حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: اختياراتي الفنية تخالف السائد

تحدث عن كواليس تقديمه برنامج «الليلة دوب»

اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})
اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})
TT

حسن الرداد لـ«الشرق الأوسط»: اختياراتي الفنية تخالف السائد

اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})
اعتاد العمل على أكثر من مشروع في وقت واحد ({الشرق الأوسط})

يتطلع الفنان المصري حسن الرداد للوقوف مجدداً على خشبة المسرح من خلال مسرحية «التلفزيون» التي تجمعه وزوجته الفنانة إيمي سمير غانم، وتُعرض لثلاثة أيام بمهرجان العلمين منتصف الشهر الجاري. وقال الرداد في حواره مع «الشرق الأوسط» إن هناك أعمالاً أخرى ستجمعه بإيمي، التي وصفها بأنها «لم تكشف إلا عن ربع موهبتها الكوميدية».

وعَدّ الرداد التعبير عن المشاعر والأحاسيس العملية الأصعب في التمثيل، وقال إن «التمثيل ليس في صالات الجيم، لذا أفضل السير عكس التيار ومخالفة السائد في اختياراتي الفنية من منطلق إيماني بأن الفن رسالة والفنان صاحب صوت مؤثر، ولا بد أن يقدم للناس ما يمتعهم ويفيدهم».

يؤكد أنه أحب فكرة برنامج الليلة دوب ({الشرق الأوسط})

وتطرق إلى تجربته كمذيع لأول مرة عبر برنامج «الليلة دوب»، وإلى قرب البدء في تصوير فيلم «طه الغريب»، كما يعمل على أكثر من فكرة جديدة ليخوض بها الموسم الرمضاني المقبل.

وقدم الرداد أخيراً الموسم الأول من البرنامج الترفيهي «الليلة دوب» في نسخة عربية من برنامج «That’s my Jam» للمذيع الأميركي جيمي فالون وقد طُرحت منه عدة نسخ بمحطات أوروبية.

وعن هذا الأمر يقول: «إنها تجربتي الأولى في تقديم البرامج، وهي مسؤولية كبيرة، وكنت أستضيف 4 من نجوم العالم العربي في كل حلقة، كما أن طبيعته كبرنامج ترفيهي تتطلب من مقدمه التعامل بلطف وخفة دم وسرعة بديهة وخلق روح حلوة مع ضيوفه، وهي أشياء لا تعتمد على اسكربت».

يؤكد إصراره على السير عكس التيار في اختيار أعماله الفنية ({الشرق الأوسط})

وأشاد بفريق العمل الذي اختارته قناة «إم بي سي»، وأوضح أن «البرنامج مأخوذ عن (فورمات عالمية) وجرى إنتاجه في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أخرى، ولأول مرة يتم عمل نسخة منه بالشرق الأوسط».

وتابع: «كثيراً ما تلقيت عروضاً لتقديم برامج واعتذرت عنها، لكن هذا البرنامج حين شاهدته وجدته لطيفاً للغاية، وشعرت بأنه تجربة مختلفة بعيداً عن برامج الخناقات والدموع، فالناس في حاجة لترى شيئاً لطيفاً يسعدها».

ويضيف: «لقد شاهدوا حلقة من تقديمي في بريطانيا وقالوا إنني من أفضل من قدموا البرنامج، وهذا شيء أسعدني، لكنني أيضاً أُثمن رأي الجمهور الذي ألتقيه في الشارع، فهو صاحب الرأي الحقيقي، وكنت أخيراً بإيطاليا وفوجئت بجمهور عربي يحدثني بإعجاب عنه، وهناك أطفال مع أهلهم عبروا عن تعلقهم به».

الرداد وزوجته ({الشرق الأوسط})

وشدد على أن البرنامج لم يأخذه من التمثيل، قائلاً: «البرنامج فيه مسرح وجمهور ومواقف كوميدية مع الضيوف».

وعن استعدادات الفنان المصري لعرض مسرحية «التلفزيون» بمهرجان العلمين لثلاث ليال، بدءاً من 15 أغسطس (آب) الجاري، يقول: «هي أول مسرحية تجمعني وإيمي، وكان عرضها الافتتاحي بموسم الرياض العام الماضي، وقد حققت نجاحاً أسعدنا واستقبلنا الجمهور السعودي بشكل رائع».

لا يتمنى تكرار ظروف التصوير في رمضان ({الشرق الأوسط})

ولفت إلى أن المسرحية تتضمن «فكرة جيدة، كما ضمت مجموعة من الفنانين مثل محمد أسامة وبدرية طلبة، ويتم عرضها بمهرجان العلمين في إطار التعاون بين هيئة الترفيه والشركة المتحدة، وأتمنى أن تعجب جمهور المهرجان».

ويستعيد الرداد ظروف تصوير مسلسل «محارب» الذي قام ببطولته في رمضان الماضي، قائلاً: «ظللنا نصوّر حتى قبل عيد الفطر بيومين، وأنا لا أحب التصوير في رمضان ونحن صائمون، حيث يكون الأمر مجهداً للغاية، وقد بذلنا جميعاً كفريق عمل جهداً كبيراً، وفاق رد الفعل توقعاتنا».

بعض شركات الإنتاج تدفع الممثل لتقديم أدوار نجحت مع الجمهور

حسن الرداد

وأضاف: «العمل نجح لأنه يحترم عقل المشاهد ويناقش أكثر من قضية تمس الناس، كما تضمن رسائل عديدة، من بينها أن على الإنسان ألا يترك حقه، وأن يسعى لأخذه بالقانون وليس بذراعه؛ لأن ذلك يثير الفوضى».

وعن خططه للموسم الرمضاني المقبل يقول: «اعتدت على دراما رمضان منذ مشاركتي في مسلسل (الدالي) مع النجم الكبير نور الشريف، ومع يحيى الفخراني في (ابن الأرندلي)، وأول بطولاتي في (حق ميت)، وكذلك في مسلسل (عزمي وأشجان) مع إيمي، وسيكون هناك عمل جديد في رمضان المقبل إن شاء الله».

«الليلة دوب»... تجربة مختلفة بعيداً عن برامج «الخناقات» والدموع

حسن الرداد

وبينما يستعد لتصوير أحدث أعماله السينمائية «طه الغريب» الذي يأتي في إطار رومانسي، حسبما يقول، عن رواية لمحمد صادق ومن إخراج عثمان أبو لبن، يتحفظ الرداد كممثل بشدة على مبدأ «اللعب في المضمون».

ويوضح: «بعض شركات الإنتاج تدفع الممثل لتقديم أدوار نجحت مع الجمهور، في حين أنني أعشق التغيير، وأراه عاملاً يضمن الاستمرار، لذلك أحاول الاجتهاد وأتنقل في أفلامي بين الميلودراما والرومانسية والأكشن والكوميديا، وهذا هو الأصعب».

ويؤكد الرداد أن أعمالاً ستجمعه بزوجته إيمي قائلاً: «هناك أكثر من فكرة يتم العمل عليها، ورغم استحواذ رعاية طفلنا فادي على وقت إيمي، فإنني أطاردها لتقديم أعمال فنية؛ لأنها موهبة كبيرة لم تخرج ربع طاقتها الكوميدية».

كما وصف الرداد زوجته بأنها «ناقدة صريحة لأعمالي»، موضحاً أنه «يحب أخذ رأيها في الأعمال الكوميدية التي يقدمها لإحساسها العالي وموهبتها التي تحمل جينات والدها الفنان الراحل سمير غانم».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».