«الأديب الثقافية»: تفكك اليسار وعقدة الاضطهاد

«الأديب الثقافية»: تفكك اليسار وعقدة الاضطهاد
TT

«الأديب الثقافية»: تفكك اليسار وعقدة الاضطهاد

«الأديب الثقافية»: تفكك اليسار وعقدة الاضطهاد

صدر العدد السابع من مجلة «الأديب الثقافية» 2023، وهي مجلة فصلية تعنى بقضايا الحداثة والحداثة البعدية، يرأس تحريرها الناقد والكاتب العراقي عباس عبد جاسم، وتضمنت ملفات وموضوعات متنوعة، فقد كتب رئيس التحرير عن «تفكك اليسار الثقافي»، وتعرّض فيه إلى «نقد اليسار الثقافي»، كاتباً بأن «اليسار العربي» ما زال مأسوراً بأوهام الماركسية الاقتصادية، ومنها الدين بوصفه «وهماً» و«إفيوناً» نتيجة التقدير الخاطئ لماركس، ورأى أن «مشكلة المثقف اليساري تكمن في كيفية إنتاج متخيّل ثقافي جديد يتجاوز قداسة الماركسية».

وتضمّن العدد بحوث المؤتمر الثاني لـ«الأدب الوجيز» الذي انعقد في لبنان، وأسهمت فيه مجموعة من النقاد والباحثين. منهم؛ د. درية فرحات، د. حميد لحمداني، أ. تمارا الذيب، د. جميل حمداوي، د. عبد الله شاهر، د. رزق الله قسطنطين، د. باسل الزين، د. سلمان كاصد، د. مهى جرجور، د. دورين سعد، د. كامل فرحان صالح.

وجاء «ملف العدد» بعنوان «حوار التراث والحداثة وما بعد الحداثة في خطاب بشرى موسى صالح النقدي». وقد شارك فيه د. بشرى موسى صالح في الكتابة عن سيرتها النقدية مع نخبة من النقاد والباحثين العراقيين والعرب منهم؛ د. عبد الغني بارة، د. يوسف وغليسي، د. فاضل عبود التميمي، ياسين النصير، د. جاسم الخالدي، د. علي عز الدين الخطيب، عباس عبد جاسم.

وفي حقل «ثقافية عالمية»، قدّم الشاعر والمترجم حسين نهابة «مقدمة وقصائد مترجمة للشاعرة الأرجنتينية أليخاندرا باثرنيك».

وفي حقل «نصوص»، أسهم حسن كريم عاتي بفصل من رواية بعنوان «ساور العروس»، وعلاوي كاظم كشيش بقصيدة «شجرة أخطائي»، ومهدي القريشي بقصيدة «شخير الليل»، وأحمد العاشور بقصيدة «ما تبقى من ورقة البحر».

وفي باب «تشكيل»، كتب الفنان العراقي ستار كاووش من هولندا عن تجربته التشكيلية «كل ما يلمع ذهباً»، وقدّم الناقد الدكتور جواد الزيدي قراءة لأعماله التشكيلية بعنوان «ستار كاووش... الشاعر الذي يرسم».

وفي «نقطة ابتداء»، كتب الناقد الدكتور قيس كاظم الجنابي مقالاً بعنوان «المثقف وعقدة الإخصاء»، تعرّض فيه إلى «جملة من الأسباب التي تقود المثقف العراقي إلى مثابات لها سريان روح الإحساس بالإخصاء، إخصاء الآخر المختلف»، كما أن «الأديب العراقي بسبب توالي عصور الملكي، الجمهوري، البعثي، الأميركي، الإسلامي بات يعاني من عقدة الاضطهاد والإخصاء».

وتصدر «الأديب الثقافية» بنسختين ورقية وإلكترونية.


مقالات ذات صلة

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
ثقافة وفنون صورة المنزل الذي هدمه القصف الإسرائيلي

محاولة يائسة لترميم منزل مهدم

حين كتبت في الصيف الفائت عن البيوت التي لم تعد ملاذاً لساكنيها، والتي تبحث عبثاً عمن يعصمها من هول الحروب وحممها المتساقطة

شوقي بزيع
ثقافة وفنون قطعتان من رأس الخيمة تقابلهما قطعة من أبوظبي وأخرى من الشارقة

دلايات ودبابيس جنائزية من الإمارات

كشفت أعمال التنقيب في الإمارات العربية المتحدة عن سلسلة كبيرة من المدافن الأثرية حوت كثيراً من الحلي والمجوهرات المصوغة من الذهب والفضة والنحاس والبرونز والرصاص

محمود الزيباوي
ثقافة وفنون «شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

عن دار «بيت الياسمين» للنشر بالقاهرة، صدرتْ المجموعة القصصية «شجرة الصفصاف» للكاتب محمد المليجي، التي تتناول عدداً من الموضوعات المتنوعة مثل علاقة الأب بأبنائه

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
ثقافة وفنون أغلفة روايات القائمة الطويلة

إعلان القائمة الطويلة لـ«بوكر» العربية

شهدت الدورة الحالية ترشيح كتّاب إلى القائمة الطويلة وصلوا إلى المراحل الأخيرة للجائزة سابقاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب
TT

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

«شجرة الصفصاف»... مقاربة لعلاقة الشرق والغرب

عن دار «بيت الياسمين» للنشر بالقاهرة، صدرتْ المجموعة القصصية «شجرة الصفصاف» للكاتب محمد المليجي، التي تتناول عدداً من الموضوعات المتنوعة مثل علاقة الأب بأبنائه، وخصوصية الموروث الشعبي لدى المصريين، لكن المؤلف يتوقف بشكل خاص أمام العلاقة بين الشرق والغرب، ويقدم مقاربة جديدة لتلك العلاقة الملتبسة. ويعتمد المؤلف في تلك المقاربة على التقاط مواقف إنسانية بسيطة من الحياة اليومية لمصريين يعيشون بالولايات المتحدة وسط زحام الحياة اليومية، لكنها تنطوي على مواقف عميقة الدلالة من ناحية أثر الغربة روحياً على الأفراد، وكيف يمكن أن تكون الهجرة ذات أسباب قسرية. هكذا يجد القارئ نفسه يتابع وسط أحداث متلاحقة وإيقاع سريع مأساة تاجر الأقمشة الذي وقع أسيراً لأبنائه في الخارج، كما يجد نفسه فجأة في قلب مدينة كليفلاند بين عتاة المجرمين.

اتسمت قصص المجموعة بسلاسة السرد وبساطة اللغة وإتقان الحبكة المحكمة مع حس إنساني طاغٍ في تصوير الشخصيات، والكشف عن خفاياها النفسية، واحتياجاتها الروحانية العميقة، ليكتشف القارئ في النهاية أن حاجات البشر للحنو والتواصل هى نفسها مهما اختلفت الجغرافيا أو الثقافة.

ومن أجواء المجموعة القصصية نقرأ:

«كان الجو في شوارع مدينة لكنجستون بولاية كنتاكي ممطراً بارداً تهب فيه الرياح، قوية أحياناً ولعوباً أحياناً أخرى، فتعبث بفروع الأشجار الضخمة التي تعرت من أوراقها في فصل الخريف. هذه هي طبيعة الجو في هذه البلاد بنهاية الشتاء، تسمع رعد السحب الغاضبة في السماء وترى البرق يشق ظلمة الليل بلا هوادة، حيث ينسحب هذا الفصل متلكئاً ويعيش الناس تقلبات يومية شديدة يعلن عدم رضاه بالرحيل.

يستقبل الناس الربيع بحفاوة بالغة وهو يتسلل معلناً عن نفسه عبر أزهار اللوزيات وانبثاق الأوراق الخضراء الوليدة على فروع الأشجار الخشبية التي كانت بالأمس جافة جرداء، تحتفل بقدومه أفواج من الطيور المهاجرة وهي تقفز بين الأغصان وتملأ كل صباح بألحانها الشجية. وسط هذا المهرجان السنوي بينما كنت عائداً من عملي بالجامعة حيث تكون حركة السيارات بطيئة نسبياً شاهدت هناك على الرصيف المجاور رجلاً مسناً في عمر والدي له ملامح مصرية صميمة ويرتدي حلة من الصوف الأزرق المقلم ويلف رأسه بقبعة مصرية الهوية (كلبوش) وعلى وجهه نظارة سميكة. كان الرجل يسير بخطوات بطيئة وكأنه لا يريد الوصول، واضعاً يديه خلف ظهره مستغرقاً في التفكير العميق دون أن يهتم بمن حوله. من النادر أن ترى واحداً في هذه المدينة يسير على قدميه هكذا في طريق عام بهذه الطريقة وفي هذا الجو البارد. انحرفت بسيارتي إلى اليمين نحوه وعندما اقتربت منه أبطأت السير وناديته:

- السلام عليكم، تفضل معي يا حاج وسأوصلك إلى أي مكان ترغب.

اقترب الرجل مني أكثر ليدقق في ملامحي وانثنى قليلاً وهو ينظر إليّ وقال:

- أريد الذهاب إلى مصر، تقدر توصلني أم أن المشوار طويل؟».