نادية مصطفى: صعوبات الإنتاج وراء قلة أعمالي

أعربت لـ«الشرق الأوسط» عن تحفظها على تصوير الجمهور الحفلات

تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})
تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})
TT

نادية مصطفى: صعوبات الإنتاج وراء قلة أعمالي

تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})
تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})

شهد الحفل الأحدث الذي أحيته المطربة المصرية نادية مصطفى بمهرجان القلعة الموسيقي بالقاهرة حضوراً جماهيرياً كبيراً من مختلف الأعمار، ورغم محدودية الإنتاج الغنائي للفنانة المصرية في السنوات الأخيرة، فإن حضورها يصاحبه استعادة لبدايات مشوارها في ثمانينات القرن الماضي.

ترجع نادية مصطفى في حديثها لـ«الشرق الأوسط» قلة أغانيها الجديدة في السنوات الأخيرة إلى «الظروف الإنتاجية، فكان آخر ما قدمته أغنية (يسلملي ذوقهم) العام الماضي وصورتها فيديو كليب»، وأشارت إلى أن «فكرة طرح ألبوم كامل في الوقت الحالي أصبحت مسألة صعبة من الناحية الإنتاجية؛ لكون الأمر بحاجة لشركة كبيرة، وهو ما يجعلها تأمل في طرح أغنية منفردة أخرى قريباً».

وأضافت: «كنت محظوظة لتعاوني مع عدد كبير من الشعراء والملحنين المهمين في تاريخ الغناء المصري على غرار محمد سلطان وعبد الوهاب محمد وكمال الطويل، الأمر الذي جعلني أقدم أغاني تبقى في ذاكرة الجمهور وتنتقل للأجيال الجديدة، وأحرص في حفلاتي على تقديم أغنيات متنوعة ترضي مختلف الأذواق».

ترى نادية مصطفى أنها محظوظة لتعاونها مع شعراء وملحنين مهمين في تاريخ الغناء المصري ({الشرق الأوسط})

وقالت المطربة المصرية إن تكرار تعاونها مع الفرقة الموسيقية والعازفين أنفسهم يجعلها تشعر براحة أكثر على المسرح لعدة أسباب، في مقدمتها فهمهم للغة الجسد الخاصة بها وإشاراتها على المسرح، سواء بالإطالة في أحد الكوبليهات الغنائية أو إعادته، وغيرها من الأمور الفنية.

وأضافت: «في بعض الأحيان أقدم أغنيات بناء على طلب الجمهور في الحفل من دون أن تكون مبرمجة بشكل مسبق، الأمر الذي يسهل عندما يكون تعاوني مع العازفين والفرقة التي اعتدت عليها».

وأوضحت أن «الفرقة الموسيقية المصاحبة لي تحمل باستمرار نوتة موسيقية تضم توزيع جميع الأغنيات الخاصة بي أو حتى الأغاني التراثية التي أحرص على تقديمها بالحفلات، بما يجعلهم قادرين على عزف الأغاني حال تقديم أغنيات غير متفق عليها في الحفل، وأحياناً أكون مستعدة لتقديم أغانٍ من دون موسيقى».

وأبدت نادية مصطفى تحفظها على ظاهرة التقاط الجمهور لمقاطع فيديو مصورة من الحفلات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، سواء عبر خاصية «البث المباشر» أو من خلال تحميل فيديوهات للأغاني، مرجعة تحفظها إلى «غياب الجودة عن غالبية هذه الفيديوهات رغم انتشارها على نطاق واسع، الأمر الذي يجعلها تفضل دائماً أن تكون المقاطع المنتشرة من الحفلات هي المنشورة عبر قنوات البث الرسمية للحفلات عبر التلفزيون واليوتيوب».

ورغم اعترافها بأهمية «السوشيال ميديا» ودورها في تحقيق الانتشار للفنان وتفاعل الجمهور من خلالها، تقول نادية: «لست ناجحة في التواصل من خلالها، بعدما حاولت في فترات سابقة الاندماج معها ولم أستطع، بسبب حاجتي للاستعانة بأشخاص محترفين يتولون إدارة حساباتي، وهي الخطوة التي لم أحبذها، خصوصاً في ظل الخلافات الشديدة والتعليقات الحادة التي أشاهدها أحياناً عند آخرين».

لا تخفي نادية مصطفى خشيتها من «السوشيال ميديا» لشعورها بوجود «حالة تحفز» عند الاختلاف في الرأي عند طرح أي موضوع وإبداء الرأي فيه، موضحة: «عن نفسي أحاول باستمرار أن أكون دبلوماسية في ردودي وتفاعلي مع الأحداث؛ خوفاً من تصيّد البعض لكلماتي».

الشعور بوجود «حالة تحفز» يجعلني أخشى من «السوشيال ميديا»

نادية مصطفى

وأضافت: «وقعت ضحية لهذا الأمر مع بداية انكسار جائحة كورونا، وذلك عندما ظهرت في برنامج تلفزيوني وطلبت السماح بعودة الحفلات الموسيقية ولو بضوابط مشددة من أجل الموسيقيين الذين عانوا لشهور من دون عمل، وهو الأمر الذي فسره أشخاص باعتباره رغبة مني في العودة لإحياء الحفلات، وتعرضت على إثره لانتقادات عنيفة، رغم أنني كنت أتحدث بصفتي عضوة في مجلس إدارة نقابة الموسيقيين، وليس بشكل شخصي».

وتحدثت الفنانة المصرية عن علاقتها الممتدة مع الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين السابق، قائلة: «إنه بذل أقصى ما في وسعه ولم يستفد من المنصب، بل على العكس أضاف إليه»، كما أشارت إلى تميز النقيب الحالي للموسيقيين مصطفى كامل، ووصفته بأنه «إداري متمرس»، لافتة إلى أن «كامل يسعى لزيادة عائدات النقابة المالية لتحقيق أقصى استفادة للأعضاء بتحسين المعاشات ومنظومة العلاج».

وأضافت أن «كامل يحرص على تطبيق القانون بشكل صارم على الجميع، مع وضع مصلحة النقابة كأولوية».

وكانت نادية مصطفى ممن تابعوا وضع الموسيقار الراحل حلمي بكر في أيامه الأخيرة وحالته الصحية، إلا أنها أكدت انقطاع صلتها مع أرملته ونجله منذ الوفاة تقريباً، مع عدم علمها بمصير مقتنيات الراحل من شهادات ودروع تكريم وغيرهما من الأمور المرتبطة بعمله الفني. وقالت إن «أرملة الموسيقار الراحل تعهدت بعد الوفاة بالاحتفاظ بما تركه وتوثيقه وإقامة متحف للمقتنيات، لكن عندما سأل نجله عن العود الذي كان والده يعزف عليه فوجئ بعدم وجوده».


مقالات ذات صلة

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)

ذكرى الهادي لـ«الشرق الأوسط»: أغاني الحزن تليق بصوتي

ذكرى خلال غنائها بأوبريت {يا ديرتي} الذي أقيم احتفاء باليوم الوطني السعودي في سبتمبر الماضي (حسابها على {إنستغرام})
ذكرى خلال غنائها بأوبريت {يا ديرتي} الذي أقيم احتفاء باليوم الوطني السعودي في سبتمبر الماضي (حسابها على {إنستغرام})
TT

ذكرى الهادي لـ«الشرق الأوسط»: أغاني الحزن تليق بصوتي

ذكرى خلال غنائها بأوبريت {يا ديرتي} الذي أقيم احتفاء باليوم الوطني السعودي في سبتمبر الماضي (حسابها على {إنستغرام})
ذكرى خلال غنائها بأوبريت {يا ديرتي} الذي أقيم احتفاء باليوم الوطني السعودي في سبتمبر الماضي (حسابها على {إنستغرام})

على الرغم من عدم وصولها إلى المرحلة النهائية في برنامج المواهب «سعودي آيدول» فإن الفنانة السعودية ذكرى الهادي تركت أثرها عند الناس، فأحبوا أسلوب أدائها ونبرة صوتها المشبعة بالشجن، فذكّرتهم بأصوات فنانات أصيلات ومطربات لامسن قلوب الناس.

الجميع كان ينتظر باكورة أعمالها الفنية بعد إبرامها عقداً مع شركة «بلاتينيوم ريكوردز». وبالفعل جاء الموعد هذا حاملاً أول أغنية خاصة بها بعنوان «متى بتحن».

ومن كلمات وتد، وألحان فيصل، وُلدت «متى بتحن». وتحكي عن مشاعر الشوق والحنين والحزن والمعاناة بين حبيبين يمران بمرحلة الانفصال.

تقول ذكرى أجتهد اليوم كي أستطيع إبراز ما أمتلك من صوت وموهبة (حسابها على {إنستغرام})

باشرت ذكرى مسيرتها الفنية في عالم الغناء بعد مشاركتها في النسخة الأولى من برنامج «سعودي آيدول» في عام 2023. فلفتت الأنظار بحضورها الجميل وإجادتها الغناء لكبار الفنانين أمثال نوال الكويتية وأنغام وأصيل أبو بكر وغيرهم.

وتبدي ذكرى في حديثها لـ«الشرق الأوسط» حماسها لأغنيتها الجديدة. وتسعى من خلالها إلى بناء هويتها الفنية. وتتابع: «أول ما سمعت الأغنية أدركت أنها تناسبني. فأغاني الحزن تليق بصوتي وتسهم في إبراز قدراته. ولكن ما حضّني على غنائها أيضاً هو أنها تحكي قصتي. فلقد مررت بتجربة الهجر نفسها وتجاوزتها. فرغبت في غناء مشاعر حقيقية لامستني وحصلت معي».

ردّدت ذكرى الهادي أكثر من مرة أنها اليوم تعيش حالةً فنيةً مستقرةً مع «بلاتينيوم ريكوردز». فوفّرت عليها معاناة سنوات طويلة كانت تشق خلالها طريقها الفني.

تتفاءل بالرقم 8 ويصادف تاريخ ميلادها (حسابها على {إنستغرام})

وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كان الأمر بالفعل صعباً جداً. واجهت مضايقات وكلاماً جارحاً وتقليلاً من إمكانات صوتي وقدراته. واليوم أجتهد كي أستطيع إبراز ما أمتلك من صوت وموهبة. ولأعلن على الملأ (هذا أنا ذكرى، التي حاول كثيرون إحباطها وتكسير أحلامها)».

تقول ذكرى إن للشهرة سلبياتها وإيجابياتها؛ ومن أهمها الانتشار. وتوضح: «لقد بدّلت من شخصيتي وأصقلت تجاربي. صحيح أن ذلك قضى على كل ما اسمها خصوصية، ولكنه في الوقت نفسه أسهم في تبدلات تلقائية عندي. فانعكس إيجاباً على إطلالتي وأسلوب أزيائي. فلم أكن أمتلك الجرأة للقيام بكل هذه التغييرات من قبل».

تطلع ذكرى بشكل دائم على كل عمل حديث على الساحة (حسابها على {إنستغرام})

تعدّ ذكرى من الفنانات السعوديات اللاتي شاركن في اليوم الوطني للمملكة لهذه السنة. وتصف هذه المشاركة بأنها محطة لن تنساها في مشوارها الفني. وتقول لـ«الشرق الأوسط» في هذا الإطار: «لقد عُرض علي الغناء في محافظة عنيزة، وهو ما ولّد عندي مشاعر الفخر والاعتزاز. وأشكر محافظ عنيزة لاختياري، وقد نسّقت مع عبد الله السكيتي لتقديم أغنيتي أوبريت (يا ديرتي) من كلمات تركي السديري ومشعل بن معتق، ولا أذيع سرّاً إذا قلت إن هذه المحطة كانت واحدة من اللحظات السعيدة بحياتي. فهي المرة الأولى التي كنت أطلّ بها على الناس من على خشبة بهذه الأهمية بعد (سعودي آيدول)».

من أكثر الأغاني التي تعدّها ذكرى الهادي قريبة إلى قلبها «لا عدمتك». وتوضح: «تلامسني جداً هذه الأغنية لنوال الكويتية، وتمنيت أن أغنيها كاملة إهداء لوطني ولبرنامج (سعودي أيدول)».

معجبة بالفنانة يارا... ورقم 8 يعني لي كثيراً

ذكرى الهادي

في كل مرة يرد اسم ذكرى، تستحضرك لاشعورياً موهبة الفنانة التونسية الراحلة صاحبة الاسم نفسه. وهو ما يولّد مقارنات بين الاثنتين في قدراتهما الصوتية. وتعلّق الهادي: «لا بد من أن تخرج بعض هذه المقارنات نسبة إلى تشابه اسمين في عالم الفن. وأنا شخصياً واحدة من المعجبين بخامة صوتها وإحساسها المرهف. وجاءت تسميتي تيمناً بها لحب أمي الكبير لها».

خلال مشاركتها في برنامج «سعودي آيدول» حملت ذكرى الهادي رقم 8 كي يتم التصويت لها من قبل الجمهور. وتعترف لـ«الشرق الأوسط» بأن هذا الرقم يعني لها كثيراً. وتوضح: «أتفاءل به كثيراً، فهو يحمل تاريخ ميلادي. كما أنه يعني برسمته اللانهاية (إنفينيتي). وهو ما يرخي بظلّه على معاني الفن بشكل عام. فهو مجال واسع لا حدود له. كما أن أغنيتي الجديدة (متى بتحن) أصدرتها في شهر 8 أيضاً».

أوبريت «يا ديرتي» محطة مهمة في مشواري الفني

ذكرى الهادي

تقول ذكرى الهادي إن اكتشافها لموهبتها الغنائية بدأت مع أفلام الكرتون. فكانت تحب أن تردد شاراتها المشهورة. ومن بعدها انطلقت في عالم الغناء، ووصلت إلى برنامج المواهب «سعودي آيدول». وتعلّق على هذه المرحلة: «لقد استفدت كثيراً منها وعلى أصعدة مختلفة. فزادت من ثقتي بنفسي. واكتسبت تجارب أسهمت في تطوير تقنيتي الغنائية».

«متى بتحن» تحكي قصتي... أغنيها بمشاعر حقيقية لامستني

ذكرى الهادي

تعيش ذكرى الهادي يومياتها بطبيعية ملحوظة كما تقول لـ«الشرق الأوسط»: «أحب أن أحافظ على إيقاع حياتي العادية. أوزّع نشاطاتي بين ممارسة الرياضة والجلوس مع عائلتي. كما أزوّدها دائماً بساعات خاصة لتماريني الصوتية والغناء. وأطّلع بشكل دائم على كل جديد على الساحة، فأحب أن أبقى على تواصل مع كل عمل حديث يرى النور».

وتختم ذكرى الهادي متحدثة عن أكثر الفنانات اللبنانيات اللاتي يلفتنها، فتقول: «أنا معجبة بالفنانة يارا، وتمنيت لو غنيت لها خلال مشاركتي بـ(سعودي آيدول). أما أكثر الفنانات اللاتي نجحن برأيي في غناء الخليجي فهي أميمة طالب. وأغتنم الفرصة لأبارك لها على عملها الجديد (ضعت منّك)».