اقتحام ممثلات مصريات الغناء... توقيع حضور أم «موهبة شاملة»؟

رانيا يوسف وأيتن عامر وغادة إبراهيم الأحدث

سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})
سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})
TT

اقتحام ممثلات مصريات الغناء... توقيع حضور أم «موهبة شاملة»؟

سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})
سمية الخشاب طرحت الصيف الماضي أغنية {أركب على الموجة} ({الشرق الأوسط})

رغم أن اقتحام ممثلات مصريات مجال الغناء ليس أمراً جديداً، فإن اتجاه بعضهن لتقديم الأغاني «السينغل» بالآونة الأخيرة أثار تساؤلات بشأن أسباب ودوافع هذه الصيحة.

ويعتبر متابعون ونقاد أن هذا الاتجاه يعد سلاحاً ذا حدين، وأن استمراريته تكون بيد الجمهور.

الفنانة المصرية غادة إبراهيم التي تعد أحدث المنضمات لقائمة الممثلات اللواتي اقتحمن مجال الغناء، تعتزم طرح أول أعمالها الغنائية بعنوان «أنا كاريزماتيك» خلال أيام، مؤكدة أنها بصدد إصدار مجموعة أغنيات أخرى سيجري طرحها تباعاً.

تدافع غادة إبراهيم عن اتجاهها للغناء بتقديمها لوناً غنائياً يتماشى مع كل الأعمار بعيداً عن الابتذال والإسفاف ({الشرق الأوسط})

وكشفت غادة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عن سبب تسمية الأغنية بهذا العنوان، قائلة: «كل أغنية لدي ترتبط بحدث معين مررت به، و(كاريزماتيك) هي أول (تريند) اشتهرت به وانتشر بشكل واسع لأكثر من ثلاث سنوات».

ووفق الملحن المصري منير الوسيمي، فإن اتجاه الممثلين أو الممثلات لتقديم الأغاني ليس أمراً جديداً حيث كانت توظف أغانيهم في الأعمال الدرامية، مؤكداً في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه «أكثر ملحن عمل مع ممثلين قدموا تجارب غنائية في أعمالهم من بينهم أحمد زكي، ومحمود عبد العزيز، ويحيى الفخراني، وسمير غانم، وجورج سيدهم، وسمير صبري».

ويرى الوسيمي أن هذا الاتجاه لا يعيب أحداً بل يعد ميزة جديدة تضاف لرصيد الممثل وفرصة جيدة لإظهار موهبته التي تثبت قدميه بمهنته، بشرط عدم إضراره بالذوق العام واختيار كلمات وألحان مناسبة تروق للناس.

في حين اعتبرت الناقدة المصرية مها متبولي أن «اتجاه الممثلات للغناء ما هو إلا وسيلة لجمع المال بشكل سريع»، وفق تعبيرها.

أيتن عامر التي طرحت خلال الأيام الماضية أحدث أغنياتها بعنوان {إفراج} (حسابها على {انستغرام})

واستبعدت متبولي أن «يكون ذلك من أجل الحضور الفني أو بسبب موهبة شاملة لديهن»، مشددة على أن «الغناء له قواعد وأصول متعارف عليها، وظهور ذلك بين ليلة وضحاها أمر لا يدعو للغرابة بل له هدف واضح».

وتلفت متبولي إلى أن «العائد المادي من مواقع التواصل الاجتماعي والحفلات الغنائية وحفلات الأعراس وراء الاتجاه للغناء».

وتشير متبولي إلى أن لوني «المهرجانات»، و«الراب»، نجحا في جذب الناس وجعلا البعض يفكر في الربح السريع، إذ لم تعد الأصوات الطربية هي المسيطرة، بل الأعمال «غير المميزة»، بحسب وصفها.

حسناء سيف الدين طرحت أحدث أعمالها الغنائية "نبذة سريعة" قبل أيام

وهو ما يؤيده الناقد الفني المصري محمد عبد الخالق، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا توجد واحدة من الممثلات اللواتي حاولن احتراف التمثيل بالآونة الأخيرة، تتمتع ولو بقدر معقول من الموهبة الغنائية أو جمال الصوت، كما أن الموهبة الشاملة لا تظهر فجأة وليست أمراً يمكن تعلمه، فنبرة الصوت والقدرة على تطويع الحنجرة والأحبال الصوتية موهبة أولاً وقبل أي شيء، ثم يتم تطويرها بعد ذلك بالدراسة، لكنها لا تكتسب إن لم تكن موجودة».

هذا الاتجاه لا يعيب أحداً بل ميزة تضاف لرصيد الممثل وفرصة جيدة لإظهار موهبته

الملحن منير الوسيمي

وتدافع غادة إبراهيم عن اتجاها للغناء بالتأكيد على «أنها ليست مطربة، بل مؤدية تقدم لوناً غنائياً يتماشى مع كل الأعمار بعيداً عن الابتذال والإسفاف»، كما نوهت إلى أنها «درست (فوكاليز وصولفيج وبيانو وعود) وتعرف كيفية الغناء السليم»، مؤكدة أن «وجود الأجهزة الحديثة والمحسنات الصوتية جعلا الصعب سهلاً».

ويعتبر الوسيمي أن الجمهور هو المنوط بالحكم على تجارب الممثلات الغنائية واستمرارهن من عدمه: «لنا في هدى سلطان مثال؛ فقد نجحت وجذبت الناس لصوتها بتمكنها وفنها الراقي».

في معظم الأحيان لا تستمر التجربة طويلاً وربما تكون الأغنية الأولى هي الأخيرة

الناقد محمد عبد الخالق

في حين يشير عبد الخالق إلى أن «الممثل عندما يقرر الغناء لن ينتظر الجمهور منه أكثر من إيقاع راقص وصورة مبهرة، مكتفياً بمشاهدة فنانه وهو يقدم شيئاً جديداً عليه حتى لو لم يُجِدِه، وفي معظم الأحيان لا تستمر التجربة طويلاً، وربما تكون الأغنية الأولى هي الأخيرة».

ووفق الناقد المصري فإن «منصات السوشيال ميديا أصبحت من أهم وسائل انتشار الممثلين المطربين».

وكانت الفنانة المصرية رانيا يوسف قد طرحت أخيراً أول أعمالها الغنائية بعنوان «ليك»، التي تخوض من خلالها تجربة الغناء الاستعراضي، ووفق تصريحات لمخرجة الكليب، بتول عرفة، فإنها استعانت بقدرات رانيا التمثيلية خلال تصوير الأغنية.

رانيا يوسف طرحت أول أعمالها بعنوان {ليك} والتي تخوض به تجربة الغناء الاستعراضي (حسابها على {فيسبوك})

 

العائد المادي من الحفلات والأعراس ومواقع التواصل الاجتماعي وراء الاتجاه للغناء

الناقدة مها متبولي

كما طرحت الفنانة المصرية حسناء سيف الدين، أحدث أعمالها الغنائية «نبذة سريعة»، عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب»، قبل أيام.

وتتيح عضوية أي نقابة فنية في مصر لمنسوبيها اقتحام أي لون فني.

وقبل غادة إبراهيم ورانيا يوسف، طرحت فنانات عدة أغنيات منوعة ما بين «سينغل» وألبوم، من بينهن الفنانة أيتن عامر التي طرحت خلال الأيام الماضية أحدث أغنياتها بعنوان «إفراج»، وأيضاً الفنانة سمية الخشاب التي طرحت الصيف الماضي أغنية «اركب على الموجة»، وكذلك الفنانات دنيا سمير غانم، وبشرى، وليلى أحمد زاهر، وغيرهن.


مقالات ذات صلة

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الوتر السادس أحمد سعد سيطرح ألبوماً جديداً العام المقبل (حسابه على {إنستغرام})

أحمد سعد لـ«الشرق الأوسط»: ألبومي الجديد يحقق كل طموحاتي

قال الفنان المصري أحمد سعد إن خطته الغنائية للعام المقبل، تشمل عدداً كبيراً من المفاجآت الكبرى لجمهوره بعد أن عاد مجدداً لزوجته علياء بسيوني.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها

أحمد عدلي (القاهرة)
الوتر السادس تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».