«المشَّاء العظيم»... رواية تتناول الوجه المظلم للوسط الأدبي

«المشَّاء العظيم»... رواية تتناول الوجه المظلم للوسط الأدبي
TT

«المشَّاء العظيم»... رواية تتناول الوجه المظلم للوسط الأدبي

«المشَّاء العظيم»... رواية تتناول الوجه المظلم للوسط الأدبي

تهيمن الطرافة والتشويق على موضوع رواية «المشاء العظيم»، الصادرة عن دار «الشروق» بالقاهرة، للكاتب المصري أحمد الفخراني، حيث يتناول العمل ما يمكن وصفه بـ«الوجه المظلم للوسط الأدبي» من زاوية السرقات الأدبية، وسطو أحدهم على مجهود الآخرين، كذلك صراعات المثقفين وحروب التهميش والحسد التي يخوضونها ضد بعضهم البعض بضراوة.

وتقدم الرواية، في هذا السياق، بانوراما سردية منضبطة اللغة والبناء الفني عن سيرة الروائي الطامح للشهرة «محمد الأعور»، وسبل اختراقه عوالم الأدب بطرق ملتوية، لكن عند ذروة نجاحه في تحقيق ما يصبو إليه يواجه شبح أستاذه الميت والروائي المنسي «فرج الكفراوي» الذي يطالبه بتسديد دَينه القديم، فبعد أن سرق منه ست روايات منحته الشهرة، عليه أن يجعل روايته السابعة باسم الكفراوي، وأن يستخدم نفوذه وشهرته ليعلن أنه اكتشف كنزاً أدبياً باسم أستاذه كي يعيد إحياء اسمه الذي ابتلعه الموت والنسيان، لكن «الأعور» يكتشف أن الرواية المطلوبة ليست سوى حياته نفسها.

ويجمع النص، الذي يقع في 183 صفحة من القطع المتوسط، بين عناصر الدراما الإنسانية والنفَس البوليسي والحِس التهكمي الساخر، مع نزعة إلى الفانتازيا؛ في طياتها تكمن تساؤلات حول النجاح والأصالة والزيف، وكذلك حول فن الرواية ومستقبلها.

صدر للفخراني من قبل عدة روايات، منها «بار ليالينا»، و«إخضاع الكلب»، والمجموعة القصصية «مملكة عصير التفاح»، بالإضافة لكتاب «كل قلب حكاية» الذي يتضمن صوراً قلمية لشخصيات متنوعة، وديوان «ديكورات بسيطة» بالعامية المصرية.

ومن أجواء الرواية نقرأ:

«لم يتوقع أحد كل هذا النجاح عندما أطلق محمد الأعور تطبيقه الإلكتروني الفريد (المشاء العظيم) الذي وضع فيه كل خبرة روحه في التزوير. الشيء الأصيل الوحيد الذي يملكه مضافاً إليه طزاجة جسد تلميذه الشاب هاني الديب، وكل ما تعلَّمه من أستاذه فرج الكفراوي. يستطيع مستخدمو التطبيق تغيير حبكة أي رواية إن أرادوا أن يغيروا النهايات والبدايات، أن يحذفوا الجمل التي أثارت مللهم أو حفيظتهم أو أن يضيفوا جملهم الركيكة والقوية بأنفسهم، لا فارق؛ فالتطبيق يدعم نزعة الإنسان إلى المونولوج ويحترم الثرثرة.

أغلب خدمات التطبيق مجانية، لكن إن أردت التقدم أكثر في اللعبة فعليك أن تدفع ما يعادل دولاراً لكل خطوة إضافية يتم التبرع بعشرة سنتات منها لرابطة الروائيين المنسيين الذين كلّفتهم الكتابة حياتهم بلا عائد. نجحت تلك الفكرة، فقد جعلت المستخدمين يشعرون أثناء اللعب بمتعة الإحسان. نسخة روايتك المحرَّرة من الروايات الأخرى قد تحظى بمكان فريد ودائم إن دفعت أكثر. كلما حظيت بانتشار وتقييم أكثر من سواك ضمنت مكاناً متميزاً مجاناً ولمدة تطول حسب اهتمام المستخدمين، قبل أن يأكل روايتك النسيان ويندفعوا منجذبين إلى رواية جديدة.

من يستخدم التطبيق، عليه أن يقبل أولاً شروط سياسة الاستخدام، وأهمها موافقته على أن يكتب لقارئ على استعداد للتخلص منه فور اكتشاف ومضة جديدة في الأفق. عرّف التطبيق نفسه كالتالي: لا نملك أي قواعد بديلة ضد وصفات الكتابة، بل نتبنّاها، نعرف أن الوصفات صالحة وتنتج يومياً الطبيب والمهندس والعاطل وآلاف الروايات الممتازة والجيدة والتافهة. يصنّف كُتاب التطبيق إلى عدة فئات: المقامرون، الخونة، قناديل البحر، أبناء بودلير. أعلاهم قدراً الخونة، وأكثرهم حظاً المقامرون، أكثرهم ولاء أبناء بودلير، أجملهم قناديل البحر».


مقالات ذات صلة

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

ثقافة وفنون «فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

«فلسفة هيوم»... زيارة جديدة لأحد أهم مفكري القرن الثامن عشر

عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة، صدرت طبعة جديدة من كتاب «فلسفة هيوم: بين الشك والاعتقاد» الذي ألفه الباحث والأكاديمي المصري د. محمد فتحي الشنيطي عام 1956

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ذاكرة إسطنبول المعاصرة ورواية أورهان باموك الشهيرة في متحف واحد في إسطنبول (الشرق الأوسط)

«متحف البراءة»... جولة في ذاكرة إسطنبول حسب توقيت أورهان باموك

لعلّه المتحف الوحيد الذي تُعرض فيه عيدان كبريت، وبطاقات يانصيب، وأعقاب سجائر... لكن، على غرابتها وبساطتها، تروي تفاصيل "متحف البراءة" إحدى أجمل حكايات إسطنبول.

كريستين حبيب (إسطنبول)
كتب فرويد

كبار العلماء في رسائلهم الشخصية

ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك إذا ذكر اسم عالم الطبيعة والرياضيات الألماني ألبرت آينشتاين؟ نظرية النسبية، بلا شك، ومعادلته التي كانت أساساً لصنع القنبلة الذرية

د. ماهر شفيق فريد
كتب ناثان هيل

«الرفاهية»... تشريح للمجتمع الأميركي في زمن الرقميات

فلنفرض أن روميو وجولييت تزوَّجا، بعد مرور عشرين سنة سنكتشف أن روميو ليس أباً مثالياً لأبنائه، وأن جولييت تشعر بالملل في حياتها وفي عملها.

أنيسة مخالدي (باريس)
كتب ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

ترجمة عربية لـ«دليل الإنسايية»

صدر حديثاً عن دار نوفل - هاشيت أنطوان كتاب «دليل الإنسايية» للكاتبة والمخرجة الآيسلندية رند غنستاينردوتر، وذلك ضمن سلسلة «إشراقات».

«الشرق الأوسط» (بيروت)

أسواق 2024: الكتب الأكثر مبيعاً... الخاسرون والرابحون

 «من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر
«من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر
TT

أسواق 2024: الكتب الأكثر مبيعاً... الخاسرون والرابحون

 «من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر
«من أجل عيون منى» لتوماس شيسلر

ككل نهاية سنة ينشر الإعلام الفرنسي قائمة بالكتب والإصدارات التي سجَّلت أقوى المبيعات على مدار السنة. النتائج تُنشر بناءً على أرقام معاهد الإحصاء المختصة، مثل «إيدستا» أو «داتاليب»، ولكن أيضاً انطلاقاً من الأرقام التي أعلنت عنها دور النشر، وهي لا تأخذ بعين الاعتبار القيمة الأدبية للإصدارات، بل النجاح التجاري فقط، حيث يحدث أن نجد في أسفل القائمة كتباً قيّمة لاقت ترحيب النقاد لكنَّ الإقبال الجماهيري عليها كان ضعيفاً.

من هذا المنظور تُوجت دار نشر «ألبان ميشال» هذه السنة «ملكة للمبيعات»، حيث سجلت بفضل غزارة ونوعية الأعمال التي أشرفت على نشرها هذه السنة، أكبر النجاحات. أول هذه الأعمال كانت رواية «من أجل عيون منى» للكاتب والباحث في تاريخ الفن توماس شيسلر، وهي الرواية التي فاقت منذ صدورها كل التوقعات، إذ حازت اهتماماً إعلامياً واسعاً، كما تُرجمت إلى 32 لغة بما فيها العربية، وبيعت بأكثر من 390 ألف نسخة (أرقام خاصة بفرنسا) وهي تروي قصّة «منى»، طفلة في العاشرة تصاب بتوقف تدريجي للبصر، فيقرر جدها معالجتها على طريقته الخاصة بأن يصطحبها في كل أسبوع إلى أكبر متاحف فرنسا لتتأمل روائع الفن العالمي.

«مذكرات» لجوردن بارديلا

من الأعمال الناجحة أيضاً الرواية الرابعة للكاتبة فاليري بيران «تاتا» وهي بوليسية نفسية تروي قصة كوليت، امرأة مختفية تقوم ابنة أختها بالتحقيق في سبب اختفائها لتكتشف أن لخالتها حياة مزدوجة. هذه الرواية بيعت بأكثر من 250 ألف نسخة وهو نفس الإنجاز الذي وصلت إليه رواية «نادل فندق الريتز» للكاتب فيليب كولين، وهي القّصة الحقيقية لفرانك مايير، أشهرا نادل في باريس إبان حقبة النظام الفيشي. «ألبان ميشال» كانت أيضاً المؤسسة التي نشرت السيرة الذاتية لرئيسة وزراء ألمانيا السابقة أنجيلا ميركل بعنوان «الحرية: الذكريات 1954 - 2021» التي تروي فيها مسيرتها السياسية عبر أكثر من 700 صفحة. ورغم أن الكتاب بيع منه نحو 350 ألف نسخة فإن الإنجاز لم يكن في مستوى توقعات وآمال الناشر على اعتبار أنه دفع أكثر من 400 ألف يورو في مزاد علني خاص (حسب مصادر مجلة «لكسبرس») مقابل الحصول على حقوق النشر، ناهيك بمصاريف الترجمة والدعاية والتوزيع، خصوصاً إذا ما قورن بما حققته دار نشر «فايار» مع الطبعة الفرنسية لمذكرات ميشال أوباما مثلاً، التي بيع منها داخل فرنسا 500 ألف نسخة وأكثر من عشرة ملايين في العالم. سنة 2024 أكدت أيضاً صحة الآراء التي ترى أن الجوائز تسهم في الترويج للكتب ورفع المبيعات، فعلى الرغم من الجدل الكبير بخصوص قضية نشر قصّة سعادة عربان البطلة الحقيقية لـ«الحوريات» لكمال داود دون إذنها، فإن الرواية تمكنت من تحقيق نجاح تجاري كبير منذ صدورها في 15 أغسطس (آب)، إذ بيع منها حتى الآن أكثر من 390 ألف نسخة، متبوعة برواية «جاكاراندا» التي يواصل فيها الكاتب غاييل فاي استكشاف إشكالات المنفى والذاكرة والهويات المتعددة من موطنه رواندا. هذه الرواية كانت تنافس «الحوريات» على جائزة «غونكور» لكنها ختمت السنة بجائزة «رونودو»، وبيع منها أكثر من 250 ألف نسخة، وهي الثانية لفاي بعد ثماني سنوات على صدور عمله الروائي الأول «البلد الصغير». أقل منهما حظاً الكاتبة هيلين غودي، فرغم ترحيب النقاد بعملها وترشحها للقائمة الصغيرة لـ«غونكور» فإن عملها الروائي لم يلقَ الرواج المتوقَّع، حيث لم تَبِعْ من روايتها «الأرخبيل» سوى 4000 نسخة منذ صدورها.

«تاتا» لفاليري بيرن

سنة 2024 تميزت أيضاً بنجاح الكتب السياسية لشخصيات من اليمين المتطرف، أهمها إصدارات تابعة لدار نشر «فايار» التي أصبحت مِلك رجل الأعمال فنسان بولوري المعروف بقربه من تيار اليمين المتطرف. أهم هذه الإصدارات السيرة الذاتية لجوردان برديلا، رئيس حزب التجمع الوطني، وهي بعنوان «عن ماذا أبحث؟»، حيث لاقت إقبالاً كبيراً وبيع منها 150 ألف نسخة، إضافةً إلى كتاب فيليب دو فيليي، وهو شخصية سياسية محافظة من اليمين المتطرف سجّل كتابه «مبيد الذاكرة» أكثر من 140 ألف نسخة، في الوقت الذي سجلت فيه كتب الشخصيات اليسارية أمثال الرئيس السابق فرانسوا هولاند، وآن هيدالغو، عمدة باريس، فشلاً ذريعاً، حيث بيع من عمل الرئيس السابق 6000 نسخة، و السيدة هيدالغو 250 نسخة فقط.

على أن روايات الجريمة والتشويق تبقى الأكثر شعبية.

على رأس القائمة الرواية البوليسية «حيوان متوحش» للكاتب السويسري جويل ديكير وهي من نوع المغامرات البوليسية، وحازت رواجاً شعبياً كبيراً وبيعت بأكثر من 420 ألف نسخة. تليها الرواية الجديدة لغيوم ميسو «شخص آخر»، وهي من النوع البوليسي أيضاً وبيع منها 390 ألف نسخة.

«فادي الأخ المسروق» لرياض سطوف

ودائماً في عالم الجريمة تَحوَّل الطبيب الشرعي البلجيكي فيليب بوكسو إلى نجم المكتبات الفرانكوفونية بفضل كتب استلهمها من خبرته في تشريح الجثث وأسلوبه المتسم بروح الفكاهة اللاذعة. وقُدرت مبيعات كتابه الأخير «في مواجهة الموت» بـ300 ألف نسخة.

والجديد هذه المرة اقتحام القصص المصوَّرة وسلاسل المانغا بقوة سوق الكتب. حيث نقلت وسائل الإعلام الفرنسية النجاح الساحق الذي سجَّله المؤثر الشاب «أنوكس تاغ» بسلسلة المانغا «الغريزة» أو «أنستا»، (دار نشر «ميشال لافون»)، التي بيع منها 265 ألف نسخة بعد شهرين فقط من صدورها، إضافةً إلى سلسلة الرسوم المصّورة: «أنا فادي... الابن المسروق» للرسّام السوري الفرنسي رياض سطّوف الذي يعد من الأسماء المتعودة على احتلال صدارة قوائم الكتب الأكثر مبيعاً (بيست سيلرز) في فئة القصّص المصورة (بي دي)، فهو معروف بسلسلة «عربي من المستقبل» التي أصدر منها 6 مجلدات، وهي سيرة ذاتية هزلية عن حياته من الطفولة في سوريا وليبيا إلى حياته في المهجر. «عربي من المستقبل» كانت قد حازت بها عدة جوائز منها «الجائزة الكبرى لمهرجان أنغولام» أما السلسلة الجديدة فقد بيع منها أكثر من 350 ألف نسخة.