شاشة الناقد: «مهمة مستحيلة» و«ذا إكوالايزر»

  Mission- Impossible: توم كروز والمفتاح في «مهمة مستحيلة» (براماونت)
Mission- Impossible: توم كروز والمفتاح في «مهمة مستحيلة» (براماونت)
TT

شاشة الناقد: «مهمة مستحيلة» و«ذا إكوالايزر»

  Mission- Impossible: توم كروز والمفتاح في «مهمة مستحيلة» (براماونت)
Mission- Impossible: توم كروز والمفتاح في «مهمة مستحيلة» (براماونت)

فيلمان من الأفلام الجديدة المعروضة هذا الأسبوع يدوران حول تحقيق العدالة بالقوّة. أحدهما يحب المغامرة عبر العالم، والثاني راضٍ بمقهى صغير في بلدة في صقلية.

Mission Impossible‪:‬‪‬ Dead Reckoning- Part One***

إخراج: ‪كريستوفر ماغواير‬ | الولايات المتحدة | 2023

الند الأميركي لجيمس بوند هو إيثان هوك، بطل سلسلة «مهمة مستحيلة» التي كانت بدورها مسلسلاً تلفزيونياً خرج من عباءة الستينات من بعد نجاح أفلام جيمس بوند في مطلع ذلك العقد. كلاهما عميل مخابرات وقاتل محترف برخصة و- غالباً - من دونها وقصصهما تدور على نسيج كبير من الأحداث يلف العالم ويتسبب في فوضاه الأمنية تحت عذر تأمين سلامته.

توم كروز مثّل شخصية إيثان هوك بنجاح منذ 1996 عندما أخرج برايان دي بالما أول حلقات هذا المسلسل. والفيلم الحالي ما قبل الأخير في هذه السلسلة - التالي والأخير سيعرض في مايو (أيار) المقبل - بعد احتمال افتتاحه في إطار ومهرجان «كان» في دورته المقبلة، يحقق لكروز المزيد من النجاح ولجيبه المزيد من المال. تلك المهام المستحيلة جعلته من أثرى أثرياء أميركا والرقم الخامس في قائمة أثرى الممثلين بحصيلة قدرها 600 مليون دولار.

عالم الجريمة في هذا الفيلم أكبر بكثير من أي فيلم سابق لهذا المسلسل. هناك مفتاحان ذهبيان من يملكهما يستطيع أن يفعل ما يريد، فهو سيظهر وسيختفي بأسرع من لمح البصر. يستطيع إشعال حرب كونية من دون تعريض نفسه للخطر. يستطيع سرقة كل المصارف من دون أن يشعر به أحد. هو الإنسان غير المرئي الذي مثّله الراحل إسماعيل يس في أحد كوميدياته، لكن ليس بالطيبة ذاتها.

المهمة المستحيلة (في 163 دقيقة) هي الحصول على مفتاحين لجهاز لا يعمل إلا بهما معاً. إيثان هوك لا يملكهما لكنه سيحصل سريعاً على أحدهما ويرغب في التظاهر بعرضه للبيع، على أمل أن يكون الشاري هو من يملك المفتاح الآخر. خطه بسيطة في فيلم شديد التركيب تتقدّمه ربع ساعة من النقاشات تبدأ واضحة وتنتهي أكثر تعقيداً مما كانت عليه. ليس هناك من جهة واحدة تطارد إيثان هوك، بل أكثر من طرف. وهوك لا يطارد بدوره شخصاً واحداً بل عدة أشخاص. وكالعادة يتسلق المباني ويركض فوق السطوح ويقود السيارات والدراجات بسرعة قصوى.

في الدقائق الأربعين الأولى من الفيلم تترجم هذه المطاردات إلى فصول متوالية تعززها وجود نشّالة محترفة تسرق من جيب إيثان هوك ما تريد. يلحق بها لاستردادها ثم يلحق بها لحمايتها بعدما باتت مرصودة من قِبل أجهزة الحكومة وشخصيات مشبوهة أخرى.

يعالج المخرج ماغواير كل ذلك بحيوية منتقلاً بالأحداث من أبو ظبي إلى روما ومنها إلى فينيسيا ثم بريطانيا عن طريق النرويج. بعض المشاهد (كالمطاردة الكبيرة الأولى في طرق روما وساحاتها) تتحوّل إلى ميكانيكية مثيرة الحاجة للاكتفاء، لكن الفيلم بأسره متمكن من تنفيذ ما يعرضه ويستخدم عناصره في تشويق دائم طوال مدّة عرضه.

• عروض: حالياً على المنصّات

‪ The Equalizer 3‬***

إخراج: ‪أنطوان فوكوا‬ | الولايات المتحدة | 2023

لمن لم يعلم، ينقل «ذا إكوالايزر» ماكول (دنزل واشنطن) مهامه من شوارع نيويورك ومدن أميركا إلى بلدة صقلية صغيرة ذات شوارع ضيقة وفيها مقهى رخيص وأليف ومنزل يأويه في نهاية درج طويل من تلك التي تتمتع بها القرى الجبلية. عندما يُصاب ماكول برصاصة في ظهره بعد أن قام بمهمّته الأخيرة (قُتل فيها اثنان) يرفع مسدسه لينتحر... لقد اكتفى من حمل أعباء رسالته (التي بدأت بحلقات تلفزيونية كشأن «مهمة: مستحيلة») التي فرضت عليه الاقتناص من المجرمين دفاعاً عن ضحاياهم.

The Equalizer : دنزل واشنطن والمافيا (كولمبيا بيكتشرز)

في مفهوم المسلسل أن العدالة تحتاج إلى دعم، والقانون ليس دوماً فوق كل شيء. لذا آل ماكول على نفسه أن يكون رديف العدالة. الآن يريد أن يرتاح. يضغط على الزناد لكن المسدس بات فارغاً. سيصادفه شخص ينقله إلى طبيب، وهذا يجري له عملية استئصال رصاصة ويسأله: «هل أنت رجل شرير أو رجل طيّب». يرد عليه ماكول بأنه لا يدري. هذا الجواب يرضي الطبيب الذي يقول له لاحقاً: «فقط الأشرار يقولون عن أنفسهم إنهم طيّبون» - الآن صار لدينا علم.

وجود ماكول في تلك البلدة مريح له نفسياً. لقد أحب الجيرة والناس الذين يعيشون فيها. أحب طريقة الحياة التي لا نجدها في مدن أوروبا وأميركا وسواها، مثيلاً لها. ها هو يجلس كل يوم ليشرب الشاي في مقهى صغير ويبتسم للجميع ويرد التحيات بأحسن منها. لكن هذا، بطبيعة الحال، لن يدوم وسريعاً ما يجد أعداء جدد عليه تخليص الأبرياء من شرورهم. لكنهم ليسوا أفراداً عاديين، بل هم من عصابات المافيا. هذا يجعل، افتراضياً، المهمّة المتمثلة بالتخلص منهم، صعبة لكن ليس على ماكول الذي سينبري لقتالهم وتخليص البلدة من شرورهم والعودة إلى ارتشاف الشاي قبل أن يبرد.

على هذه النواحي المتداعية في إطار واقعية قصّته، هناك لمسات إنسانية جميلة وتبادل معرفي لا بأس به بين الشخصيات وإخراج ممتاز من أنطوان فوكوا، الذي أسند بطولة بعض أفلامه إلى دنزل واشنطن ودائماً بنجاح. أضعف ما فيه هو فبركة مشاهد القتال والإصرار على نجاح ماكول عبر تقنيات قتال ومداهمات في مشاهد معتّمة لا تتيح لنا إدراك تفاصيلها. إنه فيلم مختلف فيه ألفة وحميمية ودعوة لتصالح صعب مع النفس.

• عروض: حالياً في صالات السينما

‪** ‬Blesser

إخراج: سانغشويل لي | كوريا الجنوبية | 2023

من الصعوبة بمكان تقديم فيلم يدور حول إعاقة بدنية أو عقلية وإبقاء فتيل الاهتمام مشتعلاً طوال الوقت.

هذه الصعوبة هي ما نواجهها في «المُبارك» لمخرج اصطاد في هذه المياه بضع مرّات منذ أن حقق فيلمه الأول «مستشفى يسوع» قبل اثنتي عشرة سنة. في فيلمه الجديد يعرض قصّة امرأة ناجحة اسمها سانغ-يون (جيموا كيم) تعيش حياة هادئة وتعمل محررة شؤون سياسية في إحدى الصحف. نتعرّف عليها في منزل يطل على البحر ويشيع نوعاً من الترقب في أن تحتوي قصّته على ما يماثل هذه الهدوء والسكينة. وهذا ما يحدث ولو لبعض الوقت قبل أن يدلف الفيلم إلى منطقة مأسوية.

Blesser.. : من «مبارك» (آز فيلمز)

بعد سنوات من زواجها، تحبل سانغ-يون بتوأم من الصبيان. أحدهما سليم والثاني غريب الأطوار. بعرض المشكلة على الأطباء وفحص الطفل الذي بات في نحو الخامسة من العمر، يتبيّن أن مختصر حالته هي في إصابته بعوارض قد لا يُشفى منها. عوارض دماغية تجعله غير قادر على السيطرة على حركاته وصراخه، أو أي مما قد يصدر عنه من سلوك.

نقطة الفيلم المحورية هي رغبته في الحديث عن تلك الأم التي لديها سمعة طيّبة لكنها ستجد نفسها محط أخبار الصحف بعد حادث يقع في محل تجاري مزدحم. هذا ليس سوى جزء من متاعبها. الجزء الأكبر، الذي يتمادى الفيلم في طرحه هو كيف ستستطيع التصرّف حيال هذا الطفل الآن وفي المستقبل. تتمرد وتحزن وتشكو وتحمل الهم ما دامت هي في وارد الاعتقاد بأن المشكلة في ابنها لكن المشكلة - حسب الفيلم - هي في عدم قبولها لهذا الوضع الذي قد يستمر طويلاً وعليها التأقلم معه.

ما يحتاجه الفيلم هو إيجاد وسيلة لتحويل الحال البادي بوضوح إلى بعض العمق. هذا وتوفير معالجة تجذب المشاهد واهتمامه. ما يوفره المخرج هو التعاطي مع المادة كوسيلة عاطفية يعتقد أنها ستترك الأثر المنشود. من ناحية أخرى، هذا الفيلم يحتاج إلى دراية بإخراج أفضل وتشكيلات فنية تتجاوز الصورة الماثلة والخالية من التعب في تأليفها ومنحها رؤية فنية جيدة.

• عروض: مهرجان بوسان

ضعيف* | وسط**| جيد ***| ممتاز**** | تحفة*****


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

أفلام عن مخاطر البيئة لعالم مهدّد

لقطة من «الشر ليس موجوداً» (Fictive)
لقطة من «الشر ليس موجوداً» (Fictive)
TT

أفلام عن مخاطر البيئة لعالم مهدّد

لقطة من «الشر ليس موجوداً» (Fictive)
لقطة من «الشر ليس موجوداً» (Fictive)

وجهت السيدة هيلاري كلينتون، في 23 من الشهر الحالي، نيابة عن مؤسسة (Clinton Foundation)، رسالة إلى هوليوود بضرورة تصدّيها للمشكلات البيئية، خصوصاً تلك التي تتعلق بالأطفال. في مقطع من رسالتها قالت: «هناك بحث جديد في هذا الموضوع يجهله الناس على نحو عام، وأملنا هو أن نستطيع المساعدة في لفت انتباه المواطنين إلى العلاقة بين صحة الأطفال العقلية والبدنية وبين تأثير التغير المناخي».

البرنامج الذي تروّج له هيلاري كلينتون اسمه «أصغر من أن يفشل» (Too Small to Fail) وقد أقيمت له ندوات وحلقات دراسية في نيويورك من بين مدن أخرى بغية تشجيع صناعتي السينما والتلفزيون على الاهتمام بهذا الموضوع.

في الواقع هوليوود لم تكن بعيدة عن هذا الموضوع كثيراً ولو أن التوجه، حتى الآن، انحصر غالباً في الجمهور الراشد. الأفلام التي تناولت مخاطر البيئة ليست كثيرة ولا تشكّل منهجاً أو نوعاً مستقلاً، لكنها تدفع دوماً إلى التفكير في هذا الاتجاه.

على سبيل المثال، حقّق جورج كلوني قبل 3 أعوام «سماء منتصف الليل» (The Midnight Sky)، الذي نواجه فيه تغيراً مناخياً يشمل الأرض ومن بقي عليها بعدما قرّر القادرون على مغادرتها.

هذه الفكرة التي تعني احتمال هجرة الإنسان كوكب الأرض إلى كواكب أخرى، موجودة في فيلم رسوم متحركة موجّه للأطفال فعلاً هو «WALL‪-‬E» لأندرو ستانتون (2008)، وفيه يترك القادرون الأرض مهملة ومثقلة بالمشكلات البيئية ويعهدون إلى روبوت اسمه «وول إ» تنظيف ما يستطيع. لاحقاً سيلحق الروبوت بالذين سبّبوا الأذى للأرض ليجدهم يكرّرون الخطأ نفسه في كوكب آخر.

بدوره عمد «لا تنظر لفوق» (Don‪’‬t Look Up) لأدام ماكاي، لمعالجة سياسية جادة ولو بأسلوب كوميدي في مواقع مختلفة. حكاية تحذير من نيزك كبير سيصيب الأرض وسيؤثر على البيئة ويحوّل الكوكب إلى مكان غير صالح للحياة.

صحيح أن الفيلم استند إلى تحذير غير بيئي في الجوهر، لكنه وظّف الموضوع للحديث في هذا الشأن ثم استخدمه لتوجيه التهم إلى تقاعس البيت الأبيض ولهو الإعلام عن أي جهد فعلي لمواجهة هذا الخطر.

مشكلة عالمية

ذهب الدور الأول في هذا الفيلم إلى ليوناردو ديكابريو الذي له إسهامات كبيرة في توجيه دفّة الاهتمام إلى البيئة والمخاطر المناخية. وهو أكثر سينمائيّي هوليوود اهتماماً بالبيئة وإثارة للاهتمام بها كما برهن على ذلك من خلال عدد لا بأس به من الأفلام التسجيلية التي بدأت سنة 2007 بفيلم «الساعة الحادية عشرة» (The 11th Hour)، ومن ثَمّ أتبعه بأفلام تسجيلية أخرى مثل «المحيط البلاستيكي» (The Pastic Ocean) (2016)، و(And We Go Green) (2019).

الفيلم الصيني «وحش» (أودوفيزيوال)

عالمياً (وليس عربياً)، هناك أفلام متفرقة في الموضوع نفسه. في العام الماضي عرض مهرجان «ڤينيسيا» فيلماً رائعاً يتطرّق إلى المناخ ومشكلاته عبر فيلم «الشر ليس موجوداً» (Evil Does not Exist) للياباني ريوزوكي هاماغوتشي، الذي يتناول الأزمة البيئية من خلال حكاية رجل وابنته الصغيرة يعيشان في بلدة ليست بعيدة عن طوكيو. الحياة هناك هادئة. الطبيعة جميلة والناس اعتادت عليها كما هي. لكن المخاطر تبدأ في أفق هذه الحياة وتزداد عندما ينتخب رجال أعمال البلدة لتكون مجمعاً سياحياً كبيراً. إنه تهديد من رأسمال يبحث عن منفعة ضد بلدة تعيش في ضيافة بيئة طبيعية لا تتحمّل التغيير.

قبله، في عام 2016، حقّق المخرج الصيني زاو ليانغ في المخاطر التي تتعرّض لها الحياة حتى في المناطق غير المأهولة. الفيلم تسجيلي بعنوان «وحش» (Behemoth)، ويتوجه صوب نقل واقع معيش في بيئة تتحوّل أمام أعيننا من وضع لآخر.

«وول- إ»: روبوت ينظّف الأرض (ديزني)

الحياة تتبدل حتى في منغوليا والمراعي الخضراء صار عليها أن تجاور جبالاً مصطنعة من قاذورات ومخلّفات مناجم الفحم حسب هذا الفيلم المتأني الذي يأخذ وقته في تصوير المتغيّرات. تلك الحفّارات والرّافعات والشاحنات (بالمئات) التي تُغيّر شكل الأرض وفي خلال ذلك تُغير على البيئة النظيفة وتترك العاملين في تلك المناجم مرضى يدفعهم الفقر للعمل والعمل للمرض.

بعد عام واحد من هذا الفيلم قدّم المخرج سو سن فيلماً تسجيلياً آخر في الموضوع نفسه بعنوان (A Yangtze Landscape) «منظر طبيعي ليانغتزي» عن ثالث أطول نهر في العالم وكيف يعيش المهمشون على ضفافه.

لا مقابلات ولا حوارات ولا تعليقات؛ صوّر على سنوات عدّة تابع فيها المخرج حياة صينيين على ضفاف النهر العابر لمساحات ريفية بعيدة نزلوا من درجة التهميش إلى حيّز أسوأ: متشردون يبحثون في القمامة، رجالٌ يعيشون في غرف بلا سقف، وقليل من الأعمدة والجدران. متوترون ومجانين هائمون. في مجملها حياة مهدورة تحت أنواع العوز والتلوّث البيئي.

المدن التي يمرّ بها الفيلم غالبها ليست في حال أفضل من تلك البيئات التي تعيش على جانبي النهر في أكثر من إقليم. يمر الفيلم على نانجينغ، وتونغ لي، وداتانغ، وتشونبينغ وغيرها. معظمها مدن كاحلة مثل السماء الرمادية التي يصوّر المخرج فيلمه تحتها.

إذا ما استجابت هوليوود لنداء هيلاري كلينتون فإن ذلك سيعني توجهاً إيجابياً بلا ريب. الأمل هو أن رسالتها لن تكون متأخرة.