شاشة الناقد: من أفلام «كان»

فيلم «رفعت عيني للسما» (دولتي ڤيتا فيلمز)
فيلم «رفعت عيني للسما» (دولتي ڤيتا فيلمز)
TT

شاشة الناقد: من أفلام «كان»

فيلم «رفعت عيني للسما» (دولتي ڤيتا فيلمز)
فيلم «رفعت عيني للسما» (دولتي ڤيتا فيلمز)

رفعت عيني للسما ★★★☆

* إخراج: أيمن الأمير وندى رياض.

* النوع: تسجيلي عن فرقة مسرحية.

* مصر | فرنسا (2024)

فيلم رقيق المعالجة عن فتيات شابات يسعَين لشقّ طريقهن الفني مدركات العوائق المتعددة التي تحيط بهن. ليس من بينهن من لديها سبيل مؤكد لتحقيق حلمها. إحداهن تتمنى أن تدرس الدراما، وأخرى تتحدّث عن رغبتها في أن تصبح مغنية مشهورة. لكننا نسمع من يندد، كذلك الذي يقول إنه سيحرق ابنته لو فكّرت في الفن، أو ذلك الشقيق الذي يسخر من أن تواصل شقيقته تعليمها لأنها في نهاية المطاف ستتزوّج وتبقى في البيت.

الفيلم رقيق المعالجة لا يتجنب تماماً الاعتماد على معالجة تقليدية، لكنه يتّسع لطرح الآمال المحقّة والواقع الصّعب. التمثيل والغناء وفن الرقص مواهب تصبح هنا موازية للأحلام، والواقع موازياً للمستحيل.

فاز الفيلم بجدارة بجائزة «غولدن آي» في مهرجان «كان» الأخير. تطلّب العمل عليه ست سنوات منها سنتان للبحث والتحضير وأربع سنوات للتصوير.

* عروض: مهرجان «كان» (قسم «أسبوع النقاد»).

FLOW ★★★☆

* إخراج: جينتس زلبالوديس

* النوع: رسوم متحركة.

* لاتفيا | فرنسا (2024)

هناك أمور كثيرة جداً يمكن تقديرها في هذا الفيلم، من بينها أنه ليس عن حيوانات ناطقة، فالفيلم بلا حوار وغير معني بتقليد إنتاجات «ديزني» في هذا الصدد. البطولة لقطّة رمادية اللون وبعينين واسعتين تزدادان اتساعاً كلّما واجهتا خطراً غير محسوب. وهناك مخاطر عديدة. تعيش وحيوانات أخرى في عالم ما بعد الدمار الشّامل وتتعرض لكلاب شاردة تطاردها، وفيضان كبير، وسلسلة من المواقف المفروضة عليها في عالم خارج من رحم عالم مضى. عالم الإنسان مضى والكلام مضى معه.

فيلم «فاي» (HBO)

الرسوم سلسة والإيقاع غير مستعجل ولو أن الفيلم يبقى مشوّقاً ولا يعمد إلى تفعيلات استعراضية رخيصة أو سهلة. وهو ثرى بالصورة. وكل ما فيه يعيش ويتحرك كما لو كان مصوّراً بكاميرا حيّة. الثراء نفسه ينتقل إلى مشاهد الماء وتحت سطحها ما يجعل الفيلم فعلاً مترابطاً بجودة ما يعرضه وجودة ما يوفره من مضامين (معنى الصداقة وقيمة التواصل بين الأحياء، الخ...) كما جودة رسومه وخامته الفنية الممتازة.

* عروض: مهرجان «كان» (قسم «نصف شهر المخرجين»).

FAYE ★★★

* إخراج: لوران بوزيريو

* النوع: تسجيلي/ بيوغرافي

* الولايات المتحدة (2024)

من شاهد «بوني وكلايد» سنة 1967 تعلّق ببطليه وارن بيتي وفاي دوناوي. الأول كان نجماً معروفاً ومحبوباً. الثانية كانت جديدة، إلّا من بعض الأدوار المسرحية والسينمائية القصيرة. لكن بَيتي هو الذي أصر عليها رغم كثرة الممثلات اللواتي أردن مشاركته بطولة ذلك الفيلم العصاباتي العاصف.

فيلم «تدفّق» (دريم وَل ستديو)

يصنّف فيلم «فاي»، الذي يدور حول هذه الممثلة المتميّزة بجمالها وقدرتها على أن تعكس الألم الذي في داخلها. حسب هذا الفيلم، هذا الألم ناتج عن آلامها الشخصية. لم تكن سعيدة في حياتها وهي صغيرة، ولا عندما أصبحت شابّة ولا بعد ذلك عندما حققت أمنيّتها في التحوّل إلى التمثيل. المشهد الصارخ لجاك نيكلسون وهو يصفعها بقوّة وهي تردد «والدي، زوجي، والدي زوجي» يستخلص من داخلها ذلك الألم ممتزجاً بموهبتها الرفيعة في تقمّص الشخصية التي تؤديها.

تعترف دوناوي بأخطائها بوضوح. تتذكر أولئك الذين أغضبتهم والذين أغضبوها. لا زالت (وقد بلغت 38 سنة) تتمتع بروح متمرّدة كتلك التي صاحبتها في معظم أدوارها. بدوره يستند الفيلم إلى مقابلات كثيرة مع ممثلين ومخرجين ونقاد سينما. جرأة الفيلم في عرض ما لها وما عليها نابعة من صراحتها التي خلقت لها بعض العداوات التي أثّرت على مسيرتها لبعض الوقت.

* عروض: مهرجان «كان» (قسم الكلاسيكيات).

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

«أفلام السعودية» يعد عشاق السينما بمفاجآت كثيرة

يوميات الشرق جانب من الأمسية الرمضانية التي شهدت حضوراً كثيفاً من الإعلاميين

«أفلام السعودية» يعد عشاق السينما بمفاجآت كثيرة

ينتظر عشاق السينما في السعودية الكثير من المفاجآت التي كشف عنها «مهرجان أفلام السعودية»، في أمسية رمضانية ومؤتمر صحافي مصاحب، أزاح الستار عن ملامح الدورة الـ11.

إيمان الخطاف (الدمام)
سينما ‎⁨يقدم المهرجان في دورته المقبلة 12 عرضاً عالمياً أول (الشرق الأوسط)⁩

في أمسية رمضانية... مهرجان أفلام السعودية يكشف عن مفاجآت الدورة الـ11

ينتظر عشاق السينما في السعودية الكثير من المفاجآت التي كشف عنها مهرجان أفلام السعودية، في أمسية رمضانية ومؤتمر صحافي مصاحب، أزاح الستار عن ملامح الدورة الـ11.

إيمان الخطاف (الدمام)
سينما جين هاكمان فاز بجائزة أفضل ممثل مساعد في حفل توزيع جوائز «الأوسكار» عام 1993 (أ.ب)

الممثل جين هاكمان توفي بمرض القلب بعد أسبوع من وفاة زوجته بفيروس نادر

أكدت السلطات الأميركية أن الممثل جين هاكمان توفي بسبب مرض بالقلب، بعد أسبوع كامل من وفاة زوجته بسبب إصابتها بفيروس هانتا في منزلهما في نيومكسيكو.

«الشرق الأوسط» (نيو مكسيكو)
يوميات الشرق أحد مواقع التصوير بمدينة الإنتاج الإعلامي المصرية (مدينة الإنتاج الإعلامي)

قصة مدينتين اختارتهما مصر لشبكة اليونيسكو «الإبداعية»

اختارت مصر ترشيح مدينتي الجيزة وأشمون لقائمة المدن الإبداعية باليونيسكو، لتفوق الأولى في صناعة الأفلام السينمائية، وبروز المدينة الثانية في الفنون الشعبية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
سينما دانيال كريغ في آخر بوند: «لا وقت للموت» (إم جي إم)

جيمس بوند أمام مصير غامض

من تابع توزيع أوسكارات 2025 على الإنترنت (بثّتها قناة Hulu) فُوجئ بظهور جيمس بوند على المسرح بشخص المنتجين الدائمين مايكل جي. ويلسون وباربرا بروكولي

محمد رُضا (لندن)

موسم الأوسكار: من سيفوز بالجائزة الأبرز؟

«مجمّع مقدّس» (إنديان بانتبرش)
«مجمّع مقدّس» (إنديان بانتبرش)
TT

موسم الأوسكار: من سيفوز بالجائزة الأبرز؟

«مجمّع مقدّس» (إنديان بانتبرش)
«مجمّع مقدّس» (إنديان بانتبرش)

الدورة السابعة والتسعين للأوسكار على بعد تسعة أيام فقط. تُقام في الثاني من الشهر المقبل وتحمل معها تحديات مثيرة للاهتمام في كل ركن ومسابقة.

المنافسات صعبة في كل قسم، فالعام الحالي شهد أعمالاً فنية غزيرة ومختلفة معظمها من صنع جيل جديد من المخرجين غرز أسنانه في العمل في السنوات العشرين الأخيرة أو ما جاورها.

من سيفوز ومن سيخرج من الحفل بالذكريات وحدها غير معروف، لكن التكهنات مطروحة والاتجاهات النقدية تؤم لعبة التنبؤات كما في كل عام. المختلف هو عناوين وأسماء المشاركين.

«أنا ما زلت هنا» (ڤيديو فيلمز)

الأهم... ولكن

تأتي ترشيحات الأوسكار لأفضل فيلم في المقدّمة بين السباقات الأخرى إن لم يكن بسبب أنها الأهم بين المسابقات فعلى الأقل لكون العديد من الأفلام المطروحة هذا العام توجد في سباقات أخرى مثل السيناريو والموسيقى والتوليف والإخراج والتمثيل. لذا القيام بحصر الاهتمام هنا بالأفلام المتنافسة على القمّة أمر صائب قبل النظر لاحقاً في الأقسام الأخرى.

على صعيد مؤكد الأوسكار هو الجائزة الأولى عالمياً في الأهمية. هو أهم من السعفة الذهبية التي يمنحها «كان» وأهم من الأسد الذهبي في ڤنيسيا أو الدب البرليني الذهبي (تنتهي دورته مساء اليوم). كذلك هو أشهر وأهم من المناسبات السنوية الأخرى التي تمنحها مؤسسات وجمعيات سينمائية مختلفة مثل البافتا والغولدن غلوبز والسيزار وسواها.

لكن حقيقة أن جوائز الأوسكار الأشهر والأهم لا يعني أنها أعلى قيمة من جوائز المهرجانات والمناسبات المذكورة. في الواقع تتوقّف مسألة القيمة الفنية الخالصة على الفيلم الفائز بالأوسكار لأنه كثيراً ما فاز فيلم لم يتجاوز في قيمته الفنية ذاك الذي خرج بجائزة أولى في مناسبة أو مهرجان آخر.

Anora‬ لقطة من «أنورا» المرشّح رقم 1 (فيلم ناشن إنترتاينمنت)

بين البافتا والأوسكار

إلى الآن، يبدو أن الفيلم الأميركي «أنورا» هو المرشّح الأقوى بين الأفلام المتنافسة. وللتذكير هذه الأفلام هي، لجانب «أنورا» «ذَ بروتاليست» لبرادي كوربت، و«أنا لست هنا» لولتر ساليس، و«المادة» لكورالي فارجَت، و«فتيان النيكل» لرامَل روس، و«إميليا بيريز» لجاك أوديار، و«مجمّع مقدس» لإدوارد برغر، و«ديون» لدَني ڤلنييف، و«ويكيد» لجون م. تشو، و«مجهول تماماً» لجيمس مانغولد.

إذ يتقدّم «أنورا»، حسب معطيات عديدة من بينها ارتفاع نسبة تأييده بين النقاد (91 في المائة حسب موقع Metacritic) يجب ألا يغيب عن البال أن فيلم شون بايكر هذا سقط في المواجهة مع فيلم «مجمّع مقدس» في سباق البافتا قبل أيام قليلة. كذلك «ذَ بروتاليست» و«إميليا بيريز» و«مجهول تماماً». هذا، على أهمية دلالاته، لا يؤكد أن «أنورا» (أو أياً من الأفلام المتسابقة) سيخسر حظوظه الأوسكارية. في الواقع تأثير «بافتا» على الأوسكار شبه معدوم لأنه لا يوجد في تاريخ الجوائز فيلم فاز بجائزة «بافتا» وحدها (أي من دون جوائز الغولدن غلوبز أو نقابة المخرجين أو «نقابة المنتجين») وفاز لاحقاً بالأوسكار.

في المقابل، يدعم فيلم «أنورا» أنه نال جائزتي نقابة المنتجين ونقابة المخرجين قبل أسابيع قليلة ما يعزز احتمال فوزه بالأوسكار، استناداً إلى حقيقة أن كل فيلم فاز بجوائز هاتين النقابتين فاز لاحقاً بالأوسكار باستثناء ستة أفلام منذ ذلك منتصف التسعينات.

الفيلم الأجنبي

المنافس الشرس في هذا الإطار هو «ذَ بروتاليست» لبرادي كوربت الذي نال قدراً موازياً من إعجاب النقاد منذ أن عرضه مهرجان ڤنيسيا في مسابقته هذا العام. على الهامش، لا بد من ذكر أن «أنورا» هو الفيلم الفائز في مهرجان «كان»، ما يجعل السباق على أشدّه بين المهرجانين في حفل الأوسكار المقبل.

بالنسبة لفيلم «مجمّع مقدس» الذي هو ثالث الأفلام المدرجة بقوّة في هذا التنافس تبدو حظوظه أقل من الفيلمين الآخرين؛ كون اسم برغر غائب عن قائمة المخرجين المرشّحين للأوسكار. المخرجون المرشّحون هم شون بايكر عن «أنورا»، وبرادلي كوربت عن «ذَ بروتاليست»، وجيمس مانغولد عن «مجهول تماماً»، وجاك أوديار عن «إميليا بيريز»، وكورالي فارجَت عن «المادة». كل واحد من هؤلاء لديه فيلم متنافس.

ولا بد من الإشارة كذلك إلى أن فيلمين فقط من الأفلام العشرة المتنافسة على أوسكار أفضل فيلم موجود في سباق أفضل فيلم أجنبي، وهما «أنا لا زلت هنا» لوولتر ساليس ممثلاً البرازيل و«إميليا بيريز» لجاك أوديار ممثلاً فرنسا. هذا يعني أن أحد هذين الفيلمين سيخطف أوسكار أفضل فيلم عالمي لأنه، على الأرجح، لن يحظى بأوسكار أفضل فيلم.

الأفلام الثلاثة الأخرى في قائمة أفضل فيلم عالمي هي «الفتاة ذات الأبرة» لماغنوس فون هورن (دنمارك) و«بذرة التين المقدّسة» لمحمد رسولوف (ألمانيا) و«فلو»، وهو فيلم رسوم نفّذه ماغويل غوميز (لاتڤيا).