شاشة الناقد: أفلام رعب وأكشن

«باد بويز» (كولمبيا)
«باد بويز» (كولمبيا)
TT

شاشة الناقد: أفلام رعب وأكشن

«باد بويز» (كولمبيا)
«باد بويز» (كولمبيا)

BAD BOYS‪:‬ DRIVE OR DIE ★★☆

* إخراج: عادل الغربي، بلال فلاّح.

* النوع: أكشن كوميدي | الولايات المتحدة (2024).

في أساسه «فتيان سيئون: قد أو مت» هو من لبنة عددٍ من الأفلام التي دارت حول تحريين يقومان بكل الأعمال الخارقة للعادة رغم تضارب شخصيتيهما وتناقض وجهتي نظرهما كما الحال مع الفيلم الأول في هذا المجال «Lethal Weapon» (ريتشارد دونر، 1987). هذا مع استعارات من سلسلة «Fast ‪&‬ Furious» حيث تطير السيارات وتشتعل الحرائق بمشاهد تتلاحق من دون معالجة متتالية وسليمة بالفعل.

ميزة هذا الجزء الرابع هي إصراره على وحدة مصير بطليه ويل سميث، ومارتن لورنس. كلٌ منهما يحكّ ظهر الآخر في مشاهد الخطر ويساعده. في الوقت نفسه، كلٌ منهما يُثير أعصاب الآخر بمواقفه أو كلماته. إنها توليفة ميل غيبسون وداني غلوڤر منذ أن ظهرت في «سلاح قاض».

حبكة الفيلم بسيطة التكوين تدور حول هذين التحريين وقد وجدا نفسيهما مطاردَين من قِبل رجال الشرطة بسبب تهمة ملفّقة للإجهاز عليهما. في الوقت نفسه «كل عصابات المدينة تلاحقنا»، كما يقول أحدهما لنا. مايك (سميث) أكثر تماسكاً وهو المنظّر في هذا الثنائي. ماركوس (لورنس) هو الشخصية الأقل تهوّراً، وفي هذا الفيلم يبدأ بمغازلة حالة ذهنية عندما يؤكد أنه يمكن السيطرة على كل شيء بالتفكير وحده. دليل ذلك المشهد الذي يواجهان فيه تمساحاً اعتقد ماركوس أنه يستطيع تفادي خطره بالنظر الممعن إليه.

الفيلم مغامرات كوميدية مصنوع للترفيه وينجح في ذلك. عدا هذا هو وجه آخر من وجوه مضيعة الوقت وجزء رابع ضعيف الحبكة.

* عروض تجارية.

UNDER PARIS ★★

* إخراج: زافييه جانس

* النوع: رعب | فرنسا (2024).

الرحلات السياحية في نهر السين في باريس يجب أن تتوقف على الفور. هناك أسماك قرش في أعماق النهر جائعة، وأكبرها قد لا يتوانى عن الهجوم على أي يختٍ أو مركبة، ناهيك عن غطّاس يريد التأكد من وجودها.

فيلم زافييه جانس يصرّ على لسان بطلته (بيرينيس بيجو) على أنه من الخطر الغوص في النهر. وعلى الرغم من ذلك فلا يمكن للفيلم أن ينتهي بموافقة الآخرين على تحذيرها، وهي خبيرة أسماك قرش، وقد قتلت سمكة كبيرة زوجها قبل 15 سنة. ولو فعلوا لانتهى الفيلم الذي عليه الاستمرار في التحذير وفي مخالفة التحذير.

«تحت باريس» (لت مي بي)

مثل قرش فيلم «Jaws» لستيفن سبيلبرغ (1975)، المسؤولون ينفون وجود قرش، ومن ثَمّ يحاولون تغطية المسألة بأن القرش يعيش تحت الماء وباريس ومن فيها فوق الماء. لو كان كل هذا الوضع منفّذ بدراية ولو كانت شخصيات الفيلم مرسومة ببعض العمق (ناهيك عن عدم ملاءمة البطلة للدور) لكان الفيلم أضاف بعض النقاط الإيجابية لهذه البلاهة المصوّرة. لكن الغاية منه هي توظيف معطيات لا منطق لها في نتائج لا قيمة لها.

* عروض «نتفليكس»

ALLIGATOR ★★★★

* إخراج: لويس تيغ

* رعب | الولايات المتحدة (1980)

على المهتم بحكايات التماسيح وأسماك القرش وما شابه من وحوش فتّاكة العودة، مثلي، إلى فيلم لويس تيغ «تمساح»، إذا ما أراد مشاهدة فيلم رعب جيّد عن ذلك الوحش. صحيح أن التمساح له دور صغير في «باد بويز» الآنف ذكره، إلا أنه مُوحٍ بما يستطيع كاتب في منزلة جون سايلس، ومخرج من مرتبة لويس تيغ تحقيقه في خانة التشويق في نوع مزدحم بالحيوانات والحشرات والوحوش طوال تاريخ السينما.

«تمساح» (أطلس إنترناشونال)

يبدأ «تمساح» بمشهد قضم الحيوان لرجل أرعن خاطر بنفسه أمام مشاهديه. فتاة صغيرة تشتري تمساحاً صغيراً لا يزيد طوله عن شبر، لكن والدها يرميه في المرحاض. بعد أكثر من عقد ما زال التمساح حيّاً وقد كبر حجمه ويعيش على كلاب ميّتة يتخلّص منها موظّف مؤسسة جينيات خطرة برميها في المجاري. تكبر الولائم عندما يبدأ التمساح بالتهام البشر بينهم شرطي كان يساعد بطل الفيلم (روبرت فورستر) في مهمته تحت الأرضية. ثم ها هو التمساح يخرج للتنزه في المدينة والتهام من يصل إليه بما في ذلك مجموعة من السياسيين الفاسدين.

القصّة مكتوبة جيداً والتنفيذ على النحو نفسه لا يفته تفصيلة لكن من دون حشر. على عكس أفلام اليوم من النوع نفسه، يدمج «تمساح» (وهناك جزءٌ ثانٍ له بفاعلية أقل) فن الإخراج بفن التخويف، ويواكب أحداثه بمرونة، بينما يرتفع التشويق من البداية وحتى ذلك المشهد الأخير منه.

• عروض DVD

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
سينما «بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

«بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)
«بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)
TT

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

«بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)
«بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

BEETLEJUIC BEETLEJUICE

(وسط)

* إخراج: تيم برتون | بطولة: مايكل كيتون، كاثرين أوهارا، وينونا رايدر (خارج المسابقة، الولايات المتحدة)

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات وليس بعيداً عن موجة قصيرة المدى حين كان التلفزيون يعرض حلقات مُعادة من «عائلة أدامز» التي نُقلت إلى الشاشة الكبيرة في عام 1991، وبنجاح أيضاً.

جمهور اليوم شاهد كثيراً من الأفلام التي عنت حينها أكثر ما تعنيه للجيل الجديد، وهذا الفيلم واحد منها. يعمد إلى التركيبة نفسها، ورسم الشخصيات نفسها، بل يضيف إلى كل ذلك المزيد من الغرابة الدّاكنة والشخصيات ذات النوازع الغريبة حتى عندما تبدو كما لو كانت طيبة في مكان ما من القلب.

قبل 36 سنة لعبت ليديا (وينونا رايدر) دور فتاة صغيرة. الآن نراها كبرت ولديها برنامج تلفزيوني، لكنها ليست بالضرورة سعيدة كونها ترى أمواتاً بينهم معجب سابق يتواصل معها ذهنياً. المعجب الآتي من بعيد هو بيتلجوس (مايكل كيتُون) الذي يقرر إدخال الرّعب والتفرقة بين عائلة ليديا حال عودتها إلى البيت المهجور الذي شهد أحداث الفيلم السابق.

الفكرة وراء العودة هي الرغبة في بيع المنزل الذي ترعرعت فيه ليديا ووالدتها. لقد توفي والدها ولم يعد هناك داع للاحتفاظ بالمنزل، لكن البيت ما زال يُثير الوحشة والمخاوف وتزوره أرواح شريرة.

فكرة هذا الفيلم تصل شبه ميّتة بسبب أن الجديد المروي هنا ليس مثيراً بحد ذاته، والحكاية تتعرض لالتواءات وتقاطعات تجعل متابعة الفيلم مثل فرض مدرسي على المشاهد حِفظُه. ينتقل بلا تردد بين أحداث ومفارقات متوالية بحيث يسبب وجود كثيرٍ من الأحداث تدور في وقت واحد دون أن يجد الفيلم محوراً يجمعها ويرويها بقدر أقل من التقاطعات.

المشكلة الناتجة عن كل ذلك أن الفيلم مشغول بخطوطه القصصية المتعارضة، وعليه توفير عدد كاف من المشاهد ليوفي شخصياته حقها. هذا ما يجعل العمل أقرب إلى «استكشات» منه إلى قصّة ذات سرد متواصل.

كلّ ما سبق لا يمنع أن للفيلم نبرة كوميدية سوداء من تلك التي اشتهر بها المخرج برتون في أفلامه السابقة مثل «فرانكنويني» (Frankenweenie) 1984، و«عروس الجثة»، (Corpse Bride) 2005.

«بيتلجوس بيتلجوس» (بلان ب إنترتايمنت)

‫NONOSTANTE

(وسط)

* إخراج وبطولة: فاليريو ماستندريا | إيطاليا (مهرجان ڤينيسيا، قسم آفاق).

‫«بالرغم من» (أو «أشعر بتحسن»، (Feeling Better) كما عنوانه المختار للتسويق عالمياً) فيلم ثاني للمخرج المتحوّل من التمثيل فاليريو ماستندريا الذي لديه شعبية لا بأس بها في موطنه الإيطالي بين هواة الأفلام الكوميدية.

هذا الفيلم لديه اتجاهان مجتمعان: معالجة كوميدية وموضوع جاد عن النائمين في «كوما» في أحد المستشفيات.

ليس سهلاً معالجة هذا الموضوع إلّا من خلال مفتاح خاص يستطيع دخول تلك الشخصيات ورؤاهم. بطل الفيلم لوي (ماستندريا) وباقي «النائمين» ليسوا بالفعل في سبات عميق. نراهم يعيشون حياة موازية. هم في الظاهر نائمون دائمون وفي الغيب أحياء طبيعيون. وضعٌ يُشبه التقمّص كما لو أن كل واحد من هؤلاء يستغلّ سباته ليحلم بأنه ليس محكوماً عليه، وحتى حين، بالنوم المتواصل.

يقترح الفيلم أن سباتهم ذاك هو نعمة، فهم متحرّرون من مسؤوليات الحياة وواجباتها وما زالوا يستطيعون بناء حياة جديدة. لوي في الواقع يجدها فرصة فريدة للوقوع في الحب من جديد. لكن الأمور ليست دائماً كما يحب أن تكون حتى في تلك الحياة الموازية. في أحد المشاهد يتحوّل لقاؤه بالمرأة التي تعرّف إليها (تؤديها الأرجنتينية دولوريس فونزي) يتحوّل اللقاء إلى عاصفة من الجدال الغاضب. إنه أحد أفضل المشاهد أداءً.

الحبكة التي يحملها الفيلم أثقل من أن تمكّن ماستندريا من الوصول إلى نهاية الفيلم بعد 90 دقيقة من دون تعب. صعب تركيب حكاية كوميدية ودرامية معاً تدور حول حياة مزدوجة وصولاً لنهاية ذات معنى. لكن حسنة الفيلم توحيد الموضوع المطروح مع بصرياته وألوانه، ولو أن ذلك ليس كافياً للارتفاع به صوب وضع مهم على صعيد ما.