القاسمي: أستلهم البيئة العُمانية

تحدث لـ «الشرق الأوسط» عن «تغريبة القافر» حائزة «بوكر»

زهران القاسمي
زهران القاسمي
TT

القاسمي: أستلهم البيئة العُمانية

زهران القاسمي
زهران القاسمي

فازت رواية «تغريبة القافر» للكاتب العماني زهران القاسمي بجائزة «بوكر» للرواية العربية التي أُعلنت في أبوظبي، أول من أمس. واختارت لجنة التحكيم هذه الرواية لكونها اهتمت «بموضوع جديد في الكتابة الروائية الحديثة، وهو موضوع الماء في علاقته بالبيئة الطبيعية وبحياة الإنسان في المناطق الصعبة». وفي الحوار الذي تنشره «الشرق الأوسط» معه، يؤكد القاسمي أنَّ كل رواياته تستلهم البيئة العمانية، «وهذه هي مهمة الروائي؛ أن يغوص في أعماق تراث بلده، ويستخرج ما هو خافٍ».

ولكن لماذا هذا العنوان الغامض بعض الشيء، «تغريبة القافر»؟ يعترف القاسمي بأنَّه كان محتاراً في تسمية الرواية إلى أن استقر على هذا العنوان.

والقافر هو مقتفي أثر الماء، الذي تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. وتقع أحداث الرواية في عالم الأفلاج، النظام الفلاحي لريّ البساتين، المرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطاً وثيقاً، والذي دارت حوله الحكايات والأساطير. هذه الشخصية، كما يقول، عاشت تجربة مريرة، وقاست كثيراً، لذلك ربطها بالتغريبة، لأن فئة كبيرة تعمل في مجال الأفلاج. وكان في ذهنه «تغريبة بني هلال» و«التغريبة الفلسطينية» كما كتبها إبراهيم نصر الله.



[«كاوْدا» - صَخْرةُ الصُّمود] (إلى أطفال الكهوف... أنتم أجْدرُ بالوطنِ منّا!)

[«كاوْدا» - صَخْرةُ الصُّمود]
(إلى أطفال الكهوف... أنتم أجْدرُ بالوطنِ منّا!)
TT

[«كاوْدا» - صَخْرةُ الصُّمود] (إلى أطفال الكهوف... أنتم أجْدرُ بالوطنِ منّا!)

[«كاوْدا» - صَخْرةُ الصُّمود]
(إلى أطفال الكهوف... أنتم أجْدرُ بالوطنِ منّا!)

[«كاوْدا» - صَخْرةُ الصُّمود]

(إلى أطفال الكهوف... أنتم أجْدرُ بالوطنِ منّا!)

1

مطرٌ في اللّيْلِ، رعْدٌ

راجماتٌ تحصُبُ الأرضَ

ونارٌ ودخانْ!

السماءُ احترقتْ، صبّت شُواظاً

والهوامُّ، الناسُ، سربُ الطيرِ،

قطعانُ الظباءِ السُّمْرِ، والسبعُ،

وما دبّ على الأرضِ اختفتْ

تنشد مأوى، وملاذاً، ونجاهْ!

ليس إلا القممُ الشاهقةُ الصمَاءُ

تُعطِي صدرَها العارِي لنيرانِ الغزاهْ !

2

حدّثوني أنّ في صمتِكِ أسرارَ الأساطيرِ

وقاموسَ لغاتِ الإنسِ والجنِّ

ومعنى أن يصُدَّ الجبلُ الرّيحَ

وفي سفحِكِ يرتاحُ الخلودْ !

أيّ لغزٍ فيكِ؟ في جوف تضاريسكِ ..

يسقيكِ معاني الصبْرِ والصّمْتَ

وآياتِ الصمودْ؟

حارَ فيكِ الغزْوُ واحتارَ الغزاهْ

كلما أمطركِ الطيرُ الأبابيلُ جحيماً

سال واديكِ، ومن خاصرةِ الصخْر

نما العُشْبُ،

وضجّتْ في روابيكِ الحياهْ !!

يخرجُ الأطفالُ من رحْمِ المغاراتِ خفافاً

ينشدونَ اللّهْوَ تحت القمرِ الضاحكِ

تنسابُ ترانيمُ الصبّياتِ مع اللّيلِ

وينثالُ الغناءْ !

ينبتُ الزهرُ، ولكنّ الغزاهْ

ليس في شرعتهم

ورْدٌ وأطفالٌ وحبٌّ وغناءْ !

تارةً أخرى تعودُ الطائراتْ

الموتُ لا يمشي على الأرضِ

ولكنْ، مطرٌ في اللّيْلِ، رعْدٌ

راجماتٌ تحصُبُ الأرضَ

ونارٌ ودخانْ!

يهربُ القاتلُ في لمحةِ عينْ!

ويعودُ النبضُ، ينمو الوردُ

يسري في السفوح الشمِّ

إكسير الحياهْ !

3

حدّثوني أنّ في صمتِكِ أسرارَ الأساطيرِ

وقاموسَ لغاتِ الإنسِ والجنِّ،

ومعنى أن يَصُدَّ الجبلُ الرّيحَ

وفي سفحِكِ يرتاحُ الخلودْ !

فيكِ معنى الصمْتِ يا كاودا

وآيات الصمودْ !

-----------------------------

مايو- 2014

من ديوان

«المشي على الحبل المشدود»

----------------------------