجمة عام 2018 عن ترجمته كتاب «موجات جديدة في فلسفة التكنولوجيا»، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.


مقالات ذات صلة

شمال افريقيا مقر جامعة الدول العربية في القاهرة (الشرق الأوسط)

«الجامعة العربية» تحذر من «إشعال الفتنة» في سوريا

حذرت جامعة الدول العربية، الخميس، من «إشعال فتنة» في سوريا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع رئيس الوزراء المصري مع عدد من المستثمرين (مجلس الوزراء)

تحويلات المصريين بالخارج تصل إلى أعلى مستوياتها

شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج «ارتفاعاً قياسياً» أخيراً، وسط تأكيدات مسؤولين مصريين أن ذلك جاء في ظل «تحرير» سعر صرف الجنيه.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا مطار الغردقة الدولي (موقع وزارة الطيران المدني المصرية)

مصر تعوّل على القطاع الخاص في تحسين الخدمات بالمطارات

تُعوّل الحكومة المصرية على «القطاع الخاص» لإدارة وتشغيل المطارات المصرية، سعياً لـ«تحسين جودة الخدمات» الجوية في حركة النقل الجوي.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع الرئيس المصري مع رئيس هيئة قناة السويس (الرئاسة المصرية)

السيسي يعوّل على مشروعات تطوير «قناة السويس» لمواجهة توترات البحر الأحمر

عوّل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، على تطوير قناة السويس وتحسين الخدمات الملاحية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

«أسطورة إيلينا فيرانتي»... المؤلفة الغامضة وسحر المدينة

«أسطورة إيلينا فيرانتي»... المؤلفة الغامضة وسحر المدينة
TT

«أسطورة إيلينا فيرانتي»... المؤلفة الغامضة وسحر المدينة

«أسطورة إيلينا فيرانتي»... المؤلفة الغامضة وسحر المدينة

رغم أن كتاب «أسطورة إيلينا فيرانتي» الصادر عن دار «العربي» بالقاهرة للكاتبة آنا ماريا جواداجني، ترجمة ندى سعيد، يستهدف الكشف عن هوية أكثر أديبات العصر غموضاً وهي تلك الإيطالية التي حققت شهرة عالمية لكنها توقع باسم مستعار هو «إيلينا فيرانتي»، فإن جواداجني تخرج من الإطار الضيق لمغامرتها الصحافية، شديدة التشويق، إلى آفاق أرحب تتعلق بإعادة اكتشاف مدينة نابولي التي تُعد الوجهة المكانية المفضلة في نصوص الكاتبة المجهولة.

وتتعمق هالة الغموض حول «فيرانتي» كونها باعت أكثر من مليون نسخة من مجمل أعمالها التي تُرجمت إلى أكثر من 40 دولة حول العالم، لا سيما رباعيتها الشهيرة «نابولي»، التي تتكون من روايات: «صديقتي المذهلة»، و«حكاية الاسم الجديد»، و«الهاربون والباقون»، و«حكاية الطفلة الضائعة».

ورغم أن اللجوء إلى اسم مستعار هو تقليد قديم في ثقافات ولغات عدة لأسباب مختلفة أشهرها الخوف من مواجهة المجتمع أو الرغبة في التميز، فإن سبب لجوء كاتبة إيطالية إلى هذا الاسم المستعار ورغبتها القوية في عدم كشف هويتها إلا لوكيلها الأدبي يظل لغزاً يستعصي على الفهم.

من هنا جاءت فكرة هذا الكتاب الذي يمزج بين فنون الصحافة، وتحديداً التحقيق الاستقصائي وبين لغة السرد الأدبي؛ حيث تذهب جواداجني في رحلة إلى نابولي مقتفية أثر «فيرانتي» في مدينتها المفضلة لتقترب جداً من عالم الروائية ورباعيتها المذهلة وتعيد اكتشاف الأماكن، والأصوات والشخوص لتخرجها من الصفحات التي كتبتها «فيرانتي» وأذهلت بها العالم إلى الحياة الحقيقية وتتركها تتحدث هي عن نفسها.

لم يكن بحوزة المؤلفة عند نقطة الانطلاق سوى بعض المعلومات الشحيحة؛ منها أن «إيلينا فيرانتي» ولدت عام 1943 في مدينة نابولي، ونشرت عملها الأول عام 1992، وهو كتاب «حب غير مريح»، ثم توالت أعمالها الأدبية ومنها «رباعية نابولي»، التي تروي قصة صديقتين تعيشان في إحدى حارات نابولي الفقيرة، وتشكّلان علاقة إنسانية ثرية ومليئة بالتفاصيل الملهمة.

نجحت المؤلفة في إعادة اكتشاف الكثير من النماذج الحقيقية التي شكلت «مادة خام» لشخصيات «فيرانتي» الحقيقية، لتقدم في النهاية ما يشبه «نصاً على نص» أو سردية جديدة تستلهم نابولي بنماذجها الإنسانية الاستثنائية، وبأحيائها الشعبية العريقة ذات التفاصيل شديدة الخصوصية، التي شكلت الحاضنة الإبداعية والإنسانية لعالم تلك الكاتبة الغامضة. وكم كان دقيقاً أن تختار المؤلفة عنواناً فرعياً هو «رباعية نابولي: المدينة... الرواية»؛ حيث امتلأ الكتاب بالحكايات والقصص الفريدة والإنسانية التي جعلت منه نصاً «متعدد الطبقات». وكان لافتاً أن المؤلفة تحترم حق الأديبة الغامضة في حجب هويتها، مشددة على أنه ينبغي على الجميع احترام رغبتها وعدم التعامل معها باعتبارها مجرماً دولياً ينبغي الكشف عن أرصدته البنكية، على حد تعبيرها.

وتبقى الإشارة إلى أن آنا ماريا جواداجني هي صحافية ثقافية، عملت لفترة طويلة في مجال النشر، وتعمل في صحيفة «Il Foglio»، وقامت بتحرير مجموعات من المقالات ونشرت رواية بعنوان «الليلة الماضية» 1998.