198 مجموعة قصصية في مسابقة «الملتقى» للقصة العربية

تمثل 23 دولة عربية وأجنبية

الكاتب طالب الرفاعي رئيس مجلس أمناء الجائزة
الكاتب طالب الرفاعي رئيس مجلس أمناء الجائزة
TT

198 مجموعة قصصية في مسابقة «الملتقى» للقصة العربية

الكاتب طالب الرفاعي رئيس مجلس أمناء الجائزة
الكاتب طالب الرفاعي رئيس مجلس أمناء الجائزة

أعلنت «جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية»، عن تلقّيها 198 مجموعة قصصية تمثل 23 بلداً عربياً وأجنبياً للترشيح لدورتها السادسة 2023/2022، التي ترعاها جامعة الشرق الأوسط الأميركية في الكويت (AUM).

واحتلت مصر المركز الأول في عدد المشاركات بـ80 مجموعة قصصية تقدمت لهذه الدورة، تلتها سوريا بـ17 مجموعة، فالعراق بـ15 مجموعة، والمغرب بـ12 مجموعة، وتونس والأردن بـ10 مجموعات قصصية لكل منهما، فالجزائر والكويت والسعودية بـ7 مجموعات لكل منها، والبحرين وفلسطين وسلطنة عمان بـ5 مجموعات لكل منها، وجاءت لبنان والسودان واليمن بـ3 مجموعات لكل منها. ومجموعة واحدة لكل من موريتانيا وإريتريا.

ومن الدول غير العربية، شاركت السويد بمجموعتين، والولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وهولندا وجمهورية الدومينيكان بمجموعة واحدة لكل منها.

ولقد بلغ عدد الكتّاب 143 كاتباً، بينما بلغ عدد الكاتبات 55، وبنسبة مشاركة نسائية 28 بالمئة. وبلغ عدد ترشيحات المؤلف 176 كاتباً، بينما بلغ عدد ترشيحات الناشر 22. وتظهر هذه الدورة مشاركة كتّاب خليجيين واضحة بلغت 27 كاتباً.

واختارت إدارة الجائزة لجنة تحكيم الدورة السادسة مكونة من: الدكتورة شهلا العجيلي (الأردن) رئيساً، والدكتور شعيب حليفي (المغرب) عضواً، والدكتورة سعداء الدعاس (الكويت) عضواً، والدكتور فهد حسين (البحرين) عضواً، والدكتورة ميشيل هارتمان (كندا) عضواً.

وسيتم الإعلان عن القائمة الطويلة في الأول من شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل. والقائمة القصيرة في الأول من شهر يناير (كانون الثاني) 2024، بينما تُقام احتفالية الجائزة السنوية في الحرم الجامعي لجامعة الشرق الأوسط بالكويت.

وبدوره قال الكاتب طالب الرفاعي، رئيس مجلس أمناء الجائزة، إن «جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية» باتت تمثل باقتدار مشاركة دولة الكويت الأهم في مشهد الجوائز العربية، وفي «منتدى الجوائز العربية».

وأضاف: «إن المسابقة أصبحت حلم كل كاتب قصة عربي، خصوصاً والترجمات الأجنبية التي شملت جميع نصوص الفائزين بالجائزة».

وتمنح الجائزة الفائز مبلغ 20 ألف دولار ودرع وشهادة الجائزة، إضافة إلى منح الكتّاب الأربعة المتأهلين للقائمة القصيرة مبلغ 5 آلاف دولار مع درع وشهادة الجائزة.

هذا وتقيم الجائزة احتفاليتها في حرم جامعة الـ«AUM»، إضافةً إلى برنامج ثقافي يشارك فيه مجموعة كبيرة من كتّاب القصة العرب والنقّاد والمترجمين.


مقالات ذات صلة

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

يوميات الشرق المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

1967 متنافساً من 49 دولة على «القلم الذهبي»

انتهت المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 كاتباً من 49 دولة حول العالم للفوز بـ«جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

أقامت جمعية الصداقة الكويتية – البريطانية حفلها السادس والعشرين لإعلان جوائز مسابقة عبد الله المبارك الصباح لأفضل الكتب الصادرة بالإنجليزية عن الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
ثقافة وفنون كمال داود محتفلا بفوز روايته "حوريات"

الجزائري الأصل كمال داود يفوز بجائزة «غونكور» الفرنسية عن «حوريات»

تُعدُّ «حوريات»، Houris، رواية سوداوية بطلتها الشابة «أوب» التي فقدت قدرتها على الكلام بعدما طعنها أحد الإسلاميين في 31 ديسمبر (كانون الأول) 1999.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق جانب من حفل الدورة السابقة لتحدي القراءة العربي (الشرق الأوسط)

تحدي القراءة العربي يُتوج أبطال دورته الثامنة الأربعاء المقبل في دبي

يُتوج تحدي القراءة العربي، في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أبطال دورته الثامنة، وذلك خلال احتفالية كبيرة تُنظم في مدينة دبي الإماراتية،…

«الشرق الأوسط» (دبي)

رحلة مع الشعر عبر الأزمنة والأمكنة

رحلة مع الشعر عبر الأزمنة والأمكنة
TT

رحلة مع الشعر عبر الأزمنة والأمكنة

رحلة مع الشعر عبر الأزمنة والأمكنة

ليس أكثر من قصائد الشعر بمختلف اللغات وفي شتى العصور، ولكن ما عسى الشعر أن يكون؟ يقول جون كاري (John Carey) أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة أوكسفورد في كتابه «الشعر: تاريخ وجيز» (A Little History of Poetry)، (مطبعة جامعة ييل، نيوهفن ولندن، 2020) إن «صلة الشعر باللغة كصلة الموسيقى بالضوضاء. فالشعر لغة مستخدمة على نحوٍ خاص، يجعلنا نتذكر كلماته ونثمنها». وكتاب كاري الذي نعرضه هنا موضوعه أشعار عاشت على الزمن منذ ملحمة جلجامش البابلية في الألفية الثالثة ق.م وملحمتي هوميروس «الإلياذة» و«الأوديسة» في القرن الثامن ق.م حتى شعراء عصرنا مثل الشاعر الآيرلندي شيمس هيني (تُوفي في 2013) والشاعرة الأفرو - أميركية مايا أنجيلو (توفيت في 2014) والشاعر الأسترالي لس مري (توفي في 2019).

ليس الشعر كما يظن كثيرون خيالاً منقطع الصلة بالواقع أو تهويماً في عالم أثيري عديم الجذور. إنه كما يوضح كاري مشتبك بالأسطورة والحرب والحب والعلم والدين والثورة والسياسة والأسفار. فالشعر ساحة لقاء بين الشرق والغرب، ومجال للبوح الاعترافي، ومراوحة بين قطبي الكلاسية والرومانسية، وأداة للنقد الاجتماعي، ومعالجة لقضايا الجنس والعرق والطبقة. إنه كلمات يختارها الشاعر من محيط اللغة الواسع ويرتبها في نسق معين يخاطب العقل والوجدان والحواس. فالشعراء كما تقول الشاعرة الأميركية ميريان مور يقدمون «حدائق خيالية بها ضفادع حقيقية».

وتعتبر الشاعرة اليونانية سافو (630 ق.م-570 ق.م) من جزيرة لسبوس أول شاعرة امرأة وصلت إلينا أشعارها في هيئة شذرات (القصيدة الوحيدة التي وصلت إلينا منها كاملة عنوانها «أنشودة إلى أفروديتي» ربة الحب). المحبوبة في قصائدها تفاحة حمراء ناضجة في شجرة عالية بعيدة المنال. أو هي زهرة جبلية يطأها الرعاة الأجلاف بأقدامهم فتترك أثراً أرجوانياً على الأرض. وفى قصيدتها المعروفة باسم «الشذرة 31» ترى صديقة لها تتحدث مع رجل وتضاحكه فتتولاها الغيرة ويثب قلبها في صدرها وتشعر كأن ناراً ترعى في بدنها فتعجز عن الكلام وتغيم عيناها وترتعد فرائصها (للدكتور عبد الغفار مكاوي كتاب صغير جميل عن «سافو شاعرة الحب والجمال عند اليونان»، دار المعارف، القاهرة).

والشعر مشتبك بالدين كما هو الحال في غزليات الشاعر الفارسي حافظ الشيرازي (من القرن الرابع عشر الميلادي) الذي لا نعرف الكثير عن حياته. نعرف فقط أنه حفظ القرآن الكريم في طفولته واشتغل خبازاً قبل أن يغدو من شعراء البلاط ودرس الصوفية على يدي أحد أقطابها. وهو يستخدم صور الحب والخمر كما يفعل المتصوفة رمزاً إلى الحب الإلهي والوجد الصوفي والنشوة الروحية المجاوزة للحواس. وقد غدت قصائده من كنوز اللغة الفارسية، ودخلت بعض أبياته الأمثال الشعبية والأقوال الحكمية، ولا يكاد بيت إيراني يخلو من ديوانه.

كذلك نجد أن الشعر يشتبك بكيمياء اللغة وقدرتها على الإيحاء ومجاوزة الواقع دون فقدان للصلة به. يتجلى هذا على أوضح الأنحاء في عمل الشاعر الرمزي الفرنسي أرتور رامبو من القرن التاسع عشر. فعن طريق تشويش الحواس والخلط بين معطياتها يغدو الشاعر رائياً يرى ما لا يراه غيره وسيتكشف آفاق المجهول. فعل رامبو هذا قبل أن يبلغ التاسعة عشرة من العمر، وذلك في قصائده «السفينة النشوى» (بترجمة ماهر البطوطي) و«فصل في الجحيم» (ترجمها الفنان التشكيلي رمسيس يونان) و«اللوحات الملونة» أو «الإشراقات» (ترجمها رفعت سلام). وبهذه القصائد غدا رامبو - ومعه لوتريامون صاحب ديوان «أغاني مالدورور» - أباً للسريالية في العقود الأولى من القرن العشرين.

والشعر مشتبك بالسياسة خاصة في عصرنا الذي شهد حربين عالميتين وحروباً محلية وصراعات آيديولوجية ما بين نازية وفاشية وشيوعية وليبرالية وديمقراطية وأصولية دينية، كما شهد المحرقة النازية وإلقاء أول قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناجازاكي. وممن عاشوا أزمات هذا العصر الشاعر التشيكي ياروسلاف سيفرت (1986-1901) الحائز جائزة نوبل للأدب في 1984. إنه في ديوانه المسمى «إكليل من السوناتات» (1956) يخاطب مدينته براغ التي أحالتها الحرب العالمية الثانية إلى ركام معبراً عن حبه لها وولائه لوطنه. وشعر سيفرت يقوم على استخدام المجاز. وقد جاء في حيثيات منحه جائزة نوبل أن شعره الذي يمتاز بالوضوح والموسيقية والصور الحسية يجسد تماهيه العميق مع بلده وشعبه.

ومن خلال الترجمة يتمكن الشعر من عبور المسافات وإقامة الجسور وإلغاء البعد الزمني، وذلك متى توافر له المترجم الموهوب القادر على نقل روح القصيدة ونصها. هذا ما فعله المترجم الإنجليزي آرثر ويلي (توفي في 1966) الذي نقل إلى الإنجليزية كثيراً من الآثار الشعرية والروائية والمسرحية الصينية واليابانية.

ومن أمثلة ترجماته هذه القصيدة القصيرة من تأليف الإمبراطور الصيني وو-تي (القرن الأول ق.م) وفيها يرثي حبيبته الراحلة:

لقد توقف حفيف تنورتها الحريرية.

وعلى الرصيف الرخامي ينمو التراب.

غرفتها الخالية باردة ساكنة.

وأوراق الشجر الساقطة قد تكوّمت عند الأبواب.

وإذ أتوق إلى تلك السيدة الحلوة

كيف يتسنى لي أن أحمل قلبي المتوجع على السكينة؟

ويختم جون كاري هذه السياحة في آفاق الشعر العالمي، قديماً وحديثاً، شرقاً وغرباً، بقوله إن الإنسان هو الكائن الوحيد القادر على طرح الأسئلة على الكون، بغية إدراك معنى الوجود، أسئلة لا تجد إجابة في الغالب، ولكن هذا التساؤل - من جانب الفيلسوف والعالم والشاعر - يمثل مجد الإنسان ومأساته معاً.