كامو في تيبازة... عودة إلى الوطن الملتبس

مقابلة غير معلنة بين الوطن والبلاد بين الجزائر وفرنسا

كامو في تيبازة... عودة إلى الوطن الملتبس
TT
20

كامو في تيبازة... عودة إلى الوطن الملتبس

كامو في تيبازة... عودة إلى الوطن الملتبس

عدت كثيراً إلى مقالة الكاتب الفرنسي - الجزائري المولد ألبير كامو، منذ اخترتها للتدريس ضمن مختارات من آداب العالم. عدت إلى المقالة أقارن عودتي إليها وإلى نصوص أخرى بعودة الكاتب إلى أماكن عاش فيها أو زارها من قبل. نحن في النهاية نعود إلى ما ألفنا ونقيس المسافات ليس في المكان بقدر ما في أنفسنا، في ما تبقى وما لم. يقول الشاعر الفرنسي إدموند جابيس، وهو يهودي ومصري الأصل معاً، إن العودة إلى النص بعد كتابته تشبه العودة إلى القاعة بعد انتهاء الحفلة. لكن ذلك لا يصدق دائماً، إنه لا ينسحب على النص الذي سبق أن قرأنا، ليس بالضرورة على الأقل. أو أن ذلك ليس ما شعرت به وأنا أعود إلى كامو، ولا ذلك بالتأكيد ما يقوله كامو نفسه عن عودته إلى البلدة التي قضى فيها شطراً من طفولته وشبابه ضمن الفرنسيين الكثر الذين استوطنوا الجزائر بدعم من الحكومة الفرنسية التي عدت الجزائر آنذاك جزءاً منها.

نشرت مقالة كامو «العودة إلى تيبازة» عام 1953، أي قبل عام واحد من بدء الثورة الجزائرية. وما سيستوقف القارئ فيها، كما أظن، وهو بالتأكيد ما استوقفني، جانبان: علاقة كامو بالمكان، واللغة الشعرية البديعة التي تتخللها.

أسئلة الانتماء

يقول كامو إنه سبق أن زار تيبازة، المدينة المتوسطية أو البلدة آنذاك، الواقعة على بعد 75 كيلو متراً إلى الشمال من الجزائر العاصمة، مرة عام 1930 وكان حينها شاباً في السابعة عشرة (ولد كامو عام 1913)، وهو يعود إليها الآن وقد بلغ الأربعين. المقالة تأمل في ما آلت إليه البلدة وما آل إليه هو، ما أصاب البلدة من تغيير وما أصابه هو من تغيير أيضاً. لكن مدار الحديث هو ما عنته وتعنيه له تيبازة أثناء ذلك كله. كانت الزيارة الثانية في ديسمبر (أيلول)، لكن الشتاء لم يغير شيئاً بالنسبة للكاتب. كان المطر يغرق البحر نفسه، كما يقول كامو، لكن «الجزائر كانت ما تزال بالنسبة لي مدينة الصيف»، الصيف كما يراه أوروبي يعاني من قسوة الشتاء، صيف الانطلاق والنزهات، وهو بالنسبة للكاتب ذكريات الشباب. لكن ذلك التوقع سرعان ما يواجه الخيبات. «كنت آمل، فيما أظن، أن أكتشف هناك للمرة الثانية الحرية التي لم أنس». لكن العودة لم تؤد إلى ذلك الاكتشاف. اكتشف الآثار التاريخية لحضارات قديمة كالفينيقية والرومانية، ليكتشف أيضاً أنها آثار باتت مقيدة بالسياجات. هو لا يسميها آثاراً وإنما خرائب. «لكن الخرائب الآن كانت محاطة بالسياجات الحادة ولم يمكن الوصول إليها إلا عبر مداخل رسمية».

جاء كامو إلى تيبازة يحمل تطلعات رومانسية تبعده عن أوروبا التي دمرتها الحرب العالمية الثانية، لكنه جاء أيضاً يحمل معاناة مرض السل الذي كان مصاباً به. أفسحت البلدة الجزائرية مساحة لحلمه بآثارها ومطرها وصيفها لكنها ظلت عصية على توقعاته ليس بالسياجات التي أحاطت بالآثار أو الخرائب وإنما بما حمله هو في داخله: «هذه المسافة، هذه السنين، التي فصلت الخرائب الدافئة عن السياجات، كانت في داخلي أيضاً...».

هذه الخواطر والذكريات تتمحور كلها حول مفهوم الوطن في مقالة كامو. يقول في نهاية إحدى الفقرات: «عدت إلى باريس، وبقيت هناك عدة سنوات قبل أن أعود إلى الوطن مرة أخرى». لكنه يعود بعد ذلك ليتحدث عن المطر الغزير في الجزائر ليقارنه بفيضان الأنهار في «بلادي»: «ألم أكن أعلم أن المطر في الجزائر، مع أنه يبدو وكأنه سيستمر إلى الأبد، يتوقف فجأة، مثل الأنهار في بلادي التي يرتفع منسوبها لتفيض في ساعتين مدمرة الهكتارات من الأرض ثم تجف في لحظة؟»، من الصعب فهم «بلادي» على أنها غير فرنسا لتنشأ من ذلك مقابلة غير معلنة بين الوطن والبلاد، بين الجزائر وفرنسا.

لم ولن ينسب كامو إلى الجزائر، حتى إن ولد ونشأ فيها، تماماً مثله في ذلك مثل الآلاف من الفرنسيين، وبعضهم من مشاهير الفلاسفة مثل لوي ألتوسير وجاك دريدا. لن يقول أحد إن دريدا جزائري وإنما أنه ولد في الجزائر، الجزائر التي تركت أثرها في تكوينه كما أكد هو في نصوص ومواقف ليس هذا مكان الإشارة إليها. مقالة كامو مهمة من هذه الزاوية التي تجعل ذلك الكاتب في موقف مقابل لكتاب عرب وأفارقة عاشوا ازدواجية الانتماء وأزمة الهوية ثم تناولوا ذلك بالتحليل، كما هو الحال لدى الجزائرية الأصل آسيا جبار واللبناني الأصل أمين معلوف.

الهروب من الحاضر

مقالة كامو حول عودته تطرح أسئلة الانتماء تلك. الرحلة إلى تيبازة ليست رحلة ذهاب وإنما رحلة عودة، ليست رحلة اليوناني كفافيس إلى إيثاكا، حيث الطريق أهم من الوصول. هي عودة الأصول، العودة المهمومة بالجذور. إننا لا نذهب إلى جذورنا ولكننا نعود إليها. لا نذهب إلى مراتع الطفولة وإنما نرجع إليها. هي دائماً هناك في ماضٍ محاط بقداسة البدايات. نلمس ذلك في ارتفاع المد الغنائي في كتابة كامو حين يتحدث عن العودة: «أصغيت إلى صوت كاد ينسى في داخلي، كما لو أن قلبي توقف منذ زمن طويل وعاد الآن بهدوء لينبض مرة أخرى. والآن وقد استيقظت تعرفت على الأصوات الغامضة، واحدة بعد الأخرى، تلك التي صنعت الصمت: الصوت العميق المتواصل للطيور، الأنين القصير الخفيف للبحر عند أقدام الصخور...»، تستمر تلك الصور الشعرية لتصل إلى ذروتها حين تتجه إلى الداخل الإنساني: «وشعرت أيضاً بأمواج السعادة تعلو داخلي. شعرت أنني أخيراً عدت إلى الميناء، للحظة على الأقل، وأنني من الآن فصاعداً لن أنتهي».

ثم يتبين أن العودة ليست مطاردة بالبحث عن ماضٍ فحسب وإنما هي أيضاً هروب من حاضر بائس، من أوروباً تهطل عليها الكراهية ويحيط بها التناحر وتسيل فيها الدماء. «ذلك ما يجعل أوروبا تكره النهار ولا تستطيع أن تفعل شيئاً سوى مواجهة ظلم بآخر». وليس الهروب وحده وإنما البحث عن ملاذ لإنسانية الإنسان، للأمل: «لكي أحول دون جفاف العدالة، دون تحولها إلى لا شيء سوى برتقالة رائعة بلب جاف مر، اكتشفت أن على الإنسان أن يحتفظ داخله بعذوبة ما ومصدر نقي للبهجة... هنا عثرت مرة أخرى على جمال قديم، سماء شابة، وقست حظي الحسن وأنا أدرك أخيراً أنه في أسوأ الأعوام من جنوننا لم تفارقني ذكرى هذه السماء. كانت هذه هي التي أنقذتني في نهاية المطاف من اليأس. أدركت دائماً أن خرائب تيبازة كانت أكثر شباباً من مرافئنا الجافة أو أنقاضنا».

هذه العودة إلى الخرائب العذبة بجمالها ونبلها، تذكر بعودة الإنجليزي وردزورث إلى كنيسة تنترن آبي أواخر القرن الثامن عشر (كما أشرت في المقالة الماضية)، حيث يلتقي به كامو عند الأثر العميق المثري الذي تتركه العودة إلى الأماكن القديمة. لكن ثمة فرقاً كبيراً يتضح في نهاية مقالة كامو. إنه يعود إلى فرنسا وأهله أو شعبه عودة واقعية لا رومانسية فيها، إذ يؤكد: «إنني لا أستطيع أن أعزل نفسي عن أهلي. أعيش مع أسرتي التي تعتقد أنها تحكم مدناً غنية وبشعة، مبنية من الحجارة والضباب». ينتهي كامو إلى ذلك الواقع لا ليعترف به فحسب وإنما ليعتنقه أيضاً وإن كان مضطراً إلى ذلك.

ربما لم يتوقع كامو أن تيبازة التي غادرها ستشترك في ثورة تنتهي إلى طرد أهله وبلاده من الجزائر. ففي العام التالي من زيارته اشتعلت ثورة التحرر من الاستعمار، ولابد أن الكاتب الفرنسي وإن احتفى بجذوره الجزائرية أدرك أن تلك الجذور أكثر هشاشة مما توقع وأنه لن يجد أهلاً سوى أهله في مدن الحجارة والضباب.

رحلة كامو إلى تيبازة ليست رحلة ذهاب وإنما رحلة عودة، ليست رحلة اليوناني كفافيس إلى إيثاكا، حيث الطريق أهم من الوصول. هي عودة الأصول


مقالات ذات صلة

كنوز غزة.... قصة القطع الأثرية التي نجت من الدمار

ثقافة وفنون تدمير المسجد العمري

كنوز غزة.... قصة القطع الأثرية التي نجت من الدمار

قبل أن تشرح السيدة إلودي بوفار، المشرفة على معرض «كنوز غزة التي أنقذت، 5000 سنة من التاريخ»، أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يحتضنه معهد العالم العربي في باريس

أنيسة مخالدي (باريس)
ثقافة وفنون وفود من المدارس المغربية تزور المعرض

«معرض الرباط للنشر والكتاب»... اللقاءات الفكرية حظيت بالحضور الأكبر

شهد معرض الرباط الدولي للنشر والكتاب هذه السنة إقبالاً واسعاً من الزوار الذين توزعوا على أروقته طيلة هذا الأسبوع. قُرّاء من مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتم

عمر الراجي (الرباط)
ثقافة وفنون «إنهم حقاً رجال شرفاء»... الشيخوخة من منظور نسائي

«إنهم حقاً رجال شرفاء»... الشيخوخة من منظور نسائي

تتناول رواية «إنهم حقاً رجال شرفاء» الصادرة أخيراً عن دار «الكرمة» بالقاهرة للكاتبة ابتسام شوقي قصة سيدة عجوز تعيش وحيدة معزولة عن الآخرين،

«الشرق الأوسط» ( القاهرة)
ثقافة وفنون البابا في العراق (أ.ب)

أنوار البابا الطيب

لماذا ننعته بـ«الطيب»؟ لأنه جعل من الانفتاح على الإسلام والمسلمين أحد المحاور الأساسية لعهدته البابوية. وقد لقيتْ مبادراته أصداء واسعة

هاشم صالح
ثقافة وفنون محمود البريكان... الشعر في ضوء متغيّرات العالم

محمود البريكان... الشعر في ضوء متغيّرات العالم

كل قراءة أو «إعادة» قراءة لشاعر هي قراءة جديدة. ما مِن إعادة بمعنى التكرار إزاء النصوص المخترقة لزمنها، المتقدمة عليه.

باسم المرعبي

انطلاق معرض «مسقط للكتاب» بمشاركة 35 دولة و211 فعالية ثقافية

الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة خلال مشاركته في افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة خلال مشاركته في افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)
TT
20

انطلاق معرض «مسقط للكتاب» بمشاركة 35 دولة و211 فعالية ثقافية

الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة خلال مشاركته في افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة خلال مشاركته في افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)

انطلقت (الخميس) فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب الـ29 بمشاركة 674 دار نشر تمثل 35 دولة، ويشتمل المعرض على برامج وفعاليات ثقافية وأدبية متنوعة تستمر حتى الثالث من مايو (أيار) المقبل. وتشهد هذه الدورة الاحتفاء بالثقافة السعودية ضمن برامج «أيام ثقافية سعودية» التي تضم تنفيذ الكثير من البرامج والفعاليات في جناح المملكة بالمعرض.

وافتُتح المعرض في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض تحت رعاية الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السلطان قابوس، بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الشارقة، والدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي، وزير الإعلام رئيس اللجنة الرئيسية المنظِّمة لمعرض مسقط الدولي للكتاب.

الإصدارات

يبلغ عدد العناوين والإصدارات المدرجة في المعرض نحو 681.041 ألف عنوان منها 467.413 ألف إصدار عربي و213.610 ألف إصدار أجنبي. وتنقسم دور النشر المشاركة في المعرض ما بين 640 بصورة مباشرة، و34 بصورة غير مباشرة، وتتوزع على 1141 جناحاً.

وتتصدر مصر الدول المشاركة في المعرض بـ119 دار نشر، تليها سلطنة عمان بـ98، ولبنان بـ73، وسوريا بـ69، إضافةً إلى مشاركة عدد من دور النشر العربية والأجنبية. فيما بلغ عدد المجموعة العُمانية 274.64 ألف كتاب، وعدد الإصدارات الحديثة التي طُبعت بين 2024 و2025 نحو 52.205 ألف كتاب.

فعاليات ثقافية

وسيشهد المعرض إقامة 211 فعالية ثقافية وبرامج متنوعة تتوزع ما بين مسابقات ترفيهية، ومبادرات علمية، وعروض مسرحية، وحلقات عمل ثقافية، منها مبادرة «تحدي الوقت مع القراءة»، ومبادرة «مشروع بيرق التميز»، إضافةً إلى تقديم عرض مسرحي لعرائس الأطفال بعنوان «كتابي رفيق دربي» وعرض مسرحي بعنوان «نور المعرفة».

كما سيتم تقديم فقرات «حكايات شعبية عمانية» بمشاركة عدد من «الحكواتيين»، إلى جانب تنظيم برامج للأطفال، واستعراض للفنون التشكيلية، ومسابقات الإلقاء وكتابة القصة والشعر، وحلقة عمل «مبادئ الخط العربي للأطفال»، وحلقة عمل أخرى بعنوان «قرى تحكي»، إضافةً إلى حلقة عمل تعليمية بعنوان «المبتكر الصغير».

وستقام جلسات ثقافية في عدد من الأجنحة التي ستشهد مشاركة الجهات ذات العلاقة بصناعة ونشر الكتاب، وحضور مؤلفين للتوقيع على إصداراتهم، وإبرام عقود الإنتاج والنشر، ومشاركة المؤسسات المعنية بصناعة الكتاب وما يتصل به من إعداد وتجهيز وتغليف وإخراج فني.

تشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب 674 دار نشر تمثل 35 دولة ويشتمل على فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة تستمر حتى الثالث من مايو المقبل (العمانية)
تشارك في معرض مسقط الدولي للكتاب 674 دار نشر تمثل 35 دولة ويشتمل على فعاليات ثقافية وأدبية متنوعة تستمر حتى الثالث من مايو المقبل (العمانية)

شمال الشرقية: «ضيف شرف»

وتحلّ محافظة شمال الشرقية في سلطنة عمان (ضيف شرف المعرض)، إذ ستشارك بكثير من الأنشطة الثقافية والفعاليات التي تبرز معالمها الحضارية والتاريخية ومآثرها العلمية والإنسانية والوجهات السياحية، وذلك بهدف تسليط الضوء على التراث والتاريخ العماني. وستركز المحافظة عبر الركن المخصص لها في المعرض على تقديم كل ما يميزها من إرث حضاري وعلمي وأدبي وثقافي، حيث تزخر المحافظة بوجود قامات علمية وتاريخية من الأدباء والمفكرين والعلماء الذين أثْروا الساحة الأدبية والعلمية والثقافية في سلطنة عمان والوطن العربي والعالم بالكثير من المؤلفات والأعمال الأدبية والعلمية والثقافية.

الدكتور عبد الله الحراصي وزير الإعلام العماني لدى إطلاق منصة «عين للطفل» في معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)
الدكتور عبد الله الحراصي وزير الإعلام العماني لدى إطلاق منصة «عين للطفل» في معرض مسقط الدولي للكتاب (العمانية)

منصة «عين للطفل»

وأطلقت وزارة الإعلام العُمانية منصة «عين للطفل» ضمن افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب، والتي تعد خطوة نحو استراتيجية تُعزز الحراك الإعلامي العُماني، وإثراء المحتوى المخصص للأطفال، وتزويدهم بمصادر معرفية تُسهم في تشكيل الوعي وتطوير شخصياتهم وتعزيز انتمائهم الوطني.

وتشارك وزارة الإعلام العُمانية في الدورة الـ29 من المعرض بأربعة أجنحة، تتمثّل في وكالة الأنباء العُمانية، والمديرية العامة للإعلام الإلكتروني (منصة «عين» والبوابة الإعلامية)، والمديرية العامة للمطبوعات والمصنفات الفنية، والمديرية العامة للإعلام الخارجي (المركز الإعلامي).