إيمان منصور: يلفتني تمايز إيقاع الأغنية الخليجية

أغنيتها الجديدة «إلا وطنّا» تحاكي الهجرة والغربة

تُحضّر لإطلاق أغان جديدة مع بداية موسم الشتاء (إيمان منصور)
تُحضّر لإطلاق أغان جديدة مع بداية موسم الشتاء (إيمان منصور)
TT

إيمان منصور: يلفتني تمايز إيقاع الأغنية الخليجية

تُحضّر لإطلاق أغان جديدة مع بداية موسم الشتاء (إيمان منصور)
تُحضّر لإطلاق أغان جديدة مع بداية موسم الشتاء (إيمان منصور)

تملك المغنية إيمان منصور الإحساس المرهف في الغناء، يغرّد صوتها مطبوعاً بمشاعر حقيقية تترك بأثرها على سامعها. تقول لـ«الشرق الأوسط» إنها عندما تؤدي أي أغنية، تسافر معها إلى عالم آخر، فهي ترسم معالمها في فكرها وتتوجها بصور تضفي عليها الواقعية.

أخيراً أطلقت إيمان منصور، وهي فلسطينية الأصل، تحمل الجنسية الفرنسية وتقيم في لبنان، أغنية وطنية بعنوان «إلا وطنا»، تتطرّق فيها إلى مشاعر الهجرة والغربة عند كل عربي يعاني منها، وأهدتها إلى الشعب الفلسطيني الذي انسلخ عن أرضه.

وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «صحيح أن هذه الأغنية موجهة لأهل فلسطين ولكنني أردت من خلالها إبراز حبي للبنان، فهو بلدي الثاني، خصوصاً أن والدتي لبنانية وجدتي من بلدة طنبوريت الجنوبية».

أهدت الأغنية لأهل فلسطين وأرادت من خلالها إبراز حبها للبنان (إيمان منصور)

التحية التي قدمتها إيمان للبنان ترجمتها بعناصر عدة. «لقد أصدرتها في 4 أغسطس (آب) في ذكرى انفجار بيروت، وصوّرتها في محيط مرفئها. فكانت بمثابة لفتة تكريمية لوطن عانى أيضاً الأمرّين. فلبنان أعده وطني الذي أضاف إلى شخصيتي الكثير ومكانته عندي لا تُضاهى».

تشتهر إيمان منصور بخياراتها الغنائية التي تخرجها عن المألوف. وتوضح: «منذ بداية مسيرتي تمسكت بخيارات فنية غير معلّبة. لم أقيّد صوتي بلون معين. فغنيت البوب والوطني والفولكلور وغيرها».

وتخبر إيمان «الشرق الأوسط» عن أغنية «إلا وطنا». «لقد كنت أسجّل واحدة من أغاني الجديدة في الاستوديو، وطلب مني الكاتب والملحن روبير الأسعد الاستماع إلى مقطع وحيد حضّره من (إلا وطنا)، فتأثرت ولم أستطع كبت مشاعري وبكيت. كلمات الأغنية ولحنها دخلا إلى قلبي بسرعة. طلبت منه أن يكمل العمل لأني أريد أن أؤديه». وتضيف إيمان بتأثر: «من العبارة الأولى للأغنية أدركت أني سأغنيها، التي تقول: (كل الناس عندها وطن تسكن فيه إلا وطنا وحده ساكن فينا). فكانت الجملة المفيدة التي دفعتني لاختيارها كأغنية وطنية».

صورت {إلا وطنا} على مشارف مرفأ بيروت (إيمان منصور)

من الصعب على الفنان اختيار الأغنية الوطنية التي تحمل الرسالة التي يرغب بها. وبالنسبة لإيمان منصور فإن أي أغنية تؤديها يجب أن تلمس مشاعرها. وتوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية بالذات ولأنها تتعلق بالوطن كان يجب أن تحاكيني وتحرّك مشاعري. وهو ما حدث بالفعل عندما سمعتها ومن اللحظة الأولى. وكان من البديهي أن يكون تأثيرها علي كبيراً، كي أستطيع إيصال الرسالة التي تحملها».

تعاونت منصور في تصوير الأغنية مع المخرج دان حداد. وتصفه بالفنان المبدع الذي لم يوفّر جهداً كي يقدّمها على المستوى المطلوب. «لقد أبدى اهتمامه بتاريخ فلسطين وفنونها وأدق التفاصيل التي تمثّلها. ولجأ إلى طبيعة بيروت وبيوتها التراثية وأزقتها الضيقة. فاستحضر من خلالها أجواء فلسطين. وهناك أشخاص اعتقدوا بأن التصوير دار هناك؛ للشبه الكبير بين المدينتين. فالهندسة المعمارية للبيوت ذات الأسقف المرتفعة حضرت. وكذلك طبيعة العاصمة اللبنانية ومشهد بحرها أسهما في ذلك».

مع المخرج دان حداد خلال تصوير {إلا وطنّا} (إيمان منصور)

لم يكتف دان حداد بتلك المناظر كي يولّد عملاً يعبق برائحة وطن يعاني. «لقد زارنا في منزلنا واطلّع على ديكوراته ومعروضاته التي استقدمها أجدادي من فلسطين. وكما الكتب والإكسسوارات كذلك الأقمشة المطرّزة، فاستوحى منها الكثير. واخترنا منها جميعها ما يناسب رؤيتنا معاً لكليب الأغنية».

إلى جانب دان حداد استعانت إيمان منصور بصوتين مميزين في عالم الأغنية اللبنانية، فشاركها كل من نادر خوري وجيلبير جلخ الغناء. فلماذا اختارتهما عدا غيرهما؟ ترد: «لقد أضافا إلى الأغنية بحضورهما وصوتهما القوي، فخدماها بأدائهما المميز، خصوصاً أنهما من أعضاء فرقة (الفرسان الأربعة). فلديهما تجارب متراكمة مع الرحابنة، وأعتبرهما ضيفي شرف على مشروع وطني بامتياز».

تقول إيمان منصور إنها عندما تغني لوطنها تتخيل صوراً عنه. وتضيف: «أغمض عيني لأسرح في حكايات رواها لي أهلي ومهاجرين أتوا من فلسطين. كما أترجم لا شعورياً تأثري من مشاهداتي لأفلام وثائقية وغيرها تحكي عن بلدي، فتحضر جميع هذه الأفكار برأسي وأتعمق أكثر فأكثر بما أغنيه».

وعن جذورها اللبنانية المتشبثة بها تخبر «الشرق الأوسط» بأنها مزروعة في كيانها. «لقد غنيت للجنوب (الله معك يا بيت صامد بالجنوب) للراحل وديع الصافي. وأهديتها أيضاً لجدّتي من بلدة طنبوريت الجنوبية. وممن تأثرت بأعمالهم الوطنية (فيروز وماجدة الرومي وجوليا بطرس)».

هذه الأغنية بالذات ولأنها تتعلق بالوطن كان يجب أن تحرّك مشاعري

إيمان منصور

وفي حفل العيد الوطني للجزائر الذي أقيم في لبنان، أدّت إيمان منصور أغنية «عيد الكرامة» للراحلة وردة الجزائرية.

حققت أغنية «إلا وطنا» انتشاراً واسعاً، ولاقت صدى طيباً عند الناس. وهي فكرة عصام عموري والكلام واللحن يعودان لروبير الأسعد. ومن مشاريعها المستقبلية أغنيات تحضّر لإطلاقها مع بداية موسم الشتاء.

وعن إمكانية تقديمها أغنية بالخليجية تقول: «لقد غنيت جميع اللهجات العربية. وكما المصرية واللبنانية والفلسطينية غنيت المغربية. ولكن للأغنية الخليجية مكانة خاصة عندي. فيلفتني فيها إيقاعها الذي يميزها عن غيرها من الأغاني العربية. وهو ما يولّد هذا الاختلاف المحبب إلى قلبي بينها وبين غيرها. وأنا مستعدة لأداء أغنية خليجية عندما أعثر على الكلام واللحن المناسبين».


مقالات ذات صلة

«هدنة» نويل وليام غالاغر تُسعد مانشستر بعودة «أويسيس»

يوميات الشرق من ذاكرة الروك البريطاني (رويترز)

«هدنة» نويل وليام غالاغر تُسعد مانشستر بعودة «أويسيس»

في مانشستر، مهد «أويسيس»، يُبدي محبّو الفرقة الإنجليزية غبطتهم بالإعلان عن عودة هذا التشكيل الموسيقي الشهير إلى المسرح، بعد 15 عاماً من الانفصال الفنّي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر (بريطانيا))
يوميات الشرق الأوركسترا السعودية تزور لندن الشهر القادم (هيئة الموسيقى)

لندن... المحطة الرابعة لحفل روائع الأوركسترا السعودية

تستعد هيئة الموسيقى لتنظيم حفل «روائع الأوركسترا السعودية» يوم السبت الموافق 28 سبتمبر (أيلول)، في مسرح سنترال هول وستمنستر في قلب العاصمة البريطانية لندن.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الفنانة مروة عبد المنعم (صفحتها على فيسبوك)

مروة عبد المنعم تعيد جدل «الحجاب» إلى الواجهة في مصر

أعادت الفنانة المصرية مروة عبد المنعم الجدل حول «الحجاب» إلى الواجهة مجدداً.

داليا ماهر (القاهرة)
الوتر السادس مقتنيات إلفيس بريسلي (رويترز)

عرض مجموعة من مجوهرات إلفيس بريسلي للبيع في مزاد لتحف المشاهير

يعرض مزاد يقام خلال أيام مقتنيات نادرة لبعض مشاهير الموسيقى والسينما منها خاتمان ذهبيان لإلفيس بريسلي ورسالة كتبها برايان ويلسون عضو فرقة «بيتش بويز».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق هيفاء وهبي في الساحل الشمالي (حسابها على «إنستغرام»)

هيفاء وهبي تخطف الأنظار بحفل «كفر الشيخ» بعد إنهاء «أزمة الإيقاف» في مصر

خطفت الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي الأنظار بحفل أقامته في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر)، مساء الجمعة، عقب قرار نقابة المهن الموسيقية بمصر رفع الإيقاف عن نشاطها.

أحمد عدلي (القاهرة)

حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: اختياراتي الفنية تخالف السائد

اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})
اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})
TT

حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: اختياراتي الفنية تخالف السائد

اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})
اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})

يتطلع الفنان المصري حسن الرداد للوقوف مجدداً على خشبة المسرح من خلال مسرحية «التلفزيون» التي تجمعه وزوجته الفنانة إيمي سمير غانم، وتُعرض لثلاثة أيام بمهرجان العلمين منتصف الشهر الجاري. وقال الرداد في حواره مع «الشرق الأوسط» إن هناك أعمالاً أخرى ستجمعه بإيمي، التي وصفها بأنها «لم تكشف إلا عن ربع موهبتها الكوميدية».

وعَدّ الرداد التعبير عن المشاعر والأحاسيس العملية الأصعب في التمثيل، وقال إن «التمثيل ليس في صالات الجيم، لذا أفضل السير عكس التيار ومخالفة السائد في اختياراتي الفنية من منطلق إيماني بأن الفن رسالة والفنان صاحب صوت مؤثر، ولا بد أن يقدم للناس ما يمتعهم ويفيدهم».

يؤكد أنه أحب فكرة برنامج الليلة دوب ({الشرق الأوسط})

وتطرق إلى تجربته كمذيع لأول مرة عبر برنامج «الليلة دوب»، وإلى قرب البدء في تصوير فيلم «طه الغريب»، كما يعمل على أكثر من فكرة جديدة ليخوض بها الموسم الرمضاني المقبل.

وقدم الرداد أخيراً الموسم الأول من البرنامج الترفيهي «الليلة دوب» في نسخة عربية من برنامج «That’s my Jam» للمذيع الأميركي جيمي فالون وقد طُرحت منه عدة نسخ بمحطات أوروبية.

وعن هذا الأمر يقول: «إنها تجربتي الأولى في تقديم البرامج، وهي مسؤولية كبيرة، وكنت أستضيف 4 من نجوم العالم العربي في كل حلقة، كما أن طبيعته كبرنامج ترفيهي تتطلب من مقدمه التعامل بلطف وخفة دم وسرعة بديهة وخلق روح حلوة مع ضيوفه، وهي أشياء لا تعتمد على اسكربت».

يؤكد إصراره على السير عكس التيار في اختيار أعماله الفنية ({الشرق الأوسط})

وأشاد بفريق العمل الذي اختارته قناة «إم بي سي»، وأوضح أن «البرنامج مأخوذ عن (فورمات عالمية) وجرى إنتاجه في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى، ولأول مرة يتم عمل نسخة منه بالشرق الأوسط».

وتابع: «كثيراً ما تلقيت عروضاً لتقديم برامج واعتذرت عنها، لكن هذا البرنامج حين شاهدته وجدته لطيفاً للغاية، وشعرت بأنه تجربة مختلفة بعيداً عن برامج الخناقات والدموع، فالناس في حاجة لترى شيئاً لطيفاً يسعدها».

ويضيف: «لقد شاهدوا حلقة من تقديمي في بريطانيا وقالوا إنني من أفضل من قدموا البرنامج، وهذا شيء أسعدني، لكنني أيضاً أُثمن رأي الجمهور الذي ألتقيه في الشارع، فهو صاحب الرأي الحقيقي، وكنت أخيراً بإيطاليا وفوجئت بجمهور عربي يحدثني بإعجاب عنه، وهناك أطفال مع أهلهم عبروا عن تعلقهم به».

الرداد وزوجته ({الشرق الأوسط})

وشدد على أن البرنامج لم يأخذه من التمثيل، قائلاً: «البرنامج فيه مسرح وجمهور ومواقف كوميدية مع الضيوف».

وعن استعدادات الفنان المصري لعرض مسرحية «التلفزيون» بمهرجان العلمين لثلاث ليال، بدءاً من 15 أغسطس (آب) الجاري، يقول: «هي أول مسرحية تجمعني وإيمي، وكان عرضها الافتتاحي بموسم الرياض العام الماضي، وقد حققت نجاحاً أسعدنا واستقبلنا الجمهور السعودي بشكل رائع».

لا يتمنى تكرار ظروف التصوير في رمضان ({الشرق الأوسط})

ولفت إلى أن المسرحية تتضمن «فكرة جيدة، كما ضمت مجموعة من الفنانين مثل محمد أسامة وبدرية طلبة، ويتم عرضها بمهرجان العلمين في إطار التعاون بين هيئة الترفيه والشركة المتحدة، وأتمنى أن تعجب جمهور المهرجان».

ويستعيد الرداد ظروف تصوير مسلسل «محارب» الذي قام ببطولته في رمضان الماضي، قائلاً: «ظللنا نصوّر حتى قبل عيد الفطر بيومين، وأنا لا أحب التصوير في رمضان ونحن صائمون، حيث يكون الأمر مجهداً للغاية، وقد بذلنا جميعاً كفريق عمل جهداً كبيراً، وفاق رد الفعل توقعاتنا».

بعض شركات الإنتاج تدفع الممثل لتقديم أدوار نجحت مع الجمهور

حسن الرداد

وأضاف: «العمل نجح لأنه يحترم عقل المشاهد ويناقش أكثر من قضية تمس الناس، كما تضمن رسائل عديدة، من بينها أن على الإنسان ألا يترك حقه، وأن يسعى لأخذه بالقانون وليس بذراعه؛ لأن ذلك يثير الفوضى».

وعن خططه للموسم الرمضاني المقبل يقول: «اعتدت على دراما رمضان منذ مشاركتي في مسلسل (الدالي) مع النجم الكبير نور الشريف، ومع يحيى الفخراني في (ابن الأرندلي)، وأول بطولاتي في (حق ميت)، وكذلك في مسلسل (عزمي وأشجان) مع إيمي، وسيكون هناك عمل جديد في رمضان المقبل إن شاء الله».

«الليلة دوب»... تجربة مختلفة بعيداً عن برامج «الخناقات» والدموع

حسن الرداد

وبينما يستعد لتصوير أحدث أعماله السينمائية «طه الغريب» الذي يأتي في إطار رومانسي، حسبما يقول، عن رواية لمحمد صادق ومن إخراج عثمان أبو لبن، يتحفظ الرداد كممثل بشدة على مبدأ «اللعب في المضمون».

ويوضح: «بعض شركات الإنتاج تدفع الممثل لتقديم أدوار نجحت مع الجمهور، في حين أنني أعشق التغيير، وأراه عاملاً يضمن الاستمرار، لذلك أحاول الاجتهاد وأتنقل في أفلامي بين الميلودراما والرومانسية والأكشن والكوميديا، وهذا هو الأصعب».

ويؤكد الرداد أن أعمالاً ستجمعه بزوجته إيمي قائلاً: «هناك أكثر من فكرة يتم العمل عليها، ورغم استحواذ رعاية طفلنا فادي على وقت إيمي، فإنني أطاردها لتقديم أعمال فنية؛ لأنها موهبة كبيرة لم تخرج ربع طاقتها الكوميدية».

كما وصف الرداد زوجته بأنها «ناقدة صريحة لأعمالي»، موضحاً أنه «يحب أخذ رأيها في الأعمال الكوميدية التي يقدمها لإحساسها العالي وموهبتها التي تحمل جينات والدها الفنان الراحل سمير غانم».